نظرت حولي فوجدت بعض الشباب يبغون مكتبا أنيقا يجلسون إليه , وجهاز كمبيوتر موصول بالانترنت ليهيمون على وجوههم في مواقعه , ونمطا من العيش لا يضني ولا يقلق ! .. هكذا.. استسلاما للواقع المرير!.. و حين جلست إليهم أحسست وكأني أغوص في بحر من الحيرة , فهم ليسوا على تلك الدرجة التي تصورتها من السوء و الفراغ الذهني و العقلي , بالعكس ان فيهم خير كثير فطري لم يجلب بعد , ولكنهم يشكون وصول أناس إلى الذرى دون جهد يذكر , اللهم إلا جهد الملق لملاك السلطة والاستعداد لخدمة الأهواء , هنا بدأت تتضح الرؤيا قليلا لي , فإذا أصبح يعتلي القمة المتملق و المداهن , ومن كان وصوله " بالتعيين " لا بالخصائص " النفسية و العقلية " , عندها لن يصبح طموح من هو في القاع إلا الركون للظل و التمتع بالكسل والفراغ المضل .! وهل هذا النوع من الخلائق ترشحه مواهبه لهدف كبير ؟ لا اعتقد .!.
هناك أمور لا بد منها لكفالة نهضتنا , ولتعزيز روح العمل و الجد و الاجتهاد في شبابنا , وهي أمور يجب ان تبدءا على مستوى القمة , أي في أعلى الهرم الوظيفي , اختصارا للوقت من أهمها إسناد الأعمال الكبيرة لأصحاب الكفايات , وان لا تؤخر الأمانة أو الكفاية ويقدم الولاء أو الملق !!بمعنى ان لا يسند العمل لمن يحسن التنويه بأصحاب المناصب و الثناء عليهم ونسبة العبقرية كلها لهم وجعلهم مدركون لشؤون البر و البحر و الدنيا و الآخرة !! بل قد يصل الامر الي شراء ما يعبر البحار والانهار , من يخوت وسفن كبار , ومساعدة الابناء الصغار منهم و الكبار ,كل ذلك للوصول للكرسي الدوار, او للبقاء عليه ما كان الليل و النهار ؟!
ان وصول مثل هؤلاء للمناصب العليا , يجعل احدهم ينظر إلي فلانا لا يمدحه أو فلانا لا يذكره بخير فيحرمه من العمل , وهكذا دواليك حتى قعر القاع ! ومعنى انك تعلم ان فلانا يصلح لعمل فتاتي بمن لا يصلح وتضعه مكانه فانك تخون الله و الرسول و الوطن , فالأمم الأخرى لم تنجح إلا لان الكفء يقدم لعمله ويقدم العمل إليه فريضة !!
كما أن ملايين العاطلين , وأنا أقول ملايين ليس بصيغة المبالغة , أنهم كذلك , فقد صرحت وزارة العمل أنهم مليون ونصف , وأنا أقول أنهم يزيدون عن هذا الرقم بكثير , هؤلاء يعتبرون قنبلة موقوتة , فإذا صرفنا ألاف الملايين في بناء جامعة لا يصل لها إلا الطيور المهاجرة , وأخرى للبنات زاد فيها البذخ و المبالغة في مدة التسليم " والغريب أنها لا تقبل الطالبات ؟! " , أقول إذا صرفنا كل هذه المليارات , والبطالة تزيد بشكل مهول , فمثلنا مثل من قام ببناء قصر من الرمال و على الرمال , هبت ريح ويصبح كان لم يكن ؟!
ولكن هناك شيء يجب ان يفهمه شبابنا , وهو انه في حال ان الأمور لم تكن على النحو الصحيح وأننا ابتلينا بمن يعبدون أنفسهم , فعينا إذا ان لا نخن وطننا من اجل مسئول خائن بل علينا ان نخدم وطننا وديننا بكل ما أوتينا من طاقة , روى البخاري في المناقب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ستكون أثرة وأمور تنكرونها قالوا : يا رسول الله فما تأمرنا ؟ قال : تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم " .. والله من وراء القصد ,,
عبدالعزيز بن عبدالله الرشيد
التعليقات (0)