مواضيع اليوم

احذية ايطالية

الاحذية الايطالية

بقلم محسن الصفار

كان سعيد يتمشى مع زوجته في المول الفخم الذي افتتح حديثا وبه عشرات المحلات من الماركات العالمية ذات الاسماء العجيبة الغريبة عندما وقعت عينا زوجته على محل احذية ايطالي فقالت بلهفة:

- دعنا ندخل ونلقي نظرة يا سعيد

تمنع سعيد وقال برعب

- لا لا المحلات الايطالية تذكرني بالمافيا الايطالية دوما يقدمون لك عرض لايمكنك رفضه والا ستجدين رأس حصان في السرير

قالت الزوجة :

- سعيد استفق هذا محل احذية وليس فيلم العراب دعنا ندخل ونلقي نظرة واعدك باننا سنخرج سريعا ولن تجد رأس حصان في سريرك هذه الليلة

استسلم سعيد ودخل مع زوجته الى المحل واستقبلهم البائع فورا بالترحاب وجالت زوجة سعيد بنظرها في المحل وفجأة وكأنها نمر شاهد فريسة انقضت بلمح البصر على بوط جلدي وامسكت به وصارت تمسد عليه وتقول

- ما انعم هذا الجلد و ما اجمل ملمسه يجعلني اشعر وكأنني ولدت من جديد

ضحك سعيد  وقال

- لا تقولي هذا والا ارسلوا لنا فواتير مصاريف ولادة

التفتت الزوجة الى البائع وقالت :

- اريد ان اجرب هذا البوط لو سمحت

ارتعب سعيد وقال :

- لا لا لا انت قلت ننظر فقط بدون تجارب لان تجاربك اخطر واكثر دمارا من التجارب النووية

قالت الزوجة

- يا حبيبي تجربة بريئة فقط اريد أن اشعر بملمس هذا البوط  على رجلي ومن ثم نعيده الى مكانه سالما معافى مثل راتبك الذي يدفئ جيبك لحظات ثم يذهب لحال سبيله

ارتدت الزوجة فردة البوط و احست بنشوة المنتصر وكانها فتحت قمة ايفرست والتفتت الى البائع ووجهت السؤال الذي جعل بدن سعيد يرتعش من الخوف وقالت :

- كم ثمن هذا البوط ؟

ابتسم البائع وقال :

- من حسن حظكم ان لدينا تخفيضات كبيرة وثمن هذا البوط الفين فقط

انتفض سعيد وقال

- الفين ؟ الفين ماذا ؟ باي عملة ؟

قال البائع

- العملة الوطنية طبعا

قال سعيد للبائع

- عفوا ما هو وطنك ؟

قال البائع

- نفس وطنك يا استاذ هل تريد ان اعطيك السعر بالدولار ؟

قال سعيد لزوجته

- هذا الحذاء سعره يفوق راتبي لاربع اشهر اخليعه فورا ودعينا نخرج من هنا قبل ان نحظى برأس الحصان في السرير

حاولت الزوجة خلع البوط ولكنه كان عالقا وكانه زعيم عربي في كرسي الرئاسة حاول سعيد مساعدتها دون جدوى فالبوط عالق في مكانه ولا يتحرك مثل رواتب الموظفين وفي خضم المصارعة مع البوط دخل رجل وزوجته الى المحل تبدو عليهما علامات الثراء وحالما رأت الزوجة الحذاء في رجل زوجة سعيد قالت لزوجها انها تريده باي ثمن ولكن البائع اعتذر وقال لها ان هذا هو اخر زوج متوفر وقد جربته زوجة سعيد اولا

عندما سمع سعيد عبارة باي ثمن من الزوجة الثرية الغاضبة خطرت له فكرة جهنمية فذهب الى الزوج وقال له :

- هل تريد ان ترضي زوجتك ؟ استطيع بيعك البوط بثلاثة الاف اذا رغبت في تجنب النق وشكاوى زوجتك

وافق الزوج الثري فورا وذهب سعيد الى زوجته وقال

- حبيبتي ساشتري لك هذا البوط طالما اعجبك لهذه الدرجة

استغربت الزوجة وقالت

- من اين لك النقود يا سعيد ؟

- منذ زواجنا و انا اوفر مبالغ بسيطة كل شهر كي اخذك في رحلة استجمام الى باريس ولكن لا باس سننفق هذا المبلغ على شراء البوط

حالما سمعت الزوجة كلمة باريس خلعت البوط في لحظة واحدة يسهولة تفوق تملص المسؤولين من وعودهم للمواطنين اخذا سعيد البوط وسلمه للزوج الثري واخذ منه الالف وخرج مبتسما وهو يقول هذه المرة انا من وضع رأس الحصان في سريرهم .

وكل حذاء وانتم بخير

*جميع الحقوق محفوظة للكاتب




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات