مواضيع اليوم

اخاف على ايران ...من نابليون

فريد دولتي

2009-06-23 20:31:25

0

احمدي نجاد يفوز باغلبية " 60 %"...من الدورة الاولى ،حدث يجعل غريمه موسوي يحرك الشارع الموالي له ...او لنتحرى الصدق ونقول المعارض لحكم الثيوقراطية وورثة الخميني ، فتتدخل الاجهزة الامنية ، لقمع ارادة نصف الناخبين بالقوة.للحفاظ على النظام ،وعلى الديمقراطية الاسلامية الحقيقية من عبث هولاء الحمقى حسب وصفهم.

لا شيء أكثر من الحماقة ، هذا التفسير الوحيد عند الملالي. امام شوارع وساحات طهران التي امتلئت بمئات الآلاف ، ،فايران تتعرض الي حملة عداء من امريكا والغرب ...واسرائيل ، لمجرد انها تريد ان تصبح قوة نووية ، وهذه الجموع لا تقدر حجم هذا الخطر ، متجاهلين المصلحة الوطنية ، امام هذا الغباء ، لا تملك الدولة الا ان تساند نظام احمدي نجاد المتحالف مع جهاز الأمن ، الذي يقوم على أساس الباسدران (الحرس الثوري) ، والباسيج (ميليشيا المتطوعين) ، في افراغ الشوارع ، بدون الحاجة الي تكميم الافواه ،فقد اختارت المعارضة ان تضع اشارة x" " على افواهها.

هل حقيقة أن هذا الجهاز قد زور الانتخابات لصالح السلطة ؟ الجواب سيأتي قطعيا من قبل المعارضة والدول الغربية... لا شك في ذلك, مستندين على برهان مفاده، كيف يمكن للحكومة ان تعلن نتيجة فوز أحمدي نجاد بأغلبية الثلثين من الاصوات, عبر وكالة الانباء من أمام وزارة الداخلية ، فهذا "الانقلاب" يهدف الى استباق الناس من خلال الاعلان المبكر ، حتى قبل ان يتم الانتهاء من عد هذه الاصوات ،فتحرض الجموع التي ملت القيد ، والفساد ، واعياتها الظروف الاقتصادية الصعبة ، لتخرج الي الشوارع مطلقين العديد من الاوصاف على هذا النظام العتيق. المستند على الحكم الاستبدادي ، الذي يرأسه "المرشد الأعلى" خامنئي والواقفين خلفه وجوه مألوفة ، قديمة رافعة شعار جديد " الاصلاح " من اصحاب المصالح ، امثال رفسنجاني وخاتمي (الرئيسان السابقان) ، والخاسر مثل موسوي ، ولكن الحقيقة التي لا اشك في الجموع تقريبا تعرفها ,لا يوجد "اإصلاح" ، ولكن توجد فقط شعارات يرفعها البراغماتيين من اجل الاحتفاظ بالسلطة.

خامنئي رفض في خطبة الجمعة ، وجود أي تزوير ، مبررا بأن النتائج حقيقية ، "فحكم الله" لا يعرف التزوير ، كما ان احمدي نجاد صرح بأنه لن يكون "عراب الفساد". " ربما هو يقول الحقيقة فالمشهود على هذا الرجل انه صاحب ايدي نظيفة ، يقطن منزل بالايجار، ولكن هذا لا يمنع بأنه اوقع ايران في ورطة وفوضى اقتصادية كما كان حال بلدية طهران التي تقلد عموديتها ، فبل ان يصبح رئيسا.

من هم رفسنجاني وخاتمي ، و رئيس البرلمان السابق ناطق نوري؟ جميع هولاء الأشخاص يتمتعون بالكثير من الثروة والامتيازات. سيفقدونها اذا ما اكمل نجاد طريقه في الرئاسة فهو يبدو التهديد الحقيقي لهم ، كما شكل روبسبير ، تهديد اليعاقبة ضد الجيروند. اما موسوي فهو فنان ومعماري ابتعد لفترة طويلة عن الشان العام ، بعد ان كان رئيس حكومة سابق،" لعله صورة جيدة للاصلاح "

الاستطلاع المستقل الذي اجري قبل فترة وجيزة من الانتخابات ، اكد تقدم احمدي نجاد عن منافسه الاقرب بنسبة لثنين الي واحد ، كما ان المراقبين الدوليين المشرفين على العملية الانتخابية ، لم يقروا بوجود تزوير ... غضب الشعب ، لابد ان يواجه بمقاومة " التصريح لنجاد " فكيف ينبغي له ان يحارب حرب وجود على جبهتين , ولا كان هذا الحق لا يرفع عنه تهمة الحدة والغلو في الشعوبية والشوفينية.

لا انكر اعجابي بايران ، كما لا انكر دورها الاسيتراتيجي ، كصمام امان , و لا اخفي اعجابي بادائها السياسي المبهر ، ولا بشجاعتها ، كما اني اراها السند الاول للعالم العربي الضعيف ، امام الكيان الصهيوني ، و لا ااكترث للروىء الضيقة والتبعية لبعض الحكام العرب ، بشان الشيعة والسنة , كل هذه المبررات تجعلني لا اريد لايران حرب اهلية , شرط ان لا تتعارض هذه الاسباب مع الحق الانساني في الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان واحترام الاقلية ...ولكن ايضا احقاقا للحق فمازال رجال الدين المحافظين قايمين على صيانة الدستور , واجراء الانتخاابات التي تحقق على اقل تقدير التداول على السلطة.
على أية حال ، خامنئي ليس لويس السادس عشر , فهو يجسد الشرعية الثورية القديمة, واذا صار نجاد اسيرالغطرسة كما حدث لروبسبير,عندها تكون الديكتاتورية العسكرية جاهزة للوثوب على السلطة , وتكون ايران ضحية " للاامبراطور نابليون " ...حق للشعب الايراني الشجاع بعد ثلاثين عاما من البؤس أن يكون له مستقبل مشرق.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !