مواضيع اليوم

احكي يا ماما نوجه الحلقة 1 قصة سيدنا هود

أمل جمال النيلي

2011-08-02 21:38:04

0

                       

                           احكي يا ماما نوجه

 

 

هلت  أجواء رمضان العطرة ، هلا شهر المغفرة والعفو  ، ليكن فرصة لجني الحسنات ، وطلب رضا الله وتجمع العائلة .

ليلي :

ـ ماما .. ماما .

ماما نوجه :

ـ نعم ليلي ماذا تريدي  ؟ .

ليلي :

ـ ماما عندي أرق ؟ .. أريد النوم قليلا ً قيل السحور .

ماما نوجه :

ـ عندك أرق وعمرك عشرة أعوام .. وأنتي أمنية آلا تعاني مثل أختك .

أمنية :

ـ أجل أمي .

ماما نوجه :

 ـ إذا ماذا تريدي لأعالج الأرق ؟ .

ليلي :

ــ احكي لي قصة ذي ألف ليلة وليلة .

فقفزت أمنية علي ظهر ها :

ــ ماما احكي لنا قصة مثل شهرزاد .

ماما نوجه :

ــ لكن   شهرزاد شهريار كان يقتل كل يوم واحدة .. لما أنا أكون شهرزاد ووالدكم شهريار من مسرور .

فقال حمادة :

ــ أنا .

ماما نوجه :

ــ حسبي الله عمرك سابع أعوام وتريد تكون مسرور  .. إذا ً أنتم الضحايا .. يا مسرور هات السيف وأقتلهم .

ليلي :

ــ احكي يا ماما نوجه .. احكي يا ماما نوجه .

شبت مظاهرة في البيت فسمع عبد الله الصياح قادم من غرفة الأولاد فأتجه نحوهم :

ــ ما الأمر ؟.. لما هذه المظاهرة ؟.

ماما نوجه :

ــ أولادك تريدوا احكي لهم حكاية .

عبد الله :

ــ احكي يا شهرزاد .

ماما نوجه :

ــ أنت أيضا ً .

الجميع :

 ــــ  احكي يا ماما ..  احكي .. احكي .

ماما نوجه :

ــ حسنا ً جعلتم والدكم يقتنع أيضا ً .. أتريد احكي لك معهم .

عبد الله :

ــ ولما لا سنجلس في الصالة ونجهز الحلويات ونستعد للحكاية .. هيا يا شهرزاد .

ماما نوجه :

ــ لكني لا أعرف قصص .. اتمسح عقلي كاملا ً .

ليلي :

ــ ماما لقد سمعتك وأنتي تقرئي القرآن منذ أيام .. احكي لنا قصة سيدنا هود عليه السلام .

عبد الله :

ــ ولما لا هذه فرصة لأتذكر قصته .

حمادة :

ــ أنا لا أعرف  أروي لنا قصته .

أمنية :

ــ حضرت الجلسة وأطفأت الأنوار .. هيا يا ماما .

ماما نوجه :

ــ علي الرغم من أنك لم تتجاوزي الثلاثة عشر إلا أنك تتحملي المسئولية .

حسنا ً .. بلغني أيها السادة أنه في سابق الزمان .. قبل ظهر نبي الله محمد ظهر سيدنا هود
أرسل إلى قوم عاد الذين كانوا بالأحقاف، وكانوا أقوياء الجسم والبنيان وآتاهم الله الكثير من رزقه ولكنهم لم يشكروا الله على ما آتاهم وعبدوا الأصنام فأرسل لهم الله هودا نبيا مبشرا، كان حكيما ولكنهم كذبوه وآذوه فجاء عقاب الله وأهلكهم بريح صرصر عاتية استمرت سبع ليال وثمانية أيام.



قوم عاد كانوا يعبدواالأصنام .. فبعدما أن ابتلعت الأرض مياه الطوفان الذي أغرق من كفر بنوح عليه السلام، قام من آمن معه ونجى بعمارة الأرض.

فكان كل من على الأرض في ذلك الوقت من المؤمنين. لم يكن بينهم كافر واحد.. ومرت سنوات وسنوات.. مات الآباء والأبناء وجاء أبناء الأبناء. نسى الناس وصية نوح.. وعادت عبادة الأصنام.

 انحرف الناس عن عبادة الله وحده، وتم الأمر بنفس الخدعة القديمة.

قال أحفاد قوم نوح:

ـ  لا نريد أن ننسى آبائنا الذين نجاهم الله من الطوفان.. وصنعوا للناجين تماثيل ليذكروهم بها.. وتطور هذا التعظيم جيلا بعد جيل.. فإذا الأمر ينقلب إلى العبادة.. وإذا بالتماثيل تتحول بمكر من الشيطان إلى آلهة مع الله.

 وعادت الأرض تشكو من الظلام مرة ثانية. فأرسل الله سيدنا هودا إلى قومه


كان "هود" من قبيلة اسمها "عاد" وكانت هذه القبيلة تسكن مكانا يسمى الأحقاف.. وهو صحراء تمتلئ بالرمال، وتطل على البحر.

 أما مساكنهم فكانت خياما كبيرة لها أعمدة شديدة الضخامة والارتفاع، وكان قوم عاد أعظم أهل زمانهم في قوة الأجسام، والطول والشدة.. كانوا عمالقة وأقوياء، فكانوا يتفاخرون بقوتهم.

 فلم يكن في زمانهم أحد في قوتهم.. ورغم ضخامة أجسامهم، كانت لهم عقول مظلمة.

 كانوا يعبدون الأصنام، ويدافعون عنها، ويحاربون من أجلها، ويتهمون نبيهم ويسخرون منه. وكان المفروض، ما داموا قد اعترفوا أنهم أشد الناس قوة، أن يروا

أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة.

قال لهم هود نفس الكلمة التي يقولها كل رسول. لا تتغير ولا تنقص ولا تتردد ولا تخاف ولا تتراجع.. كلمة واحدة هي الشجاعة كلها.. وهي الحق وحده (يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ).

وسأله قومه:

ـ هل تريد أن تكون سيدا علينا بدعوتك؟ وأي أجر تريده؟

إن هذه الظنون السئية تتكرر على ألسنة الكافرين عندما يدعوهم نبيهم للإيمان بالله وحده. فعقولهم الصغيرة لا تتجاوز الحياة الدنيوية.. ولا يفكروا إلا بالمجد والسلطة

أفهمهم هود أن أجره على الله.. إنه لا يريد منهم شيئا غير أن يغسلوا عقولهم في نور الحقيقة.

حدثهم عن نعمة الله عليهم، كيف جعلهم خلفاء لقوم نوح، كيف أعطاهم بسطة في الجسم، وشدة في البأس، كيف أسكنهم الأرض التي تمنح الخير والزرع.

 كيف أرسل عليهم المطر الذي يحيى به الأرض.. وتلفت قوم هود حولهم فوجدوا أنهم أقوى من على الأرض، وأصابتهم الكبرياء وزادوا في العناد.

قالوا لهود:

ـ كيف تتهم آلهتنا التي وجدنا آباءنا يعبدونها؟
قال هود:

ـ  كان آباؤكم مخطئين.
قال قوم هود:

ـ هل تقول يا هود إننا بعد أن نموت ونصبح ترابا يتطاير في الهواء، سنعود إلى الحياة؟
قال هود:

ـ  ستعودون يوم القيامة، ويسأل الله كل واحد فيكم عما فعل.

انفجرت الضحكات بعد هذه الجملة الأخيرة.. ما أغرب ادعاء هود. هكذا تهامس الكافرون من قومه.

 إن الإنسان يموت، فإذا مات تحلل جسده، فإذا تحلل جسده تحول إلى تراب، ثم يهب الهواء ويتطاير التراب. كيف يعود هذا كله إلى أصله؟! ثم ما معنى وجود يوم للقيامة؟ لماذا يقوم الأموات من موتهم؟

استقبل هود كل هذه الأسئلة بصبر كريم.. ثم بدأ يحدث قومه عن يوم القيامة.. أفهمهم أن إيمان الناس بالآخرة ضرورة تتصل بعدل الله، مثلما هي ضرورة تتصل بحياة الناس.

 قال لهم ما يقوله كل نبي عن يوم القيامة.. إن حكمة الخالق المدبر لا تكتمل بمجرد بدء الخلق.. ثم انتهاء حياة المخلوقين في هذه الأرض.

 إن هذه الحياة اختبار، يتم الحساب بعدها.. فليست تصرفات الناس في الدنيا واحدة.. هناك من يظلم..وهناك من يقتل.. وهناك من يعتدي.. وكثيرا ما نرى الظالمين يذهبون بغير عقاب.. كثيرا ما نرى المعتدين يتمتعون في الحياة بالاحترام والسلطة.

 أين تذهب شكاة المظلومين؟ وأين يذهب ألم المضطهدين؟ هل يدفن معهم في التراب بعد الموت؟

إن العدالة تقتضي وجود يوم للقيامة.. إن الخير لا ينتصر دائما في الحياة. أحيانا ينظم الشر جيوشه ويقتل حملة الخير. هل تذهب هذه الجريمة بغير عقاب؟

إن ظلما عظيما يتأكد لو افترضنا أن يوم القيامة لن يجئ. ولقد حرم الله تعالى الظلم على نفسه وجعله محرما بين عباده. ومن تمام العدل وجود يوم للقيامة والحساب والجزاء.

 ذلك أن يوم القيامة هو اليوم الذي تعاد فيه جميع القضايا مرة أخرى أمام الخالق، ويعاد نظرها مرة أخرى. ويحكم فيها رب العالمين سبحانه. هذه هي الضرورة الأولى ليوم القيامة، وهي تتصل بعدالة الله ذاته.

وثمة ضرورة أخرى ليوم القيامة، وهي تتصل بسلوك الإنسان نفسه. إن الاعتقاد بيوم الدين، والإيمان ببعث الأجساد، والوقوف للحساب، ثم تلقي الثواب والعقاب، ودخول الجنة أو النار، هذا شيء من شأنه أن يعلق أنظار البشر وقلوبهم بعالم أخر بعد عالم الأرض، فلا تستبد بهم ضرورات الحياة، ولا يستعبدهم الطمع، ولا تتملكهم الأنانية، ولا يقلقهم أنهم لم يحققوا جزاء سعيهم في عمرهم القصير المحدود، وبذلك يسمو الإنسان على الطين الذي خلق منه إلى الروح الذي نفخه ربه فيه. ولعل مفترق الطريق بين الخضوع لتصورات الأرض وقيمها وموازينها، والتعلق بقيم الله العليا، والانطلاق اللائق بالإنسان، يكمن في الإيمان بيوم القيامة.

حدثهم هود بهذا كله فاستمعوا إليه وكذبوه. قالوا له هيهات هيهات.. واستغربوا أن يبعث الله من في القبور، استغربوا أن يعيد الله خلق الإنسان بعد تحوله إلى التراب، رغم أنه خلقه من قبل من التراب.

 وطبقا للمقاييس البشرية، كان ينبغي أن يحس المكذبون للبعث أن إعادة خلق الإنسان من التراب والعظام أسهل من خلقه الأول.

 لقد بدأ الله الخلق فأي صعوبة في إعادته؟! إن الصعوبة -طبقا للمقياس البشري- تكمن في الخلق. وليس المقياس البشري غير مقياسٍ بشري ينطبق على الناس، أما الله، فليست هناك أمور صعبة أو سهلة بالنسبة إليه سبحانه، تجري الأمور بالنسبة إليه سبحانه بمجرد الأمر .

ليلي :

ـ قصة سيدنا هود لم أكن أعرفها .

أمنية :

ــ وأنا أيضا ً .

حمادة :

ــ وأنا .

عبد الله :

ـ تذكرتها عندما حكيتي لنا .. لما لا تروي لنا كل يوم قصة .

ماما نوجه :

ــ حسنا ً .. هيا لنعد السحور .

 

 

              ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 انتظروا القصة القادمة غدا ً

 

 

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !