كنت قد كتبت مقال " لم يجف حبره حتى ألان" أناقش فيه رأي الدكتور يوسف الأحمد في عزمه رفع قضايا على جهات عدة في الدولة , وقد أكدت في مقالي وردودي على الإخوة أن رفع القضايا حق من حقوقه , وقد خالفته في بعض توجهاته , وكل ذلك كان يدور في حق الجميع في إبداء الرأي .
وقد صدمت أن الدكتور الأحمد ادخل السجن ..لا حول ولا قوة إلا بالله ..
لماذا تكمم أفواه من أراد أن يبدي رأيه , هل لازلنا نعيش تحت قبضة من لا يستريح بالهم إلا إذا كمموا الأفواه , ومضوا في طريقهم لا يسمعون همسا , وحرية الكلام التي يكرهها البعض , ليست حرية اللغو و التسلية , ولا حرية الهذر و الغناء ..! فان فهذا اللون من الكلام قد يعجبهم,ولكن حرية الكلام التي ينشدها المصلحون , ويكرهها البعض , هي حرية النقد , وحرية النصح والتقويم , وحرية مقاومة الحجة بالحجة لا بالعصا, أو السيف ..فلماذا يسجن هذا الرجل , فقد أعلن انه سيتجه إلي الشرع , و على آني ضد معظم ما كان يراه , ولكني ضد تكميم الأفواه , فهذه مصيبة والله ..
ربما أسكتوه وقتا , ولكن هل يعلمون ان قلبه يظل مستودعا للحقيقة التي احتبست دون الظهور.
أن الإسلام جعل للجميع حرية الحديث و الكتابة , ما لم يتعدى حقوق الله ,وحقوق خلقه , فان كان الكلام ينطوي على إساءات ومطاعن , فهو محرم , وليس لصاحبه حرا في التفوه به , قال تعالى (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم ).
إننا ضد تكميم الأفواه , وجعل السجن مرتعا لأناس لهم رأي يخالف السائد , وكما رفض الإسلام الضغط على الفكر , ليؤمن, رفض الضغط على الإرادة , لتذعن .. فنية الخير وحدها موضع الاعتبار , فلم يشن الإسلام الذي هو دستورنا هجوما البتة لنشر مبادئه , وإدخال الناس في تعاليمه , ان منطقه الاول و الاخير هو الاقتناع , والإقناع في جو تسود أكنافه الطمأنينة المطلقة ..فما بال أقواما نعلم إنهم مسلمين ونحسبهم يتبعون تعاليمه , يزايدون على ما جاء فيه .. متى نتخلص من إدخال السجون رجال أرادوا المجادلة بالحق , ولم يحملوا سلاح إلا قلم , قد يرد عليه بقلم .
اللهم إننا نسألك أن تفرج عن يوسف الأحمد , وتزيح عنه محنة السجن , وان تلهم أولي الأمر الحكمة , وتبعد عنهم ما يسيء إليهم ولا ينفعهم ,
والله من وراء القصد ,,
التعليقات (0)