حماس حركة انقلابية، فهي التي انقلبت على الشرعية الفلسطينية في قطاع غزة في منتصف حزيران يونيه/2007م، ولذلك ينبغي علينا في حركة فتح ضرب معاقل حركة حماس في الضفة الغربية، حتى نحافظ على مقدرات شعبنا، وننجز مشروعنا الوطني بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ما سبق هو الخطاب الإعلامي لحركة فتح في المرحلة الراهنة، حيث تريد حركة فتح أن تقنع عناصرها وجمهورها والمتعاطفين معها بأن عمليات اختطاف كوادر وعناصر حركة حماس هي فقط لمنع أي محاولات انقلابية قد تقوم بها تلك الحركة، وهنا حركة فتح لها كامل الحرية في التعبير عن سلوكها السياسي والأمني، وإستراتيجيتها الإعلامية.
ولكن يبقى للمواطن الفلسطيني والعربي والإسلامي، وحتى أحرار العالم أن يدققوا في هذا الخطاب، ويتحروا مصداقيته، وكوني مواطن فلسطيني عربي مسلم أطرح عدة تساؤلات على حركة فتح، وأتمنى أن أسمع إجابة من قيادييها تقنعني أنا وباقي أبناء شعبي، وهي:
1- إذا كانت أجهزة حركة فتح تعتقل كوادر حركة حماس بالضفة الغربية من أجل منع تكرار ما حدث في قطاع غزة في منتصف حزيران يونيه/2007م، فلماذا الاعتقالات وصلت إلى كل فصائل المقاومة (حركة فتح-الجهاد الإسلامي- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وغيرها)؟
2- إذا كانت حركة فتح هي حامية المشروع الوطني الفلسطيني، فما هو توصيفها لهذا المشروع، وآليات تحقيقه؟
3- حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، فهل يتوافق التحرير مع افتتاح مزيد من الخمارات والنوادي الليلية في الضفة الغربية؟
4- حركة فتح هي رأس المقاومة في فلسطين، فهل هذا يتطابق مع وجود الجنرال مولر ومن قبله دايتون وعملية بناء الفلسطيني الجديد؟
مئات الأسئلة التي تبحث عن إجابات، ولربما نحن نعلم تلك الإجابات ولكننا نتمنى أن نسمع إجابات من ناطقي هذه الحركة، لعلنا نكون أخطأنا في التقدير، ولكن أعتقد أن الشمس لا تغطى بغربال، ويعتقد مثلي الكثيرون من أبناء شعبي أن حركة فتح لم تختطف كوادر حركة حماس، وإنما اختطفت الضفة الغربية عن بكرة أبيها، وهذا ما لا يتمناه عشاق حركة فتح، فالحركة التي تريد أن تحافظ على تاريخها المجيد، ينبغي عليها بناء مستقبل أفضل، هذا المستقبل يجب أن يكتب بالدم، كما كتبت حركة فتح تاريخها بدماء قادتها الأبطال، وهنا نطرح علاقة جدلية تقوم على (من اختطف من؟) هل حركة فتح اختطفت الضفة الغربية؟ أم هناك بعض المتنفذين اختطفوا حركة فتح؟ أتمنى أن يكون بعض المتنفذين هم من اختطفوا حركة فتح، لأن ذلك من شأنه أن تأتي الساعة وينقلب شرفاء حركة فتح على هذا الواقع المرير وتعود البوصلة إلى مسارها الحقيقي، لتنضم حركة فتح إلى غرفة العمليات المشتركة للمقاومة الفلسطينية وتخرج عن عزلتها السياسية، وبذلك نستطيع الجزم أن أبواب النصر قد فتحت، لأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وهذا ما تفهما دولة الاحتلال.
HOSSAM555@HOTMAIL.COM
التعليقات (0)