مواضيع اليوم

ارتباك امرأة

randa sadek

2015-11-21 12:26:13

2

ارتباك امرأة

 

 

سألتها صديقتها

- كيف أتخلص من ذاكرتي, ومن هذا الحنين الذي يغتال صبري ويدمر صمودي؟!

(صديقتها عاشت عاشقة متفانية قدمت أكثر ما تستطيعه امرأة للإحتفاظ بحبيبها لكنه قطف وردتها ومضى..)

قالت باندفاع، وهي تلبس رداء حكيم مقاتل منتقم:

" عندما يغادر الحبيب وتبقى حالة الحب، يجب أن نتخلص من كل الأشياء العالقة في الأمكنة التي جمعتنا به."

كانت صديقتها في قمة الإحباط والذهول، فيما هي تواصل المعركة باندفاع وكأنها في الجولة الأخيرة من معركة حسمت لصالح العشيقة المخذولة

" يجب التخلص من الكتب التي ترك عليها بصماته, ومن سجادة حريرية مشى مئات المرات على رسومها البديعة, ومن مشجب اعتاد تعليق شاله عليه, ومن الكرسي الذي مازال يبكي غيابه, ومن مجسم حصان عربي شديد الجموح كان شديد الإعجاب به..

وحين يغادرنا الحبيب يجب أن نرمي بكل ما يمت للذاكرة بصلة، في بحر النسيان, نطلي الجدران بلون آخر ,ونغير قطع الأثاث, ونرمي من ذاكرتنا أغاني الحب والشوارع التي كانت يوما مسرحا للضحكات, ونلقي رسائلنا في النار كي تحرق حبرها الشقي..

علينا أن نحدث انقلابا جذريا في حياتنا, ونغيير حتى أسماءنا كي ننسى كيف كان يأخذه الذهول على إيقاعها.. علينا أن نستعد للمخاض العسير لإزالة نجاسة الخديعة، ونتطهر من جديد"

كانت صديقتها مطرقة برأسها تخفي هزيمتها وتلوك الخيانة.. لم تعلق.. نهضت متثاقلة.. حدقت فيها مليا.. أغلقت رموشها على عينيها.. قالت:

 

- ماذا ترين؟؟

- لا أرى غير ضوء يخترق الغبش

- هل جربت العشق من قبل..

ومضت لم تنتظر الإجابة..

مرت الأيام ووجدت نفسها وحيدة على رصيف الإنتظار مع انكسارتها..تحاصرها لمساته ونظراته وصوته السحري الذي طالما سلبها الصمود أمام اجتياحاته.. صوته يطن في أذنيها كطنين بعوضة قاتلة:

-أنت زوجتي بشريعة ووعد قلبي لا تكترثي..

يأخذها إلى جنون اللذة ويحلق بها في عالم وردي متوحش يفترسها.. ويغادرها كل مرة يطمئنها:

-أمهليني بعض الوقت وستكونين أجمل عروس في المنطقة.

اختفى وتركها على رصيف الخيبة في أحشائها طفل، تواجه المجتمع المفترس.. تطل عليها صديقتها التي رممت ما انهار منها بعد تجربة عشق فاشلة.. يطن في رأسها سؤال الصديقة التي لم تنتظر الإجابة عليه:

-هل جربتِي العشق من قبل؟؟

وكأنها كانت مسحورة، وكأن صوته يدك كل دفاعاتها.. وجدت نفسها تتصل بصديقها المحامي:

 

- ما وضع المرأة الحامل بلا زواج في القانون اللبناني؟

 

- القانون اللبناني لا يقترب من هذه القضايا, ومن يحكم بها هو المحاكم الروحية, فإذا لم بعترف شريك المعاشرة بأبوة الطفل يعد ابن زنا، ولا ينسب لأبيه..

 

تركها حبيبها فكيف تثبت أنه تزوجها بشريعة الحب, وقال لها امنحيني نفسك فمنحته راضية مختارة.. لم تطل التفكير بالأمر واتصلت بطبيب لتتفق معه على إجهاض الجنين قبل أن يتشكل.. فخرجت من بوابة العشق إلى بوابة القتل, من دون أن يرفّ لها جفن.

مرت الأيام وحاولت نسيان ما حدث.. اصطادت شابا وسيما من شبكة الإنترنت, اختارته من مدينة بعيدة.. ودخلت به عالم البراءة.. وها هي اليوم تحبك خطتها, بأجمل فستان زفاف تبدو فيه فراشة طاهرة تستعد لدخول جنة حبيبها, بعد أن أجرت عملية ترقيع غشاء البكارة, ودربت نفسها على خجل الصبايا  في ليلة الدخلة.. ولسان حالها يقول:

الخديعة سهلة, والحقيقة في مجتمع مصاصي الدماء، ترمي بك وحيدا منبوذا

تجتر الخيبة ويلتصق بك العار..عروس منافقة، أفضل من امراة صريحة واضحة

هكذا تنمو المخالب والأنياب تحت جلد الفراشات، ويقطر السم من رقة الياسمين.

-




التعليقات (2)

1 - عمان الأردن

كارلوس رياشي - 2015-11-22 23:33:02

ما لم تقله إمرأة

2 - aissa Mhamdi

عيسى المحمدي - 2015-12-15 11:06:35

ربي يكون في عونكم ، و المرأة شريك فاعل في الأسرة و القبيلة و الدولة ، والمرأة هي سيدة الإقتصاد والمؤتمنه على مالية العائلة سواء كانت في البيت او القبيلة أو الدولة ، وعلى الأقل في المجتمعات الاسلامية نطبق حتى الشرع الاسلامي : حظ الأنثيين ، للمرأة الثلث في الوظائف المدنية و العسكرية و في مواقع القرار و المسؤولية ، و لها الثلث في رئاسة البلديات ، ومرة خلال ثلاث دورات أن تكون المرأة رئيسة دولة ، أو رئيسة حكومة ، رئيسة مجكمة ، رئيسة جامعة ، محافظ للزاوية أو طرابلس أو غريان ، أو سرت ، من حق المرأة الترشح لمختلف الهيئات الانتخابية بالثلث او التناصف ، ولتكون ليبية على غرار نجيلا ميركل أو هيلاري كلنتون ، او تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة ، اعطوا للمرأة حقها سيفتحعا اللله في وجوهم و في صلاحكم ، وخاب من ردد كلمة لم يفلح قوم ولوا أمرهم إمرا’ وصدق رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قصد بها زمن معين ومكان معين و لم يقلها للتعميم Fin de la conversation

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !