علي جبار عطية
الأربعاء 13-06-2012
يدهشني حقاً ان بعض الناس عنده مهارة في ازعاج الاخر وايذائه وتنغيص يومه من دون اسباب. والاكثر ادهاشاً انه توجد سمات مشتركة لامثال هؤلاء تجمعهم على تفرقهم في الشوارع والباصات والدوائر والاسواق والمجالس الاجتماعية ولعل ابرز هذه العلامات المخالفة وحب النكد وكثرة المشاكسة والبراعة في فن التنغيص !
ويحار المرء حيرة التائه في صحراء قفراء وهو يواجه هؤلاء وباي موقف يقف فاذا قلت مثلا انك معجب بنادي برشلونة انبرى لك مخالفاً وقال انني معجب بريال مدريد وهو ناد عريق ثم يأخذ يكيل التهم والشتائم على برشلونة من دون احترام للمقابل! واذا سمعك تمتدح البلدان الاوربية يستنفر كل قواه للحديث عن الانحطاط الاخلاقي للاوربيين وكأن الشرقيين ملائكة تمشي على الارض!
واذا اثنيت على النظام الاشتراكي والعدالة الاجتماعية التي ينشدها فستسمع مالا يسرك من التجريحات والشواهد غير العلمية على فشل الاشتراكية في تحقيق السعادة!
اما في مجال الادب والشعر والمذاهب الادبية فحدث ولا حرج لان مثل هذه المجالات فيها كلام كثير وتخضع للامزجة اكثر من خضوعها الى معايير علمية دقيقة فمن الطبيعي ان يكون هناك اختلاف في وجهات النظر كذلك الام في الميدان الاجتماعي اذ يكثر الكلام في مبادىء اجتماعية وتقاليد واعراف قد تعد مزية في مجتمع ومثالية في مجتمع آخر.
اخلص من هذا الكلام الى ان وجود مثل هؤلاء الاشخاص وبهذه الدرجة من الصفاقة يمكن ان يعكر مزاج المرء مهما بلغت درجة حلمه وعلمه لان اهدافهم غالباً ماتكون المخالفة لذاتها واذا نجحوا في اثارة المتكلم ورفع ضغطه فانهم يكونون قد حققوا اعلى مما يطلبون وللناس في ما ينغصون مذاهب!
التعليقات (0)