مواضيع اليوم

اختطاف الثورة..ما بين أنس الفقي وحسن سبانخ..

جمال الهنداوي

2011-02-05 20:21:56

0

تذكرنا الحملة الاعلامية الرسمية المصرية المكثفة والمهللة والمروجة والمعلية من قرارات منع السفر وتجميد الاموال والابعاد لبعض رموز الحزب الوطني ..بالتقنيات الاقرب الى الفهلوة القانونية التي كان يتبعها"حسن سبانخ" في كسب قضاياه الخاسرة عن طريق الصاقها ببعض رموز مراكز القوى التي اطيح بها في ما سمي حركة مايو التصحيحية..وان كان هذا الدور والاداء اللافت ..سيدخل في خانة المشاهد المميزة في تاريخ الفنان المصري عادل امام..فانه لم يكن بكل ذلك التوفيق تحت ادارة واخراج الوزير انس الفقي..

عتيقة جدا ..ومستهلكة حد التحلل..هي سياسة تحميل الاوزار والتهم الى رموز او افراد بعينها تتخفش في ظل الحاكم الطيب الغافل..ولفلفة التحركات التي رافقت  الاحداث الدامية التي شهدتها ساحة التحرير على انها تحت جفن الحكم النائم القرير العين بعدالته..

والاقالة التي تتم من هنا..والاستقالة التي تصدر من هناك.. لعناوين كانت لوقت قريب تعد من اركان الحزب الوطني والحكم من بعدها..وعبارات تطمينية ابوية تجاه الجماهير المشاركة في الاحتجاجات..وتباكي على غياب المفاوض الذي يمكن ان ينقل مطاليب وتظلمات الثوار الى الحكم العادل الرشيد..سياسة نجرؤ ان نقول انها ذات مردود عكسي على النظام وتعيدنا فورا الى النقطة التي لا بد من تناولها..الا وهي في ظل هذه التخبط وهذه التفلتات ..من يحكم مصر الان..وباسم من..وهو التساؤل المنطقي والطبيعي الذي سيحيلنا بالضرورة الى ما يحاول الجميع تجنب الاجابة عنه..الا وهو من الطرف الرسمي المؤهل االآن للحوار مع الثورة..وليس العكس..

ان الطرح المغرض المقزم المصاحب لهذه الممارسات..والناعت لقوى الثورة المصرية اعلاميا بصيغة الجماهير الشبابية الثائرة المحتجة الفاقدة للقيادة الموحدة ..والمفتقرة الى حكمة"الحكماء"فيه الكثير من الخبث والمخاتلة حد التجني..ومما يثير الشكوك في النوايا الحقيقية التي يراد لها ان تضبط ايقاع الحراك..وقد يشير الى محاولة لاهثة من قبل الحكم لاختطاف وتقييد وتسويف المنجز الثوري العظيم لابطال انتفاضة التحرير المباركة..

فالثورة المباركة قوية وراسخة وموحدة بمركزية شعاراتها واهدافها وقدرتها على تسويق ونشر خطابها الموحد على عموم الارض المصرية وتزامن قراراتها والتزام وانضباط اعضائها..

والحكم المصري ..بسبب تعدد مراكز الجذب السياسي فيه..وتعدد مرجعيات وارتباطات عناصره..والانتهازية والنفعية الضيقة الواضحة في هذه المراكز..هو المطالب بالتوحد وتثبيت القيم التي يعتمد عليها في خطابه السياسي..

فالحكم المصري..ضمن معطيات الواقع المعاش..مشكل من خليط متنافر من القوى المكتفية بذاتها والمتعاكسة والمتنافرة والمتقاطعة مصلحيا كهدف واتجاه..ولا يجمعها الا الارتباط النفعي بالنظام..فليس من الصعب تحسس القوة الخفية الشبحية كغمامة ثقيلة والتي تمثل الحرس السري الامني والجهد الاستخباري المرتبط مباشرة برأس النظام ..مقابل حكومة تتخذ صفة شاهد الزور او الزوج المخدوع الذي يقر بالعلاقة المحرمة ولكنه يحصر مسؤوليته في الاعلان المؤجل عن اسم العشيق..وهناك ايضاً قوة الفساد والارهاب والرشى والاعمال والنهب المنظم والتي اثبتت قدرتها على التواجد في ارض الاحداث وسيطرتها على بعض القوى ارسمية منها او عناصر الجريمة المنظمة والتي تتصرف بدوافعها الذاتية المتماهية مع الاشارات التي تصدر من السلطان..

كما انه ليس من الحكمة –ان لم نقل الحياء- مطالبة الثورة وشبابها الابطال بتخليق ارضيات قانونية لاخراج النظام من ورطته استنادا لنصوص دستورية ديس عليها لعقود..

الثورة موحدة..وموجودة ..ولها حضور فاعل..وشعارها واضح..وذو امتدادات ومقبولية وتبنيات حقيقية وواسعة ومتفق عليها.. اما الثورة..فيجب عليها الان الوعي الكامل بوحدة مصيرها وشعاره النضالي..وبقوتها الذاتية النابعة من دعم الضمير الشعبي المصري ومباركة وتأييد حميع الشرفاء والاحرار في العالم.. وان كان في ذلك ما يربك السلطان..او مما لا يرضي بعض"الاخوان"..او مما يتخوف منه الامريكان..فهذا شأنهم..وعليهم هم من يحاولوا تلمس ما يريده المواطن المصري الثائر..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !