في تعليقات بعض القرأء تأتيني اتهامات بانني يهودي وكلها تأتي بصيغة ( انت يهودي من احفاد القردة والخنازير ) والحقيقة انني لست يهوديا ولا اؤمن بأن التوراة كتاب من عند الله واليهود انفسهم لا يطلبون مني ولا من احد الايمان بالتوراة ولا الانضمام الى اليهود كما يفعل المسلمون، كما انني لا اؤمن بأن الانجيل من عند الله فأنا مؤمن بالله كافر بالاديان ولا انسب الى الله مالا يصح أن ينسب اليه من اقوال البشر فالقران والتوراة والانجيل ليست كتبا من عند الله .
والذي يريد ان يعرفني فعليه بالبحث عن زيد بن عمرو بن نفيل فانا صورة طبق الاصل منه وهو الذي اقتبس منه محمد الكثير من دينه وسوف اكتب عن ذلك مستقبلا . كما انني اقول ذلك للمعلومات العامة فقط فلست مطالبا ان اثبت لأحد اي شئ عن نفسي .
وحين اقول انني لست يهوديا ليس ذلك ترفعا مني بل على العكس فالنسب لليهود شرف كبير جدا لا ادعيه وانا اتمنى ان يكون نسبي من نسب اليهود ذلك النسب العظيم الشريف كما سنرى .
لكني فقط اردت أن اكشف للجهلاء الذين يقولون ان اليهود احفاد القردة والخنازير جهلهم الكبير وافضح فكرهم المنحرف الناتج عن حقدهم الدفين لتظهر عوراتهم للناس وينكشف امرهم وتظهر حقيقتهم المخزية لهم .
فهم يقولون ان اليهود احفاد القردة والخنازير فلننظر الى من ينتسب اليهود .
لقد اتفق علماء اليهود وعلماء المسيحية وعلماء الاسلام وكتبهم على أن ابراهيم انجب اسحاق واسحاق انجب يعقوب ويعقوب انجب الاسباط والاسباط انجبو اليهود .
ولقد اتفق علماء اليهود وعلماء المسيحية وعلماء المسلمين وكتبهم على ان ابراهيم نبي وان اسحاق نبي وان يعقوب نبي .
فهذا ما اتفق عليه كل العلماء وكتبهم وبذلك يكون اليهود احفاد الانبياء ولا شك في ذلك .
فهل يا ايها الجهلاء ابراهيم واسحاق ويعقوب والاسباط قردة وخنازير ؟
فلماذا تشتمون وتسبون الانبياء الشرفاء وتعتقدون انكم تحسنون صنعا ؟
ها نحن قد كشفنا لكم ان نسب اليهود شرف عظيم لن تنالوه واقمنا عليكم الحجة والبرهان وكشفنا لكم جهلكم وقد جعلتم ابراهيم واسحاق ويعقوب والاسباط قردة وخنازير .
ولكن السؤال المهم لماذا يظن المسلمون بأن اليهود احفاد القردة والخنازير ؟
الاجابة بسبب الاية رقم 60 من سورة المائدة التي تقول
وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ
طبعا هذا الكلام خرافة فالطاغوت في الاية مثل الجبت اشياء مستحيلة لا وجود لها في ارض الواقع فلا يوجد شئ اصلا اسمه الجبت ولا شئ اسمه الطاغوت كلها اختراعات محمدية نضمها الى مستحيلات العرب الثلاث المشهورة .
ويعتقد علماء المسلمين بأن سبب مسخهم قردة وخنازير ان اليهود ادخرو طعاما الى الغد كما ذكر ذلك غير واحد من العلماء فمثلا يقول ابن عساكر في تاريخ دمشق :
أنزلت المائدة من السماء خبز ولحم وأمروا أن لا يخبئوا ولا يدخروا ولا يرفعوا لغد فخانوا وادخروا وخبأوا فمسخوا قردة وخنازير
فهل يعقل أن يمسخ الله امة باكملها بسبب ادخارهم طعام لليوم التالي ؟ هل الله بهذه العقلية الضيقة ؟
ايضا نجد في الاية رقم 65 من سورة البقرة
وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ
فنجد في هذه الاية القردة فقط ولا توجد معها الخنازير كما في الاية السابقة وهذه الاية لا يمكن ان تكون حقيقة لأنها تقول أن الله مسخ اليهود قردة بسبب اعتداءهم في السبت ونحن اليوم نجد اليهود يعتدون في السبت مرات ومرات وبابشع ما يكون الانتهاك فبعضهم ينتهك السبت بالرقص وحتى بالزنا وشرب الخمر وغيرها فلماذا لا يتم مسخهم الى غزلان فما بالك بالقرود وهم اشد ذنبا من اولئك المساكين الذين لم يقترفو شيئا سوى صيد السمك يوم السبت والغريب ان علماء المسلمين يقولون انهم وضعو شباكهم يوم الجمعة وجمعوها يوم الاحد اي انهم يوم السبت لم يفعلو شيئا سوى الجلوس في بيوتهم لكن الله لم يرضه حتى ذلك الامر فمسخهم قردة وترك الذين يفعلون ابشع الذنوب في نفس اليوم فأين عقولكم يا قوم ؟ .
وهي اصلا خرافة لا اصل لها ومع ذلك نقول سنسلم جدلا انها حقيقة وان اليهود ادخرو طعاما فمسخهم الله قردة وخنازير كما يفتري المسلمين على الله .
