مواضيع اليوم

اختلاف المشلرب في الدعوة الى الله

سلام الهدى

2010-09-21 03:53:18

0

فتح الله غولان و اختلاف المشارب في الدعوة الاسلامية
مِن الخطأ التناسي أن الله تعالى خلق الناس بمشارب مختلفة وأذواق مختلفة وأن كل مشرب يحوي جانباً من الحقيقة. ومن الخطأ محاولة التصدي والعمل ضد الفطرة التي فطر الله الناس عليها، ومحاولة جمع جميع المياه المتدفّقة في جداول مختلفة في جدول واحد، فهذه محاولة خيالية. بل على كل واحد منا محاولة نشر الأنوار القرآنية والإيمانية، كل في ساحته، ولا يصرف جهده في النـزاع مع الآخرين. فإنْ لم يستطع الاتفاق مع الآخرين فعليه في الأقل ألاّ يُثير نـزاعاً. ويجب أن يحذر تماماً من النـزاع والخصام مع المسلمين وانتقادهم واغتيابهم، بل عليه أن يتعلم كيف يثني على كل عمل خيرٍ وأن يكون ظهيراً لكل من يذكر الله. فإن فعلنا هذا فإننا نأمل بعون الله تعالى تأسيس تعاون واتحاد واتفاق فيما بين المسلمين.
صحيح أن الطرق والمسالك قد لا تكون نفسها، ولكن المهم هو الهدف والغاية.
كما انه هناك أسباب عديدة في اختلاف هذه الطرق. فالبيئة التي ينشأ فيها الإنسان، والثقافة التي يأخذها لها تأثير كبير عليه.
حتى في العهد النبوي الذي تم فيه توحيد الدين والتأليف بين المشارب لم تَنْمحِ الأذواق والمشارب المختلفة، ولم يحاول أحد القيام بمثل هذه المحاولة. والحقيقة أن محاولة توحيد المشارب يصادم الفطرة الإنسانية. ذلك لأن الذين خُلقوا بطبائع مختلفة لا يمكن أن يفكروا بالطريقة نفسها.
ولذلك يجب أن يتم الاتفاق والاتحاد على الصعيد الفكري والمنطقي. على الجماعات الاجتماع حول مائدة واحدة ومحاولة تأسيس وحدة فكرية ومنطقية. فلكي ننقذ الحق من براثن الباطل، ولكي نتخلص من الذل تجاه الكفرة والفسقة، ولكي نؤمّن صعود الأمة المحمدية إلى المستوى اللائق بها بين الأمم ونشر حقائق القرآن المعجز البيان في العالم كله يجب الاتفاق على الصعيد الفكري والمنطقي.
. فالاتحاد والائتلاف بحاجة إلى أسس فكرية ومنطقية. أما من جهتنا فإننا نشاهد الصحوة الإسلامية في تركيا وفي البلدان الإسلامية الأخرى، ونرى وجوب قيام كل إنسان بالواجب الملقى على عاتقه لتهيئة ما يمكن تهيئته للمستقبل. وإلى جانب هذا نعتقد بعدم جواز تناسي ضرورة الارتباط بأسس معينةوهي :
أولاً: القيام بالثناء على كل من يقدم خدمة في ساحته وقبول كل من يقول: "إن كل من يذكر الله تعالى ويسعى من أجله ويبجّل رسولنا صلى الله عليه وسلم فهو أخي".
وما يعنينا في هذا الموضوع من وجهة نظر دعوتنا هو أننا جميعاً باختلاف مشاربنا وأذواقنا نؤْمن بربّ واحد، ورسولنا واحد، وكتابنا واحد، وقبلتنا واحدة، وطريقنا واحد. إذن نستطيع أن نقيم وحدتنا على هذه الأسس المنطقية السليمة وليس على أساس عاطفي مجرّد. فهذه الأسس القوية المشتركة فيما بيننا تقضي وتوجب الوحدة بيننا. أما الزعم بخلاف هذا فليس إلا همسات النفس الأمّارة ومعاذيرها.
ثانيا: الطريقة الثانية في هذا الموضوع هي ألا يقوم أحد بإكراه الآخرين على سلوك طريقه. بل لندع كل واحد يعمل بالطريقة التي يفضّلها ويراها أصلح من غيرها، لأنه من المعروف أن من الصعب على الكثيرين تغيير أفكارهم، بل يستحيل ذلك في كثير من الأحيان. وبما أن الإجبار ليس طريقاً سليماً، بل يؤدي إلى مشاكل وانشقاقات لا يمكن التئامها، بينما التسامح واللين والتفاهم بالحسنى هو الطريق الذي أوصانا به القرآن. والذين يتبعون طريق الحكمة والموعظة الحسنة يحلون مشاكل مستقبلية مهمة.
وهناك شيء آخر يجب الوقوف عنده وهو: بما أن المشارب والأذواق المختلفة لا تتّحد، لذا فإن كل من يعمل في سبيل الإيمان والقرآن يؤدي في الحقيقة خدمة مهمة. فهناك مثلاً كثير من الأقلام اللامعة التي تقوم بتناول حياتنا الاجتماعية ومشاكلها بالتدقيق وبالبحث عن حلول لها. والإسلام بحاجة إلى مثل هذه الحلول. لذا فلندع هؤلاء يقومون بحل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، ولنقم نحن بما نستطيع القيام به. فكما تمت حمْلة تَكيّف وتوفيق في العصر العباسي، كذلك يجب أن تتم مثل هذه الحملة اليوم، ولتكن مقاييس وموازين أهل السنة والجماعة هي الحكم فيما نأخذ وفيما ندَع وفي التراكيب والحلول الجديدة، ولنحاول إنشاء عالم جديد أو في الأقل تهيئة الأسس للوصول إلى هذا العالم الجديد.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !