اختبار رجولة خالد مشعل !
القاهرة – عبد الله كمال رئيس تحرير روز اليوسف :
يرطن خالد مشعل، قيادي حماس المحصور في دمشق، حيث لا يمكنه أن يفعل أي شيء إلا بأمر من يؤونه، يرطن من حين لآخر.. وحين يسمح له بذلك.. ببعض الكلمات والتصريحات.. التي لا تضيف ولاتقدم ولاتؤخر.. فهو ينتحل صفة المقاوم.. بينما هو عمليا نائم مقيم.. لايمكنه أن يحقق تأثيرا.. ويبدو في أفضل الأحوال شخصية تليفزيونية مسلية.. تظهر فينتبه الناس.. ويستمعون.. فإما أنهم يضحكون ساخرين من ترهاته.. أو يبكون حزنا علي الحال التي وصلت إليها القضية الفلسطينية من فعل بعض أبنائها.
وقد رطن مشعل بحفنة كلمات قبل أيام، لأنه لايمكن أن يصمت بينما الأنظار كلها مصوبة إلي اجتماع واشنطن، وكان أن قال كلاما بلا وزن، لايتضمن سوي الشتم والتخوين، ومن بين ما قال لفت نظري عبارة تمطأ فيها كاشفا عن قدراته المهولة في المواجهة.. وقال: (اجتماع واشنطن فاشل بلا شرعية سياسية ولا شرعية وطنية ولا شرعية أخلاقية ولا شرعية رجولية لأنه طريق الضعفاء لأنهم استجابوا لأمر أمريكا).
وفي تعليقي علي هذا لا يمكن أن أسأل خالد مشعل عن الشرعية باعتباره لا يعرف معناها، فهو انقلابي، ولا يمكن أن نسأله عن معني الفشل إذ لم ينجح في أمر في حياته، وفي الأخلاق فهو يتميز بقدر هائل من اللاأخلاقية التي تجعله يدير بشرا في أتون النار في قلب غزة بينما هو يرفل في دمشق، ولا في الوطنية إذ عليه أولا أن يعلن من الذي سرب معلومات من داخل الحركة التي يقودها وأدت إلي قتل إسرائيل لمحمود المبحوح.. وإنما أريد أن أسأله في كلمة (شرعية رجولية). جديدة هذه العبارة . علي الأقل لأنها تصدر عنه.. ويقتضي الأمر أن يثبت مشعل أنه يفهم معني الكلمة حتي نتأكد من قدرته علي ترديدها.
ما الرجولة في وجهة نظره؟ هل هي أن يردد كلاما ضد مواطنيه بعد شتائم صدرت ضد رئيس السلطة الفلسطينية والزعماء العرب من إيران.. تلك التي خونت من حضروا اجتماع واشنطن.. هل نطق خالد بعد أن جاءه الإذن من الممولين في طهران؟ أم أنه فعل ذلك بعد أن تلقي الضوء الأخضر من ملجئيه في دمشق؟ لا فرق.. في الحالتين انتظر المتكلم عن الرجولة أن يأتيه الضوء الأخضر.. ولو لم يكن ينتظره لكان عليه أن ينطق في وقت مبكر عن هذا.. مثلا بعد الإعلان عن موعد الاجتماع.
هل الرجولة هي النضال الشفوي؟ هل هي إقامة حفلات زفاف الأبناء في أجواء تشبه ألف ليلة وليلة.. وطقوس من عصور أسطورية لم تذكر في التاريخ.. بينما الجوعي يملأون غزة التي يناضل باسمها الأخ ابو الوليد؟
هل الرجولة هي المماطلة لسنوات في التباحث من أجل الإفراج عن الأسري لدي إسرائيل.. مقابل الإفراج عن الجندي شاليط.. وتعطيل كل احتمالات الصفقات.. وإبقاء الأسري في غياهب السجون؟! لأن خالد مشعل يدرك أنه لو انتهي أمر شاليط لن تكون للقنوات التي تفتح مع إسرائيل من حين لآخر أي قيمة يمكن له أن يستغلها.
هل الرجولة هي الادعاء بالانتصار في حرب سقط فيها 1200 شهيد فلسطيني لأن زعيم حماس المقيم نقض الهدنة فمنح إسرائيل نافذة رهيبة لقصف غزة وعدم إبقاء طوبة فوق مثيلاتها علي أرضها؟
إن الإجابة عن كل تلك الأسئلة تقود إلي معاني الجبن والخسة وانعدام المروءة وفقدان المستوي الأخلاقي الذي لانملك إلا أن نقبله ممن يتوافر لديهم ونختلف معهم في الرأي.. كما أنها تقود إلي أننا لسنا أمام مناضل حقيقي.. وإنما شخص خائف .. يؤمر فيطيع .. ينقاد من آخرين باع لهم قضية وطنه واتبعهم وسمح لهم بأن يتاجروا بها .. ولم لا إذا كان هو نفسه يربح من هذه التجارة؟
التعليقات (0)