علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــ
aliatia123@yahoo.com
ظلت مسألة التزام الادب والاديب من اهم المسائل الخلافية بين المدارس الادبية على مدى قرون وتحديدا منذ بدء الادب المكتوب وانحسار مد الادب الشفاهي.
ومثلما بقيت مدرستا (الفن للفن) و(الفن للحياة) تتصارعان على حلبة البقاء كذلك ظل منهجا الادب الملتزم والادب غير الملتزم يتقاسمان ساحة الديمومة لكن الصراع حسم لصالح الادب ذي الرسالة والكلمة النيرة برغم تبجح المناوئين له واتهامه بانه ينحى منحى التعليم ولاخير في ذلك لان اغلب معطيات الحضارة جاءت من التعليم ولم تأت من الانحلال والميوعة والنوم حتى منتصف النهار ولعب الدومينو!
غير انه اذا غاب قط الابداع لعبت فئران الزيف وصالت وجالت جرذان التفاهة وتبنى بعضهم مظاهر وسلوكيات غير منضبطة تحت ذرائع انهم بتحررهم من تقاليد وقيم المجتمع يمكنهم انتاج اعمال ادبية مؤثرة.
وهذا طبعا اكبر وهم يعيشه المبتدئ في طريق الادب فضلا عمن لديه باع ويشق القاع!
اعجبتني لفتات في حياة الاديب العالمي غوته (1749-1832م) ومنها انه وجهت اليه انتقادات بشأن عنايته الفائقة بشخصيته اكثر من عنايته بالشعر والادب فقال: (ان من حقي ان اعنى بشخصيتي وهي اكبر من ادبي) وكان غوته يكتب يومياته ويحاسب نفسه يوميا على درجات رقيه وبناء شخصيته.
كنت احاور احد الشعراء بهذا الخصوص ففوجئت به ينقل انطباعا سائدا من الوسط الذي عرفه منذ ثلاثة عقود مفاده ان الذي يكتب قصيدة جيدة لابد من ان يكون شخصا غير ملتزم فادركت سر الجمل المفككة واللغو في الكثير مما ينشر من قصائد تحت مسمى قصائد نثر في حين ينتهي اصحابها نهايات مؤسفة غير مأسوف عليهم وان جعجعوا بلا طحين!
كاتب وصحفي عراقي
التعليقات (0)