اخوتي اليهود! هل تتقبلون دموعي اعتذارا
بقلم محمد الحلو
كنت صغيرا حينما قال لي صديقي اليمني : كيف يمنك تفريق اليمني المسلم عن اليمني اليهودي ؟؟؟؟
فقلت له ببراءة : ان اليمني بشكل عام وبغض النظر عن دينه يتميز بسحنته السمراء وبهزاله وبخنجره الذي يتمنطقه
فضحك صديقي اليمني وقال : انت مخطيء فاليهودي اليمني_ ولغاية هذه اللحظة _ لا يتمنطق الخنجر وذلك لتمييزه عن بقية اليمنيين المسلمين الأسياد !!! يا الهي لكم المتني هذه المفارقة الغريبة المخزية ... هل يعقل ان يكون اليمنيون اليهود اغرابا في ارض ابائهم واجدادهم ؟؟؟ هل يتقبل اليمنيون ان يكون اخوتهم موضع دوني وسفلي لمجرد تمسكهم بدين اجدادهم مع العلم ان هذا الدين كان دين عموم اليمنيين قبل الفي عام !!!!! .
بعد ذلك اصبحت افتش وأنبش عن وضع اخوتنا اليهود في بقية بلادنا التي تسمى عربية فعلمت ان الراعي اليهودي - في شمال أفريقيا في ظل العثمانيين _ لا يورد اغنامه لغدير الماء الا بعد ان ينتهي الرعاة المسلمين من ذلك احتراما وتوقيرا للسادة المسلمين وحتى لو كانوا رعاة أغنام مثلهم !!! يا للظلم !!! يا للعار ؟؟!!! .
وعلمت ايضا _ وعكس ما كان يقال لنا ؛_ _ بان اليهود في الشام قد بدلوا وغيروا دينهم بدين الأسلام اتقاء للمذابح والمجازر التي هم وبدأ بها االمسلمون في القرن التاسع عشر !!! يا للحزن !! ويا للبؤس !!!!
وعلمت كذلك أنه في الأربعينيات من القرن المنصرم وفي بلاد ما بين الرافدين _( بعيد المذابح وغرف الأفران النازية في أوروبا التي اودت باكثر من مليوني يهودي وهذا هو اقل تقدير على راي احمدي نجادي ) _ قد تم الأستيلاء على ممتلكاتهم واموالهم وبيوتهم ( تقدر الأن بعشرات المليارات من الدولارات ) وأسقطت عنهم الجنسية العراقية بدون اي ذنب قد اقترفوه سوى انهم يهود _ وهذا ما يحصل الان بالنسبة لأخوتنا المسيحيين!! يا للمفارقة المقززة _ تخيلو ان كان هناك انذاك عددا منهم يقدر بمائتي الف مواطن قد كتب عليهم رغما عنهم ان يغادروا مسقط راسهم وارض ابائهم والتي تحوي جثامين احبائهم بدون رجعة !!!
تخيلوا معي المخيمات البائسة التي بنيت لهم على عجل في اسرائيل وفلسطين
أين هي املاكهم الان ؟؟؟ ومن هم الذين يرتضون على انفسهم التمتع بها بدون ان يرف لهم جفن او تصيبهم وخزة من ضمير ؟؟؟
تخيلوا معي كيف اطفالهم كانوا انذاك يسالون ذويهم : لما خلعتمونا من جذورنا ؟ولأي سبب ؟؟
يا للخزي!!! يا للخسة !!!ويا لغياب الضمير!!!!
لقد التقيت ذات يوم في بخارست مع مواطن عراقي اخذ يحدثني عن وجبة عراقية شهية اسمها_ التشريبة _وحديثه عنها_ أي عن وجبة التشريبة _ اسال لعابي اشتهاءا لتلك الوجبة ,وهذا مما جعله يسارع بدعوتي لبيته !!!وهناك وعلى وقع صوت المطرب ناظم غزالي وهو يشدو باغنيته الرائعة _ يا أم العيون السود - تفاجأت بان مضيفي هو يهودي الديانة يعشق حتى النخاع كل ما هو عراقي رغم انه لم يزر العراق ابدا , لكن حديث ابيه- الذي مات ولم يكحل عينيه بثرى العراق الحبيب _ جعله متيما به !!!!! يا الهي لكم بكينا معا لحظتها , وتمنيت عندها لو ان الأديان لم تخلق ابدا
حينما كنت صغيرا كانوا يحدثونني عن أحترام الديانة الأسلامية للديانة اليهودية كديانة سماوية,وعن العدل والتسامح الذي ظلل اليهود تحت راية الأسلام, لكنني بالحقيقة_ وبكل الأسف وجدت عكس ذلك تماما, ممايجعلني _ كعربي مسلم بالوراثة _ أن اتوجه لكل يهودي عراقي وتونسي وليبي وشامي ويمني واقول له_ وما أنا محكما الا ضميري _ : انا اعتذر عن كل ما بدر من ابائي واجدادي ولا املك تعويضا لك الا دموع الندم والحزن !! فهل لك ان تتقبل أعتذاري ؟؟؟
الشيخ الجليل محمد الحلو قدس سره... لعمري ان عفوك عنا هو الشهادة على مقدرتك.. ودموعك المنهمرة هي الشهادة على نبلك وانسانيتك وسلامة طويتك وبصيرتك... طربت حين مطالعتي ردودك الرشيقة على قراءك في المقال الاصلي على الحوار المتمدن... لسان حالي يقول كلما وطأت مدونتكم الغراء إخلع نعليك انك في مضارب الشيخ الجليل والورع محمد الحلو قدس الله سره... لا أجاريك يا شيخي ومعلمي الحلو في لطف كلماتك وحلاوة مجاملاتك وصدق عباراتك وعبراتك... تحية ود واحترام ووفاء واعتزاز نرسلها اليكم مشفوعة بمشاعر الامل من هنا من بيت المقدس الاسرائيلي الاسير..
بكينا على اطلال مقدسنا (أقصاهم) فما قبلوا .. آوينا مشردينا من بلدانهم فما ارتضوا .. وعن حق مشرديهم المقدس في العودة ما ارتجعوا.. عقدوا مؤتمرهم قبل ايام في عقبة الاردن سموه مهرجان الفتح العمري يبتغون تحرير أقصاهم من الاسر.. كيف يتحرر المسجد الذي يقبع على اطلال معبدنا... هل انا في حلم ام في حلم انا... بل سمعنا أعاجم المسلمين الذين قدموا الى العقبة من اصقاع الارض يتوعدوننا بانهم قادمون لفتح القدس فهم احق واولى بها من سدنتها الاولين.. يعيروننا بأعاجمنا فيما يسلطون علينا أعاجمهم بدعوى ان المسلمين أمة واحدة وان حق المسلم الماليزي والفنزويلي في أورشليم أنصع من حق احفاد الناجين من المحرقة البابلية والرومانية الذين روت دماء اخوانهم أزقة قدس داوود وسليمان.. يرتضون لانفسهم ما يحرمونه علينا.. هل ولدت في العقبة قومية جديدة تجمع اعاجم المسلمين حول اسوار أورشالم.... رضينا بلملمة أشتاتنا من يثرب ومصر والشام والمغرب وبابل ومن وراء البحار وحصرهم في اكناف أورشالم التي منها تفرقت أيادي سبأ فما ارتضوا بتوطين من يدعون ويتشدون بأنهم اخوانهم وأحباءهم وها هم يسلطون على حدودنا المؤلبة قلوبهم يوم الخامس عشر من ايار القادم يريدون ان يدخلوها كما دخلوها اول مرة وان يجوسوا خلال الديار ويتبروا ما علوا تتبيرا وتقتيلا... وما علموا أننا كلما ضيقوا علينا الخناق واشتد علينا الكرب كسرنا الاغلال وصرنا اكثر ثباتا ونفيرا....
دام مدادك أخي ومعلمي محمد الحلو منارة يهتدي بها من ضل السبيل.. يعجز اللسان عن التعبير عن صادق شكرنا وامتناننا... وتنحني الهامات والاقلام اعجابا واعتزازا برقي احساسك وحسن سريرتك... مع قبول خالص الود
مع ملاحظة ان مطالعة المقال هنا لا تغني عن زيارة المقال الاصلي وما تبعه من حوار خلاق وممتع وردود جديرة بقراءة متأنية :
www.ahewar.org/debat/show.art.asp
التعليقات (0)