علي جبار عطية
الأربعاء 22-02-2012
لا يمكن فصل عالم الاحلام عن عالم الواقع فيمكن القول انهما وجهان لعملة واحدة حسب تعبير الاقتصاديين !
ولعل هذه الحقيقة غائبة عن اذهان الكثيرين ممن يرون خلاف ذلك مع انهم يعرفون ان احلام العطارليست كأحلام بائع العطور!
وان احلام راعي الغنم ليست كأحلام الطبيب واحلام المسؤول ليست كأحلام المشمول براتب الرعاية الاجتماعية مع التحفظ على هذه التشبيهات!
لكن الابرز في هذه الاحلام احلام العلماء واهل القلم والادباء فحين تسأل احدهم عن بعض احلامه يأتيك الجواب انه كان يقرأ او يكتب او ان يقول ان بعض المسائل الفكرية العويصة التي يعجز عن حلها في اليقظة يأتيه جوابها في المنام !
لقد دعا هذا الامر بعض المبدعين الى ان يحترزوا لأفكار عالم الاحلام فيضعون قرب سريرهم دفتراً وقلماً ومصدراً ضوئياً حتى اذا انقدحت لديه فكرة في المنام واستيقظ فجأة كما هو العادة في نوم العراقيين فانه يسرع الى تدوين تلك الفكرة او البيت الشعري او الخاطرة فوراً حتى اذا ادرك كاتبنا الصباح استفاد مما دون في عمل يشار اليه بالبنان !
وقد يقول قائل ان هذه الحالة افتراضية وقد يكون الامر كذلك لكن ماذا يتوقع المرء ان تكون احلام من يواصل الليل بالنهار في متابعة الحرف وملاحقة الفكرة ومسابقة الزمن في موضوعة لافتة؟ من المؤكد ان يكون همه متواصلاً في اثناء النوم كما كان متواصلاً اثناء النهار ثم ان المبدع الحقيقي صياد فرص وقناص ماهر فما الضير ان يستفيد من هذا العالم الغريب عالم الاحلام خاصة اذا كان ذا احلام فصيحة صريحة وكان عشاؤه خفيفاً ليكون سفره او على الاصح اسراؤه سهلاً يسيراً !
التعليقات (0)