فهل لو كان هذا الامر حدث فعلا يكون اليهود احفاد اولئك القردة والخنازير ؟
لننظر ماذا يقول رسولكم ففي صحيح الالباني نجد الحديث الاتي
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن مسخ أيكون له نسل فقال ما مسخ أحد قط فكان له نسل أو عقب
هنا محمد يقول ان الممسوخ لا نسل له فلماذا تكذبون رسولكم وتقولون ان اليهود من نسل اولئك الممسوخين ؟
ويوضح محمد ذلك ايضا في صحيح مسلم بالقول :
إن الله لم يجعل لمسخ نسلا ولا عقبا . وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك "
كذلك يروي الطبري
عن ابن عباس أنه قال لم يعش مسخ قط فوق ثلاثة أيام ولم يأكل ولم يشرب ولم ينسل
فهاهو رسولكم يقول لكم أن القردة والخنازير التي اعيد تصنيعها من اليهود ليس لها نسل ولا احفاد وهذا يؤكد انكم حين تقولون لليهود انكم احفاد القردة والخنازير تقصدون بذلك ابراهيم واسحاق ويعقوب والاسباط فتجعلونهم قردة وخنازير والعياذ بالله .
وقبل الختام هناك امر مهم جدا اضيفه لما سبق وهو ان المسلمين ايضا منهم القردة والخنازير وهذا ما يقوله رسولكم بل ويقسم على ذلك فيقول :
والذي نفسي بيده ليبيتن أناس من أمتي على أشر وبطر ولعب ولهو فيصبحوا قردة وخنازير باستحلالهم المحارم واتخاذهم القينات وشربهم الخمر وبأكلهم الربا ولبسهم الحرير
وفي حديث اخر يقول :
يمسخ قوم من أمتي في آخر الزمان قردة وخنازير قالوا يا رسول الله يشهدون أن لا إله إلا الله وإنك رسول الله قال نعم ويصلون ويصومون ويحجون قالوا فما بالهم يا رسول الله قال اتخذوا المعازف والقينات والدفوف ويشربون هذه الأشربة فباتوا على لهوهم وشرابهم فأصبحوا قردة وخنازير
ويلاحظ أنه يؤكد انهم مسلمون يصومون ويصلون ويحجون، بل ويؤكد انهم سيفعلون مثلما فعل بنو اسرائيل فيقول كما ذكر الالباني في صحيحه :
أن حذيفة قال لتركبن سنن بني إسرائيل حذو القذة بالقذة وحذو الشراك بالشراك حتى لو فعل رجل من بني إسرائيل كذاو كذا فعله رجل من هذه الأمة فقال له رجل قد كان في بني إسرائيل قردة وخنازير قال وهذه الأمة سيكون فيها قردة وخنازير
وفي البخاري نجد انهم سيبقو قردة وخنازير الى يوم القيامة اي انهم سيكون لهم اولاد واحفاد وسيصبح المسلمون احفاد للقردة والخنازير وهذا مالم يحدث مع اليهود فيقول :
ليكونن من أمتي أقوام ، يستحلون الحر والحرير ، والخمر والمعازف ، ولينزلن أقوام إلى جنب علم ، يروح عليهم بسارحة لهم ، يأتيهم - يعني الفقير - لحاجة فيقولوا : ارجع إلينا غدا ، فيبيتهم الله ، ويضع العلم ، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة البخاري
ومن هذا الكلام يتضح بما لا مجال للشك فيه وباوثق ادلة عند المسلمين أن المسلمين سيمسخ منهم البعض الى قردة وخنازير وسيبقون كذلك الى يوم القيامة بعكس ما حدث مع اليهود الذين لم يبقى للذين مسخو نسلا ، كما اننا اوضحنا ان اليهود من احفاد ابراهيم واسحاق ويعقوب والاسباط فأن كان المسلم يرى أن ابرهيم وابناءه قردة وخنازير فهذا شأنه لأن كل من يقول ان اليهود احفاد القردة والخنازير انما يوجه كلامه الى ابراهيم واسحاق ويعقوب والاسباط .
فها نحن اوضحنا لكم من كتبكم مالم يذكره لكم علماءكم ،لأننا باحثون عن الحق ، ذاكرون للحقيقة ، ولا يهمنا اولئك الذين لا عمل لهم سوى الخداع والتضليل ، والكذب والتدليس ، والباس الحق بالباطل والباطل بالحق ، وتقديس الكذب ، وتقديمه للعامة كأمر مقدس لا ريب فيه ، فينخدع به العامة والبسطاء ، ويتخذونه دينا ، فيصبح الكذب والتضليل دينا مقدسا ، ووحيا مباركا .
واحب ان انوه أن هذه الايات والاحاديث ذكرتها للمسلم من كتبه وادلته لتقوم عليه الحجة من كتبه ومن نصوصه ، اما انا فلا اؤمن ابدا بان احدا من الناس مسخ قردا او خنزيرا ولا اصدق ان الله يفعل ذلك ولقد تركت هذه الخرافات والاكاذيب الى الابد .
واخيرا اقول للمسلمين أن الملحدين يقولون أن القرد تحول الى انسان ، وانتم تقولون أن الانسان تحول الى قرد وخنزير ، فمقولة الملحد اكرم بكثير مما تقولون
علي سعداوي
التعليقات (0)