السلام عليكم هذه بعض من مقاطع وكلمات للمبدعة احلام اضعها بين ايديكم واعذروا نقلي المتقطع ...تأخذني الكلمات فيمزقني هدفها او احساسها اوغايتها ...عندها اعلن ان كلماتها هذه كلمات يجب ان تحفر ككلمات نزار لانها تحمل بعضي او كلي ......
ملاحظة تسلسل المقاطع هو حسب احداث الرواية ولم اقدم او اؤؤخر منها شئ.................
............................................
" أنت أشهى عندما ترحلين.. ثمة نساء يصبحن أجمل في الغياب."
هو لم يقل سوى "كيف أنت؟" وهي قبل اليوم لم تكن تتوقع أن يربكها الجواب عن سؤال كهذا.
وإذ بها تكتشف كم هي رهيبة الأسئلة البديهية في بساطتها، تلك التي نجيب عنها دون تفكير كل
يوم، غرباء لا يعنيهم أمرنا في النهاية، ولا يعنينا أن يصدقوا جوابا لا يقل نفاقا عن سؤالهم.
ولكن مع آخرين، كم يلزمنا من الذكاء، لنخفي باللغة جرحنا؟ بعض الأسئلة استدراج لشماتة، وعلامة الاستفهام فيها، ضحكة إعجاز، حّتى عندما تأتي في
صوت دافئ كان يوما صوت من أحببنا.
"كيف أنتِ؟"
صيغة كاذبة لسؤال آخر .وعلينا في هذه الحالات، أن لا نخطئ في إعرابها.
فالمبتدأ هنا، ليس الذي نتوقعه .إنه ضمير مستتر للتحدي، تقديره "كيف أنت من دوني أنا؟"
أما الخبر.. فكل مذاهب الحب تتفق عليه.
........................................
من الأسهل علينا تقبل موت من نحب. على تقبل فكرة فقدانه ,واكتشاف أن بإمكانه مواصلة
الحياة بكل تفاصيلها دوننا.
ذلك أن في الموت تساويا في الفقدان، نجد فيه عزاءنا
.............................................
الصمت لا يزعجني. وإنما أكره الرجال الذين، في صمتهم المطبق، يشبهون أولئك الذين يغلقون
قمصانهم من الزر الأول حتى الزر الأخير كباب كثير الأقفال والمفاتيح، بنية إقناعك بأهميتهم.
إنه باب لا يوحي إلي بالطمأنينة. وما قد يخفي صاحبه خلف ذلك الباب المصفح من ممتلكات، لا
يبهرني بقدر ما يفضح لي هوس صاحبه وحداثة ثروته. فالأغنياء الحقيقيون، ينسون دائماً
إغلاق نافذة، أو خزانة في قصرهم..
أنما المفاتيح هوس الفقراء، أو أولئك الذين يخافون إن فتحوا فمهم.. أن يفقدوا وهم الآخرين
بهم!
...............................................
كم مر من الوقت، قبل أن أكتشف حماقة خلطي عقدة الماضي.. بالواقع المضاد.
..تماما، كخلطي الآن، بين وهم الكتابة.. والحياة، وإصراري على الذهاب على ذلك الموعد الذي
أقنعت نفسي عبثا بأنني لست معنية به، وأنه سيتم بين كائنات حبرية، لا يحدث أن تغادر عالم
الورق؟
ورغم ذلك أمضي..
دون أن أدري أن الكتابة، التي هربت إليها من الحياة، اخذ بي منحى انحرافيا نحوها، وتزج
بي في قصةٍ ستصبح، صفحة بعد أخرى ,قصّتي.
............................................
دوما
بين الرغبات الأبدية الجارفة ..والأقدار المعاكسة.. كان قدري.
وكان الحب يأتي ، متسللاً إلي، من باب نصف مفتوح، وقلب نصف مغلق.
أكنت أنتظره دون اهتمام، تاركة له الباب موارباً. متسلية بإغلاقه نوافذ المنطق؟
قبل الحب بقليل، في منتهى الالتباس، تجيء أعراض حب أعرفها. وأنا الساكنة في قلب متصدع
الجدران، لم يصبني يوماً، هلع من وَلعٍ مقبل كإعصار.
كنت أستسلم لتلك الأعاصير التي تغير أسماءها كلّ مرة، وتأتي لتقلب كلّ شيء داخلي.. وتمضي
بذلك القدر الجميل من الدمار.
دوماً..
كنت أحبهم .أولئك العشاق الذين يزجون بأنفسهم في ممرات الحب الضيقة، فيتعثرون حيث
حّلوا، بقصة حب وضعتها الحياة في طريقهم، بعد أن يكونوا قد حشروا أنفسهم بين الممكن
والمستحيل.
أولئك الذين يعيشون داخل زوبعة الحب التي لا تهدأ، مأخوذين بعواصف الشغف، مذهولين أمام
الحرائق التي مقابل أن تضيء أياما في حياتهم، تلتهم كل شيء حولهم، جاهزين تماما.. لتلك الّلحظات المضيئة خلسة، والتي ستخلف داخلهم عندما تنطفئ رماد انطفائهم الحتمي. أحبهم.. وربما كنت أشبههم.
...........................................
"كل واحد فيكم هنا، ذات يوم سيتوقف فيه كل شيء ويبرد جسده ثم تأكله الديدان وكأنه لم
يك"انظروا.. إنهم ينظرون إليكم الآن، كأنهم في صورهم هذه ,يقولون لكم كلاما لا بد أن تنصتوا
إليه. تعالوا.. اقتربوا.. حاولوا أن تلتقطوا كلماتهم"..
يقترب الطلبة مذهولين من جدار تغطيه الصور العتيقة، فيأتيهم صوت الأستاذ من الخلف. وكأنه
يتحدث على طريقة المهرجين الذين يحركون دمية بيدهم، وهم يتكلمون على لسانها بصوت
باطني، دون أن يحركوا شفاههم.
"استفيدوا من اليوم الحاضر.. لتكن حياتكم مذهلة.. خارقة للعادة. اسطوا على الحياة.. امتصوا
نخاعها كل يوم مادام ذلك ممكنا. فذات يوم لن تكونوا شيئا.. سترحلون وكأنكم لم تأتوا.
................................................
كان الاستاذ يلقي درسا في كيفية فهم الشعر، حسب ما جاء في مقدمة الكتاب المعتمد للتدريس.
والتي كتبها أحد كبار المراجع المختصة في النقد. شارحا فيها كيف يمكن تقويم قصيدة،
ومقارنتها بأخرى، معتمدين على خط عمودي وآخر أفقي ,يلتقيان ليشكلا زاوية مستقيمة، على
كل خط فيها درجات نقيس بها عموديا المعنى ,وأفقيا المبنى وهكذا، بإمكاننا أن نكتشف ضعف
الشاعر أو قوته بين قصيدة وأخرى ومقارنته بشاعر أو بآخر ، حسب مقاييس حسابية دقيقة.
وبينما كان الطلبة منهمكين في رسم خطوط عمودية وأفقية
على دفاترهم، ناقلين ما يكتبه
الاستاذ على السبورة، إذ به يتوقف فجأة ويمحو كل شيء، ويفاجئهم قائلا:
-طبعا.. ليس هذا صحيحا. لا يمكن أن نقيس الشعر طولا وعرضا وكأننا نقيس أنابيب معدنية..
اندهاشنا ,انبهارنا، انفعالنا، هو الذي يقيس الشعر. أمام قصيدة، النسا يغمى عليهن، والآلهة
تولد. والشعراء يبكون كأطفال. من يقيس دموعنا، فرحنا، وكل ما يمكن أن تفعله بنا قصيدة؟ أتدرون لماذا نقرأ أو نكتب الشعر؟ لأننا جزء من الإنسانية. كيف يمكن أن نقيس إنسانيتنا
بمقاييس حسابية؟ مزقوا كل ما كتبتموه على دفاتركم!
يصمت قليلا ثم يضيف:
-ولا بأس أن تمزقوا أيضا هذه المقدمة!
ينظر إليه الطلبة متسائلين عن مدى جدية ما يأمرهم به. ولكن أمام إصراره، لا يملكون إلا أن
يقتلعوا الصفحات الأولى من الكتاب، ليكون كتابا لا مكان فيه لشيء عدا الشعر.
أثناء ذلك، كان يمر أمامهم بسلة المهملات، طالبا بعد آخر، يجمع الأوراق الممزقة، بشيء من
الغبطة التي وحده يدرك سببها.
إنه لم يعطهم درسا في فهم الشعر. وإنما درسا في فهم الحياة وشجاعة في التشكيك في كل
شيء حتى ما يرونه مكتوبا في كتب مدرسية تحت توقيع اسم كبير. وخاصة الجرأة على تمزيق كل ما يعتقدونه خاطئا، وإلقائه في سلة المهملات!
............................................
كان الأستاذ يشرح درساً ما. عندما راح يوضح للطلبة أن وجهة نظرنا في أي أمر، تختلف
حسب موقعنا، والزاوية التي نقف فيها. ولذا طلب منهم أن يأتوا صوبه، ويصعدوا الواحد تلو الآخر فوق مكتبه، كي يروا من حيث هم
كيف أن قاعة الصف نفسها تبدو مختلفة، عندما نراها من فوق مكتب الأستاذ، من الجهة
المقابلة لنا.
......................................
في النهاية.. لم يكن لي من شيء أحتمي به في ذلك الصباح سوى مقولة للشاعر الإرلندي
شيماس هيني "امش في الهواء..مخالفا لما تعتقده صحيحا"!وهكذا رحت أمشي نحو قدري، عكس المنطق
.........................................
-الناس؟ إنهم لا يطرحون عليك عادة، إلا أسئلة غبية، يجبرونك على الرد عليها بأجوبة غبية
مثلها.. يسألونك مثلا ماذا تعمل.. لا ماذا كنت تريد أن تكون. يسألونك ماذا تملك.. لا ماذا فقدت.
يسألونك عن أخبار المرأة التي تزوجتها.. لا عن أخبار تلك التي تحبها. يسألونك ما اسمك.. لا
ما إذا كان هذا الاسم يناسبك. يسألونك ما عمرك.. لا كم عشت من هذا العمر. يسألونك أي
مدينة تسكن.. لا أية مدينة تسكنك. يسألونك هل تصلي ..لا يسألونك هل تخاف الله. ولذا تعودت
أن أجيب عن هذه الأسئلة بالصمت. فنحن عندما نصمت نجبر الآخرين على تدارك خطأهم.
-لماذا تناديني" سيدتي".. من أخبرك أنني متزوجة؟
-ابتسم وقال:
-ثمة نساء خلقن هكذا بهذا اللقب.. جئن العالم بهذه الرتبة. وأية تسمية أخرى هي إهانة
لأنوثتهن.
التعليقات (0)