العرب يحلمون في اليقظة وينتظرون المعجزات لتتحقق بدون عناء ولا تفكير ولا تنظيم ولا وحدة ولا إستعداد وعيونهم مركزة على الأفق فإذا لاح سراب أعتقدوا انه الخلاص . ولا أريد أن أعدد كم سراب عاشه العرب في العقود الماضية ولكني اذكر السراب الذي رأه العرب في خطاب الرئيس أوباما في القاهرة. الرئيس أوباما رجل اكاديمي ومتكلم ماهر ونسبه وماضيه وكفاحه يجعل منه زعيما فذا تهواه الشعوب وخاصة الطبقات الشعبية وهو صادق ولكنه رجل طيب (بالمعنى المصري) يصدق الجميع ويريد أن يرضي الجميع وهذا مستحيل ولو بالكلام . لقد قال بوضوح انه لا يريد فرض حل للقضية الفلسطينية على إسرائيل أخيرا بل رحب بأن ناتنياهو نطق كلمة الدولتين بعد أن أخلى الدولة الفلسطنية المقترحة من معناها كدولة وهو ما يعنيه السلام كما وافقت أمريكا حسب المتحدث الأسرائيلي الرسمي على أقامة 2500 وحدة أو مستوطنة لمواجهة الزيادة الطبيعية بالتوالد والهجرة وماذا سيبقى في الضفة الغربية سوى بيت الرئيس عباس وحواريه . لقد أنتهت حماس كقوة فهي محاصرة وكذلك حزب الله لان إيران تريد التفاوض مع الغرب . وبوليس الرئيس عباس المدرب يقوم بالمهمة في الضفة الغربية ويسجن كل المقاومين فما الفائدة من كلام اوباما بعد ذلك . إسرائيل تعرف ما تفعل وسياستها لم تتغير منذ أنشائها و قوى السياسة والمال في أمريكا معها فلن تضام ولن تسأل وماّذا يفعل عمك أبوما ؟ النصيحة كنصيحته للأفريقيين بأتباع الحكم السديد للنهوض ببلادهم . هل هذا يقنع معظم حكام افريقيا وعلى رأسهم موجابي ورؤساء العرب في دول الشمال الأفريقي بترك الحكم مختارين للشعوب تحكم نفسها ؟ ويضحون بالجاه والمال والسلطان والتوريث . كلام يقال في الكتب وليس ما يجري في الواقع . الله كما خلق الناس الطيبين خلق الأشرار ومدهم بالشيطان ليزيدهم شرا وهم الأن يحكمون البلاد العربية وافريقيا ومن لا يعجبه هذا فليشرب من مياه المحيطات والبحار المحيطة بالمنطق
التعليقات (0)