مواضيع اليوم

احمد بن بله والرحيل المر

 

احمد بن بله  و الرحيل المر


إذا كان الموت  يسبب ألماً في حياة البشر ،  فالموت  اشد وقعا على النفوس عند ما يرحل إنسان عزيز على الآمة  ونحمل له ذكرى طيبة نفاخر ونفتخر بها 0 نحن كمسلمين نؤمن بالله ربا والإسلام دينا ومحمد نبيا ورسولا  كذلك نؤمن بان الموت  حق  ولله ما اخذ ولله ما أعطى غير ان فقدان الأحبة  المخلصين لامتهم وأوطانهم تترك غصة  في القلوب ، وعلى قدر الرجال تكون المصيبة بحجم أعمالهم 0 الى جنة الخلد أيها المعلم الحكيم الثائر  يا من علمت الأجيال ان الثورة عطاء .. غبت عنا  يا صوتا يملأ  الأفاق تتردد خلفه الأصداء  عشت كبيرا ومت عظيما0 وداعا يا من رافقت زعيم الزعماء سرت على خط كبير الحكماء الغائب بجسده والحاضر بأعماله وأفعاله ومبادئه زعيم الأمة العربية جمال عبد الناصر،نسال الله ان يجمعكما في الفردوس الأعلى مع الحبيب المجتبى النبي المصطفى0

المناضل العروبي احمد بن بله، من لا يعرف هذا الاسم أو يجهله؟  ومن لا تبهره شخصيته ولا يعي سيرته ومسيرته  النضالية، هو اسم  كُتب في ذاكرة الزمن وسجَله التاريخ في سجلاته الخالدة مع عظماء الرجال المخلصين لأوطانهم وشعوبهم، بن بله بصمة واضحة المعالم في تاريخ الثوار  ضد الاستعمار الذين ناضلوا من اجل تحرير أوطانهم  .

فقيد الأمة بن بله عاش كبيرا ومات عظيما.. كبير بعمق فكره كبيرا بأخلاقه العالية  وأعماله وأفعاله  كبيرا كما يكون الكبار في صنيعهم وسلوكهم كبير في زمن انعدم فيه الكبار  زمن كثر فيه المنافقين والوصوليين والانتهازيين  حتى تعملق الأقزام ، واستعلت الصعاليك وحكمت الأمة جهلائها . وانعكست المفاهيم وصارت الشعوب في خدمت الحكام ، وانهزمت الأمة من اعماقها ، تكالبت عليها الأعداء  تنهشها  وتفرقها وتمزقها شر ممزق. حكامنا يصرفون ملايين المليارات من الدولارات لشراء الأسلحة لدَفاع عن بعضنا من بعضنا  وليس من عدونا، أعدائنا أصبحوا أصدقائنا وإخواننا صاروا أعدائنا 0  

قائد الثورة الجزائرية واحد مؤسسي جبهة التحرير الوطني الجزائرية.. في فترة النضال تعرض للاعتقال من قبل المستعمر الفرنسي وحكم عليه بالسجن سبع سنوات لم يكملها لأنه هرب من المعتقل ، بعد الاستقلال اصبح أول رئيس للجزائر ثم تعرض لانقلاب من قبل رفاق النضال على رأسهم صديقه ورفيق درب الكفاح رئيس هيئة الأركان ووزير الدفاع  العقيد هواري ابو مدين، خمسة عشر عام  قضاها في السجون في وطنه الذي كافح ونافح من اجله 0  
   
في محطته الأخيرة  انتقلت روحة الطاهرة الى بارئها .. و بين خطواته الأولى  والمحطة الأخيرة  كانت سيرة ومسيرة  لرمز وطني بارز  وشخصية عظيمة  مرت بمراحل 00واصطدمت بعقبات وواجهت إحباطات  وحُفت بأشواك  وتعرضت  لغدر  ولكنه خرج صامد كالطود وشمخا كالهرم  وعظيما متسامحا لم يحمل في قلبه الحقد والكراهية حتى لمن أساء اليه ،كان يرفض الإساءة والقذف لمن اعتقلوه 0

،بعد خروجه من السجن لم يعتكف في منزله او ينزوي بين أصحابه ومحبوه بل ظل مهموما بقضايا الوطن والقرن الإفريقي  والأمة العربية والإسلامية وما آلت عليه من تبعية وتشرذم وتمزق حتى أصبحت  لقمة سائقة  لأعدائها فيأسف لحالها ويرثي لمصابها 0    
 
ان الكتابة عن مناضل وثائر كبير بحجم الفقيد بن بله ليست سهله، مناضل خرج عن النطاق المحلي والعروبي الى النطاق العالمي، من الصعب اختزالها في سطور. وعند ما قررت ان اكتب عن الفقيد الراحل استرجعت بالذاكرة وما تحتفظ به ذكريات فإذا بي أقف امام شخصية كبيرة مليئة السجايا والشمائل اعترف به الأعداء قبل الأصدقاء .. وبكته القلوب قبل العيون، وحزن على موته الكبير والصغير، وارتفعت الأكف بالدعاء له والثناء عليه وعلى مآثره  رحم الله فقيد الأمة العربية والإسلامية احمد بن بله  و عزائنا لأسرة الفقيد والشعب الجزائري والأمة العربية وكل المناضلين في مشارق الأرض ومغاربها وإن لله وإن اليه راجعون 0




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات