مواضيع اليوم

اخبار مهمة جدا جدا متنوعة

مي عبد الحفيظ عباس

2011-03-29 23:40:17

0

 

 

 

 


ملكة جمال بريطانيا المسلمة تعادي بلير

لندن ـ الوطن - هاجمت حماسة كوهيستاني، أول فتاة مسلمة تفوز بلقب ملكة جمال انكلترا رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، واتهمته بإثارة العداء ضد الإسلام في أعقاب وقوع تفجيرات لندن صيف العام الماضي.

ونسبت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) امس الخميس إلي حماسة (19 عاماً) التي مثلت انكلترا في مسابقة ملكة جمال العالم التي جرت في الصين نهاية العام الماضي قولها ان البيانات الحكومية منذ هجمات لندن كوّنت صورة سلبية عن المسلمين، فيما ركز بلير علي مخاطبة المسلمين بشكل خاص ومطالبتهم بحل مشكلة التطرف . وأضافت حماسة، الأفغانية الأصل والتي تجيد التحدث بأربع لغات، ان هذا الخطاب صوّر حتي المسلمين المعتدلين بصورة سلبية وجعلهم يشعرون ان عليهم اتخاذ إجراءات لإثبات أنفسهم .

وأشارت إلي أنها تركز الآن علي دراستها أكثر من أي شيء آخر وتبدي حرصاً شديداً علي اختيار ما يناسبها من العروض في عملها كعارضة أزياء مسلمة.

 

 

( دنيا) تعتـرف بحـقيـقـة صـورتـهـا العـاريــة !!

انتشرت مؤخرا (صورة عارية تماما) للممثلة الشابة دنيا داخل إحدى دورات المياة وهى تأخذ دش ساخن وقام عدد كبير من الشباب فى كافة الأقطار العربية بتبادلها عبر الهواتف المحمولة مما أدى لانتشارها بسرعة البرق في غضون الأيام والأسابيع الماضية.

وقالت الفنانة دنيا أن هذه الصورة صحيحة وليست (مفبركة) ولم تنف أو تدعى مثل غيرها من الفنانات الأخريات بأنها ليست صاحبتها أو انه تم تركيب رأسها على جسد سيدة أخرى بل أكدت أن الصورة حقيقية تماما .

فهي كما تقول ضمن أحداث فيلم (صياد اليمام) الذي قامت ببطولته مع اشرف عبد الباقي وعلا غانم .

وقالت دنيا أنها تجسد في الفيلم شخصية (جنات) والدة اشرف عبد الباقى في المرحلة الأولى من حياته وهو طفلا .

وأكدت دنيا أن هذا الدور جديد تماما بالنسبة لها وخافت منه كثيرا ولكن إصرار المخرج على وجودها شجعها على المغامرة وخوض التجربة وهذا المشهد هو يوم الصباحية بعد أن تم زفافها في الليلة السابقة ، وقالت إذا دققتم النظر في الصورة ستكتشفون أن المشهد بإحدى القرى وستلاحظون أنني أقوم بأخذ دش بأسلوب القرويات أو نساء القرى واستخدام أدواتهن ولكن من قاموا بترويج الصورة سعوا لإخفاء هذه المعالم حتى لا يكتشف من يطالعونها انه ضمن أحداث فيلم سينمائي.

ونفت دنيا تماما أن يتم ترويج الصورة بهدف الدعاية للفيلم من قبل الشركة المنتجة قبل بدأ عرضة في سباق عيد الفطر القادم خاصة وان الفيلم واجهته ظروف إنتاجية صعبة طيلة فترة تصويره.

 

 

العراة يثيرون التساؤل في فيرمونت

رغم أن العري ليس بالشيء الجديد في براتلبورو بفيرمونت، وبخاصة في فصل الصيف، إلا أنه أخذ ينتشر في مناطق جديدة لم تكن معهودة في السابق.

فقد باتت الفتيات المراهقات يظهرن بعريهن الأخاذ قرب المطاعم والمكتبات والمعارض، بحيث ازداد الجدل المتعلق بإمكانية حظر هذه العادة، التي جرى التسامح معها حتى الآن في هذه المدينة الواقعة بجنوب فيرمونت، والتي اعتادت على قبول الممارسات غير الاعتيادية في مدن أخرى كثيرة في الولايات المتحدة.

وحول هذه الظاهرة، قال مدير الشرطة في المدينة "لقد باتت الأمور تخرج عن السيطرة في هذه المدينة المتسامحة، واقتربت من حدود العقاب."

وأضاف مدير الشرطة، جون مارتن قائلاً: "من الواضح أنها أصبحت تشكل إساءة وتثير غضب الناس، فهي ظاهرة تمرد،" نقلاً عن الأسوشيتد برس.

وفي معظم الأحيان، يبدأ تعري الفتيات في أوائل الصيف، وتأخذ الفتيات الجلوس في الهواء الطلق، ومقاعد المتنزهات وهن عاريات، وفقاً لمدير شرطة المدينة.

وأضاف مارتن: " ثم تأتي عشر شابات أخريات ويبدأن بخلع قمصانهن."

ثم يبدأ مهرجان موسيقي يروج للتعري والتمرد في شهر مايو/أيار من كل عام في المتنزه الموجود بوسط المدينة.

وفي الشهر الماضي، تجرد ستة أشخاص من ملابسهم تماماً في موقف سيارات المتنزه، الذي تحيط به المكتبات والمقاهي والمطاعم، مدعين أنهم يمارسون حقوقهم.

وقال أحد المراهقين، ويدعى آدي يالار (19 عاماً) "إنه عمل من أعمال الحرية.. ونحن نقوم به لإننا نستطيع القيام بذلك فحسب."

وأضاف يالار وزملاؤه "نحن لا نعتقد أن العري أمر جنسي أو سيء، ويجب ألا يرتبط بهذين الأمرين."

وأثار العراة التساؤلات عند البعض، حتى في مدينة تقيم مهرجاناً للصدور العارية، والذي تشارك فيه نساء المدينة وفتياتها وهن كاشفات عن صدورهن وأثدائهن.

ويعتبر البعض تعري المراهقات والمراهقين تمرداً لا يسبب الأذى.

وتقول كاثرين كاوفمان (57 عاماًَ) "بالنسبة لكثير من الناس، هذا الأمر ليس مسألة ذات تأثير" ولا ينبغي أن تشكل معضلة لأحد.

أما ريتش غيدل (50 عاماً) وصاحب مكتبة، فقال إن موقف السيارات قد لا يكون بالمكان الملائم لتعري الفتيات والفتيان، ولكنه أمر لا يشغل باله كثيراً.

وأضاف غيدل: "نحن لا نعتقد أن الأمر سيء بالنسبة للأطفال.. فطالما أن الناس مهذبون، لا تغلق الباب، ونحن لا نطلب منهم الرحيل."

وفي فيرمونت لا يوجد قانون ضد التعري العام، وتستطيع المجتمعات أن تسن قوانينها بنفسها إن أرادت ذلك، حيث أن هناك ثمان مدن وبلدات في فيرمونت أقرت قوانين ضد التعري.

أما هذا الصيف، فقد جاب متظاهرون عراة على متن درجاتهم الهوائية مدينة بيرلنغتون احتجاجاً على الاعتماد على النفط، وذلك جزءاً من حملة عالمية.

الوطن

 

 

متى تصبح إرهابياً؟

إذا خالفت الحاكم فأنت ارهابي

وإذا خالفت أميركا فأنت إرهابي

وإذا قلت العدو الصهيوني.. فأنت إرهابي

وإذا عارضت احتلال العراق، فأنت ارهابي

وإذا حاربت المحتل، فأنت إرهابي

وإذا أطعمت فقيراً جائعاً، فأنت إرهابي

وإذا آمنت بالإسلام ديناً وتشريعاً، فأنت إرهابي

وإذا تخانقت مع جارك وسبقك بقوله إنك إرهابي فأنت إرهابي.

وإذا أصرت زوجتك على خلعك، قد تصفك بأنك إرهابي.. فتصبح إرهابياً.

وإذا أطلت لحيتك فأنت إرهابي

وإذا دافعت عن بيتك فأنت إرهابي

وإذا دافعت عن شرفك وعرضك فأنت إرهابي

وإذا كان أسمك محمد أو أسامه وسافرت إلى الغرب فأنت إرهابي

وإذا دعوت بالموت لشارون أو بوش أو بلير أو أي حاكم عربي فأنت إرهابي.. ادعي بالموت فقط لصدام.

وإذا دخلت مواقع لجماعات إسلامية في شبكة الإنترنت فأنت إرهابي.

وإذا شاهدت قناة المنار فأنت إرهابي

وإذا فضحت العملاء من المسؤولين والكتبة والليبراليين المتصهينيين فأنت إرهابي.

وإذا حاولت بعد الآن أن تقمع زوجتك أو تتصدى لمحاولات تحررها من سلطتك فأنت وطبقاً لكوندليزا إرهابي

وإذا لم تستغفر بوش فأنت إرهابي لأنه الوحيد الذي يعرف كل الإرهابيين ويرفض تحديدهم..

فإياك إياك أن تكون من الغارقين بالنابالم واليورانيوم المخصب وغير المخصب.. إياك أياك!!!

عبد الله الراصد

 

 

أبطال مكافحة الإرهاب في أميركا عرب ومسلمون.. تلفزيونيا على الأقل

لندن: فيصل عباس

إن كان منفذو اعتداءات 11 سبتمبر 2001 هم من العرب والمسلمين... فإن من يتصدى لمثل هؤلاء الإرهابيين في الولايات المتحدة اليوم هم أيضا عرب ومسلمون، وإن كان ذلك يقتصر على مجموعة من الأعمال التلفزيونية الأميركية الجديدة التي ظهرت خلال السنوات الخمس الماضية.

وشهد مطلع العام الجاري انتاج أول مسلسل تلفزيوني أميركي من نوعه، تكون فيها البطولة المطلقة الرئيسي شخصية مسلمة... ودور «البطل» وهو أميركي مسلم يعمل كعميل لمكتب التحقيقات الفدرالي أن يتسلل الى خلية ارهابية نائمة والعمل على ايقافها قبل ان تهاجم مدينة لوس أنجليس.. ومن هنا جاء اسم «سليبر سل» «الخلية النائمة» لهذا المسلسل التلفزيوني الذي رشح لخمس جوائز «إيمي» هذه السنة. ويقول منتجا المسلسل، ساي فوريس وايثان ريف، لـ«الشرق الأوسط»، إن الهدف من وراء هذا العمل هو تصوير درامي لحقيقة انه بالرغم من أن الكثير من المسلمين حول العالم لديهم مشاكل مع السياسة الخارجية الأميركية، إلا أن هؤلاء لا يدعمون الإرهاب الاسلامي المتطرف، اضافة الى أن الشخصية مستوحاة من حقيقة وجود الكثير من المسلمين الأميركيين في العسكرية الأميركية وقوى حفظ الأمن المحلية، الذين يجمعون بين كونهم مؤمنين بدينهم، وفي نفس الوقت مواطنين مخلصين لوطنهم، الولايات المتحدة الأميركية.

وإن كان «سليبر سل» يتميز بكونه المسلسل الأول من نوعه الذي يعطي البطولة المطلقة لشخصية مسلمة، فهو ليس وحده الذي أظهر عربا أو مسلمين في أدوار مشابهة. فعلى سبيل المثال، احتوى مسلسل «24» البوليسي الشهير، الذي انطلق في نوفمبر (تشرين الثاني) 2001 على شخصية «خيرة» مشابهة، ضمن فريق «وحدة مكافحة الإرهاب». أما في مسلسل «لوست» (الضائعون)، الذي انطلق قبل عامين، فهناك شخصية العراقي سعيد جراح، وهو عسكري عراقي سابق، يكون ضمن مسافرين مفقودين تتحطم طائرتهم المنطلقة من استراليا في مكان مجهول. أما وجود سعيد في استراليا، فهو بسبب تجنيده لصالح تعاون استخباراتي دولي للتسلل الى خلية ارهابية إسلامية نائمة، وبعد سقوط الطائرة يتحول سعيد الى احدى الشخصيات المهمة في المسلسل، بسبب قدراته ومهاراته التي اكتسبها خلال عمله العسكري.

(الشرق الأوسط)

 


ماذا قال البابا بنديكتوس السادس عشر حول الاسلام وماهي خلفيات كلامه؟

تطرق البابا بنديكتوس السادس عشر الثلاثاء خلال محاضرة في جامعة ريغينسبورغ جنوب المانيا عن العلاقة بين العقل والعنف في الديانة الاسلامية واستشهد بهذه المناسبة بكتاب للامبراطور البيزنطي مانويل الثاني (1350-1425).

وفي هذا الكتاب الذي يحمل عنوان "حوارات مع مسلم المناظرة السابعة" وقدمه ونشره في الستينات عالم اللاهوت الالماني اللبناني الاصل تيودور خوري من جامعة مونستر (غرب) يعرض الامبراطور الحوار الذي اجراه بين 1394 و1402 على الارجح مع علامة فارسي مسلم.

وفي تعليق على فقرات من "المناظرة السابعة" تحدث استاذ اللاهوت السابق بنديكتوس السادس عشر عن العلاقة بين الايمان والعقل والعنف في المسيحية وفي الاسلام.

في ما يلي ترجمة للنص الفرنسي الذي يستند الى النص الالماني الذي قدمه الفاتيكان لمقاطع من تصريحاته:

"يستند الحوار الى مفهوم الايمان برمته الذي وصف في الكتاب المقدس والقرآن ويتعلق خصوصا بصورة الله والانسان مع العودة بالضرورة وباستمرار الى العلاقة بين ما نسميه +الشرائع الثلاث+: العهد القديم والعهد الجديد والقرآن.

"في هذا الخطاب اريد ان اتطرق الى نقطة واحدة فقط -- هامشية نسبيا في الحوار --اسرتني وتتعلق بموضوع الايمان والعقل وتشكل نقطة انطلاق لتأملاتي في هذا الموضوع.

"في المناظرة السابعة التي حررها البروفسور خوري يتطرق الامبراطور الى موضوع الجهاد. كان الامبراطور يعرف ان الآية 256 من السورة الثانية (سورة البقرة) تقول +لا اكراه في الدين+ -- وقال الخبراء ان هذه واحدة من اوائل السور وتعود الى الحقبة التي لم يكن لمحمد سلطة فيها وكان مهددا.

"لكن الامبراطور كان يعرف ايضا وصايا الجهاد التي كانت بطبيعة الحال متضمنة (...) في القرآن. وبدون ان يتوقف عند التفاصيل مثل الفرق في معاملة +المؤمنين+ و+الكفار+ يطرح على محاوره بفظاظة مفاجئة بالنسبة لنا السؤال المركزي حول العلاقة بين الدين والعنف.

"ويقول +ارني ما الجديد الذي جاء به محمد. لن تجد الا اشياء شريرة وغير انسانية مثل امره بنشر الدين الذي كان يبشر به بحد السيف.

"ويفسر الامبراطور بعد هذه الكلمات القوية جدا من ثم بالتفصيل لماذا يكون نشر الايمان بالعنف مناف للعقل. فعنف كهذا مخالف لطبيعة الله ولطبيعة الروح.الله لا يحب الدم والعمل بشكل غير عقلاني مخالف لطبيعة الله. الايمان هو ثمرة الروح وليس الجسد. من يريد حمل احد على الايمان يجب ان يكون قادرا على التحدث بشكل جيد والتفكير بشكل سليم وليس بالعنف والتهديد.. لاقناع روح عاقلة لا نحتاج الى ذراع او سلاح ولا اي وسيلة يمكن ان تهدد احدا بالقتل.

"الجملة الحاسمة في هذه المحاججة ضد نشر الدين بالعنف هي +العمل بشكل مناف للعقل مخالف لطبيعة الله+.

"يعلق المحرر تيودور خوري في هذا الشأن: بالنسبة للامبراطور وهو بيزنطي تعلم من الفلسفة الاغريقية هذه المقولة واضحة. في المقابل بالنسبة للعقيدة الاسلامية الله ليس مطلق السمو وارادته ليست مرتبطة باي من مقولاتنا ولا حتى بالعقل.

"يذكر (تيودور) خوري في هذا الشأن كتابا للعالم الفرنسي في الشؤون الاسلامية (روجيه) ارنالديز (توفي في نيسان/ابريل الماضي) الذي قال ان ابن حزم (الفقيه الذي عاش في القرنين العاشر والحادي عشر) ذهب الى حد القول ان الله ليس ملزما حتى بكلمته ولا شىء يلزمه على كشف الحقيقة لنا. ويمكن للانسان اذا رغب ان يقوم بعبادة الاوثان".

من هنا فانه بعد عام ونصف العام على انتخابه يواجه البابا بنديكتوس السادس عشر صعوبة في الانفصال عن ماضيه كاستاذ لاهوت ليلعب دور الرابط العالمي بين الديانات المترتب على مقام الحبر الاعظم ما يهدد بازمات دبلوماسية مرتقبة.

وليست هذه الهفوة الدبلوماسية الاولى لبنديكتوس السادس عشر منذ ترسيمه في منصبه الحالي.

لكن يبدو ان بنديكتس السادس عشر لا يحرص كثيرا على التقرب من العامة و"اصحاب النوايا الحسنة" بقدر ما يسعى الى "اعادة الاوروبيين الى المسيحية".

وفي عدد من العظات كما في آخر مجموعة نصوص نشرت له بعنوان "اوروبا بنديكتس في ازمة ثقافة" يظهر البابا بدور المثقف والباحث عن جذور الحضارة الاوروبية في الايمان المسيحي. وهذا التشدد في تقييم الدين الكاثوليكي وجذوره التاريخية في اوروبا وتفضيله على الرسالة العالمية التقليدية التي يحملها البابا كلها عوامل تسيء الى صورته كـ"رجل سلام".

وولد راتسينغر في 16 نيسان/ابريل 1927 في ماركتل-ام-اين ضمن ابرشية باساو في بافاريا وسيم كاهنا في 29 حزيران/يونيو 1951 ولم يكن على اتصال فعلي بالمجتمع المدني الا لاربع سنوات عندما عين رئيسا لاساقفة ميونيخ بين 1977 و1981.

اما بقية حياته اللاهوتية فكرسها للتعاليم في بافاريا ثم الدفاع عن عقيدة الفاتيكان. ويعزف البابا على البيانو ويحب قضاء الوقت وحيدا والتفكير والقيام بالنشاطات البعيدة عن عدسات الكاميرا والحشود والمصافحات التي تقع على عاتق الحبر الاعظم.

ويخشى من الا يلقى البابا الاستقبال اللائق في تركيا التي يفترض ان يزورها بين 28 و30 تشرين الثاني/نوفمبر اذا لم تهدا العاصفة التي اثارتها اقواله الاخيرة

 

 

تصريحات البابا حول الاسلام لازالت تثير امواج الغضب والفاتيكان لم يفلح في تهدئة الخواطر

لم تنجح التصريحات التي ادلى بها مسؤولون في الفاتيكان في تهدئة خواطر المسلمين الذين اجمعوا على مطالبة البابا بنديكتوس السادس عشر بالاعتذار عن تصريحات ادلى بها في المانيا واعتبرت مسيئة للاسلام.

والجمعة دافعت الكنيسة الكاثوليكية البريطانية عن التصريحات التي ادلى بها البابا في المانيا وتناول فيها الديانة الاسلامية واثارت ردود فعل غاضبة في العالم الاسلامي وقالت ان البابا كان يهدف من ورائها ان يبرز الرابط بين "الايمان والعقل".

واوضحت متحدثة باسم الكنيسة ان خطاب البابا لم يكن يهدف الى وضع دراسة كاملة حول "الجهاد" وانما بكل بساطة ابراز وجه العلاقة بين +الايمان والعقل+.

وقالت ان البابا "يعرف تماما" الفارق بين مختلف اشكال الجهاد و"الشروط التي يجيز فيها الاسلام استخدام العنف - الدفاع عن حياة الفرد والملكية والايمان".

وقالت ايضا ان البابا بنديكتوس السادس عشر "كان واضحا جدا" في حديثه حول ان "المسيحية كما يراها تستند الى المحبة لكل الانسانية ايا كانت الديانة".

وكان البابا بنديكتوس السادس عشر ادلى خلال محاضرة القاها الثلاثاء في المانيا بتصريحات حول الاسلام والجهاد تشير الى علاقة بين الاسلام والعنف.

واعلن وزير خارجية الفاتيكان الجديد المونسنيور دومينيك مامبرتي الجمعة لوكالة فرانس برس ان الحوار بين الديانات "مسألة اساسية" وقال في اتصال هاتفي اجري معه في الخرطوم حيث يشغل منصب القنصل البابوي "ان البابا بنديكتوس السادس عشر قال ذلك وردده مرارا: ان مسالة الحوار بين الثقافات والديانات هي من المسائل الاساسية في هذا الزمن".

وكان الناطق باسم الفاتيكان قال الخميس ان البابا لم يقصد اهانة المسلمين وانه يحترم الاسلام لكنه "حريص على رفض استخدام الدافع الديني مبررا للعنف" في رد على موجة الاستياء التي خلفتها في العالم الاسلامي تصريحات البابا خلال زيارته لالمانيا.

وقال الاب فيديريكو لومباردي في تصريح رسمي ان البابا "يريد ان ينمي شعور الاحترام والحوار حيال الديانات والثقافات الاخرى وبطبيعة الحال الاسلام".

الا ان كل هذه التوضيحات لم تفلح في تهدئة خواطر المسلمين الذين توالت ردود افعالهم الغاضبة في كل الدول الاسلامية.

فقد دان اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني الجمعة تصريحات البابا بنديكتوس السادس عشر حول الدين الاسلامي مطالبا الحبر الاعظم ب"التوقف عن المس" بالديانة الاسلامية.

ومساء الجمعة تجمع حوالى الفي شخص امام مقر المجلس التشريعي الفلسطيني (البرلمان) في غزة ورفعوا اعلام حركة حماس الخضراء ورددوا اناشيد تمجد "الله ونبيه" كما افاد مراسل لوكالة فرانس برس.

وطلبت المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو) من جهتها من البابا تقديم اعتذاره على "ما جاء على لسانه من اقوال تسيء الى رسول الله محمد".

وفي بيان اصدرته في مقرها في الرباط "استنكرت المنظمة ما جاء على لسان بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر من أقوال تسيء إلى رسول الله محمد (...) وتغالط حقائق التاريخ الذي يشهد بما كان للدعوة الاسلامية منذ انبثاقها من اثر عميق في تغيير مجرى الحضارة الانسانية واغنائها بالمنهج العلمي الذي كان اساسا للنهضة الاوروبية".

من جهتها طالبت دول الخليج العربية باعتذارات شخصية من البابا بنديكتوس السادس عشر بشان تصريحاته "التي اساءت للاسلام والرسول الكريم محمد".

وجاء في بيان صدر عن الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي الذي يضم كلا من السعودية والكويت والامارات والبحرين وسلطنة عمان وقطر ان "عملية الاقتباس الانتقائي الاحادي الجانب التي وردت في حديث بابا الفاتيكان تعبر عن عدم وعي واقتناع ولذا فان مجرد التوضيح الصادر عن الفاتيكان لا يكفي وانها تدعو الى صدور اعتذار واضح وصريح من قداسته مباشرة على ما صدر منه في محاضرته من مغالطات مسيئة وتطاول على الاسلام والنبي الكريم محمد".

وفي العراق استنكر التيار الصدري كلام البابا بنديكتوس السادس عشر واكد امام مسجد الكاظمية (شمال) الشيخ حازم الاعرجي "استنكاره" للتصريحات التي ادلى بها ووصفها بانها "تجاوز على شخصية الرسول".

وفي الكوفة (150 كلم جنوب) قال الشيخ صلاح العبيدي امام مسجد الكوفة "نرفض ونستنكر وبشدة اي انتقاص من شخصية الرسول الاعظم (...) هناك شخصيات دينية معروفة فعلت ذلك نقول لهم ان يقرأوا كتبنا كما هي لا ان يقرأوها باراء غيرنا".

واقر البرلمان الباكستاني بمجلسيه الجمعة قرارا يندد بتصريحات البابا بنديكتوس السادس عشر التي اعتبر انها تمثل "ازدراء" بالاسلام وطالب بسحبها.

وفي الجزائر دانت جمعية العلماء المسلمين في بيان تصريحات البابا وقالت انها "تتعارض مع نهج سلفه (البابا يوحنا بولس الثاني) الذي دأب على الدعوة الى التقارب والحوار بين الاديان والحضارات".

ودعت الجمعية الدول المسلمة الى استدعاء سفرائها لدى الفاتيكان ان لم تصدر اعتذارات رسمية عن تلك التصريحات.

ودعا مسلمون في اوروبا راس الكنيسة الكاثوليكية الى تقديم توضيحات واعتذارات لتصريحاته التي اشار فيها ضمنا الى وجود رابط بين الاسلام والعنف.

ومن المقرر ان يلقى البابا بنديكت زعيم 1.1 مليار كاثوليكي في العالم عظته المعتادة يوم الاحد من مقره الصيفي (كاستيل جاندولفو) وهي مناسبة يستغلها البابوات غالبا للتعبير عن وجهات نظر الكنيسة في الشؤون الجارية.

وقالت وسائل اعلام ايطالية انه جرى تشديد الاجراءات الامنية بمقر اقامة البابا.

وفي ايران أغلقت المدارس الدينية يوم الاحد احتجاجا على تصريحات البابا وقالت صحيفة اعتماد ايميلي ان رجال دين بارزين طالبوا باعتذار فوري. ووصفت صحيفة طهران تايمز الناطقة بالانجليزية تصريحاته بأنها "شفرة لبدء حملة صليبية جديدة."

وسحب المغرب سفيره لدى الفاتيكان يوم السبت واصفا تصريحات البابا بأنها "مسيئة" في حين قالت جماعة الاخوان المسلمين المصرية ان بيان الفاتيكان غير كاف.

وطالب المجلس الاعلى للثورة الاسلامية بالعراق أحد الاحزاب السياسية الشيعية الرئيسية البابا باعتذار "واضح وصريح" عن تصريحاته.

وأدان رئيس اليمن البابا واستدعت مصر والعراق والكويت سفراء الفاتيكان لديها. وهوجمت ثماني كنائس بعضها كاثوليكية في الضفة الغربية وغزة منذ يوم الجمعة فضلا عن مهاجمة واحدة في العراق لحقت بها أضرارا طفيفة.

ولكن الكردينال تارسيسيو بيرتوني وزير خارجية الفاتيكان قال في بيان ان البابا بنديكت "لم يكن في نيته قط" عرض اراء الامبراطور مانويل بشأن الاسلام بوصفها اراءه الخاصة. وأضاف بعد يوم واحد من توليه منصب نائب البابا "ومن ثم فان البابا يأسف باخلاص لان بعض فقرات كلمته ربما بدت مسيئة لمشاعر المؤمنين بالاسلام."

لكن بيرتوني قال ان البابا الذي انتخب منذ 17 شهرا أكد "احترامه وتقديره لمن يؤمنون بالاسلام" ويأمل في أن تفهم كلماته في سياقها "الصحيح".

وأضاف أن كلمة البابا كان المقصود منها "رفضا واضحا وجذريا لوجود دافع ديني وراء العنف أيا كان مصدره."

والقى الغضب بظلال من الشك على خطط البابا لزيارة تركيا في نوفمبر تشرين الثاني.

وقال رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان يوم السبت قبل صدور بيان الفاتيكان ان تعليقات البابا "قبيحة ومؤسفة".

غير أن وزير الخارجية عبد الله جول قال يوم الاحد انه يتوقع أن تمضي الزيارة قدما. وقالت صحيفة اقسام ان جول كتب للبابا بنديكت يحثه على عدم الغاء الزيارة قائلا ان هذه فرصة لتشجيع الحوار بين الثقافات المختلفة.

وأضافت الصحيفة أن الاساقفة الروم الكاثوليك الذين يتخذون من تركيا مقرا لهم سيجتمعون في اسطنبول يوم الاثنين لمناقشة الزيارة.

لكن المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل وسياسيين ألمانا اخرين دافعوا عن تصريحات البابا قائلين انه أسيء فهمها.

وقالت ميركل لصحيفة بيلد الالمانية في مقابلة "لقد كانت دعوة للحوار بين الاديان.

وقال زعماء اسلاميون ان الغرب هو الملوم بالعنف.

 

 

فقراء أمريكا بين الأكثر بدانة في البلاد

قالت الحكومة الامريكية يوم الخميس ان ولايات لويزيانا ومسيسبي ووست فرجينيا بها أعلى معدل للبدناء في امريكا بينما ولايات كولورادو وكونيتيكت وهاواي وفيرمونت بها أقل نسبة.

ووجد مسح شمل 300 ألف شخص من البالغين أجرته المراكز الامريكية للسيطرة على الامراض والوقاية منها ان ما اجماليه 60.5 في المئة من الامريكيين يعانون زيادة الوزن و23.9 في المئة بدناء وثلاثة في المئة بدناء جدا.

وأظهر المسح أن البدانة شائعة بين الرجال بنفس قدر شيوعها بين النساء وتقدر بحوالي 24 في المئة عند كليهما. ووفقا للمسح المعروف باسم نظام مراقبة عامل الخطر السلوكي فانه بين الجماعات العرقية فان السود غير المنحدرين من أصول لاتينية كان لديهم أعلى معدلات للبدانة حيث اعتبر حوالي 34 في المئة ممن شاركوا في المسح بدناء.

وقالت المراكز الامريكية للسيطرة على الامراض ان اجمالي معدل البدناء وهو 23.9 في المئة ارتفع من 15.6 في المئة عام 1995 و19.8 في المئة عام 2000.

ونشر التقرير في موقع المراكز على الانترنت وهو www.cdc.gov.

لكن هذا المعدل أقل من معدل اخر في مسح حكومي آخر يسمى مسح فحص الصحة القومية والتغذية الذي وجد ان 32 في المئة من البالغين الامريكيين بدناء في عام 2004.

واعتمد المسح الاحدث على تقديرات الناس لأطوالهم وأوزانهم في حساب ما اذا كانوا يعانون زيادة في الوزن أو بدناء بينما قاس مسح فحص الصحة القومية والتغذية أطوال الناس واختبر أوزانهم.

ويقول الخبراء ان نوعي المسح كليهما مهم لمقارنة البيانات بين ولاية وأخرى ومعرفة الاختلافات بين الجماعات العرقية.

ووجد مسح المراكز الامريكية للسيطرة على الأمراض ان معدل البدانة في ولايات لويزيانا ومسيسبي ووست فرجينيا يقدر بحوالي 30 في المئة أو أكثر بينما تتباهى ولايات كولورادو وكونيتيكت وهاواي وفيرمونت بنسبة تقل عن 17 في المئة.

ووفقا لوزارة الصحة والخدمات الانسانية فان ولايات لويزيانا ومسيسبي ووست فرجينيا تقع بين أفقر ست ولايات أمريكية.

 

 

دعوى ضد حاكم دبي امام محكمة اميركية بتهمة استخدام ثلاثين الف طفل في سباقات الهجن

اعلن مدعون اميركيون في ميامي انه تم رفع دعوى الاربعاء في محكمة اميركية ضد حاكم امارة دبي وشخصيات اخرى بتهمة استخدام حوالى ثلاثين الف طفل في العقود الثلاثة الماضية في سباقات الهجن التقليدية في الامارات.

والدعوى التي تقع في 56 صفحة وتستند الى القوانين الدولية التي تحظر عمالة الاطفال تشير بالاسم الى حاكم امارة دبي نائب رئيس دولة الامارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس الحكومة الاماراتية وشقيقه نائب حاكم دبي الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم وزير المالية في الحكومة الاماراتية وشخصيات اخرى.

وبحسب بيان صادر عن مكتب المحاماة "موتلي رايس ال ال سي" الذي يتخذ من كارولاينا الجنوبية مقرا له فان الاتهامات الموجهة اليهم هي "الخطف المزعوم والاتجار بالاف الصبيان" من اماكن مثل بنغلادش والسودان وجنوب آسيا.

وقال البيان "عند خطفهم يتم بيع الاطفال لاستغلالهم في العمل بسباقات الهجن من اجل تسلية النخبة" في هذه الدولة.

واضاف نص الدعوى ان "صبية تصل اعمارهم حتى الى سنتين ينتزعون من عائلاتهم ويجري تهريبهم عبر الحدود الدولية وابقائهم في ميادين سباقات الجمال في كافة انحاء الامارات ويرغمون على تدريب الجمال والمشاركة في السباقات".

وتفيد الدعوى ايضا ان بعض الصبية تعرضوا لاستغلال جنسي وحقنوا بهرمونات تمنعهم من النمو فيما يتم تجويعهم لكي يحافظوا على وزن خفيف.

وقال رون موتلي من مكتب المحاماة انه من خلال رفع هذه الدعوى "نامل في معاقبة مرتكبي هذه الجرائم والتعويض على الضحايا بسبب الامهم ومعاناتهم".

وتم رفع الدعوى نيابة عن ست عائلات لم تكشف هوياتها فيما يسعى المحامون الى حكم يشمل اكثر من ثلاثين الف طفل قد يكونوا وقعوا ضحية هذه المسالة ابتداء من العام 1970. وتطلب الدعوة من هيئة محلفين تحديد مبلغ التعويض على الضحايا.

وقد رفعت الدعوى في ميامي لان المسؤولين الاماراتيين لديهم ممتلكات في هذه المدينة بما في ذلك مزرعة خيل في وسط فلوريدا.

والشيخ محمد معروف في الولايات المتحدة على انه مالك الحصان "برنارديني" الذي فاز في سباق بارز في ايار/مايو.

ويمنع القانون الاماراتي منذ 2005 مشاركة من تقل اعمارهم عن 18 عاما ويقل وزنهم عن 45 كلغ في السباقات. ويعاقب كل مخالف بعقوبات تصل الى السجن ثلاث سنوات وغرامة يمكن ان تصل الى خمسين الف درهم (13,7 الف دولار).

هذا وضم الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي تسعة خيول عالمية مميزة الى اسطبلاته خلال مزاد كينلاند الشهير الذي يقام في ولاية كنتاكي الامريكية.

وقالت صحيفة الخليج في عددها الصادر يوم الخميس ان مجموع مشتريات محمد بن راشد في المزاد بلغ 27.23 مليون دولار أمريكي.

وأضافت الصحيفة ان حاكم دبي اشترى الفحل الامريكي "كينج مامب" بمبلغ 11.7 مليون دولار وهو ثالث أعلى رقم في تاريخ مزادات الخيول في العالم وثاني أعلى رقم في تاريخ مزاد كينلاند نفسه حيث يفوقه حصان واحد من حيث السعر وهو "سياتل دانس" الذي بيع في مزاد عام 1985 بمبلغ 13.1 مليون دولار.

وضم محمد بن راشد الى اسطبلاته أيضا فحلا من سلالة "دانزيج" أفضل حصان بتاريخ سباقات الميل بعدما عرض 9.2 مليون دولار أمريكي.

من جهة اخرى قالت صحيفة اماراتية الاربعاء ان جملا من سلالة عريقة كان حصد عدة جوائز بيع بمبلغ 680 الف دولار في مزاد علني نظم في الامارات العربية المتحدة حيث تعتبر سباقات الهجن رياضة تراثية شعبية.

وفاز بالجمل خلال مزاد علني الثلاثاء في ابوظبي العماني نعيم الغيلان بعد منافسة "شرسة" لقاء 2,5 مليون درهم (680 الف دولار).

والجمل الذي كان موضع المزاد يتحدر من سلالة الجمل "جبار" الاماراتي الذي تم بيع شقيقه في مزاد علني العام الماضي لقاء مبلغ 1,2 مليون درهم (326 الف دولا).

وفاز حينها بالمزاد احد افراد الاسرة الحاكمة في امارة ابوظبي اكبر واغنى امارات دولة الامارات العربية المتحدة.

وتنظم هذه المزادات على هامش المعرض السنوي للصيد والفروسية في ابوظبي.

 

 

تفاصيل مثيرة لمحاولة اغتصاب مذيعة فضائية المحور ريهام سعيد داخل فيلا في مارينا

سيناريو مرعب عاشته المذيعة.. والممثلة ريهام سعيد في أجمل مكان في الساحل الشمالي.. استيقظت فجرا في فيلتها بمارينا لتجد اسفل فراشها شخص غريب. التحفز واضح علي ملامحه .. ويشرع في الفتك بها.. قاومت ريهام بعنف.. وهرب المتهم قبل ان ينجح في مهمته في اغتصابها أو سرقتها.. او قتلها فلا أحد يعلم هدفه الحقيقي.. وأثناء هروبه اكتشفت المذيعة انه يرتدي ملابس أمن القرية السياحية!

تتوالي المشاهد المثيرة في القضية التي لم تستمر أكثر من ساعات.. ولكنها كانت حديث أهالي القرية من أصحاب الصفوة!

جرس الموبايل أنقذ حياتي..

بهذه العبارة بدأت ريهام سعيد المذيعة بقناة المحور والممثلة حديثها لرجال المباحث.. كان يقف أمامها طابور مكون من 20 شخصا يرتدون ملابس أمن مارينا!

بدأت المذيعة تتفرس وجوههم وهي دامعة العين.. لاتنسي تفاصيل المشهد المؤلم الذي عاشته منذ ساعات في فيلتها بمارينا.. توقفت ريهام امام شاب في بداية العقد الثاني من عمره بدا علي ملامحه التوتر حينما انقضت ريهام عليه تحاول ضربه!

طلب منها العقيد هشام خطاب رئيس فرع البحث بالحمام أن تهدأ .. وظلت ريهام تصرخ.

هوه ده المجرم.. شوفوه كان عايز ايه

وبهدوء أصطحب المقدم أحمد عمارة رئيس مباحث مارينا المتهم إلي غرفة مجاورة لمناقشته.. وبدأت ريهام تتمالك أعصابها.. ودارت عقارب الساعة ولكن إلي الوراء.. وبالتحديد إلي الرابعة فجرا!

كانت ريهام تستعد للسفر للقاهرة في اليوم التالي لاستكمال تصوير فيلم درامي.. طلبت من أقاربها أن يوقظوها في الرابعة فجرا للاستعداد للسفر.. وبالفعل في الموعد المحدد بالضبط دق جرس هاتفها المحمول!

بصعوبة تمكنت ريهام من فتح عينها.. ولكن فجأة.. ألتقطت أذناها حركة مفاجئة اسفل فراشها.. انتفضت من فراشها.. وفي نفس التوقيت ظهر شخص غريب.. حاولت ريهام أن تصرخ ولكنه كتم فمها.. كان يستعد لضربها بجهاز اللاسلكي الذي يحمله ولكنها قاومته بعنف.. في هذه اللحظات استمدت قوة خارقة.. كانت تدرك انها خط الدفاع الاول والاخير عن طفليها يوسف.. و اللذين يرقدان في الغرفة المجاورة إليها!

انتهي المشهد الذي لم يستغرق سوي دقائق.. وهرب المتهم.. ولكن ريهام تمكنت من تحديد شخصيته!

خطة بحث!

استجمعت شتات نفسها.. ارتدت ملابسها بسرعة .. اسرعت إلي مدير أمن القرية.. قصت عليه ماحدث.. وأكدت له انها تشتبه في شخصين فرد الأمن!

طار البلاغ إلي اللواء علي متولي مدير أمن مطروح.. وقاد اللواء علاء المناوي فريق بحث للوصول إلي المتهم. حددت ريهام شخصية الجاني.. ولكن رجال المباحث فضلوا ان يعرضوا عليها جميع العاملين في أمن مارينا لقتل اي شكوك في شخصية المتهم!بسهولة تمكنت من الوصول للمتهم.. قصة شعره.. والدبلة الفضية في يده المميزة بحجمها الكبير.. وطوله.. كل هذه العلامات ميزت المتهم عن الباقين.. وبكل هدوء أنكر الأتهام.. ولكن ريهام سعيد أكدت إنها لاتشك لحظة واحدة في شخصيته.. وبتضييق الخناق عليه أكد أنه شاهد نافذه الفيلا مفتوحة فأراد أن يتفقدها .. ولكن أكاذيبه لم تنطل علي رجال المباحث.. فعاد ليغير اقواله مؤكدا وجود صداقة بينه وبين الخادمة الفيلبينية التي تعمل عند المذيعة!

لكن المذيعة تدخلت مؤكدة كذب هذا الأدعاء ايضا لان الخادمة ترقد في الطابق الأول.. بينما تجاوز المتهم جميع غرف الطابق الاول للوصول لغرفة نوم ريهام سعيد في آخر الطابق الثاني!

تراجع المتهم مرة ثالثة عن أقواله مؤكدا انه أراد مشاهدتها فقط.. ولم يكن ينوي الاعتداء عليها.. او سرقتها.. ولم يقنع كلامه النيابة خاصة ان ريهام سعيد أكدت انه ربما يكون قد قضي وقت أطول في منزلها!

وجهت النيابة لفرد الأمن تهمة دخول مسكن بقصد ارتكاب جريمة.. وأخلت سبيله بكفالة!

هتك .. عرض!

تقول المذيعة والممثلة ريهام سعيد :

كان من الممكن أن أفقد كل شجاعتي حينما استيقظت من نومي لأجد هذا الشخص تحت فراشي.. كان من الممكن ان يصيبني الانهيار.. ولكنني تجرأت.. واجهته بشجاعة.. وانا ادرك نواياه.. فهو لم يتواجد في منزلي للنزهة .. فوجوده فيه هتك لعرض.. لانه وصل لغرفة نومي.. وقد يكون في نيته اغتصابي.. وهو في النهاية حاول قتلي بكتم أنفاسي ومحاولة ضربي باللاسلكي.. ولكنني تذكرت أولادي الذين ينامون في الغرفة المجاورة.. فهذا الشخص لو تمكن مني فقد قتل اولادي!

دافعت عن نفسي باستماتة.. وحينما شاهد جرأتي لم يجد أمامه سوي الهرب.!

ماذا كان سيحدث لو لم يدق جرس المحمول؟

هذه المكالمة أنقذت حياتي.. وهي من إحدي صديقاتي.. كنت قد أتفقت معها علي ان تتصل بي في تمام الرابعة فجرا لايقاظي حتي أتمكن من التواجد في القاهرة في الثامنة صباحا لتصوير مشاهد فيلم القاهرة .20 ودق جرس الهاتف في الوقت المناسب تماما.. وجدت المتهم أمامي!

هل تعتقدين انه خطط لأرتكاب جريمة؟

لايوجد مشكلة في أن يتابعني .. لأنني اراه في الشارع الذي تقع فيه الفيلا منذ 5 سنوات.. ولكنني لا اعرف اسمه.. لم اتوقع مطلقا ان تأتي الجريمة من الشخص المسئول عن حمايتي!

من الواضح أنه يخطط لدخول منزلي منذ فترة.. فهو يعلم انني في هذا اليوم طلبت من الخادمات الفلبينيات ان يذهبن إلي الشقة الاخري التي امتلكها في مارينا.. ووالدتي لم تكن موجودة معي.. ولم يكن هناك سواي.. وطفلاي في الفيلا.. ولهذا اختار هذا اليوم لارتكاب جريمته!

تكمل ريهام :

الحمد لله نجوت من حادث لايعلم مداه إلا الله ولكنني كنت أرغب ان يكون القانون أكثر حزما مع هؤلاء .. فهل ينتظرون سقوط قتيل حتي يتم حبس المتهم؟!

 

 

اليمن: الحملات الانتخابية تكلف 10 مليارات ريال
«سبا» تعلن انسحاب أحد المتنافسين لصالح الرئيس.. والمرشح ينفي

صنعاء: سوسن أبو حسين وحسين الجرباني

اختتمت في العاصمة اليمنية أمس الحملات الدعائية لجميع مرشحي الانتخابات الرئاسية والمحلية التي يشهدها اليمن غدا. وبلغت تكاليف هذه الحملات حوالي عشرة مليارات ريال يمني، أي قرابة 50 مليون دولار. وكان آخر هذه الحملات المهرجان الذي عقده علي عبد الله صالح بميدان السبعين، وشارك فيه أكثر من نصف مليون مواطن من أنصاره. وأكد صالح في المؤتمر انه أعلن الحرب على الإرهاب ولن يتراجع أبدا مهما كانت الكلفة، مشيرا الى أن أمن اليمن يسمو فوق المصالح، ووعد ناخبيه بتنفيذ برنامج دقيق لتحسين الأحوال المعيشية والاهتمام بقضايا الحريات وحقوق الإنسان والسير قدما في الترتيب لمؤتمر المصالحة الوطنية. وذكرت وكالة الانباء اليمنية «سبا» ان المرشح ياسين عبده سعيد انسحب من السباق الرئاسي واعلن تأييده لصالح، لينخفض عدد المنافسين الى ثلاثة، غير ان المرشح نفى هذه الانباء وقال ان تقرير «سبا» غير صحيح.

 

 

الطريق إلى جوانتنامو
The Road To Guantanmo

عبر الفيلم الوثائقيّ الدراميّ (الطريق إلى غوانتانمو) تتلقّى مساعي أمريكا لتحسين صورتها في عيون العالم الإسلاميّ صفعة شديدة تنسف كلّ ما تدّعيه أمريكا من دفاع عن حقوق الإنسان. هذا الفيلم يسرد وثائقيّاً قصة ثلاثة شبّان باكستانيّين يحملون الجنسيّة البريطانية و يقطنون ضاحية (تبتون) البريطانيّة من غير أن تكون لهم في تلك المرحلة أيّة اهتمامات سياسيّة و لا حتّى دينيّة ، فيقرّرون السفر للباكستان لحضور زفاف صديقهم ، عند وصولهم باكستان تسوقهم الأقدار بالخطأ نحو الطريق البرّي لأفغانستان التي تزامنت الحرب الأمريكيّة عليها في عام 2000 مع وصولهم . منذ تلك اللحظة ابتدأ الكابوس الذي عاشه هؤلاء الشبّان الثلاثة الذين يتحدّثون في هذا الفيلم الوثائقي بمنتهى التأثّر و الأسى عمّا مرّ بهم في هذه الرحلة التي لم تنتهِ تبعاتها إلاّ في عام 2005 . فعندما ابتدأ القصف على أفغانستان حاول هؤلاء الشبّان كما غيرهم الاحتماء في صحاري أفغانستان و جبالها إلى أن طالتهم أيدي (الأوزبك) الأفغانستيّين الشماليّين المتحالفين مع أمريكا بقيادة أحمد دستم ، و الذين برهنوا بجدارة أنّ ظلم ذوي القربى أشدّ و أمرّ من ظلم الغرباء ، فاعتقلوهم و أوقعوا بهم ما لا يتصوّره عقل من تعذيب و اضطّهاد قبل أن يسلّموهم للجيش الأمريكي الذي أخضعهم لتحقيقات عدّة تحت التعذيب و التنكيل قبل أن يرمي بهم مكمّمين بأكياس إلى الطائرة التي أقلّتهم إلى معتقل غوانتانمو في كوبا

في معتقل غوانتانمو ابتدأ الفصل الثاني من الكابوس الذي عاشه هؤلاء الشبّان ، فما رأوه من تعذيب و اضطّهاد في أفغانستان لم يكن شيئاً مع ما لاقوه في المعتقل . فبعد إلباسهم ملابس غوانتانمو الحمراء الفاقعة و تكبيل أياديهم و أرجلهم بقيود حديدية و تكميم أفواههم و تغطية أعينهم ، رُموا تحت وهج الشمس الحارقة حليقي الرؤوس . و حين أوشكت الشمس على المغيب زُجّ بهم في الأقفاص التي هي أقرب ما تكون لأقفاص الحيوانات منها لأقفاص البشر ، مانعين إيّاهم من التحدّث و حتّى الصلاة أو قراءة القرآن ، لدرجة تمزيق القرآن و رميه من قبل هؤلاء الجنود عدا عن إيقاعهم كافّة صنوف العذاب بمن يرصدونه يصلّي . و قد روى الشبّان الثلاثة أنّه بعد فترة من الزمن بات يُسمح لهم بالصلاة التي كانت العون الوحيد لهم في معتقلات الموت . و قد كان يصف الشبّان بدقّة تفاصيل محاكمتهم اليوميّة التي لا تعدو عن كونها تنبؤات أمريكيّة بصلة هؤلاء الشبّان بتنظيم القاعدة . و الدليل كان في إحدى التهم التي وجّهتها المحقّقّة الأمريكيّة لواحد من هؤلاء الشبّان و التي تتلخّص في اتّهامه بحضور إحدى اجتماعات أسامة بن لادن ، ليثبت الشابّ أنّه في تاريخ ذلك الاجتماع الظاهر على الشريط و الصور كان يعمل في بريطانيا و لم يذهب في ذلك الوقت لأفغانستان إطلاقاً . كما أنّ إخلاء سراح هؤلاء الشبّان في نهاية المطاف ليُعدّ أوضح دليل على اتّهامهم زوراً و الحجر على حريّتهم لسنوات عديدة بناء على تنبؤات لا تخرج عن دائرة الشكّ

هذا الفيلم الوثائقيّ لمخرجه البريطانيّ (وينتر بوتوم) ليُسَجّل وثيقة أبديّة مرويّة على لسان أصحابها عن مدى شناعة ما ترتكبه أمّ الديموقراطيّة و حقوق الإنسان في هذا العالم . و لا يخجل المخرج في هذا الفيلم من عرض مقطعين للرئيس بوش و هو يتحدّث عن معتقلات جوانتانمو التي يدّعي أنّها مثال للمعاملة الإنسانيّة ، ليعود و يؤكّد في مقطع آخر أنّ على الجميع أن يضع في اعتباره أنّ هؤلاء السجناء في غوانتانمو ما هم إلاّ شرذمة من الأشرار الإرهابيّين ، بمعنى أنّه لا يجدر بنا أن نطالب بحقوق لهؤلاء السجناء الذين يعاملون معاملة البهائم هناك في الواقع فإنّ الُمشاهد مع علمه و سماعه المسبق لما يدور في معتقلات غوانتانمو ، إلاّ أنّ رؤية ما يحدث ماثلاً أمام عينيه في مشاهد حقيقيّة واقعيّة يرويها و يعلّق عليها الأشخاص الحقيقيّين الذين مرّوا بها ليحدث هزّة عنيفة في نفسه و نفس كلّ مسلم و كلّ من يحمل في قلبه ذرّة من إنسانيّة و ضمير . فلماذا يستهان بدين المسلم و قرآنه و حقوقه و كرامته و حياته و حريّته بهذا الشكل الفجّ الصارخ ؟ و بأيّ ذنب يتسلّط حفنة من الفَسَقة الضالّين على مسلمين أبرياء ليس لهم في الإرهاب و لا السياسة لا ناقة و لاجمل ؟ و في أيّ عُرف يتعدّى الإنسان على حقّ الله في التحكّم بروح إنسان آخر و حريّته و مستقبله ؟

لنا أن نسمّي هذا الفيلم (العائدون من الموت) . فمن يستمع لهؤلاء الشبّان الذين لا تعدو أعمارهم عن ثلاثة و عشرين عاماً يكاد يجزم أنّ الله قد كتب لهم عمراً جديداً بعد سلسلة عذابات وصفوا منها الكثير و ما خفي أعظم . كما أنّ المُشاهد ليصل إلى قناعة عظيمة بأنّ ما تنتهجه( أمريكا الحريّة و حقوق الإنسان) من انتهاكات ضدّ المسلمين لن يعود بنتيجة إلاّ تقوية و تعزيز إيمان المسلمين بدينهم ، فهؤلاء الشبّان قد أصبحوا الآن من المتديّنين الملتزمين بعد هذا الكابوس الذي مرّوا فيه لسنوات عدّة . و ليبقى إعلامنا العربيّ الإسلاميّ الصامد ينضح بقاذورات (الواوا) و (عتريس) و غيرهم ، في الوقت الذي لا ينبسّ ببنت شفة عن مآس كهذه . فنحن تحت رحمة الجلاّد الأمريكي الذي بيده حتّى التصريح عن مآسينا و آلامنا

رشا عبدالله سلامة

http://rasha_salameh.maktoobblog.com

 

 

أتذكرون نيرة؟

ذاكرتكم اما ضعيفة أو متخمة بالأحداث والمؤامرات!

لا بأس!!

نيرة هي ابنة السفير الكويتي في واشنطن عام 91 الشيخ سعود ناصر الصباح، وقد ظهرت أمام أعضاء الكونغرس الأميركي ووسائل الاعلام العالمية وهي تبكي بحرقة وتروي كيف أنها شاهدت بأم عينيها (التي سيأكلهما الدود) جنود الجيش العراقي وهم يقتحمون مستشفيات الولادة في (كويت سيتي)، ويسرقون الحاضنات، غير آبهين بالأطفال المواليد..

وهي الشهادة التي كان لها أثر كبير في اقناع اعضاء الكونغرس والرأي العام الأميركي بشن حرب تدميرية ضد العراق شاركت فيها أكثر من ثلاثين دولة.لم يشك أحد حينها أن نيرة تكذب وأنها لم تكن موجودة بالكويت اثناء غزوها، لأن لا أحد يريد أن يرى الحقيقة الغائبة حتى اليوم، وانبرى الجميع بالبكاء مع نيرة وما زلنا نبكي حتى اليوم، رغم أن الاعلام الأميركي كشف بعد حرب تدمير العراق أن نيرة ليست مواطنة عادية بل هي ابنة شيخ من شيوخ الكويت (يا ألطاف الله) وانها كانت تكذب وتمثل ما تعلمته وتدربت عليه على يد احدى أقوى شركات الدعاية الأمريكية التي وظفها آل صباح لاستعادة عرش امارتهم الشاردة!

ونحن يا سادة يا كرام نعيش في زمن الدعاية..

منذ بوش الأب الى بوش الابن..

من أجل دموع نيرة.. تشن الحروب..

ومن أجل رئيس كلمه الله (والعياذ بالله) وقال له أن صدام الشرير يخبئ أسلحة دمار شامل وعليك التخلص منه، تحتل الأوطان وتذبح الناس وتغتصب النساء وتهدر الكرامة والانسانية.

لماذا لا أحد يحاكم نيرة؟

لماذا لا أحد يحاكم كولن باول الذي تعلم وتدرب هو الآخر وأفرد جناحيه كما يفرد صقور وزارة الدفاع والأمن القومي أجنحتهم وجلس أمام العالم بأكمله في الأمم المتحدة وهو يشرح عن شحنات وعربات تتنقل وتجوب أراضي العراق، ويورانيوم أصفر وأخضر من النيجر.. الخ، واذ بالعراق خال من كل ما ادعاه هذا الوزير الذي استبدل لسانه وعقله بلسان رايس وعقل تشيني..

انه زمن الدعاية يا سادة.. زمن الكذب والتزييف والاعلام الساحر، ونحن ذاكرتنا ضعيفة ومتخمة بالمؤامرات.

بلبل الوطن

 

 

وسائل الاعلام الاجنبية تتنافس لجذب المشاهدين العرب... غالبيتها يحصل علي تمويل حكومي وله دوافع سياسية جزئية

اليستير ليون

نادرا ما كانت تسعي المؤسسات الاعلامية الغربية لكسب قلوب وعقول المشاهدين العرب بهذه الهمة دون ان تتأكد من العائد السياسي والتجاري.

ويحصل العرب بعد ان حررتهم القنوات الفضائية والانترنت من الاحتكار الكئيب لوسائل الاعلام الحكومية علي الاخبار بالعربية من العديد من المصادر المحلية والاجنبية.

وتتسابق اجهزة الاعلام الغربية وغالبيتها يحصل علي تمويل حكومي وله دوافع سياسية جزئية لاضافة المزيد من قنوات التلفزيون الناطقة بالعربية ومواقع الانترنت الي هذه الجوقة ولا يعوقها عن ذلك ضعف عائد الاعلانات. ويقول جهاد بلوط المتحدث باسم قناة العربية التلفزيونية ومقرها دبي ان المنافسة موضع ترحيب لانها تعطي مزيدا من الخيارات للمشاهدين ولكنه أوضح انه من منظور مشروعات الاعمال تعتبر السوق مشبعة. واضاف الكعكة محدودة للغاية .

ويشكك بلوط الذي اقيمت قناة العربية التي يعمل بها بتمويل سعودي في سبب قيام المجموعات الاعلامية الاجنبية في التخطيط لاستثمارات كبيرة من المرجح ان تستغرق سنوات قبل ان تجيء بمردودها. ويتسائل قائلا هل هي فقط لكي تعكس منظورا مختلفا..واي منظور هذا ولمن ، وتعتزم هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، بث قناة تلفزيونية بالعربية في الخريف.

اما دويتشه فيله الالمانية فتبث ثلاث ساعات يوميا من الاخبار والتحقيقات العربية منذ عام 2002، ومن المتوقع ان تبدأ قناة فرنسية علي غرار (سي.ان.ان) بثا عربيا في العام المقبل. وحتي هيئة الاذاعة الدنمركية تقول انها تدرس بث الاخبار بالعربية. كما أعلنت (روسيا اليوم) وهي قناة تلفزيون بالانكليزية مملوكة للدولة عن خططها لبث نسخة بالعربية. ويقول اكرم خزام المنتج العام للمشروع بالتأكيد لن تكون سياسية لكنه يضيف التلفزيون له تأثير .. فلماذا تتجاهل روسيا هذه الاداة ولا سيما في مثل تلك المنطقة المضطربة .

وربما يكون التلفزيون اداة قوية ولكن التحدي بالنسبة لاي مؤسسة اعلامية اجنبية هو اكتساب المصداقية في منطقة ترسخ فيها انعدام الثقة في السياسات الغربية بل هو في ازدياد وتزدحم فيها موجات الاثير بالفعل بالبدائل. ويقول علي ابو نعمة الذي يدير موقع (اليكترونيك انتفاضة) علي الانترنت للترويج لوجهات النظر الفلسطينية في الصراع في الشرق الاوسط ان هناك سيلا من النغمات المتنافرة بين وسائل الاعلام في المنطقة وانه حتي الاحياء الفقيرة في العاصمة السورية دمشق بها اطباق لالتقاط الاقمار الصناعية. ويقول ابو نعمة الاردني (34 عاما) الذي يتخذ من شيكاجو مقرا له حتي في دولة بها قيود مثل سوريا هناك فرصة كبيرة للوصول الي الاعلام من اماكن اخري .

ويضيف هذا يمثل تحديا للفكرة الامريكية السائدة عن الاعلام الخاضع للسيطرة حيث لا يعرف الناس وسائل اعلام افضل .

وتظهر استطلاعات الرأي ان القناة المفضلة في غالبية المنازل العربية هي قناة الجزيرة ومقرها قطر التي قفزت الي ذروة النجاح بعد ان بدأت بثها عام 1996 بالجمع بين الانباء الواقعية والتصميم البارع والبرامج الحوارية التي تخرق سياج المحظورات في العالم العربي. وبينما يسعد منظورها العربي جمهورا يشعر بالضيق من (سي.ان.ان) و(بي.بي.سي وورلد) او لا تصل اليه القناتان فان الجزيرة تغضب كل الحكومات العربية باعطاء المنشقين عليها منبرا وباستضافة حوارات سياسية خشنة.

وردت السعودية باقامة قناة العربية. والان تمتلك الحكومات العربية من ابوظبي الي موريتانيا قنواتها الفضائية بل ايضا بعض الفصائل اللبنانية مثل حزب الله.

واغضبت الجزيرة التي تعتزم اطلاق قناة بالانكليزية هذا العام واشنطن ايضا ببث بيانات من اسامة بن لادن زعيم شبكة القاعدة بعد هجمات 11 ايلول (سبتمبر).

ومع تزايد السخط العربي بسبب حرب العراق والدعم الامريكي المستمر لاسرائيل اطلق الامريكيون قناة الحرة العربية في عام 2004 لاختراق ما وصفه الرئيس الامريكي جورج بوش بحواجز الدعاية الكريهة في الشرق الاوسط.

واظهر استطلاع نشرته جامعة ماريلاند ان الحرة هي الاقل مشاهدة من بين ثماني شبكات تبث بالعربية. وقناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني تجتذب مشاهدين اكثر قليلا من الحرة.

وجاءت الجزيرة في المقدمة حيث بلغت نسبة مشاهديها 65 في المئة وجاءت العربية بعدها بنسبة 34 في المئة. وشمل الاستطلاع الذي اجرته في تشرين الاول (اكتوبر) مؤسسة زغبي انترناشونال لاجراء استطلاعات الرأي الاردن ولبنان والمغرب والسعودية ومصر ودولة الامارات العربية المتحدة.

فهل يمكن ان تضيف القنوات الغربية الجديدة الداخلة الي السوق قيمة للمشاهد العربي.. يقول لورانس بينتاك مدير مركز ادهم للصحافة الالكترونية بالجامعة الامريكية بالقاهرة ان تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية العربي ربما يكون في وضع افضل لكسب جمهور عربي يتشكك في الدبلوماسية العامة الغربية ويعيش في فضاء متخم بوسائل الاعلام. وقال هيئة الاذاعة البريطانية لها مصداقية كبيرة واشار الي سجل الخدمة العربية بهيئة الاذاعة البريطانية التي اعتاد عليها العرب الباحثون عن مصدر انباء مستقل علي مدي عقود.

ويري المنافسون ان القناة العربية لهيئة الاذاعة البريطانية التي ستمولها بصورة مباشرة وزارة الخارجية البريطانية قد تتأثر سلبا بسبب قرار الحكومة البريطانية الانضمام الي الولايات المتحدة في غزو العراق.

ويقول يوهانس هوفمان المتحدث باسم دويتشه فيله ان المشاهدين العرب يشعرون بأن المحطة الالمانية خلافا لوسائل الاعلام الامريكية او البريطانية تعد مستقلة وموضوعية. وقال علي اي حال لم نكن من الاطراف المتحاربة (في العراق) .

وذكر ابو نعمة ان اي شيء يشتم منه رائحة الدعاية سيفشل تماما بين العرب الذين ملوا من معاملتهم كما لو كانوا اغبياء. وقال لا نريد المزيد من الافلام الوثائقية عن الدنمارك دون معالجة الانقسامات السياسية (بين العرب والغرب) .

وأضاف انه علي وسائل الاعلام التي تتطلع الي العالم العربي ان تكمل تغطيتها باعتراف امين بما يكمن خلف جذور الانقسامات وهو الغضب من الخيارات السياسية للحكومات الغربية وانعدام التسامح في المجتمعات الغربية .

(رويترز)

 

 

أبناء الرشيد: الأمين والمأمون".. الصراع على الهوية العربية للدولة!

إذا كانت الدراما التاريخية قد دأبت على استعراض صفحات التاريخ لتقدم مما فيها من تجارب إنسانية في كافة مجالات الحياة، لا سيما السياسية منها، وخصوصاً تلك التي تَجِدُ صداها في أحداث الحاضر الراهن، وتلقي الضوء على أبعاد الأحداث المعاصرة وخلفياتها التاريخية؛ فإن الإنتاج الدرامي التلفزيوني العربي يبدي عزوفاً عن قراءة التاريخ، حيث يسجل لهذا العام تراجعاً في عدد الأعمال التاريخية المعدة للعرض، وقد يكون مسلسل "أبناء الرشيد: الأمين والمأمون"، أحد أبرز عملين تاريخيين لهذا العام.

يتناول مسلسل "أبناء الرشيد: الأمين والمأمون"، تفاصيل واحدة من أدق مراحل التاريخ العربي الإسلامي، التي تبدأ بخلافة الرشيد وما سمي بـ"واقعة البرامكة" لتنتقل إلى ولاة عهد الرشيد (الأمين والمأمون) وصراعهما على الخلافة العباسية، وما في ذلك من خلفيات تاريخية لأحداث راهنة.

إن ما يقدمه مسلسل "أبناء الرشيد: الأمين والمأمون"، هو بالذات ذلك المفصل التاريخي الهام، الذي شهد صراعاً ما بين العرب وغير العرب على الهوية العربية للدولة الإسلامية، في بدايات العصر العباسي الوسيط؛ ويستعيد ذلك الانقسام التاريخي الذي يجد انعكاسه في الصراع الدموي الدائر في عراق اليوم، والذي يثير مخاوف مشروعة.. وهو من هنا، ليس مجرد مسلسل تاريخي، بل عمل تاريخي معاصر بامتياز..!

كما يمثل المسلسل، من حيث الوقائع التاريخية التي يعرض لها، رؤية درامية واستعادة تاريخية لأحداث تلقي الضوء على المخاوف التي عبر عنها عدد غير قليل من الدول العربية، إزاء بعض الملابسات والوقائع السياسية الراهنة والجارية في أطراف هامة من الوطن العربي؛ ومن شأن عرض مسلسل "أبناء الرشيد: الأمين والمأمون"، (وقصتهما من أعمق قصص التاريخ العربي أثراً وعكساً للأحداث المعاصرة) على الشاشات العربية وبخاصة شاشات الدول المعنية بالمخاوف المطروحة، أن يفتح نقاشاً عاماً حول خلفيات تلك المخاوف، كما من شأنه أن يعمق الإحساس بخطورة التفريط بالهوية العربية للدولة.

ينطلق المسلسل من حيرة الرشيد في أمر ولاية عهده لأي ابنيه يعهد بها: "الأمين" العربي الصافي النسب.. أم المأمون الذي جرت في عروقه الدماء الفارسية إلى جانب العربية. وذلك في تلك الفترة التاريخية، التي كانت فيها الدولة العربية الإسلامية تعيش تجاذباً كبيراً في هويتها، ما بين مواطنيها من العرب الأقحاح ورعاياها من غيرهم، وعلى وجه التحديد من الفرس، ثم لم تلبث أن انتهت الأمور إلى نهايتها المحتومة، حيث الصراع والحرب الرهيبة بين الأخوين، والتي كانت أشبه بحرب بين العرب والفرس على الهوية العربية للدولة الإسلامية..

إن القصة التي يقدمها مسلسل "أبناء الرشيد: الأمين والمأمون"، حفيدة الماضي.. لكنها بنتُ اليوم، تروي أحداث التاريخ وتتناول أحداث يومنا هذا من زاوية تاريخية، وتقدم مقاربة معمقة تتناول وتعرض لحيثيات تاريخية تلقي الضوء الموقف العربي من النفوذ المستشري لبعض دول الجوار في بعض أجزاء العالم العربي – موضوع الساعة؛ ومن هنا، تبرز الأهمية الاستثنائية لهذا المسلسل، في هذا الوقت بالذات..

المسلسل من إنتاج وتوزيع المركز العربي للخدمات السمعية البصرية - الأردن، وسيناريو وحوار غسان زكريا وغازي الذيبة وإخراج التونسي شوقي الماجري.. وبطولة: رشيد عساف، نورمان أسعد، غسان مسعود، منى واصف، مرح جبر، فايز قزق، هاني الروماني، نبيل المشيني، عبير عيسى، باسم ياخور، قمر خلف، إياد نصار، منذر رياحنة، عاكف نجم، محمد المجالي، فادي إبراهيم، احمد العمري، أشرف طلفاح، نادية عودة، علي عليان، ناريمان عبد الكريم، ريمة الشيخ، وآخرون.

 

 

من صور العنف النفسي ضد المرأة في العادات والتقاليد

" ابن العم بنزّل بنت عمه عن الفرس "

هذه العبارة التراثية ليست مجرد مثل عربي دارج، لكنها حكْم قَبَلي متوارث من العادات والتقاليد، يعني صراحة أنه: يحق لأبن عم الفتاة المقبلة على الزواج والتي تمت خطبتها، أن يَخطِبها على خِطبة غيره.

والحقيقة على الرغم من أن المنطقة العربية وصلت إلى حد كبير من الوعي والثقافة والتي كان لتطور وسائل الاتصال، وتطور الأدوات الحياتية والاقتصادية، إلا أن العقلية العربية لم تزل رهينة لنوع من العقيدة الشعبية، هذه العقيدة الشعبية لها تأثير أكبر حتى من تأثير الدين السماوي على العقلية العربية، بدليل أنها وإن تعارضت بأحد قواعدها العرفية مع الدين السماوية، نادراً ما يتم تغليب الدين عليها، ويتم تبرير هذا بأن مخالفة ما سار عليه السلف.

فالمنطقة العربية التي نعيش فيها والتي يدين الغالبية العظمى منها بالإسلام، لم تزل تمارس عادات وتقاليد تتعارض في كثير منها مع النصوص الدينية الإسلامية كنص الحديث الشريف القائل " لا يخطِب الرجل على خِطبة أخيه "، فهذا النص هو حديث صحيح ثابت بصحته، ويعتبر حكم شرعي بتحريم خطبة الإنسان على المرأة التي خطبها رجل أخر تحت أي ظرف كان.

من الجانب الأخر للموضوع، فإن مثل هذا العرف الشائع هو أحد أشكال العنف النفسي ضد المرأة العربية، فأحد أشكال العنف النفسي هو مصادرة رأي المرأة، ومنعها من التعبير عن حقها أو رأيها، أو تجاهل رأيها حتى في الأمور الخاصة في حياتها الشخصية، فكثيراً ما يتم إجبار المرأة على الزواج من رجل لا تعرفه، أو لم تعرفه، أو لا يؤخذ أصلاً رأيها فيه، وتكون أخر من يعلم بموافقة أهلها على خِطبتها.

على الرغم كذلك من أن النص الديني يوجب أخذ رأيها، ووجوب الأخذ برأيها حتى لو كان على شكل إيماء، وليس بالضرورة أن يكون رأيها صريحاً، وهذا كذلك ما جاء في النص الشرعي للحديث الشريف القائل: بأن علامة رضاها سكوتها. بالتالي فإن الأخذ برأيها هو أحد أركان زواجها والذي لا يتم حسب النص الديني إلا بموافقتها، لكن العرف والعادة والتي تعتبر أكثر وأشد أنواع العنف النفسي وخصوصاً في تقاليد الزواج ضد المرأة، فمصادرة رأيها والتعامل بمبدأ " الأقربون أولى بالمعروف " كأبن العم الذي يجوز له أن يتسبب بفسخ خطوبة ابنة عمه لمجرد وجود صلة قرابة بينهم يعني أن التعامل مع المرأة لم يصل إلى حد كونها كيان، بقدر ما كونه التعامل معها كونها سلعها يستفيد منها الأقرب، ودون أدنى التفات لرأيها في أن توافق أو ترفض الزواج من ابن عمها، مما يعني مصادرة صارخة لحقها في أن تقول ما تريد في شأن حياتها الخاص جداً، ولأكثر المسائل حساسية في حياتها وأكثرها مصيرية وهي قضية زواجها.

المرأة العربية لم تزل حتى اللحظة وخصوصاً في المناطق الريفية التي تحتوى الكم الأكبر من غالبية هذه الممارسات الاجتماعية التي تصادر حق المرأة في اختيار الزوج، أو حتى أن تُعامل ككيان إنساني مستقل له الحق في أن يبدي رأيه في المسائل العادية أو حتى الخاصة في حياتها الشخصية، وعلى الرغم من أن التقدم العلمي والتقني في العالم استطاع أن يجعل العالم كله عبارة عن قرية صغيرة، إلا أنه لم يستطع رغم الجهود الجبارة التي تبذلها المؤسسات النسوية ومنظمات حقوق الإنسان وغيرها في سبيل التصدي لمثل هذه الممارسات من أن تحد من هذه الممارسات الاجتماعية المخالفة لكل المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، والديانات السماوية والتي أوصلت المرأة في بعضها المرأة حد القدسية.

والحقيقة أن جهود منظمات حقوق الإنسان والناشطين الحقوقيين والمؤسسات النسوية في هذا المضمار ستظل عبثية طالما أن البحث لم يزل في المشكلة ذاتها وسبل حلها، دون التطرق لأصل المشكلة ذاتها وهو العادة والتقليد، وربما يعود ذلك للعديد من الأسباب، والتي قد يكون أهمها أن العادات والتقاليد هي إن صح التعبير عنها " دين شعبي" وقد تحولت العادات والتقاليد إلى عقيدة مترسخة في العربي بشكل أكبر من المنظومات الفكرية أو الديانات السماوية.

إن من واجب المؤسسات النسوية والمنظمات الإنسانية والأفراد الالتفات لدور العادات والتقاليد في تكريس العنف ذاته ضد المرأة، وعدم الاكتفاء برصد مشاهد العنف الجسدي أو النفسي وإعداد التقارير والإحصائيات.

كما أن للمثقفين والكتاب والأدباء العرب دور لم يتم تفعيله بالشكل الصحيح في اتجاه تسليط الضوء على هذه الظواهر من خلال القصة والرواية والقصيدة، وكذلك الدراما التلفزيونية والأفلام السينمائية، فمثل هذه القضايا هي قضايا أساسية إنسانية أكثر حتى من القضايا السياسية والمشاكل العاطفية التي تأخذ الحيز الأكبر في القصة والرواية والمسرحية والقصيدة والدراما والأفلام العربية.

مهند صلاحات

كاتب وصحفي فلسطيني

salahatm@hotmail.com

 

 

الُمسـْــــــــــــــــــتَباحون

عبد النبي حجازي

قسمت أمريكا وحلفاءها كثيراً من الأمم إلى (شمال وجنوب) أما نحن (العرب) فيخيَّل إلينا أنهم قسّمونا إلى الجهات الأربعة الأصلية (شمال – جنوب – شرق – غرب) أو على أبعد تقدير إلى الجهات الأصلية والجهات الأربعة الفرعية أي إلى ثمانية قوقعات لكنهم في الحقيقة جعلونا (عبابيد) أي شراذم لاحصر لها منثورة على التاريخ والجغرافية ؛ شراذم أفكارها ، وأهدافها ، ووسائلها (الحضارية والسياسية) متناقضة . ويقول قائل إن الخلافات الفكرية دليل صحة وحيوية لكن المشكلة قائمة على التناقضات لاعلى الخلافات . وحدة الصف ، وحدة الهدف ، الوحدة العربية .. هذه المصطلحات التي اختفت من القواميس وانطمستْ دلالتها. رغم ذلك فإن مقومات الوحدة ماتزال قائمة بصمت وحشمة . ويقول مسؤول عربيٌّ باستخاف وحقد عمن يؤمنون بالوحدة العربية (قومجيون) .. في محاولة محتقنة للتنصل من الهوية العربية لتكون القومية البديلة مبنية على بضعة ملايين نمت في خيارات أصحابها كما تنمو الطحالب في القيعان , وغاياتها الحقيقية التذمر البدئي من الالتزامات العربية تمهيداً للتنصل التام ، والانسكاب في قالب من الوهم منخور . ولاتعرف لماذا يجتمع وزراء الخارجية العرب أليعلنون عجزهم عن الفعل ، ويطلبون اللجوء إلى المستحيل إلى (مجلس الأمن) الذي تتلاعب به الأصابع الأمريكية كأنه حبات المسبحة ؟ أليندّد أحدهم (بالأحلام الشيطانية) ويستخفّ آخر (بالشارع العربي) يراه حبات من الرمل تتحرك بسكون كالنترون والبروتون . أم لينعطف مجلس الوزراء على المبادرة العربية التي أعلنها مؤتمر القمة في بيروت فاستخفت بها إسرائيل ولم يلتفت إليها أحد ؟ فندرك أن أبسط مايوصف به المسؤولون العرب ـ هذه الأيام ـ أنهم مستباحون .

وتتساءل : إلى متى يستبيحون الشعوب التي طفقتْ تنشحن وتتعبّأ من حيث لايشعرون ؟ تتساءل كيف أن القرارت المصيرية يقبض عليها شخص أو بضعة شخوص يحبسونها أو يطلقونها وفق أمزجتهم الشخصية ؟ لقد وضعنا أنفسنا وشعوبنا رهائن بين أيدي (الغرب) كالمرأة الغنية التي تتزوج رجلاً ليحميها راضية طائعة أن يبتلع القسم الأكبر من نصيبها ؟ أنخفض رؤوسنا لأعدائنا الحقيقيين ونحن نعرف أن قوة إسرائيل تنبني على أمرين هما : تطبيق الديموقراطية ، واحتضان الغرب الذي وضعت مصيرها بين يديه . وكلنا يذكر الجسر الجوي الذي أقامته أمريكا لتزود إسرائيل بالسلاح والعتاد والرجال . ونتذكر صواريخ (صدام) التي أطلقها على إسرائيل والتي رغم أنها لم تحدث إلا خسائر وأضراراً محدودة بذرت الأمل في نفوس العرب لكنها في الوقت نفسه جعلتْ أمريكا تزود إسرائيل بمنظومة دفاع (باتريوت) ومساعدات فورية بلغت أثناءها ثلاثة عشر مليار دولار . ونقولها ملء الفم :

كفانا . إننا غير قادرين أن نحقق أي نصر على تخلفنا وضعفنا وعلى أعدائنا إلا: بالتطبيق الفعلي للديموقراطية ، وإلا باستغلال إمكاناتنا الهائلة في مجال الطاقة ، والسيطرة على مواقعنا الاستيراتيجية كالمعابر المائية والمضائق . لكن مشكلة الديموقراطية ـ إذا طُبِّقت ـ لاتبقى مسؤولاً على كرسيه ؟

شهدت المدن التركية موجة من المظاهرات منذ الأول من تموز (يوليو) 2006 تندّد بالعدوان الإسرائيلي الوحشي على الشعب الفلسطيني وخصوصاً على قطاع غزة توَّجها مئات الآلاف في التاسع من الشهر نفسه بساحة وسطَ استانبول في حشد نظمته عدة أحزاب ومنظمات مدنية ونقابات مهنية ورددوا هتافات تستنكر العدوان الإسرائيلي الهمجي المتواصل ، ورفعوا الأعلام الفلسطينية وصور الشهداء مؤكدين أن الإرهاب الإسرائيلي هو سبب زعزعة الأمن والاستقرار في العالم ووصفوا رئيس الوزراء الإسرائيلي (أولمرت) بأنه مجرم حرب .

وطالب الأتراك برفع الأيدي عن فلسطين والعراق ، مؤكدين مساندتهم وتضامنهم مع الشعبين الفلسطيني والعراقي .

وفي السابع عشر من الشعر نفسه خرجت المؤسسات المدنية التركية بمظاهرة حاشدة في العاصمة (أنقرة) للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على لبنان .

في العام 2003 أرادت أمريكا أن تغزو العراق من الشمال ، من الأراضي التركية فرفض البرلمان التركي (أي البرلمان الذي يمثل الشعب ـ أي الشارع) رغم علاقة تركيا المتينة بأمريكا . فانقضت أمريكا على العراق من الأراضي العربية (الشقيقة!) التي فتحت لها صدرها , وأجواءها ، وسواحلها ، وزودتها بالجواسيس وأهل (الخبرة!) بحجة إزالة (أسلحة الدمار الشامل) ثم بحجة القضاء على صدام فصبّت أمريكا حِمَمَها على الشعب العراقي دمرته وقضت عليه , ومايزال صدام حيّاً وراء القضبان الأمريكية .

أما استنكارنا للأحلام الشيطانية فلكي لا يعكر غبار النقع ديارنا الرخامية ويغبِّر موائدنا المترفة , ويعكّر أمزجتنا الساجية . وأما استهتارنا بالشارع العربي فلأننا نتعاطاه ديكة ودجاجاً . يقول مربو الدواجن إن الديك يكفي بين 7 ـ 9 دجاجات أما ديكتنا فلا ترضى بأقل من مئات الآلاف ـ إلى بضعات الملايين .

تعالوا نقرّ أن (حماس) أرادت تحرير الأسرى من النساء والأطفال و(حزب الله) أراد تحرير الأسرى لكنهما أخطآ التقدير . ولكن هل ترون أن ردة فعل الصهاينة كانت بقدر فعل كل منهما ، بل بأضعافه ، بمئات أضعافهى , بآلاف الأضعاف ؟

ولنقر أيضاً ماالذي دفع كلا منهما إلى هذه (المغامرة) هذه (الأحلام الشيطانية) سوى الخنوع العربي والذل العربي ؟ وهل غزت أمريكا العراق إلا بالأكاذيب ؟

وهل كان تدمير العراق ، ثم الضفة والقطاع ، ثم لبنان بسبب تلك (الأخطاء) التي استنكرها العرب ! وأيدها ـ بكل الأسف والمرارة ـ غيرُهم ؟

ما أغرب هذا الزمان ! كلنا منغمسون في الذلِّ والخنوع ! أتريدون مصالحة اسرائيل ؟ صالحوها إذا كنتم قادرين . حتى إسرائيل لاتقيم لكم وزناً ، ولا تهتم بصلحكم . لابغضبكم ولا برضاكم . إنها لا تراكم على الخريطة .

وتركتم الله لتسبِّحوا بحمد أعدائكم . تهافتّم عليهم فلم يرونكم تستحقون أكثر من نظرة ازدراء . بماذا تراكم تتفاخرون بعد ؟ تعيشون بالترف والفحش ، وتتركون لشعوبكم الفُتات ؟ وتجأرون بأصواتكم كالحمار الخصيّ سئل لماذا تجأر بصوتك ليل نهار ؟ أجاب : حتى لاينزو عليّ الحُمُر الآخرون

وإلى متى ؟ إلى متى أنت قابع متقوقع أيها الشعب .

ياشعب الشارع الضبابي ؟

anhijazi@aloola.sy

 

 

أمام العالم 10 سنوات لتجنب مخاطر الاحتباس الحراري.. حقن الكبريت في الغلاف الجوي لايقافه

من أجل وقف ظاهرة الاحتباس الحراري لمدة 20 عاما اقترح عالم يوم الخميس وضع ثاني أكسيد الكبريت في الجزء الأعلى للغلاف الجوي حيث سيعمل بتوافق مع خفض انبعاث الغازات المسببة للظاهرة.

وقال توم ويجلي من المركز القومي الامريكي لابحاث الجو ان ثاني أكسيد الكربون وهو مادة ملوثة على الارض سيشكل جسيمات دخان كبريتي تظلل كوكب الارض بدلا من سحب الرماد الناجمة عن الثورات البركانية الضخمة.

واستخدم ويجلي نماذج بالكمبيوتر ليقرر ان حقن جسيمات الكبريت على فترات زمنية من عام الى اربعة اعوام سيكون له نفس قوة تبريد تعادل قوة انفجار بركان جبل بيناتوبو في الفلبين عام 1991.

وتشير دراسته التي نشرت في دورية ساينس العلمية الى ان هذه الطريقة ستعمل مع خفض انبعاث الغازات المسببة لارتفاع درجة حرارة الارض والتي تنجم عن احتراق الوقود الاحفوري.

واقترحت فكرة حقن الكبريت في الجزء الأعلى للغلاف الجوي على بعد نحو 16 كيلومترا فوق سطح الارض أولا ورفضت قبل ثلاثين عاما باعتبارها عملا خطيرا بلا طائل على عمليات طبيعية.

لكن ويجلي قال انه دُفع لمتابعة هذا الجانب حين اقترح بول كروتزن الكيميائي الحائز على جائزة نوبل في تطورات الغلاف الجوي في الآونة الأخيرة النظر مجددا لفكرة هندسة الارض بما انها فكرة عامة معروفة.

وقال ويجلي في مقابلة عبر الهاتف "انا لم أقترح ألا نقلل اعتمادنا على الوقود الاحفوري او الطاقة. أظن ان هذا هو الحل الوحيد لمشكلة الاحتباس الحراري على المدى البعيد. علينا القيام به بوضوح.

"لكن ... هل بمقدورنا جعله أيسر اقتصاديا وتكنولوجيا عبر فعل شيء تكنولوجي ايضا ربما يكون فعالا من ناحية التكلفة."

ووفقا لتقدير ويجلي فانه لن يكون رخيصا.

وأكثر الوسائل المعقولة لوضع ثاني أكسيد الكبريت في الجزء الاعلى للغلاف الجوي ستكون إرسال طائرات عديدة -تزيد على عدد اسطول الطائرات التجارية في العالم الان- لتنفيذ المهمة.

واضاف ان هذا قد يكلف مئات الملايين من الدولارات.

بدوره قال خبير أمريكي بارز في مجال الاحوال المناخية إن العالم امامه عشر سنوات لاتخاذ قرار حاسم بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري وتجنب وقوع كارثة مناخية.

وقال جيمس هانسن الخبير بوكالة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) والذي يعتبر عميد خبراء المناخ الامريكيين انه يتعين على الحكومات تبني سيناريو بديل للتحكم في انبعاثات ثاني اكسيد الكربون والحد من الزيادة في درجات الحرارة العالمية الي درجة مئوية واحدة (1.8 درجة فهرنهيت).

وتابع أمام مؤتمر ابحاث التغير المناخي في سكرامنتو عاصمة ولاية كاليفورنيا "اعتقد اننا لدينا مدة قصيرة جدا للتعامل مع التغير المناخي... لا تتجاوز عقدا من الزمان على اقصى تقدير."

وقال انه إذا ابقى العالم على هذا السيناريو المعتاد فان درجات الحرارة سترتفع بواقع درجتين او ثلاث مئوية وسوف "نخلق كوكبا مختلفا."

وحينئذ ستذوب الطبقات الجليدية بسرعة مسببة ارتفاعا في منسوب مياه البحر لتغمر اغلب مساحة مانهاتن. كما سيشهد العالم المزيد من موجات الجفاف والحرارة الطويلة واعاصير قوية على مناطق جديدة فضلا عن احتمال انقراض 50 في المئة من الاجناس.

ولمح هانسن الذي يرأس معهد جودارد للدراسات الفضائية التابع لناسا لهذه القضية من قبل بالقول ان ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش حاولت اسكاته وحذفت الكثير من اكتشافاته هو وغيره من العلماء حول ظاهرة الاحتباس الحراري.

وأكد مجددا ان الولايات المتحدة "فشلت في انتهاز فرصة" التأثير على العالم بشأن هذه الظاهرة.

والولايات المتحدة هي اكبر مصدر للغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري ابرزها ثاني اكسيد الكربون. وقد قرر الرئيس بوش عام 2001 سحب بلاده من بروتوكول كيوتو الذي يضم 160 دولة قائلا ان القيود التي تفرضها الاتفاقية على الانبعاثات ستضر بالاقتصاد.

وامتدح هانسن ولاية كاليفورنيا لاتخاذها الخطوة "الشجاعة" بتمرير قانون في اغسطس اب 2006 حول ظاهرة الاحتباس الحراري يجعلها اول ولاية امريكية تضع سقفا لانبعاثات الغاز المسببة لهذه الظاهرة.

وقال ان السيناريو البديل الذي يدافع عنه يشمل الترويج لمبدأ الاستغلال الامثل لكفاءة الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الحفري.

وتابع "لا يمكننا حرق كل الوقود الحفري المتاح بسهولة دون ان يتسبب ذلك في تغير مناخي جذري.. هذه ليست نظرية فنحن نعرف دورة الكربون جيدا حتى نقول ذلك."

من جهة اخرى قال علماء سويسريون يوم الاربعاء ان درجات الحرارة في فصل الصيف باوروبا ستصبح أكثر تقلبا في المستقبل وقد تسبب مزيدا من موجات الحر المماثلة لتلك التي تعرضت لها القارة عام 2003.

واستخدموا نماذج بالكمبيوتر تحاكي تأثير الغازات المنبعثة من الصوبة الزراعية على المناخ ليقرروا لماذا قد تصبح موجات الحر في فصل الصيف أكثر شيوعا.

وقالت سونيا سينيفيرانتي من المعهد السويسري الاتحادي للتكنولوجيا في زوريخ "تعرفنا على الالية الرئيسية لتفسير تقلب درجات حرارة الصيف نحو الارتفاع في وسط اوروبا وشرقها."

وأضافت لرويترز قولها "بحلول نهاية القرن تشير نماذج المناخ إلى أن كل موسمين من الصيف أو ثلاثة قد يكونا في نفس درجة موجة حر عام 2003 أو أشد منها."

وتظهر النتائج التي نشرت في دورية نيتشر العلمية ان التقلب بين فصول الصيف الحارة للغاية والمعتدلة الحرارة نسبيا والتي تزيد احتمال حدوث موجات حر ترجع إلى التفاعل بين الغلاف الجوي والارض او تبادل الطاقة بين النظامين.

فالماء يخزن في التربة التي يتبخر منها. وتزيد درجات الحرارة الاعلى من معدلات البخر حيث يصل في بعض المراحل الى نقطة لا تستطيع معها النباتات استخلاص الماء من التربة.

وقالت سينيفيرانتي إنه عند هذه النقطة ترفع طاقة سطح الارض درجة حرارة الهواء بدرجة أكبر.

وأضافت "بالوصول إلى هذا الحد ترتفع درجة الحرارة للغاية. العام الذي تكون فيه موجة حر هو حين تصل إلى ذلك الحد."

وتشير سينيفيرانتي وزملاؤها إلى أن تفاعل الغلاف الجوي والارض يزيد من تقلب المناخ في وسط أوروبا وشرقها حيث يتوقع ارتفاع درجات الحرارة لتؤدي إلى انتقال الاقاليم المناخية في اتجاه الشمال.

أضافت ان النتائج تؤكد الدور الفاصل لتفاعل الغلاف الجوي والارض في التغيرات المناخية مستقبلا.

 

 

تحرير الكعبة

بعد صفقات السلاح والعمالة المبكرة من قبل آل سعود للأمريكان نطالب بعودة الحجازيين للإشراف على الأماكن المقدسة

بقلم : د. عبد الفتاح رضوان

مركز المقدسات للدراسات والنشر - بيروت

الآن وبعد أن إنقشع غبار الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان ، آن لنا أن نعيد قراءة الأحداث والمواقف ، لنحدد خطواتنا المقبلة كأمة عربية وإسلامية ، ولعل أبرز المواقف التى تحتاج إلى إعادة نقد وفهم هو (الموقف السعودى الرسمى) الذى قام منذ بداية الحرب بالتغطية عليها سياسياً لصالح الإسرائيليين عندما وصف ما قام به حزب الله بأنه مغامرة غير محسوبة ، ثم قام بالتغطية عليه دينياً عندما أطلق أحد العلماء الجهلة (عبد الرحمن بن جبرين) ليفتى بعدم نصرة حزب الله لأنه حزب رافضى ، ومن جملة المواقف السعودية الملتبسة قيامه بعقد صفقتى توريد سلاح إلى المملكة مع كل من باريس (وقدرها 4 مليار يورو) ولندن (وقدرها 11 مليار دولار) وهى أسلحة لا يستفاد منها لأنه لا يوجد أعداء أصلاً داخل أو خارج المملكة ليوجه إليهم هذا السلاح الذى يصدأ فى المخازن ، ويستفيد من عمولاتها فقط وزير الدفاع السعودى (سلطان بن عبد العزيز) وهو بالمناسبة أقدم وزير دفاع فى العالم حيث يتولى الوزارة منذ عام 1962 ، هذا الفساد التسليحى يأتى فى الوقت الذى يعيش فيه المواطن السعودى العادى فى ظروف معيشية صعبة سنشير إليها لاحقاً . هذا الموقف الموالى للغرب عملياً ، ولإسرائيل سياسياً ودينياً ، أثار أمام الرأى العام أسئلة هامة: هل يجوز دينياً وأخلاقياً أن يتولى أمثال هؤلاء الحكام ، الإشراف على الأماكن المقدسة فى مكة والمدينة ؟ أو أن يكون من صلاحياتهم تعيين منّ يتولى شئون الحج والعمرة والرعاية لهذه الأماكن ؟ ثم ألا يؤدى بنا هذا إلى أن نطالب بأن يعود (أهل الحجاز) الشرفاء مثلما كانوا قبل إنشاء هذه المملكة التعيسة ليشرفوا هم على هذه الأماكن ، تطهيراً لها من دنس آل سعود وعمالتهم لإسرائيل تارة، ولواشنطن وباريس ولندن تارة آخرى ؟!

قبل الإجابة ، دعونا نتأمل فى تركيبة الحكم السعودى ، وكيف أنه سيكشف لنا عملياً أننا أمام حكم أقلية خطفت الحكم (بما فى ذلك خطفها للأماكن المقدسة) مما يدفعنا إلى المطالبة بعودة الحجازيين للإشراف على الأماكن المقدسة وسندع الدراسات الموثقة تتحدث ، ففى دراسة هامة تحت عنوان " تركيبة النظام الملكى السعودى : حكم الأقلية " إعداد الدكتور نمرود رافائيلي وهو محلل بارز في برنامج دراسات الشرق الأوسط الاقتصادية ، ونشرت يوم 12/7/2003 يذكر أن حكم الأقلية يعني سيطرة الأقلية (مجموعة صغيرة) على الحكم بهدف الفساد والأنانية. وفي السعودية يسيطر عدد قليل من أمراء الأسرة الملكية وهم احفاد مؤسس المملكة السعودية عبد العزيز بن سعود الذي ترك عند وفاته عام 1953م أربعاً وأربعين ولداً وعدد غير معلوم من البنات من سبع عشرة زوجة. ان الحكم الملكي السعودي هو "نمط" فريد ولا سابق له من حكم الأقلية.

لقد تعامل الأمراء السعوديون مع الثروة النفطية – يقول الباحث - وكأنها ملك شخصي لهم وقد كون بعضهم الشهرة أو السمعة السيئة نتيجة حياة البذخ والإسراف وتبديد الممتلكات والموارد الوطنية. وحسب احصائية برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة فقد انحدر مستوى الدخل الفردي في السعودية من 18.604 دولار في عام 1980م إلى 10.815 دولار في عام 1999م ثم إلى 9 دولارات عام 2006 .

ويقدّر عدد العمال الأجانب في السعودي بحوالي أربعة ملايين ويتضمن جيشاً من الخادمات وسائقي السيارات وبقية الخدمات وهؤلاء العمال نقلوا حوالي سبعين مليارد دولار إلى بلدانهم في الخمس سنوات الأخيرة ، فهل مثل هؤلاء يجوز لهم حماية الكعبة !! .

وبالنسبة لوراثة العرش تؤكد الدراسات الموثقة ومنها الدراسة المذكورة أنه من الملعوم أن عبد العزيز ابن سعود أسس الدولة السعودية الحديثة عام 1932م ، وبعد وفاته تعاقب على عرش السعودية خمسة من أبنائه وهم سعود وفيصل وخالد وفهد وأخيراً (عبد الله) ويتم انتخاب ولي العهد من قبل الأسرة الملكية ويكون "ولي العهد" النائب الأول لرئيس الوزراء حتى يصبح ملكاً. ومن المعلوم أيضاً أن الملك فهد كان قد قام بتعيين اخوته الستة - والذين مع الملك فهد يعرفون "بالسديريين السبعة" - في المراكز الحساسة وذات النفوذ في المملكة.

ويعتبر السديريون السبعة قلب الأسرة الملكية السعودية الحاكمة ومدعومون من قبل مجموعة من الأمراء. بعض أمراء العائلة الملكية وبالخصوص أمراء المناطق يتمتعون بنفوذ قوي في المملكة. ويتولى بعض الأمراء الوزارات المهمة في المملكة مثل الدفاع والداخلية بالاضافة إلى الحرس الوطني. وتعتبر وزارتي المالية والنفط مستثناة من ذلك حيث يتم تعيين وزراء لها من خارج الاسرة الملكية. وبالنسبة إلى وزارة المالية هناك ترتيبات اقرتها الأسرة الحاكمة نفسها امتنعت فيها من تعين أمراء الأسرة الحاكمة لتولي هذه الوزارة. ولكن في نفس الوقت لا يوجد هناك اشراف دقيق وصارم على انفاقات وهبات الملك والأمراء الكبار ، ولذلك يفسدون فى الأرض ومن هنا تأتى أهمية نزع سلاح المقدسات الحجازية من بين أيديهم .

وعلى الرغم من أن النفط يعتبر المصدر الرئيسي لعائدات المملكة المالية فإن وزير النفط يكون دائماً من غير الأمراء ويكون هذا الوزير بمثابة "وزيراً فنياً" أما القرارات السياسية والتي تتعلق بضخ النفط وتجهيز السوق العالمية التي تؤثر في اسعار النفط أو التي تتعلق بالمواقف التي تتخذ في الأوبك فإنها غالباً ما تتخذ من قبل الملك أو نائبه.

لا يزال الاخوة السبعة يحتلون مناصب كبيره ونفوذاً سياسياً واسعاً على الرغم من أن سبعة منهم في السبعينات من العمر والملك فهد قد رحل بعد أن تجاوز الثمانين .

لذا يتوقع في المستقبل القريب أن يتنافس أمراء الأسرة الملكية الشباب ومن بينهم الأمير بندر بن سلطان المشهور بعمالته المبكرة للأمريكان وكراهيته الشديدة للأماكن الحجازية المقدسة سيتنافسون على المراكز العليا للسلطة والنفوذ وربما يكون هذا التنافس قاسياً ووحشياً ويؤدي إلى عدم استقرار المملكة.

أما أمراء إدارة الأعمال فيقول عنهم د. نمرود رافائيلى هناك عدد كبير من الأمراء جمعوا ثروات طائلة من اشرافهم على الصفقات والعقود المختلفة العائده للدولة أو التي تدعمها الدولة، مثل صفقات البناء الضخمة وصفقات السلاح وهؤلاء الأمراء لا يذكرون في وسائل الاعلام كأثرياء ما عدا الأمير الوليد بن طلال الذي يعتبر أحد أكبر الأثرياء في العالم ، وهو أمر يكره بطبيعته الأماكن المقدسة لأنه يحب اللهو .

هذه التركيبة الحاكمة والتى يسيطر فيه أقلية فاسدة على الحكم ، ولا يفرقون فيها بين (المال العام) لأبناء شبه الجزيرة العربية وبين (المال الخاص) ، ويسرفون فى بذخهم وفسادهم ، كل هذا لم يجد من (علماء الدين) من عينة ابن باز وابن عثيمين وابن جبرين ، أية شجاعة لفضحه وخاصة فضح فسادهم فى مجالات النفط والمقدسات وصفقات السلاح ، ولم يجدوا أيضاً أية مروءة دينية لديهم فهم أصلاً علماء بلا مروءة إسلامية لكشف مخالفته للشرع ، فأى علماء هؤلاء ؟ وهل يستحق مذهبهم المحرف والمنحرف عن صراط الإسلام أن يظل متحكماً فى الأماكن المقدسة وهل يجوز شرعاً أن يظل علماء السلطة هؤلاء كخدم فى محراب أمراء فاسدون وسارقون لمال البلاد ، وهنا نسأل أين الفقهاء والشرفاء من آل البيت ومن أهل الحجاز الشرفاء ليتولى الإشراف على هذه الأماكن المقدسة بعيداً عن قبضة آل سعود وفقهائهم الموظفين الطائعين لهم والموافقين على فسادهم ؟ إننا نطالب وبأعلى صوت أن ينطلق خطباء الحجاز ، وسادة المنابر ، ليطالبوا بتولى الشرفاء من الحجازيين ، وخاصة من منهم من نسل الرسول صلى الله عليه وسلم ، أمور الكعبة والأماكن المقدسة وأن يدعو فى خطبهم لتعود هذه الأماكن المقدسة لأصحابها من شرفاء الأمة ، وإلى أهل الحجاز بصفة خاصة ، خاصة بعد أن بات واضحاً للعالم كافة أن الأسرة السعودية الحاكمة تستغل هذه الأماكن المقدسة للتغطية على فسادها النفطى تارة ، أو عمالتها المبكرة مع واشنطن تارة آخرى (انظروا كيف استغلوا العلماء الجهلة من عينة ابن جبرين ليغطوا على موقفهم المساند لإسرائيل ضد حزب الله فى الحرب الأخيرة على لبنان من خلال فتاويهم المتخلفة عن الشيعة) اننا نطالب بعودة الحق إلى أصحابه والحق هنا هو هذه (الأماكن المقدسة) وأصحابه هو الأمة كلها وفى قلبها أهل الحجاز الشرفاء ، أما الباطل ، فهو هنا لا يحتاج إلى تعريف ، فوجوه وسياسات وأفعال آل سعود ووعاظ السلاطين لديهم تغنى من أى بيان

 

 

رقصات الراعي والرعية: لغة السياسة ولغة الجسد

بقلم: د. مضاوي الرشيد

سبقت المجتمعات البدائية نظيرتها الحديثة في فهم الرقص و أهميته كطقس اجتماعي منظم يتطلب تحديد الزمان والمكان والراقصين هذا بالإضافة إلي ترتيب الحركات و الايماءات الجسدية علي انغام معينة وبزي خاص يتصف بالزخرفة الزائدة عن المعتاد. لهذه الرقصات الجماعية حلقة تهتم بتنظيمها فهي تلعب الدور الاهم في هذا التنظيم الذي يسبق الاحتفال الراقص وتلعب هذه الحلقة دور المعلم الذي يمتلك المعرفة الضرورية التي تتطلبها مثل هذه المناسبات. عادة يكون هؤلاء من كبار السن ومن ذوي الخبرة القديمة التي تمكنهم من تدريب عادة صغار السن علي القيام بهذه الرقصات بين الحين والحين. يتعلم هؤلاء الحركات الجسدية التي تتماشي مع كل نغمة موسيقية او انشودة تحفظ كلماتها بجدية واهتمام بالغ حتي لا تحدث اي تجاوزات او ارتباكات في مسيرة الرقصة الجماعية.

تلعب هذه الرقصات الجماعية عدة ادوار في حياة المجتمع فبالاضافة الي كونها توفر نوعا من التسلية والترفيه الا انها تحمل في طياتها وحركاتها ونغماتها معني اهم من مضيعة الوقت والتسلية. تعرف المجتمعات ان امكانية تسخير هذه الرقصات الجماعية لخلق المعني كبيرة جدا بسبب كونها تحمل رموزا تستطيع تكثيف المعني بغزارة لا تستطيع الحياة اليومية ان توفره. لذلك نري ان كثيرا من هذه الرقصات تسخر لاهداف اما اقتصادية او سياسية او عسكرية بالاضافة الي بعدها الاجتماعي والذي ينتج عن كونها تتطلب عملا جماعيا يعتمد علي الموروث الثقافي المخزون في مخيلة اي شعب كان.

الرقصات السعودية التي تتكرر منذ تولي الملك عبد الله منصبه كخادم للحرمين الشريفين تظهر لنا بوضوح كيفية تسخير السلطة للرقصات الجماعية والتي ارتبطت تاريخيا بمفهوم الاحتفال في سبيل ايجاد لغة سياسية جديدة تبني علي لغة الجسد وحركته. تعتبر هذه الرقصات المسماة محليا بالعرضة النجدية اليوم من اهم حلقات الوصل بين الراعي والرعية. ففي خلال شهر واحد انتقل البلاط السعودي من احتفال راقص بمكة المكرمة الي احتفال آخر بالعاصمة الرياض. شاركت الرعية من اهل مكة في الاول بينما تصدرت رعية الرياض الاحتفال الثاني.

كان الاحتفال الاول من باب مبايعة اهل مكة للراعي اي اعلان ولائهم للعهد الجديد. جاء هؤلاء بزيهم التقليدي المحلي المتمثل بالعمامة الحجازية والتي بدأت تظهر اكثر واكثر في منطقة الحجاز حاملين العصا الحجازية مبتهجين بتراثهم المحلي هذا بالاضافة الي تقديم خطابات وقصائد باللهجة المحلية العامية علي انغام واناشيد خاصة بالمنطقة. في هذا الاحتفال اختلط الراعي بالرعية عن قرب ولكن اهم ما في الامر هو التهام الحجاز متمثلا وبشكل واضح وجلي ورمزي بالتهام اطعمة المنطقة. عندما يستهلك الراعي طعام الرعية والذي هو مختلف اختلافا كبيرا عن ما هو متعود عليه في منطقته الاصل نجد ان رمزية الجسد تمهد لرمزية السياسة. عندما يبتلع الطعام يدخل الي الجسد ويتحول بعد عملية هضم طويلة الي جزء من الجسد ولكن بشكل مختلف عن شكله الاول. الرقصات الحجازية كانت طقسا جماعيا له ابعاد سياسية ترتبت علي لغة الجسد.

واذا انتقلنا الي رقصات الرياض والتي ربما تكون الاخيرة في سلسلة الرقصات المتنقلة بين المناطق المختلفة والتي تتكون منها السعودية نجد اننا بصدد رقصة الرقصات من حيث اهميتها ومركزيتها في موزاييك السياسة والجغرافيا. عودة الرقص الي الرياض هي عودة الي مركز الانطلاق والقرار والهيمنة. هي ايضا عودة السلطة الي عقر دارها بعد رحلات راقصة ربما تسبب بعض الانهماك الجسدي خاصة لمن لا يساعده عمره علي مثل هذه الاحتفالات التي تتطلب الكثير من الحركة والغناء والمشاركة والتواصل بين الراعي والرعية. استطاعت الكاميرا بتقنيتها المتطورة ان تنقل ولو بشكل عابر مظاهر هذا الاعياء خاصة عندما سلطت عدستها علي الرعية المشاركة في الرقصة الجماعية اذ بدت وقد اصابها بعض اللامبالاة او لنقل الملل والذي ظهر بوضوح علي بعض الوجوه وعبرت عنه العيون بلغة لا تعرف الكذب او النفاق وكانت لغة العيون صادقة وربما اكثر صدقا من الكلام الموزون الذي رددته الألسن وكأنها تبتهل لخالقها في طقس من الطقوس البدائية والتي ما زالت بعض المجتمعات الوثنية متمسكة بها. فضل بعض افراد الرعية الانخراط بحركات عفوية مثل الهف بمراوح ورقية للتخفيف من حدة الحرارة المرتفعة ربما داخليا وخارجيا. امسكوا بأوراق يهفون بها دون انقطاع بينما كانت اعينهم تدور فهل كانت تنظر ولا تري؟ من الواضح ان مجموعة كبيرة منهم كانت تصغي ولكنها لا تسمع اذ انها انشغلت بأحاديث جانبية مع الحضور علي يمينهم ويسارهم بينما كان الراعي منشغلا ومنخرطا انخراطا تاما وعفويا مع الرقصة النجدية. علي خلفية ملل الرعية فوجئنا بحرارة الانسجام التام والانشراح الظاهر علي وجوه الصف الاول من صفوف الراعي والتي تحتكرها مجموعة ولاة الامر بالجملة. بينما تجاوزت الرعية لغة الجسد واهميتها في مثل هذه الرقصات الجماعية نجد ان الراعي تحكم بحركات الجسد ولغته لان الرسالة السياسية كانت مهمة جدا في مثل هذه الحقبة التاريخية المتلفزة.

رغم اختلاف لغة السياسة في الاحتفال المكي و النجدي من الملاحظ ان هناك شريحة معينة من الرعية ظهرت وكأنها مصابة بمرض عصبي فرضته حيثيات ومتطلبات الوضع الامني. والمقصود هنا عساكر الراعي ذوي القبعات الخضراء والذين كانوا في حالة لا يحسدون عليها. فرغم ان عددهم قد تجاوز عدد الحضور من ولاة الامر واولادهم واخوانهم وبقية اقاربهم الا انهم ظهروا بمظهر المراقب الخائف المهزوز كانت رقابهم تدور واعينهم تجول وآذانهم تتحرك لتلقط الذبذبات من أين اتت. يلتفون حول الراعي كسوار ضيق يقيد المعصم ويشل حركته. نطقت اجساد عساكر الراعي بأكبر تقرير اخباري يلخص ملامح السياسة والامن تفوق بصدقه وقدرته علي عكس حقيقة الواقع السعودي علي احسن تقرير وتحليل يصدر عن وكالات الانباء كرويترز او اسوشيتدبرس او حتي الشركات المقيمة للامن والتي تتسابق علي تقييم الوضع الداخلي السعودي لتقدم نصائح للشركات الاجنبية وموظفيها خاصة اولئك الذين يتطلب عملهم رحلات الي السعودية. مرة اخري تفوقت اجساد الرعية علي الراعي في اعطاء صورة حقيقية عن السياسة السعودية. فبينما استطاع الراعي ان يسخر الجسد في سبيل السياسة سيطرت لغة الجسد علي السياسة في رقصات الرعية. ظهر الملل علي وجوه الرعية كذلك ظهر الترقب والخوف علي وجوه العسكر وظلت وجوه الراعي متقلدة لاكبر برقع عرفته الجزيرة.

للسياسة والجسد ارتباط ولحمة. ان صلحت السياسة صلح الجسد والعكس صحيح. عرفت المجتمعات هذه الحقيقة وعبرت عنها برموز مختلفة. عندما نستعمل مصطلحات مثل جسد الامة او قلبها النابض او صمام الامان او عينها الساهرة نستعير من الجسد واعضائه ما يضفي علي السياسة المعني المرجو. كذلك نستعير الامراض التي تضرب الجسد لنجسد آفات السياسة فالسرطان يستشري في السياسة كما يستشري في الجسد والعمي يضرب القيادة كما يضرب العين وهلم جرا.

البلاط الراقص المتنقل هو كالجسد الراقص علي ايقاعات قديمة تم استهلاكها في حقبات تاريخية مختلفة. كثير من ملوك العرب الحاليين يعتمدون علي فكرة البلاط المتحرك. اما في السعودية فهذا تقليد ارتبط بتأسيس الدولة الحديثة. فبعد ان تبدد دخان المعارك التوحيدية في المناطق المختلفة جاء دور البلاط المتنقل ليكرس ويثبت الولاء هذا الولاء لم يكن ليتم لولا ما سماه مؤرخ البلاط الزركلي في كتابه المعروف عن الجزيرة بصرة الملك. هذه الصرة ذكرها ايضا فيلبي في كتاباته. كانت الصرة ترافق البلاط المتنقل في الرحلات الداخلية فبعد كل رقصة واستعراض تختتم البيعة باعلان الولاء ومن ثم تفرغ الصرة من محتواها. في حينها كانت تحتوي علي جنيهات فضة وذهب وكان الملك هو المسؤول الاول عن عملية التفريغ هذه. وعندما تنثر القروش علي الارض تهب الرعية لتلتقط نصيبها بعد ان اشبعت جسدها بطبق الرز والضأن ومسحت علي شواربها ولحاها ما تبقي علي اناملها من دهن بري يفوق عطره دهن العود وأعمدة البخور المتصاعدة من مباخر البلاط. فبعد الدهن البري ودهن السير ـ عفوا ايها القارئ العربي بعض من المحلي في عالم معولم ـ تكتمل حلقات الولاء والسمع والطاعة ويتم الوصل والتواصل بين الراعي والرعية وبين الجسد والسياسة. لم يتغير المبدأ فاليوم ما تزال الصرة العنصر الفعال والاقوي في شراء الولاء اذ انها تعوض عن مشكلة اكتسابه وربما ما تغير هو شكلها فقط ونوعية محتوياتها. نلاحظ نقلة نوعية اذ اختفت قروش الفضة والذهب واستعيض عنها بـ الشيك والهبة والقرض والمعاش والاكرامية والاستثمار وبعثة دراسية ورخصة تجارية وكفالة عمال اجانب وقروض شعبية وصناديق فقر الي ما هنالك من حداثة اقتصادية. وما تغير ايضا هو كون الصرة الحديثة عابرة للمحيطات والبحار قادرة علي فعل الكثير خارج الحدود القطرية. فكما احتفظت الصرة بمبدئها كذلك تم تعميم الرقصات خارج الحدود اذ ان البلاط الراقص هو ايضا قابل للتصدير تحت مظلة وزارة الخارجية كما ذكرنا سابقا في احد المقالات علي صفحات هذه الجريدة.

رقصات الراعي والرعية لا تأتي من مبدأ احياء التراث والثقافة المحلية الخاصة بهذه المنطقة او تلك. بل هي تأتي من باب بث الحيوية في الحياة السياسية والقيادة معا. اكثر من السابق تحتاج الدولة السعودية الي مثل هذه الرقصات الجماعية خاصة وانها تمر بمرحلة انتقالية فبينما تخلت الدولة عن كثير من مقولاتها السابقة وخاصة غطاءها الديني والذي ضمن لها نوعا من الشرعية السطحية لم تتضح المعالم الجديدة للنظام بعد. فهذا النظام ما يزال في طور صياغة خطاب جديد لم يتبلور بشكل شفاف واضح. ارتبط هذا الخطاب بصورة الراعي الذي يصور وكأنه بالاضافة الي تصدر الرقصات يتصدر مشروع الاصلاح السياسي المزعوم. فالجسد المتحرك او المتمايل في مثل هذه الرقصات ما هو الا من رموز السياسة التي تسير علي رمال متحركة ورياح متقلبة. لقد أسدل الستار عن المسرحية السابقة والتي استمرت لعقود طويلة تصدر التمثيل فيها والاخراج شرائح كثيرة ساهمت في استمرارية المسرحية وترويجها. اليوم يتم التحضير للفصل الثاني والذي يختلف اختلافا مهما عن الفصل الاول. الفصل الحالي يتميز بالتقلب والانتظار والذي قد ملت منه الرعية كما انه يتميز بالحراك الجسدي المتنقل هذا الحراك مستعد لان يتنقل في سبيل التواصل من شرائح اجتماعية بل حتي مناطق قد شعر النظام ذاته انها تتململ منه ومن هيمنته. سافر البلاط الي المناطق يطلب ولاءها ضمن اطار الاحتفالات الشعبية عسي ولعل تنسي هذه المناطق خصوصيتها وتذوب في خصوصية المركز السياسي ولم لا وقد استطاع المركز ان يستهلكها عندما استهلك تراثها الشعبي وأطعمتها.

سيبقي النظام السعودي حبيس الرقصات الجماعية يراهن علي لغة الجسد ولغة السياسة.

د. مضاوي الرشيد

 

 

ضابط «موساد» سابق عمل في العراق يكشف «أسرار العلاقة» بين إسرائيل ومصطفى بارزاني!

سلام مسافر

كشف ضابط سابق في «الموساد» الاسرائيلي لصحيفة روسية، عن انه عمل في العراق لمدة عام خلال حكم الرئيس السابق احمد حسن البكر, وابلغ اليعازر تسافرير مراسلة « فريميه نوفوستيه» المستعربة يلينا تسبونينا، ان «الموساد» انتدبته للعمل مع الزعيم الكردي الملا مصطفى بارزاني عام 1974، وانه كان يتحرك بحرية في مناطق حاج عمران شمال العراق، وان مقره الدائم كان في بلدة ديانا الكردية.

وحسب تسافرير الذي تقاعد من «الموساد» برتبة جنرال، فان قلة قليلة من القيادات الكردية كانت تعرف هويته وطبيعة مهمته, وقال: « لم يكن احد يعرف طبيعة مهمتي وجنسيتي غير الزعيم الكردي الملا مصطفى بارزاني ومجموعة محدودة من معاونية» واضاف: « لم اعرف على اني اسرائيلي او يهودي، بل عرفوني على اني رجل اعمال من بلد اوربي وكنت بالطبع احمل جواز سفر ذلك البلد»,

واعلن ان الحركة الكردية بقيادة بارزاني « بادرت للاتصال باسرائيل منذ الستينات باعتبار انهم مضطهدون مثلما تعرضنا نحن اليهود للاضطهاد وبالتالي فان الدولة اليهودية تتفهم مطالبهم», واضاف: «طلبوا منا في البداية محطة اذاعة لبث البرامج باللغة الكردية، ثم سألونا عن اسلحة خفيفة, فقمنا بتزويدهم بذخائر ومعدات عسكرية من بينها مدافع وقاذفات سوفياتية الصنع كان الجيش الاسرائيلي غنمها من الحروب مع الدول العربية».

ويقول انه في العام 1973، «غنمنا اسلحة كثيرة فقمنا عام 1975 باهدائها الى الاكراد لمقاومة الجيش العراقي الذي كثف في تلك الفترة هجماته على البشمركة الكردية»,

يذكر ان اسرائيل اقامت في كردستان العراق مستوصفا يعمل فيه اطباء اسرائيليون.

ويشير تسافير في حديثه الى «فريميه نوفوستيه» الذي نشر امس، الى ان «الموساد» كان ينسق نشاطه في شمال العراق مع الاجهزة الايرانية ومع الاستخبارات المركزية الاميركية, ويقول: «قدمت الاستخبارات المركزية الاميركية منذ عقود سابقة دعما كبيرا للحركة الكردية في كردستان قبل ان يجري زعماء الاكراد اتصالات مع اسرائيل».

وحسب تسافرير فان السلطات السوفياتية في حقبة ستالين «تعاملت بخشونة مع الملا مصطفى البارازاني الذي اقام في الاراضي السوفياتية مدة تزيد على العشر سنوات منذ اواخر الاربعينات وحتى العام 1958». ويقول «الا انه بعد وصول نيكيتا خروتشوف الى السلطة في الكرملين عام 1953 تغير التعامل، حيث حرص خروتشوف على اقامة علاقة شخصية مع البارزاني وبالتالي فقد تغير تعامل اجهزة الاستخبارات السوفياتية مع الزعيم الكردي» ويضيف: « لكن حين نشب القتال بين الاكراد وحكومة عبد الكريم قاسم التي اسقطت النظام الملكي في العراق، وقفت موسكو الى جانب حكومة بغداد المركزية وارسلت مبعوثين الى الملا مصطفى تطالبه بوقف القتال والتفاهم مع حكومة قاسم، فرفض بارزاني في شكل قاطع الاستسلام لبغداد».

ويذكر تسافرير ان ضباطا في «الموساد» ومن الجيش الاسرائيلي، كانوا يتوافدون على كردستان « بصورة منتظمة للتشاور مع القيادة الكردية ولفحص وصيانة الاسلحة ومحطة البث الاذاعي وفي الوقت نفسه مراقبة الاوضاع في المنطقة».

ويروي كيف ان اتفاقية الجزائر عام 1975 بين شاه ايران وصدام حسين « سددت ضربة قوية للحركة الكردية في شمال العراق», ويقول: «بعد ساعات من توقيع الاتفاقية التي منح بموجبها صدام ايران نصف شط العرب، امر الشاه بسحب المدافع ومضادات الجو من المناطق الكردية في شمال العراق، وبذلك سمح للجيش العراقي بشن هجوم كاسح على معاقل المقاتلين الاكراد», ويضيف: «كنت حينها الى جانب مصطفى بارزاني في طهران التي استقبلته قبل اقل من اسبوع بالترحاب، فاسرعنا بالخروج وقمت باغلاق وكر الموساد في ديانا وامرت بخروج جميع عناصرنا من تلك المنطقة».

ويشير الى ان مهمته بعد الخروج من العراق عام 1975، كانت في ايران حيث ترأس وكر «الموساد» في طهران, ويقول: «بدا واضحا عام 1979 ان نظام الشاه يتهاوى على يد انصار الخميني ولم يكن بوسع الموساد ولا الاستخبارات الاميركية فعل شيء لانقاذ نظام الشاه الذي خرجت الملايين بفتوى من الخميني فاسقطته».

ويضيف: «بعد الانقلاب تمكنا بمساعدة رئيس الوزراء انذاك مهدي بازاركان من الخروج على متن طائرة اميركية خاصة من طهران, وكانت مهمتي اجلاء 1300 اسرائيلي كانوا يعملون في ايران من خارج موظفي السفارة الاسرائيلية».

وحسب تسافرير فان الرئيس الفرنسي السابق جيسكار ديستان، بعث عبر وزير داخليته رسالة شفوية الى شاه ايران، ينوه فيها بان باريس ستغمض عيونها « في حال تعرض الخميني الى حادث مؤسف», ويقول: «لكن رضا بهلوي لم يجرؤ على اغتيال الخميني في باريس فتمكن اخيرا من اسقاط نظام الشاه عبر انقلاب شعبي عارم».

ويكشف ضابط «الموساد» عن اتصالاته مع تاجر الاسلحة المليونير عدنان خاشقجي الذي رتب مع الملحق العسكري الاسرائيلي السابق لدى ايران ياكوف نمرودي صفقة «ايران - كونترا» التي اشتهرت باسم فضيحة «ايران - غيت»، ويقول ان حكومة اية الله الخميني طلبت من اسرائيل التوسط لدى الولايات المتحدة لشراء اسلحة بعد ما دخلت الحرب مع العراق مرحلة حرجة, ويضيف: «وافقت واشنطن على الصفقة مقابل اطلاق الرهينة الاميركي وليم باكلي في لبنان ووافقت اسرائيل مقابل معرفة مصير طيارها رون اراد، الذي اسقطت طائرته فوق لبنان عام 1986».

وحسب تسافرير فان الصفقة تعثرت لان «الفصيل الموالي لايران في لبنان لم يف بوعده واعدم باكلي ولم يسلم جثة الطيارالاسرائيلي او يكشف عن مصيره».

ويعتقد ضابط «الموساد» السابق ان مشروع انبوب نقل النفط العراقي الى ميناء حيفا «قابل للحياة بعد ان تستقر الاوضاع في العراق», ويقول: «كان من مهماتنا في كردستان دراسة احياء مثل هذه المشاريع عندما تسنح الفرص المناسبة».

 

 

فضائح قناة الحرة تزكم واشنطن.. كيف حصل أذناب ومحاسيب موفق حرب مدير الحرة على عقود مغرية؟

أرت ليفين

إذ تستعد لجنة العلاقات الخارجية في الكونجرس لبدء جلسة استماع حول برنامج إدارة بوش للاذاعات العربية تتوالي الاتهامات بسوء الإدارة والمحسوبية وضياع الأموال ضد راديو سوا وقناة الحرة وشبكات إذاعة الشرق الأوسط وبدأ مكتب المحاسبة الحكومي في وزارة الخارجية التحقيقات حول الخدمات العربية التي تشرف عليها هيئة إدارة الأذاعة التي لا تزال تحت رئاسة كينيث توميلنسون وهو صديق مستشار الرئيس بوش كارل روف والذي استقال مؤخرا من رئاسة هيئة الأذاعة العامة بعد أن تعرض للانتقادات لتدخله في برامج الأذاعة لصالح الحزب الجمهوري.

ومن المنتظر أن يظهر الأثنان توميلنسون وموفق حرب أمام لجنة الكونجرس خلال هذا الأسبوع لتقديم شهادتهما عن الانتهاكات المدعاة ومن المرجح أن يواجها أسئلة صعبة حول العلاقات بين حرب الصحفي اللبناني المولد الذي يدير راديو سوا وقناة الحرة والشركات التي حصلت على عقود مغرية منها.

وواحدة من أكبر المستفيدين من شبكة من الشركات التي مقرها لبنان ووراء هذه الشبكة أيلي الخوري أحد أصدقاء حرب، وهو مدير تنفيذي لفرع شركة إعلانات ساتشي وساتشي في بيروت وشريك في شركتي كانتوم للاتصالات وبان سنترال. وقد حصلت شركات الخوري على عقود بعدة ملايين من الدولارات طبقا للمصادر العليمة في شبكة إذاعات الشرق الأوسط. وقد رفضت الهيئة الكشف عن المبالغ الحقيقية التي حصل عليها الخوري، وتصر على أن الهيئة وهي شركة خاصة (ممولة من أموال دافعي الضرائب)، غير ملزمة بتوفير هذه المعلومات.

ومع ذلك يقول المسؤولون في الكونجرس أنهم يتوقعون الحصول على المزيد من المعلومات وسوف يعرفون أن الخوري صديق حرب وشركائه التي تعمل في مجال الإعلان حصل إعلانات عن الحرة بواقع 125 ألف دولار للإعلان الواحد، وحوالي 250 ألف دولار لإنشاء موقع على الانترنت للحرة وراديو سوا، وحصلت شركة كانتوم للاتصالات وهي من شركات الخوري في العام على عقد قيمته نصف مليون دولار عن عمل غير محدد بشكل واضح عرف باسم "تنسيق انتاجي" لست برامج خاصة بلبنان وبلاد أخرى. وتقول مصادر الحرة أن البرامج المنتجة خارج لبنان جاهرة للإذاعة ولا تحتاج إلى أي مساعدة من جانب شركة كانتوم. فلا دخل لشركة كانتوم في برنامج يتم (نتاجه في المغرب) ويدافع نورمان باتيز عضو هيئة إدارة الإذاعة ومن أقوي المدافعين عن الشبكات العربية التي تجري حولها التحقيقات بأنه "يعتقد أن مشاركة بيروت في الإنتاج معقول لأن لبنان هي مركز للإنتاج التليفزيوني التجاري وغير التجاري الناجح، ومن الطبيعي أنك عندما تبحث عن مذيعين مهنيين أن تذهب إلى حيث يوجدون". ولكن كما يقول سلامة نعمات الذي كان يقدم برنامج حواري في الحرة " لا أحد ينشئ شركة إنتاج في بيروت" بسبب عدم الاستقرار السياسي وتدخل عملاء المخابرات السورية.

وقد أنتقلت عدة شركات إذاعة من بيروت إلى دبي حيث تم إنشاء "مدنية إعلام" مجهزة أحسن تجهيز، ومن بين مرافقها مركز دبي للميديا التابع لراديو سوا حيث توجد استديوهات راديو وتليفزيون ولايزال معظمها غير مستعمل طبقا لما يقوله سمير الدويلحي المدير السابق لراديو سوا في دبي على الرغم أن ثماني ساعات من البرنامج اليومي لراديو سوا تبث من هناك. ويقول الدويلجي :"تدعي دبي أنها تقوم بعمل كبير، ولكنها ستار للعمل الذي يتم في بيروت".

كما منح حرب بعض مواطنيه عقودا سخية واحد منها كلف حوالي مليون ونصف دولار لخدمات الترجمة الفورية تقوم به مجموعة كابيتال كومنبوكوشن وهي شركة مقرها واشنطن يديرها أمريكي من أصل لبناني أسمه كرم إلياس. وعلى العكس فأن راديو أوربا الحرة والحرية الذي يذيع ب 28 لغة لا يحتاج إلى هذه الخدمات الباهظة التكاليف.. وكما يقول رئيس الراديو السابق توماس داين "الترجمة الفورية لا تكلفنا شيئا" حيث يقوم بالترجمة العاملون في الراديو الذين يتم تعيينهم بالإعلان عن الوظائف وعلى أساس تنافسي، وهذا ما لم تفعله الحرة وراديو سوا.

وتبعا لمصادر الحرة والمسؤولين في شبكة إذاعة الشرق الأوسط أن الخدمات العربية تحتاج إلى تواجد مترجمين أثنين على الأقل يوميا لمدة 8 ساعات للقيام بأعمال الترجمة الفورية عندما تدعو الحاجة إلى هذا، ويقول مصدر في الأذاعة وهو من المتشككين :" أنه عمل طيب إذا أمكنك الحصول عليه" ولئن كانت كابيتال كومنيوكوشن مؤسسة تبادل ثقافة تحظي بالإحترام، إلا أن صفقة الترجمة الفورية التي عقدتها مع الخدمات العربية تعتبر زائدة عن اللزوم.

وما لا يقل إثارة للشكوك هو تكليف عشرات من المهاجرين العرب ربما بلغ عددهم مائة إستأجرهم حرب، ومعظمهم يقيمون في كريستال سيتي بولاية فيرجينيا وهي على بعد ساعة بالمواصلات العامة من مقر الشبكة في سيرنجفيلد: ويقال أن إلياس الذي لم يرد على الاستفسارات يحصل على مئات الدولارات عن كل موظف جديد يجد له مسكنا. كما يحصل على عمولة من الشركة التي توفر المسكن.

كما عقدت الشبكات العربية صفقة مكلفة مع شركة بروفيال ترافل للسفريات، وهي من الشركات المفضلة عند حرب، وكما ذكر مجدي خليل وهو من العاملين السابقين في الحرة أن تذكرة الذهاب والاياب إلى الشرق الأوسط تكلف ما بين 3000 إلى 4000 في الدرجة الاقتصادية بينما تكلف في العادة 1000 دولار أو أقل. ويصر المسؤولون في بروفايل أنهم "يقدمون خدمة ممتازة جدا بتكلفة مخفضة جدا".

ويبدو أن هناك مقاولين من افراد وشركات يحصلون على مبالغ كبيرة خاصة من لهم علاقات شخصية مع حرب. ويقول الدويلحي أن شركة الخوري للإعلانات في بيروت تؤدي جميع الخدمات لحرب في بيروت من توفير الموسيقي وتأجير المكتب وتوفير فتيات جميلات للمقابلات التلفزيونية ويقول عنه حرب أنه أفضل صديق له في بيروت.

وتخصص ميزانية الحرة 104000 دولار لأعمال المكياج وتقوم بها خبيرة مكياج أسمها حنان وهي تحصل على 80 ألف دولار في السنة، وتقول مصادر شبكة إذاعة الشرق الأوسط أن أجرها أقل من أجر مثيلاتها في صناعة التلفزيون ولكن توميلنسون نفسه عبر عن دهشته عند علمه بالمبلغ التي تحصل عليه حنان إذ تحصل خبيرة ماكياج أخرى على 50 ألف دولار.. ولكن ما الذي يجعل حنان تعامل معاملة خاصة؟ قد تكون موهوبة، ولكن المصادر في الشبكة تقول أنها صديقة لزوجة حرب.

ولكن مرتب حنان لا شئ يذكر إذا قورن بما يحصل عليه أثنان من كبار المديرين في شبكة إذاعة الشرق الأوسط أحدهما هو بيرت كلاينان وهو شريك قديم لباتيز في أعمال الراديو ولكن خبرته محدودة في التلفزيون وهو يحصل الآن على 250 ألف دولار في السنة، ومؤخرا أعلن نيته على الاستقالة والعودة إلى لوس أنجلوس وقد أنفرد بالعقد مع الشبكة مستشارا للإذاعة الدولية في الشرق الأوسط على الرغم من أنه لم يتعلم العربية أو إدارة شبكة تليفزيونية. وقع أختيار باتيز على زميل آخر لبيرت وهو فاريل ميزل وحصل على أجر 250 ألف دولار في السنة في المساعدة لإنشاء الحرة ويمدها الآن ببرامج تليفزيونية, ويشكو العاملون ببواطن الأمور في الشبكة أن ميزل وهو الرجل الثاني في القيادة ويقوم بمعظم العمل الأساسي. ويقول موظف سابق في الحرة :" أنه يقوم برحلات إلى مختلف أنحاء العالم ويقيم في فنادق من الدرجة الأولي. وأن سكرتيرته هي التي تتخذ القرارات الخاصة بالبرنامج ويقوم هو بالتوقيع عليها فقط". ورفض ميزل الرد على المكالمات التليفونية. ولكن المسؤولين في شبكة إذاعات الشرق الأوسط يمتدحون على خبرته التليفزيونية.

وجميع ما يتفق على المرتبات الكبيرة والصفقات التي تعقد مع مصدر واحد لا تقترب من ال 10 ملايين دولار التي بعثرت على نظام الكمبيوتر المضطرب الذي لا تزال الحرة تعاني منه. ويقول أحد العاملين وهو على علم بعملية الإسراع في إنشاء الشبكة التلفزيونية في أقل من ستة أشهر :" لم يكن أحد مسؤولا عما يحدث" ومعظم المعدات التي وصلت كانت زائدة عن الحاجة أو لم تكن له فائدة في ذلك الوقت". وقال :" كان هناك ثلاث غرف صغيرة مليئة بالأجهزة وكان هناك محول كهربائي كلف 75 ألف دولار وكانت بعض اجهزة الكمبيوتر عديمة الفائدة ولم يكن هناك عدد كبير في إمكانهم العمل في نظام الكمبيوتر. وقد أنفقت شركة TG5 المتعاقد الأصلي 400 ألف دولار من مالها الخاص لإحضار خبراء من ألمانيا لتعليم العاملين كيف يعملون على نظام الكمبيوتر، وأنفقت الشركة الكثير لإصلاح الأخطاء الأصلية مما أدي في النهاية إلى أفلاس الشركة.. ويقول العاملون في الحرة.. كان الكمبيوتر لا يعمل طوال الوقت".

إلا أنه وفقا لإسلوب العمل في إدارة بوش كوفى مصمم تقنية المعلومات المسؤول عن نظام الكمبيوتر الفاشل بمنحه عقد عمل في الحرة براتب 25 ألف دولار في الشهر بعد أن ترك TG5. ثم أشرف على إنشاء الكمبيوتر الخاص براديو سوا الذي تأخر حوالي ستة أشهر. ورد بغضب " لم تكن هناك مشاكل قبل أن يقطع المكالمة فجأة".

والسؤال: لماذا كلف إنشاء شبكات الراديو كل هذا؟ ويذكر أحد مصادر الحرة أنه في لبيرت كليمان "لا تشغل بالك حول كل هذه الأموال".. كان حرب يريدها، وهذا تمت : وتنفي شبكة إذاعات الشرق الأوسط أن كلينمان أو غيره من كبار المسؤولين في الشبكة بعثروا الأموال الفيدرالية أو شجعوا غيرهم أن يفعلوا هذا. والحقيقة كما تقول الناطقة بلسان الشبكة :"كانت الشبكة تذكر جميع العاملين فيها دائما أنه يجب أن يتم كل شئ بالطريقة الصحيحة وبما يتفق مع القانون". والآن أمام حرب فرصة أن يثبت هذا أمام هيئة إدارة الأذاعة والمتفش العام في وزارة الخارجية والكونجرس.

أرت لافين يشارك في تحرير نشرة واشنطن الشهرية كما يكتب لمجلة "موذر جونز ومجلة نيوريبلك ومنشورات أخرى. وكتب موضوعا عن عمل كينيث توميلنسون الذي يدور حوله الخلاف عندما كان مشرفا على صوت أمريكا.. في مجلة أميريكان بروسبكت في عدد سبتمبر 2005. (عن مجلة أمريكان بروسبكت ترجمة: مجدى خليل)

 

 

"كلاب حراسة الديمقراطية" تتحول إلى "كلاب أليفة"!

كتب محمد ماضي

ما الذي حدث لدور وسائل الإعلام الأمريكية وكيف تحوّلت من كلاب يقظة تراقب الممارسة الديمقراطية وتنقض على كل من يحاول النيل منها، وتقوم بمهمة السلطة الرابعة، إلى كلاب أليفة تجلس على حجر البيت الأبيض وتراعي مصالح الشركات الأمريكية الكبرى؟

الإجابة عن هذا السؤال تطلبت أكثر من ستين عاما وأكثر من مائتي صفحة ضمّـها كتاب جديد بعنوان "كلاب حراسة الديمقراطية"، وضعت فيها السيدة هيلين توماس، اللبنانية الأصل، عميدة مراسلي البيت الأبيض خلاصة تجاربها الصحفية مع تسع فترات رئاسية، تعاقب خلالها رؤساء أمريكيون على المكتب البيضاوي وتغيرت فيها ملامح التغطية الإخبارية من الاتصال المباشر والمتكرر مع الرئيس الأمريكي، إلى المؤتمرات الصحفية المنسقة مسبقا، والسيطرة على تدفق الأخبار والتلاعب بها، ومن الأسئلة الصحفية الجريئة للرئيس وكبار المسؤولين إلى الخشية من طرحها، وتحول الإعلام الأمريكي بشكل متزايد نحواليمين المحافظ، بحيث تردّت مهمة مراسلي البيت الأبيض إلى مستوى الإخفاق في طرح التساؤلات حول مبررات الغزو الأمريكي للعراق، وسلسلة الإجراءات التي انتقصت من الحريات المدنية للأمريكيين بحجة الأمن الداخلي وغيرها من القضايا المصيرية.

وتقول هيلين توماس: إن مصداقية الصحافة الأمريكية تعرّضت، لسوء الحظ، إلى هجوم من إدارة الرئيس بوش ومن جماعات سياسية ودينية أمريكية، سرعان ما أسفرت عن انحناء رؤساء تحرير الأخبار في وسائل الإعلام الأمريكية للرقابة الحكومية، من خلال سيطرة الشركات الأمريكية الكبرى عليها. فشركة جنرال إلكتريك تتحكّـم في شبكة "إن بي سي"، وتتحكم شركة فياكوم في شبكة "سي بي إس"، وتدير شركة ديزني شبكة "إيه بي سي".

وبالنظر إلى مصالح تلك الشركات، فإنه لا ينبغي لأحد أن يتصوّر أنها ستستميت دفاعا عن حرية الصحافة، لتضحي بسهولة وصول رؤساء تلك الشركات إلى البيت الأبيض أو أنها ستضحي بالإيرادات الضخمة من الإعلانات لتفسح المجال في برامج شبكات التليفزيون الأمريكية أمام مناقشات حرة ومثيرة للجدل والنقاش.

"تخطي الخطوط الحمراء"

وضربت عميدة المراسلين، الصحفيين في البيت البيض مثالا على الترهيب الحكومي للصحافة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر الإرهابية، فقالت: "إن إدارة بوش سارعت إلى الإيعاز بأن أي انتقاد توجّـهه وسائل الإعلام الأمريكية إلى قصور الحكومة في بذل الجهد اللازم للحيلولة دون وقوع تلك الهجمات، سيكون منافيا للشعور القومي الأمريكي، ولم تكتف الإدارة بالتلميح، بل اتصل وزير الخارجية آنذاك كولن باول ومستشارة الرئيس لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس بكل شبكات التلفزيون وشركات توصيل الخدمة التلفزيونية بالكابل، ووجّـها تحذيرات صارمة بعدم بث شرائط أسامة بن لادن التي أعقبت الهجمات، وهو ما وصفته المؤلفة بأنه يشكّـل تخطيا من المسؤولين الأمريكيين للخطوط الحمراء، التي تكفل حرية الصحافة في أمريكا دون تدخل حكومي.

وأصبح تخوف المراسلين والصحفيين من طرح الأسئلة الهامة ظاهرة عامة تجلّـت مثلا في إخفاق وسائل الإعلام الأمريكية في التدقيق والتمحيص، فيما اشتمل عليه قانون "الوطني" من انتقاص للحريات المدنية، وكذلك فشل الإعلام الأمريكي في مناقشة قانونية التنصّـل من التزامات مواثيق جنيف فيما يتعلق بأسرى الحرب، سواء في أفغانستان أم العراق، ولم تفق الصحافة الأمريكية من غيبوبتها إلا عندما تسرّبت صور التعذيب السادي للمعتقلين العراقيين في سجن أبو غريب، ولكن لم يصل ردّها إلى حد إقناع الرئيس بوش بالعدُول عن تجنب الالتزام باتفاقيات جنيف أو التعهد بعد اللجوء إلى تعذيب السجناء.

وترى هيلين توماس أن الصحافة الأمريكية سمحت لإدارة بوش باستخدام السرية والتعتيم الإعلامي فيما يتعلق بكثير من الأمور الهامة، وتناست وسائل الإعلام الأمريكية بذلك دورها في تقديم الحقيقة كاملة للشعب الأمريكي، وحق المواطن الأمريكي في أن يكون ملما بحقيقة ما يحدث.

ولم يقتصر ذلك التعتيم على البيت الأبيض، إذ ترى هيلين توماس أن وزارة الدفاع الأمريكية نجحت في حجب صور أكفان الجنود الأمريكيين القتلى في العراق عن عيون وعدسات كاميرات وسائل الإعلام الأمريكية، وبالتالي، عن الشعب الأمريكي، ولم تحتج وسائل الإعلام الأمريكية على ذلك، وهو ما لم يحدث من قبل.

"استئجار الصحفيين" و"تلفيق الأخبار" !

وتنبّـه هيلين توماس في كتابها الجديد إلى ظاهرة ابتدعتها إدارة الرئيس بوش، هي استئجار صحفيين مرموقين للترويج لسياساتها، مثلما حدث في العام الماضي عندما دفعت وزارة التعليم الأمريكية قُـرابة ربع مليون دولار لمقدم برنامج تليفزيوني، وصحفي ينتمي للتيار المحافظ لمقدم يُـدعى آرمسترونغ وليامز للترويج لبرنامج حكومي تحت اسم "مكان لكل راغب في التعليم من الأطفال الأمريكيين"، ولأن مقدم البرنامج لم يطلع المشاهدين على حقيقة أنه تلقّـى هذا المبلغ من الحكومة، فإنه يكون قد ضلّـل الرأي العام الذي اعتقد أن ما قدمه كان تقريرا صحفيا موضوعيا، وليس خدمة علاقات عامة للحكومة.

وترى هيلين توماس كثيرا من الغرابة في زعم الرئيس بوش بأن إدارته لا تعرف شيئا عن استئجار هذا الصحفي واثنين آخرين في إطار الترويج لحكومته، حيث أن الأوامر صدرت بعد كشف المستور بوقف دفع مكافآت حكومية للصحفيين.

ولكن ظاهرة استئجار الصحفيين لم تتوقف، وسرعان ما كُـشف النقاب عن أن وزارة الدفاع الأمريكية دفعت ملايين الدولارات لزرع تقارير ومقالات وتعليقات في الصحف العراقية، بهدف إضفاء مسحة من التفاؤل وإدعاء الإيجابيات في الأداء الأمريكي كقوة احتلال في العراق.

وتفنّـنت إدارة الرئيس بوش في صناعة الأخبار الإيجابية. ففي عام 2004، استخدمت بدْعة جديدة، تمثلت في توزيع شريط فيديو تمّـت فبركته للترويج لخطة الرئيس بوش الخاصة بأدوية المسنين، تم فيه استخدام ممثلين مأجورين على أنهم مراسلون صحفيون، وبحيث بدا الشريط وكأنه تصوير لمؤتمر صحفي حقيقي تم توزيعه على بعض محطات التليفزيون الأمريكية.

وضربت هيلين توماس مثالا آخر على تلفيق الأخبار والنيل من المعارضين، فقالت "إن البيت الأبيض منح بطاقة صحفية ليوم واحد لصحفي كان يعمل في موقعين للمحافظين على شبكة الإنترنت من ولاية تكساس، ليحضر مؤتمرا صحفيا للرئيس بوش في البيت الأبيض في فبراير عام 2005، وكانت مهمة ذلك الصحفي المغمور أن يسأل الرئيس بوش سؤالا ينطوى على الإساءة بشكل بالغ لزعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب هاري ريد، وصيغ السؤال بحيث احتوى على معلومات مغلوطة عن النائب الديمقراطي".

خمس طرق للسيطرة على الأخبار..

خصصت هيلين توماس فصلا كاملا من كتابها للحديث عن الجهود غير العادية، التي بذلتها إدارة الرئيس بوش للتلاعب في الأخبار وتحريفها لتخدم أهداف سياسة تلك الحكومة فقالت:

"مع أن كل إدارة أمريكية وجدت أن الصحفيين الأمريكيين ينظرون إلى دورهم على أنهم بمثابة كلاب حراسة الديمقراطية، وليسو كلابا مدللة على حجر الحكومة، فإنه لسوء الحظ كبحت هجمات سبتمبر 2001 والحرب التي شنّـتها الولايات المتحدة على العراق جماح الصحفيين، وكبّـلت طبيعتهم الساعية دوما إلى التشكك فيما تقوله الحكومة، والرغبة في البحث الدءوب عن الحقيقة".

وتطرقت هيلين توماس إلى الطرق التي اتّـبعها البيت الأبيض في السيطرة على تدفق الأخبار وإدارتها، فقالت "إن أسهل طريقة كانت حجب الأخبار ومنع الصحفيين من الوصول إليها أساسا، وهو ما اتبع مع قناة الجزيرة أثناء غزو العراق".

أما الطريقة الثانية، فهي مضايقة المراسلين الصحفيين، بحيث يضطرون إلى تقديم الأخبار بالطريقة التي تُـرضي البيت الأبيض، وإلا سحبت بطاقة السماح للصحفي بتغطية البيت الأبيض وحضور المؤتمرات الصحفية داخله، والحرمان من فرصة السفر على متن طائرة الرئاسة والحصول على تصريحات مباشرة من الرئيس أثناء سفره.

كما يلجأ المسؤولون الأمريكيون إلى طريقة ثالثة هي "الكذب الأبيض" للتحكم في الأخبار وإدارتها عن طريق التصريح بجانب فقط من القصة الإخبارية للتغطية على الجوانب الأخرى الأهم فيها.

ويلجأ البيت الأبيض في محاولته إدارة تدفّـق الأخبار إلى طريقة رابعة، هي تسريب بعض الأخبار عن مصدر مسؤول لاستخدامها كبالون اختبار لجسّ النّـبض، ومعرفة توجّـهات ردود الأفعال لسياسات بعينها قبل تبني تلك السياسات، ويظهر ذلك جليا في تزويد وسائل الإعلام الأمريكية بكمّ هائل من المعلومات المغلوطة والأنباء المحرفة، قبل شن الحرب الأمريكية على العراق.

أما الطريقة الخامسة للتحكّـم في الأخبار، فتعمد إلى التركيز على توقيت الخبر والطريقة التي يتم بها نشره، وتستخدم الإدارة الأمريكية عدة عناصر في هذا الإطار، منها البيانات الصحفية، والمؤتمر الصحفي اليومي ومؤتمرات الرئيس الصحفية، ويستهدف توقيت إصدارها صرف الانتباه العالمي أو المحلي عن قصص إخبارية أخرى مثيرة للجدل.

بوش و"العفوية المُصطنعة"

وفي هذا الصدد، كشفت هيلين توماس، عميدة الصحفيين في البيت الأبيض النقاب عن أن المؤتمرات الصحفية التي يعقدها الرئيس في البيت الأبيض معدّة مُـسبقا، وأن إجابات الرئيس، التي قد تبدو عفوية، مُـعدّة ومُـجهّـزة مسبقا، بل ويتدرب عليها قبل المؤتمر الصحفي!

وقالت، "عندما بدأ الرئيس بوش حملته للترويج لبرنامجه لخصخصة برنامج الضمان الاجتماعي، لم يكتف بالإعداد المُـسبق لمؤتمراته الصحفية، بل بضمان الاختيار الدقيق للحضور، بحيث لا يحضر مؤتمراته إلا من يتأكد البيت الأبيض من موافقتهم على سياسات وآراء الرئيس! وعندما تصاعد مدّ تيار المناهضين للحرب على العراق، منعهم البيت الأبيض من حضور اللقاءات الجماهيرية مع الرئيس بوش، وحتى إذا جاهر أحد الحاضرين برأي مخالف يتم إخراجه من القاعة، لأن الرئيس بوش يواجه مصاعب جمّـة في التعامل مع من يخالفونه في الرأي. لذلك، فإن المُـحيطين به هم مجموعة من الرجال والنساء يجيدون الإجابة بكلمة نعم".

ولم تسلَـم مؤلفة الكتاب من نقمة البيت الأبيض، لأنها لم تنضم إلى مجموعة الكلاب الأليفة على حجر الحكومة. فقد كانت تحظى دائما بفرصة طرح السؤال الأول على الرئيس لكونها عميدة المراسلين الصحفيين في البيت الأبيض، ولكن جُـرأتها في طرح الأسئلة منعتها من الاستمرار في تغطية البيت الأبيض، وتحولت إلى كاتبة أعمدة صحفية في صحف مؤسسة هيرست، وسرعان ما رفع البيت الأبيض اسمها من قائمة الصحفيين المتميّـزين، ولم تعد قادرة لا على طرح السؤال الأول، كما اعتادت لعشرات السنين، ولا على حضور أي مؤتمر للرئيس بوش الذي لا يحتمل إلا الموافقة على كل ما يقول.

المصدر : سويس انفو

 

 

محو الآثار الاسلامية في السعودية بين السياسة والدين

الدكتور سعيد الشهابي

قبل بضع سنوات ألقى الدكتور أحمد زكي يماني، وزير النفط السعودي السابق، محاضرة بكلية الدراسات الشرقية والافريقية التابعة لجامعة لندن حول مشروع قام به للتنقيب عن منزل النبي محمد وخديجة عليهما السلام في مكة. كانت المحاضرة قيمة جدا، حيث اشتملت، بالاضافة للنبذة التاريخية عن تاريخ المنزل، على صور فريدة من نوعها للموقع الذي تم تنقيبه، واظهرت غرفه بوضوح ومنها محراب الرسول وغرفة ولادة السيدة الزهراء. يقول الدكتور يماني بانه جاء بأكثر من 300 عامل ومعهم كل ما يحتاجونه من معدات، الى الموقع، بالاضافة الى مهندسين وأخصائيين في التنقيب عن الآثار، وقام الفريق بعمل نادر على مدار 24 ساعة. استطاع خلالها كشف المنزل الذي لم يبق منه سوى ارتفاع متر من حيطانه، وبعد ان صوروه بشكل مفصل، قاموا بردمه بالرمل مباشرة وغادروا الموقع. وعندما سئل عن سبب ردمه بالرمل بعد هذا العمل الشاق، اجاب: لدينا في السعودية تيار يعتبر الاهتمام بهذه المواقع والآثار ضربا من الشرك. شخص اردني وقف وقال: كيف تبرر صرف هذا المبلغ الكبير على اكتشاف بيت قديم، ما الفائدة من ذلك؟ فرد الدكتور يماني: شكرا لك، لقد سهلت مهمتي في ايضاح الصورة للحاضرين. هذا نمط من التفكير الذي يحمله ذلك التيار. لقد كان الحاضرون مشدودين الى صور منزل النبي عليه افضل الصلاة والسلام، فهي تحكي تاريخا مجيدا، وقصة مثيرة لنشوء دين الاسلام، ولو كانت لدى غير المسلمين لحظيت باهتمام كبير، واستقطبت الزوار والسياح من كل مكان.

في الفترة الاخيرة بدأ النقاش في المملكة العربية السعودية، خصوصا في اقليم الحجاز، حول هذه القضية يآخذا ابعادا جديدة، وطرحت تساؤلات مثيرة، خصوصا بعد ان بدأت تلك الاعمال تصل الى مناطق اخرى غير السعودية. فهل ان ذلك جزء من حرب دينية ام سياسية؟ وما دور السياسيين في تشجيع الظاهرة؟ وهل هي صراع على المصالح ام ناجمة عن جهل وتعصب؟ لقد كان تدمير تمثال بوذا في مدينة باميان الافغانية في 2002 قد سلط الاضواء على هذه الظاهرة التي تهدف للقضاء على كل ما يعتبره التيار السلفي وسيلة من وسائل الشرك. وقبل بضعة اسابيع قام بضعة أشخاص بتدمير قبر هاشم بن عبد مناف، جد الرسول الاكرم (ص) بمدينة غزة الفلسطينية. واتهم مدير دائرة التوثيق في وزارة الاوقاف الفلسطينية "عبد اللطيف ابو هاشم" جهات سلفية وهابية تتحرك "بايعاز من بلاد اخرى" بالوقوف وراء هذه الجريمة، موضحا ان هذه الجماعات اقدمت على هذا الفعل اعتقادا منها ان من يهدم المقامات والمزارات والمعالم الاسلامية "يؤجر عند رب العالمين". ويعتبر القبر واحدا من اهم المعالم الاسلامية في فلسطين المحتلة.

مرتكبو هذه الافعال يستندون الى مقولة تنسب للشيخين محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية تعتبر زيارة القبور من البدع، ومظهرا من مظاهر الشرك. لا شك ان هناك ارضية تتخذ طابعا دينيا لهذه العقلية، لكن هذه الارضية حديثة العهد. فما بين عهد الرسول عليه افضل الصلاة والسلام، وعهد ابن تيمية المتوفّى عام (708 هـ - 1308م) وتلميذه ابن القيم المتوفّى سنة (751 هـ - 1350م)، سبعة قرون ونصف مضت على المسلمين وهم لا يعرفون في أُمورهم الشرعية مسألة تثير التشنج والخصومة بينهم باسم مسألة البناء على القبور، حتّى أفتى ابن تيمية بعدم جواز البناء على القبور، وكتب يقول: "اتفق أئمة الإسلام على أنّه لا يشرع بناء هذه المشاهد التي على القبور، ولا يشرع اتّخاذها مساجد، ولا تشرع الصلاة عندها". ثمّ جاء بعده ابن القيّم الجوزية الذي قال: "يجب هدم المشاهد التي بُنيت على القبور، ولا يجوز إبقاؤها بعد القدرة على هدمها وإبطالها يوماً واحداً". وجاء بعدهما الشيخ محمد بن عبد الوهاب المتوفّى سنة (1206 هـ - 1791 م) فحوّل التشدّد والخشونة إلى مذهب فقهي يعتمد على التكفير والاتهام بالشرك والتهديد بهدر الدم وسبي الذراري لكل من ارتكب سبباً من أسباب التكفير عنده، وما أكثرها! بل ولكل من خالفه في تكفير المتهمين بالكفر عنده. هذه الظاهرة التكفيرية تمثل ارضية صلبة للقوى التي تسير على ذلك النهج، والتي تستحل دماء المسلمين الآخرين الذين يختلفون مع هذا النهج.

وعلى مدى المائتي عام الاخيرة قام المحسوبون على هذا التيار بهدم عدد كبير من الآثار والقبور الاسلامية في أكثر من بلد، الامر الذي أثار ضجة كبيرة في اوساط المسلمين لعدد من الاسباب. اولها ان محو الآثار الاسلامية يعني القضاء على تراث معماري وفني وثقافي لا يمكن تعويضه بشيء. وثانيها: ان الاعتداء على ما يعتبره الآخرون أمورا مقدسة يؤدي الى اثارة التوتر المذهبي والديني، وقد ينجم عن ذلك سفك الدم. وثالثها: انه يسلب عن الاسلام السمة التي لازمته منذ بدايته، والتي يسعى الجميع للترويج لها، وهي انه دين متسامح، يحترم عقائد الآخرين، ويمنع الاعتداء على مقدساتهم واماكن عبادتهم، لان في ذلك تهديدا للسلم الاجتماعي والعلاقات الانسانية. ورابعها: ان استهداف مقابر الشخصيات الاسلامية التاريخية ينطوي على اهانة لقدرهم، واستخفافا بقيمتهم، وهو ما لا يتنافى مع التعليمات الدينية.

ان ظاهرة هدم القبور والآثار الاسلامية ليست جديدة. فقد أمر المتوكل العباسي في العام 236 هـ بهدم قبر الامام الحسين، وحرث الارض التي كان عليها، ثم اجرى الماء فيها. لم تكن تلك العملية ذات طابع ديني، بل كانت بدوافع سياسية تتصل بالعلاقة المتوترة بين العلويين والعباسيين، والخشية من تحول المساجد التي تقام حول قبور بعض الاولياء والصالحين الى بؤر للمعارضة السياسية تارة، والتحدي الديني تارة اخرى. وفي القرون الاولى بعد الاسلام لم تكن هناك رؤية دينية معادية للآثار الاسلامية او الانسانية، وحتى اذا حدث اعتداء على قبر او مسجد، فانما يتم ذلك في اجواء احتقان سياسي وتوتر في العلاقات بين الدولة والرمزية الدينية. ولكن الامر تغير في القرون الاخيرة، خصوصا بعد حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية في القرن الثامن عشر التي أسست للطرح السلفي الذي ازداد انتشارات في السنوات الاخيرة. فعلى مدى المائتي عاما الماضية سعى اتباع الدعوة الوهابية لتطبيق تعليمات مؤسسها حرفيا. وحيث انه اعتبر التوسل بالاولياء والصالحين او زيارة قبورهم من الشرك، فقد تصاعدت الاعتداءات على المساجد التي تقام حول قبور بعض الصالحين، الامر الذي يلقي بآثارة السلبية على العلاقات بين اتباع المذاهب الاسلامية المختلفة. واصبحت الجزيرة العربية مسرحا لهذا الصراع الديني الذي اتخذ ابعادا سياسية واسعة. ويمكن القول بان ما يقرب من 90 بالمائة من الآثار الاسلامية في المملكة قد تم تدميره من قبل المؤسسة الدينية القائمة على تعليمات الشيخ محمد بن عبد الوهاب. وتزداد نزعة الوهابيين بشكل مضطرد لتدمير المساجد والمكتبات والمقابر خصوصا التي تتوفر على قدر من الرمزية لشيء مخالف للعقيدة الوهابية.

في العام 1924 احتل عبد العزيز بن سعود وقواته مدينة مكة المكرمة، وكان اول اعمالهم ازالة مقبرة "المعلى" التي تضم قبر السيدة خديجة زوجة الرسول وقبر عمه، أبي طالب. وبعد عامين (1926) احتل بن سعود المدينة المنورة، وقام هو واتباعه بهدم مقبرة البقيع التي تضم قبور عدد من أهل بيت رسول الله ومنهم ابنته فاطمة الزهراء وحفيده الحسن بن علي. كما هدموا المساجد السبعة في المدينة: مسجد الفتح (او الاحزاب) ومسجد سلمان الفارسي ومسجد أبي بكر ومسجد عمر ومسجد فاطمة ومسجد علي ومسجد القبلتين، وحولوا بعضها الى صرافات الكترونية. وقد انتقد عدد من الكتاب السعوديين هذا العمل، فكتب محمد الدبيسي مقالا في صحيفة المدينة بتاريخ 10 سبتمبر 2004 بعنوان: "بإزالة هذه المساجد تفقد المدينة المنورة معلماً من معالم تاريخها الخالد ومنارة من منارات سيرتها العطرة" . فرد عليه صالح الفوزان، وهو من رموز السلفيين، بمقالة في العدد الصادر بعد اسبوع مبررا تلك العملية. وقام الوهابيون بهدم قبة قبر الحمزة بن عبد المطلب، وازالوا مقبرة شهداء أحد، وأزالوا طريقي بدر وأحد. وثمة نقاش محتدم في الفترة الاخيرة حول التوجه لهدم غار حراء الذي كان الرسول يتعبد فيه قبيل نزول الوحي عليه. هذا الغار ليس سوى تجويف صخري في الجبل، ولا يحتوي على شيء بشري، سوى انه يرمز الى رسول الله وتعبده الى الله قبل البعثة. وقبل اربعة اعوام تم إزالة أحد المعالم الدينية والمراكز الإسلامية الأثرية في المدينة المنورة بالسعودية. وذكرت المصادر القريبة من الحدث بأن جرافات ومعداتعديدة قامت في صباح يوم الاثنين الموافق 12/8/2002م بالتجهيز لهدم مقام السيد علي العريضي (766-825م) وهو ابن الإمام جعفر الصادق سادس أئمة الطائفة الشيعية الإمامية والذي يعد من أبرز علماء المسلمين وفقهائهم. وهناك الآن اجازة بهدم قبر الصحابي رفاعة بن رافع الزرقي وهو ممن شهد بدراً، وأحداً، والخندق، وبيعة ، والمسجد القريب منه المعروف باسم "الكاتبية"، ويتوقع هدم المبنيين قريبا. ومذذ عهد الملك عبد العزيز دار نقاش حول مكان مولد النبي، واتخذ قرار بازالته، ولكن الخشية من ردة فعل عارمة دفعتهم لبناء مكتبة عليه، وفي الاسابيع الاخيرة أزيل الموقع تماما. وهناك ايضا خطة لفصل قبر النبي عن المسجد النبوي، وقد بدأوا بتهيئة الاجواء لذلك، بغلق بعض الابواب بين المكانين. اما الكعبة الشريفة فهي الأخرى لم تسلم من العبث، فقبل بضعة أسابيع تمت مصادرة ما بداخلها من آثار تاريخية لا تقدر بثمن، ومنها الستائر والكتابات المنقوشة بالحرير.

في 25 اغسطس 2005 نشرت قناة "العربية" على موقعها مقالا مهما بعنوان " مشروع تخطيطي جديد في المدينة المنورة يثير حفيظة المهتمين بالآثار، مؤرخون ومفكرون يدعون لمراجعة قضية هدم الآثار في مكة والمدينة". وجاء في المقال ما يلي: "تثير المخططات الجديدة في المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، حفيظة المؤرخين والمهتمين بالآثار في المملكة العربية السعودية لبترها معالم أثرية وتاريخية هامة يرون أن وجودها لا يمكن أن يؤدي لبدعيات أو الى التبرك بها. ورأي المفكر المعروف الدكتور أنور عشقي في اتصال هاتفي أجرته معه "العربية.نت" أنه يجب دراسة قضية الأثار بعمق ووضع خطة متكاملة لها وليس علاجها بمعاول الهدم. وقال إنه ليس هناك مبرر للادعاء بأن الأثار الباقية في المدينة المنورة وهي لا تزيد عن 10% مما كان موجودا قبل توسعة الحرم النبوي الشريف، ستؤدي إلى بدعيات أو إلى التبرك بها. بينما طالب الدكتور سامي عنقاوي الباحث المتعمق في أثار مكة والمدينة ومدير أبحاث الحج السابق برؤية شاملة لعلماء الأمة، مؤكدا أن آثارا قليلة جدا قد بقيت، وان استمرار الهدم يطمس تاريخنا وحضلرتنا". وكانت جريدة "الوطن" السعودية قد نشرت الخميس 25/8/2005 بأنه بات من المؤكد أن يأتي مخطط المدينة الاستراتيجي الذي تنفذه أمانة المدينة المنورة على أحد أهم الأحياء التاريخية فيها. وقالت إنه لم يتبق سوى بضعة أمتار يتوقع لها أن تلتهم في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة معالم حي "الشريبات" التاريخي الذي يختزل حزمة واسعة من المواقع الأثرية المرتبطة بالسيرة النبوية، والتي يعدها المؤرخون شاهدا حيا على عظمة الدولة الإسلامية الأولى، عندما كانت المدينة المنورة عاصمتها الأولى".

لقد استطاع عبد العزيز بن سعود توحيد اقاليم الجزيرة العربية في دولته السعودية الحالية، ولكنه أقامها على أرضية دينية تتبنى المذهب الوهابي، الامر الذي ادى الى تدمير اكثر من 90 بالمائة من الآثار التاريخية القيمة في هذه الارض. انه منطلق ديني أصبح يضغط على العلاقات بين الأقاليم المنضوية تحت الحكم السعودي. فالحجازيون هم الخاسر الاكبر دينيا وسياسيا من عمليات الهدم هذه. فأغلب الآثار الاسلامية كانت موجودة في اقليمهم، ويرون في تدميرها محاولة لازالة تراثهم التاريخي الديني، على ايدي النجديين. ويلاحظ الحجازيون ان منطقتين وحيدتين لم تطلهما ايادي الهدم. فمنطقة خيبر ما تزال تحتوي على آثار مرتبطة بتاريخ اليهود، وهي منطقة يؤمها اليهود حتى اليوم لزيارة تلك الآثار. كما تتم المحافظة على آثار الملك عبد العزيز بن سعود وتعتبر تراثا وطنيا. فحصن الرياض يحظى برعاية خاصة، وكذلك قلمه وسيفه ونظارته. وهكذا تبدو القضية بعيدة عن الدين، وأكثر ارتباطا بصراع الهويات، وهو صراع مفتوح بآفاق واسعة. ان من الصعب التمييز بين ما هو ديني وما هو سياسي في مملكة عبد العزيز بن سعود، ولكن ما هو واضح ان غفلة المسلمين وانشغالهم بأوضاعهم السياسية أتاحت للحركة السلفية الوهابية فرصة الانقضاض على ما تبقى من آثار اسلامية في الجزيرة العربية، وانتقلت الى العراق، حيث تم تدمير ضريح العسكريين في مدينة سامراء. ولا يستبعد ان تكون مساجد اخرى على قائمة الهدم، كما فعل الوهابيون عندما هاجموا العراق في 1816 وهدموا قبة قبر الامام الحسين ونهبوا محتويات الضريح. فما أشبه الليلة بالبارحة، وما أخطر الوضع الذي بدأ بعض الاعلاميين السعوديين الجريئين في قرع أجراس الانذار بشأنه. ان المسألة ليست شأنا سعوديا، بل هي شأن المسلمين الذين يرون تاريخهم تدمره معاول الهدم بلا وازع من ضمير، ولا مانع من قوة سياسية. فالامة التي لا تاريخ لها لا حاضر لها ولا مستقبل. ومن الخطأ الكبير تشويش الافهام بادعاء ان الحفاظ على التاريخ وآثار السابقين ضرب من البدع والشرك، فان وراء الأكمة ما وراءها، ووراء هذا الادعاء أجندة سياسية خطيرة، يجدر بالمسلمين قراءتها بوعي لكي لا يفاجأوا بما لا يحبون

 

من بين الدول التي سيشملها التقسيم: العراق، السعودية، سورية، الإمارات.. (الوطن) تنفرد بنشر (خارطة الدم) الجديدة للشرق الأوسط: دولة كردستان في العراق وأخرى شيعستان في السعودية والعراق وسنيستان في سورية بالاضافة إلى الأردن الكبير

واشنطن – الوطن – خاص - في موقع مجلة القوة العسكرية تموز 2006 , نشرت خارطة جديدة للشرق الأوسط بمقال معنون (حدود الدم) , حددت ملامح جديدة لخارطة شرق أوسطية جديدة والتقرير يفترض إن الحدود بين الدول غير مكتملة وغير نهائية , خصوصا في قارة إفريقيا التي تكبدت ملايين القتلى وبقيت حدودها الدولية بدون تغيير والشرق الأوسط الملتهب والمتوتر منذ عقود, هذه الحدود التي شكلت أوربيا (الفرنسيون والبريطانيون ) في أوائل القرن العشرين، من الدولتين اللتين كانتا تعانيان من هزائمها في القرن التاسع عشر فكان التقسيم عبئا عليها وجاء من عدم الإدراك لخطورة هذا التشكيل الذي قسم قوميات على جانبي الحدود وأصبحت كتلا قومية كبيرة ومبعثرة على جوانب الحدود لعدة دول ,وقد يضم الكيان السياسي المستقل اثنيات وطوائف متناحرة .

أن حدود الشرق الأوسط تسبب خللا وظيفيا داخل الدولة نفسها وبين الدول من خلال إعمال لا أخلاقية تمارس ضد الأقليات القومية والدينية والأثنية .أو بسبب التطرف الديني أو القومي والمذهبي.أن لم الشمل على أساس الدين والقومية في دولة واحدة لن يجعل الأقليات سعيدة ومتوافقة, إن القومية الخالصة أو الطائفة وحدها يمكن تجد مبررا لتغير الحدود ولتشكيل كيان سياسي لها كما يفترض التقرير ,وللمقارنة انظر هذه الخارطة السياسية قبل التقسيم:

 

في الرؤيا الجديدة لشرق أوسط مابعد التقسيم والذي نشر على الموقع :

 

في هذه الرؤيا إن التقسيمات ليست على أساس خرائط معدة مسبقا بل أعدت على أساس وقائع ديموغرافية (الدين القومية والمذهبية). ولأن إعادة تصحيح الحدود الدولية يتطلب توافقا لإرادات الشعوب التي قد تكون مستحيلة في الوقت الراهن, ولضيق الوقت لابد من سفك الدماء للوصول إلى هذه الغاية التي يجب أن تستغل من قبل الإدارة الأمريكية وحلفائها. يفترض إن إسرائيل لا يمكنها العيش مع جيرانها ولهذا جاء الفصل عن جيرانها العرب, ولذا فأن الطوائف المتباينة التي لايمكن التعايش فيما بينها من الممكن تجمعها بكيان سياسي واحد.

الأكراد على سبيل المثال اكبر قومية موزعة على عدة دول بدون كيان سياسي. عليه فأن الولايات المتحدة وحلفائها لا تريد أن تفوت فرصة تصحيح (الظلم) بعد احتلال بغداد مستفيدة من فراغ القوة التي كان يشكلها العراق الذي أصبح مؤكدا الآن بأنه الدولة الوحيدة في العالم التي كانت الحاجز العظيم أمام تنفيذ المخطط الأمريكي للمنطقة.

الدول المستهدفة بالتقسيم والاستقطاع هي إيران, تركيا, العراق, السعودية وباكستان وسوريا والأمارات, و دول ستوسع لأغراض سياسية بحتة, اليمن, الأردن وأفغانستان,

الدول الجديدة التي ستنشأ..... من تقسيم العراق تنشأ ثلاث دويلات (كردستان وسنيستان وشيعستان),( دولة كردستان الكبرى),وستشمل على كردستان العراق وبضمنها طبعا كركوك النفطية وأجزاء من الموصل وخانقين وديالى,وأجزاء من تركيا ,إيران وسوريا,ارمينياواذربيجان, وستكون أكثر دولة موالية للغرب ولأمريكا.

(دولة شيعستان),وستشمل على جنوب العراق والجزء الشرقي من السعودية والأجزاء الجنوبية الغربية من إيران(الأهواز)وستكون بشكل حزام يحيط بالخليج العربي. (دولة سنيستان) ستنشأ على ما تبقى من ارض العراق وربما تدمج مع سوريا .وخلق( دولة بلوشستان الجديدة),التي ستقطع أراضيها من الجزء الجنوبي الغربي لباكستان والجزء الجنوبي الشرقي من إيران.

إيران ستفقد أجزاء منها لصالح الدولة الكردية وأجزاء منها لصالح دولة شيعية عربية وأجزاء لصالح أذربيجان الموحدة, وستحصل على أجزاء من أفغانستان المتاخمة لها لتكون دولة فارسية.

أفغانستان ستفقد جزء من أراضيها الغربية إلى بلاد فارس وستحصل على أجزاء من باكستان وستعاد إليها منطقة القبائل

السعودية ستعاني اكبر قدر من التقسيم كالباكستان وستقسم السعودية إلى دولتين ,دولة دينية (الدولة الإسلامية المقدسة) على غرار الفاتيكان , تشمل على كل المواقع الدينية المهمة لمسلمي العالم,ودولة سياسية (السعودية) وسيقتطع منها أجزاء لتمنح إلى دول أخرى(اليمن والأردن).

ستنشأ دولة جديدة على الأردن القديم بعد أن تقطع أراضي لها من السعودية وربما من فلسطين المحتلة لتشمل على كل فلسطيني الداخل وفلسطيني الشتات (الأردن الكبير).

اليمن سيتم توسعه من اقتطاع أجزاء من جنوب السعودية وتبقى الكويت وعمان بدون تغيير.

لماذا يتم عرض هذه الخارطة الآن؟...ماهو الغرض بعرضها بموقع عسكري أمريكي رسمي؟

الإدارة الأمريكية كانت قد طرحت مبادءها وتصورها عن شرق أوسط (ديمقراطي) جديد, يبدأ من إلغاء الخرائط الاستعمارية القديمة التي أنشأها الاستعمار الفرنسي والبريطاني في بداية القرن العشرين لانتفاء الحاجة إليها بسبب المتغيرات القومية والطائفية الجديدة للبلدان المعنية بالتقسيم.

التقسيم والاقتطاع وسيلة لأضعاف الدول التي تتعرض للتقسيم والاقتطاع,الدول لجديدة التي ستنشأ ستكون موالية تماما للإدارة الأمريكية بحكم العرفان بالجميل للعناصر الانفصالية المستفيدة إلى الدولة التي منحتهم الاستقلال,والدول التي ستتوسع ستكون مدينة أيضا بمولاتها لمشروع التقسيم والضم .والأردن الكبير سيكون الحل الأمثل للمشكلة الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين ونقطة جوهرية بتخليص إسرائيل من مشكلة تواجهها باستمرار وهي التغيير الديموغرافي للسكان لصالح الفلسطينيين في حال تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

لكن السؤال هل هو هذا الحل الممكن للتخلص من المشاكل التي تواجه إستراتيجية الولايات المتحدة للسيطرة على العالم وعلى مصادر الطاقة؟...أم أنها ستكون بؤر جديدة للتوتر ونوعا جديدا من الحروب بين الكيانات القديمة والجديدة(المثال الكوري) والاقتتال الداخلي والتوتر غير محسوب العواقب(تيمور الشرقية).

إن محاولة تقسيم العراق بأيدي عملاء عراقيين باتت معروفة وكشفت معظم خيوطها, فهل يمكن أن تجر الدول الأخرى بنفس الطريقة.

ربما يكون طرح الفكرة والخارطة التقسيمية مجددا هو ورقة ضغط على:

1- تركيا.... في حالة معارضتها لمشروع الدولة الكردية في كردستان العراق المقترح خلقها في حال فشل المشروع الأمريكي السياسي والعسكري في العراق لتكون كردستان المكان الأمن لقواتها في حالة انسحابها .

2-إيران....كتهديد مباشر على تدخلها السافر في العراق وتجاوزها لخطوط حمراء وضعتها الإدارة الأمريكية لها.

3- السعودية لمنعها من دعم (المتمردين) أو لفيدرالية شيعية في الجنوب.

4- باكستان.... لضمان عدم ترددها بضرب (طالبان) والعناصر الإسلامية المتشددة وضمان بقائها ضمن المشروع الأمريكي.

5- اليمن,و الأردن, لإغراقهم بحلم التوسع والأكراد بحلم خلق دولة جديدة لهم.كمكافئة غنية لمدى دعمهم للمشروع الأمريكي.

هذا هو الحلم الأمريكي, وحلم الانفصاليين والتابعين والسائرين ضد أحلام ومستقبل شعوبهم.

إن التقسيم والاقتطاع لتشكيل دولا جديدة أو توسيع لدول قديمة لا يمكن إن يمر دون, إما بالاتفاق وهو امرأ مستحيلا لدولا مستقلة ومستقرة ذات كيانات سياسية معترف بها دوليا بهذا الشكل أوان تتم بالتقسيم ألقسري بالشكل الذي ينجز حاليا في العراق. وتمنح الإدارة الأمريكية الآن وبسرعة الأولوية القصوى لأنجاحة ومن ثم تعميمه على المنطقة ككل.لقد كان من الضروري للدول المعنية بالتقسيم والاقتطاع إلى الانتباه إلى تحذيرات كان قد أطلقها الرئيس العراقي صدام حسين قبل شن الحرب الهمجية على العراق, من إن العراق سيكون الخطوة الأولى ,ومن هنا تجئ خطورة المقاومة الوطنية العراقية بكل فصائلها على مشاريع الإدارة الأمريكية وحلفائها في إفشال ليس الاحتلال نفسه ولكن إنقاذا للمنطقة كلها وللعالم من هذا الشر القادم الذي قد يؤدي بنهاية المطاف إلى إغراق العالم بسلسلة من الحروب قد تنتهي بحرب مدمرة للبشرية

 


من يقف وراء إرهاب العقول في العراق؟ .. استهداف الكفاءات العلمية والكوادر ينبئ بمستقبل قاتم .. اتهام الاحتلال وقوى إقليمية بمحاولة إفراغ العراق من العلماء ترغيبا وترهيبا

تقول إحصائيات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية إن هناك نحو 70 أستاذا جامعيا في مختلف الاختصاصات العلمية قتلوا منذ الغزو الأمريكي للعراق في آذار (مارس) من العام 2003 ، فيما تعرض عشرات آخرون إلى عمليات ترهيب أجبرتهم على مغادرة البلاد.

190 قتيلا، إحصائية أخرى لعدد الأساتذة والعلماء والمفكرين الذي قتلوا في العراق، بحسب رابطة المدرسين الجامعيين، ونحو 300 آخرون تلقوا تهديدات بالقتل، فيما لا يعرف أحد على وجه الدقة عدد الأساتذة والأطباء والمفكرين والعلماء العراقيين الذين غادروا العراق منذ الغزو الأمريكي لها.

يقول الدكتور أكرم الشيخلي " تتعرض ملاكاتنا العلمية والصحية إلى أنواع عديدة من العنف، بعضها اعتداءات، وأخرى خطف، وأكثرها شدة وخطورة الاغتيالات. وإن هذا النوع من العنف الذي ينال من كفاءاتنا العلمية والطبية والصحية، مما يجعلها تغادرنا وتهاجر ونحن بأمس الحاجة إلى خبرة كل منهم، لدعم مسيرتنا الصحية والعلمية. وقد تناقلت وسائل الإعلام أن عدد الشهداء من الأطباء لغاية شهر شباط (فبراير) الماضي بلغ أكثر من 62 شهيدا و69 جريحا، بينما بلغ عدد الشهداء من الكفاءات الصحية والتمريضية 163 شهيدا، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 160 جريحا".

وأكد الشيخلي أنه تنفذ الآن "بحق كفاءاتنا العلمية، حملة منظمة، ولابد من أن نعمل ونناشد المسؤولين في الحكومة لإيلاء الموضوع الجدية والأهمية، لمكافحة العنف ضد كوادرنا الطبية والعلمية، والحفاظ على تلك الثروة، ووضع حد للنزيف الدموي لتلك الشريحة، وعدم إجبارها على مغادرة العراق، تحت أية ذريعة. فالعراقيون بحاجة ماسة إلى يد حنون تربت على أكتافهم وتخفف من آلامهم".

وبحسب عالم عراقي عاد إلى العراق قبل فترة، وفضّل عدم الإشارة إلى اسمه، فإن هناك جهات أجنبية موجودة في دول الجوار تعمل على تجنيد العلماء العراقيين من مختلف الاختصاصات. ويقول هذا العالم الذي كان قد غادر البلاد إثر تلقيه تهديدات بالقتل، في إحدى دول الجوار خاطبته مؤسسة علمية تبين فيما بعد أنها تعمل في إسرائيل، الأمر الذي اضطره إلى العودة والجلوس في قرية أهله غرب العراق، "اضطررت للمغادرة، كان هناك تهديدات بالقتل كثيرة، كنت أعمل مهندسا في المجال العسكري، قررت المغادرة، في إحدى دول الجوار تلقيت عقد عمل، من قبل مؤسسة لم تفصح عن نفسها بداية، إلا أنى عرفت أنها تعمل في مجال تطوير الأسلحة، لها العديد من المصانع حول دول العالم، إلا أن المشكلة أن هذه الشركة لها فرع في إسرائيل، فرفضت، وقررت العودة، هناك عدد من العلماء العراقيين الذين غادروا تم تجنيدهم من قبل مؤسسات علمية بعضها تابع لأمريكا".

ربما تكشف تلك الاعترافات، جزءا مما يحاك حول عمليات استهداف العقول العراقية، إلا إنها ليست كل الحقيقة، كما يقول الدكتور والكاتب علي الهاشمي، ويضيف في حديث لمراسل "قدس برس"، "صحيح أن هناك جهات تسعى للاسفتادة من خبرات العراقيين، ولكن ليس هذا الشيء المهم في القضية، علينا أن نعلم أولا أن لدى العراق قابليات علمية كبيرة في مختلف الاختصاصات، وخبرات تراكمية بفعل ما صرف في المجال العلمي بيد الحكومة البعثية السابقة، وبالتالي فإن هؤلاء هم الثروة الحقيقية للعراق، وهم من بمقدورهم أن يعيدوا ما دمر. إن البحث عن أسباب استهداف الأساتذة والعلماء والمفكرين يقودنا إلى البحث عن أسباب استهداف العراق أصلا، ليس من قبل أمريكا وحدها وإنما حتى من قبل الدول التي دعمت غزو العراق".

عمليات استهداف العقول العراقية كما يقول الدكتور والإعلامي عماد العلو، دفعت إلى هجرة علمية خطيرة لم يسبق أن شهدها العراق من قبل. ويضيف العلو" إن التعرف على المقصود بالعقول العراقية وتلمس الدوافع الكامنة والمحرضة على هجرتها سيمكننا من تسليط الضوء على هذه المشكلة الوطنية والقومية، لأنها ثروة ثمينة لابد من الحفاظ عليها والعمل لدفع تلك العقول العراقية للهجرة المعاكسة إلى العراق، حتى تعود الطيور المهاجرة إلى أعشاشها، لأن العقول التي هاجرت ليس من السهل تعويضها، وقد أنفقت عليهم دولتهم الملايين من عرق الشعب، ثم استثمرتهم الدول الأجنبية، وهم في أرقى درجات التأهيل العلمي، دون أن تتكلف شيئا، وحسبي أن أقول إنه نزف أليم للأدمغة العراقية، تغادر بلادها التي هي في أمس الحاجة إليها، إلى بلاد هي في الأصل ليست في حاجة إليها، ولكنها وجدتها رخيصة الثمن فرحبت بها".

ويذكر المتحدث، "بعد عام 1991 رأت الولايات المتحدة أن الفرصة باتت مؤاتية لتفريغ العراق من كفاءاته العلمية، حيث ركزت على ملاحقة العلماء والخبراء الفنيين العراقيين، كما عبّر عن ذلك بوضوح مارك كلايتون، في تموز (يوليو) عام 2002، حين كتب في صحيفة /كريستيان ساينس مونيتور/ الأمريكية، يحذر من العقول المفكرة قائلا: إن هؤلاء العلماء والفنيين أخطر من أسلحة العراق الحربية. وقد اتخذت واشنطن العديد من الإجراءات لتحقيق هدفها في تفريغ العراق من علمائه قبل إعلان الحرب عليه، فقد أصرت على تضمين قرار مجلس الأمن رقم (1441) الذي صدر عام 2002 فقرة تجبر العراق على السماح للمفتشين الدوليين باستجواب علمائه وفنييه، حتى لو تطلّب الأمر تسفيرهم هم وعائلاتهم خارج البلاد، لضمان الحصول على معلومات منهم عن برامج التسلح العراقية المزعومة. وفي مطلع عام 2003 أقر الكونغرس الأمريكي قانون هجرة العلماء العراقيين، والذي ينص على منح العلماء العراقيين الذين يوافقون على تقديم معلومات ذات مصداقية، بشأن برامج التسلح العراقية تصريح إقامة دائمة في الولايات المتحدة. وفي ما يبدو فإن الخطة الأمريكية قد عملت أيضا على إجبار العلماء العراقيين على الاختيار من بين بدائل عدة تحددها واشنطن، أما من يرفض من العلماء العراقيين التعامل مع هذه الخيارات فإن المصير غامض".

وتشير الدراسات إلى أنه بين عامي 1991 و1998 غادر العراق أكثر من 7350 عالما، تلقفتهم دول أوربية، وكندا والولايات المتحدة الأمريكية، وغيرها، 67 في المائة منهم أساتذة جامعيون، و23 في المائة يعملون في مراكز أبحاث علمية، ومن هذا العدد الضخم كان 83 في المائة قد درسوا في جامعات أوربية وأمريكية. أما الباقون فقد درسوا في جامعات عربية أو في أوربا الشرقية ويعمل 85 في المائة من هؤلاء في اختصاصهم.

إسرائيل ودورها في التصحر العلمي العراقي

يقول الدكتور عماد العلو "اتسمت الخطة (الإسرائيلية) بخيار واحد وهو ما سمي "بخطة إسرائيل" بشأن التطبيع مع العراق في المجال العلمي، التي رُوّج لها بشكل كبير بعد سقوط بغداد. فمنذ ذلك التاريخ وحتى تموز (يوليو) 2004 فقط عُقدت في الدولة العبرية 25 ندوة وحلقة نقاشية حول العراق. وقد حظيت هذه الندوات باهتمام كبير من المسؤولين الذين حرصوا على حضور بعضها مثل إيهود أولمرت، وزير التجارة والصناعة سابقا ورئيس الوزراء الحالي نائب شارون في وزارته سابقا، وسليمور لفنتز وزيرة التعليم، وتومي لبيد، وزير العدل، ويوسف برتيسكي، وزير البنية التحتية، ويهودديت تأوت، وزيرة البيئة وغيرهم من المسؤولين السياسيين، وحتى العسكريين، الذين دعموا هذه الخطة التي قدمتها تل أبيب إلى هذه النخبة العراقية من العلماء، بعد احتلال العراق بمساعدة أطراف خارجية للعمل في جامعاتها، أو التعرض للاغتيال، بهدف تفريغ هذا البلد من العلماء وأصحاب الكفاءات العلمي".

وبحسب مصادر استخبارية عراقية فإن نحو 2400 من عناصر القوات الخاصة الإسرائيلية دخلوا مع القوات الأمريكية عقب سقوط النظام السابق. وتشير تلك المصادر إلى أن هذه الفرقة الخاصة كانت تستهدف العلماء والمفكرين والمهندسين العراقيين، الذين يعتقد أنهم كانوا وراء تطوير البرنامج العلمي العراقي. إذ كانت تلك الفرقة الخاصة تملك نحو 3500 اسم لعالم ومهندس ومفكر عراقي، عملوا في تلك البرامج، اغتيل منهم نحو 250 عالم عراقي، فيما اضطر آخرون إلى المغادرة، بعد أن تلقوا تهديدات أو خُطفوا ودفعوا مبالغ مالية كبيرة طُلب من بعدها منهم المغادرة.

قوانين الاجتثاث لمصلحة من؟

صدرت بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عدة قرارات، تبين اليوم أنها لم تكن سوى أخطاء قاتلة في السياسية الأمريكية، كما اعترفت وزير الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس. كان من بينها قانون اجتثاث البعث، الذي تم بموجبه طرد الآلاف من الموظفين العراقيين من دوائرهم بسبب انتمائهم لحزب البعث السابق، الأمر الذي أدى أيضا إلى طرد المئات من العلماء والأساتذة والمفكرين والاطباء والمهندسين من عملهم. علما أنهم كانوا من خيرة العلماء والكفاءات العلمية التي كان انتماؤها للبعث لمجرد تجنب الضغوط التي كان يمارسها النظام السابق.

يقول الباحث والمحلل السياسي أحمد عبد الجبار إن قوانين اجتثاث البعث كانت قوانين جائرة أدت إلى تصحر كبير في الساحة العلمية العراقية. ويتابع في حديث لمراسل "قدس برس" "إن اغلب الذين شملهم الاجتثاث لم يكونوا موظفين صغارا بل كانوا علماء وأساتذة وأطباء ومهندسين وكفاءات علمية كبيرة، وأعتقد أن هذا التشريع كان طائفيا منذ اللحظة الأولى، فاغلب الكفاءات العلمية كانت في مراتب عليا في حزب البعث بسبب عمرها الوظيفي ليس إلا. وهؤلاء أغلبهم من العرب السنة، وبالتالي شملهم الاجتثاث، بينما بقي الأعضاء الصغار في مناصبهم، وهم في الغالب من الشيعة. كما أن قانون الاجتثاث ساهم إلى حد كبير في حصول فراغ إدارى وعلمي في كافة مرافق الدولة العراقية، وبالتالي تسبب ذلك في حالة من التخبط الأعمى التي سادت تلك الدوائر بعد أن تم تعيين أناس ليس لهم أي معرفة بإدارة الحياة المهنية والوظيفية، وإنما فقط لانتماءاتهم الطائفية او الحزبية". ويعتقد عبد الجبار أن قانون الاجتثاث "سيء الصيت" كما يطلق عليه، كان قانونا يهدف إلى تفريغ الدوائر العراقية من كوادرها، وفتح الباب بالتالي لتسلق أناس على أسس أخرى لا صلة لها بالكفاءة والمهنية.

بغداد - خدمة قدس برس

 

إن القدرة على التعبير هي القدرة على الحياة

 

 

 

 

 

 

 

 





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !