مواضيع اليوم

اخلاق العلمانية

نزار النهري

2011-10-01 10:00:14

0

في يوم من الايام، سألت صديقي الذي زارني من العراق، ماهو اكثر شيء لفت انتباهك في المانيا؟ فلم يقل لي النظام او النظافة او التكنلوجية او الخضار او ... بل قال: كثرة المعاقين!

فهل هناك فعلا زيادة بعدد المعاقين الالمان تفوق ماهو في العراق مثلا، خصوصا ان العراق ربما يملك من معاقي الحروب مايفوق اصحاب العوق الطبيعي.

بصراحة .. لا توجد زيادة في اعداد المعاقين في المانيا، ولكن ما يحدث هنا، هو ان المانيا تحترم آدمية المعاقين!

الفرق هنا ان القانون يحمي المعاقين، ويسهل لهم امورهم، يعطيهم حقوقا اكثر من حقوق اقرانهم غير المعاقين. كلما زادت نسبة العوق، كلما زادت الحقوق.

اهم شيء يتمتع به المعاقون هنا، هو الخروج الى الشارع، وساعدهم في ذلك وجود الشوارع المستوية النظيفة الجميلة، توفر الخدمات الخاصة للمعاقين، دفع الدولة رواتب لاشخاص يقومون بمهمة اخراجهم وتنزيههم، مهما كانت درجة العوق حتى لو كان المعاق لا يقوم باي فعالية الا التنفس. لذلك تصور صاحبي ان اعداد المعاقين هنا هي اكثر من اي مكان في العالم.

ما يحدث في دولنا المتدينة او المتدنية ـ لا فرق الا في ترتيب الحروف ـ هو احتقار لآدمية الانسان الا ماندر، المعاق مكانه البيت الى ان يموت، خصوصا اذا كان انثى، وهنا تقودني الذاكرة الى احد الايام عندما كنت في العراق وكان في الطريق فتاة شابة معاقة يدفعها ابوها على كرسي متحرك، وكانت تصرخ ولم يبق احد في الشارع لم ينظر اليها وبقيت كلمات ذلك العجوز الخرف ترن في اذني لحد الان وهو يقول، لماذا يخرجون هذه الفتاة، اليس افضل ان يتركوها في البيت؟ هذا مثال الرجل الشرقي المستبد ومثله كثيرون، الرجل المتدين المحب للخير اسما لا فعلا، وهذا ما يدحض الرأي القائل ان الاديان تحث على الاخلاق، قد ينط لنا احدهم قائلا: هذا سلوك بشري لا دخل للاديان فيه، واجيبه: مافائدة الاديان لو انها لم تستطع تقويم السلوك البشري؟

من هو المعاق؟

يعرف المعاق على انه الشخص الذي تنحرف صحته الجسمية او العقلية او النفسية لمدة اكثر من ستة اشهر عن الحالة الصحية الاعتيادية.

هذا الشخص يحصل على هوية خاصة تسمى ـ هوية المعاقين ـ ويحصل على امتيازات خاصة كثيرة اهمها:

ـ يحصل والدا المعاق سواء كانا ابواه الاصليان او كانا قد تبنياه على تخفيضات خاصة اضافية في الضرائب

ـ يحصل المعاقون على دعم خاص من الدولة للحصول على وظائف

ـ يحصل المعاقون على امتيازات اكثر في عقود عملهم ومنها ساعات عمل اقل واجازات اكثر

ـ يحصل المعاقون على دعم خاص من الدولة في تسهيلات السكن المريح ودعم مادي للمساعدة في الايجار

ـ يحصل المعاقون على تخفيضات خاصة في كافة المرافق الرياضية والسياحية والمستشفيات وغيرها

ـ يحصل المعاقون على تخفيضات خاصة بالضرائب بالنسبة لوسائط النقل مثل السيارة الخاصة، وكذلك حصولهم على بطاقات مخفضة لوسائل النقل العامة.

ـ يحصل المعاقون على تخفيضات خاصة في ضرائب الدخل

اضافة الى امتيازات خاصة كثيرة


احدى المعاقات تمارس هواية الرسم


احد المعاقين في احدى الورش يمارس هوايته


معاقون يعملون


هذه اللوحة رسمتها الطفلة كلاوديا كوپيل 11 سنة، تقول: "في لوحتي يظهر معاقون
دون ان نلاحظ عوقهم، يلعبون او يتمشون في المنتزه. الذي اريد قوله في لوحتي،
المعاقون هم بشر مثلنا تماما ولكن بفارق بسيط جدا، ويجب علينا تقبلهم"

عوق الانسان هنا لا يمنعه من ان يتبوأ اعلى المناصب، وخير مثال على ذلك وزير الداخلية السابق ووزير الاقتصاد الحالي في المانيا فولفگانگ شويبلة Wolfgang Schäuble.


وزير الاقتصاد الالماني فولفگانگ شويبلة

بلا تعليق




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !