اصدر الامبراطور الروماني كلاودوس الثاني مرسوما منع فيه اجراء عقد زواج للشباب، وكان ذلك في القرن الثالث الميلادي، والسبب يعود في ذلك الى ان الجنود العازبين يقاتلون بطريقة افضل من اقرانهم المتزوجين، ولكن القديس فالنتين استمر باجراءات عقد الزواج سرا، وكان يجري عقود الزواج بين المخطوبين في بيته ويعطي كل زوج من العرسان باقة من الزهور يقتطفها من حديقة منزله. وبعد ان انكشف امره، اعتقل وحكم عليه بالاعدام، واعدم في يوم الرابع عشر من شباط فبراير عام 269. فكان هذا اليوم هو رمز للاحتفال بعيد الحب.
وبغض النظر عن من ابتكرها او ابتدعها كما يحلو للبعض القول، لاقت الفكرة رواجا كبيرا بين الشباب في اوربا ومن ثم انتشرت الفكرة في جميع انحاء العالم، واصبح هذا اليوم من كل عام يوما عالميا للحب. يتبادل فيه المحبون الزهور الحمراء والهدايا كالقلوب وغيرها تعبيرا عما يجول في نفوسهم من محبة تجاه بعضهم البعض، فالحب هو اسمى شعور عرفه الانسان على امتداد تاريخه، فهو تكريس للتضحية والعطاء ونبذ الانانية والتعجرف، ولهذا وجب التنبيه له كل عام لكي لا نتحول الى وحوش برية في عالم يسوده البغض والكراهية.
وعلى الجانب الاخر من هذا العالم المحب والرومانسي، يوجد عالم آخر وحشي متسلط مستبد، يتفنن في ابتكار الوسائل التي تحد من الحرية ويتجه الى كل ماهو قهري و تعسفي تجاه الناس، وهذه المبتكرات تصدر من اناس معينين في المجتمع، نصبوا نفسهم وعاظا ومرشدين ووسطاء بين "الخالق" وبقية البشر، يطبقون اوامره بالقوة وبالصياط. فبدأ هؤلاء الوعاظ تحذير الناس وتخويفهم من هذا اليوم، بمجرد ما وجدوا ان الفكرة قد راقت للناس واستحسنوها، ولا يجد هؤلاء طريقة افضل من ادعاء ان منع هذه الظاهرة هو منع رباني وارد من سلطة عليا، هي سلطة الاله، فبدأوا تاليف الفتاوى التي تعد المحبين بالنار الحامية التي تصليهم بعد الموت، فوجدوا ان الناس لم تسمع لهم وضربت فتاواهم عرض الحائط، فبدأوا باستعمال الوسائل التعسفية فارسلوا جلاوزتهم تنهش وتحرق وتكسر كل ما في المحلات من زهور وقلوب وتضرب كل فتاة تلبس اللون الاحمر وكل شاب يحمل وردة جميلة.
ولم يفت هؤلاء استخدام الحرب الالكترونية، فاتجهوا الى الانترنيت، فبدأوا يشوهون الكروت الجميلة بطريقة بشعة لا يجرؤ انسان عنده عقل وانسانية ان يفعلها، وهنا انقل لكم بعض هذه الكروت واترك لكم الحكم:
لقد تصور هؤلاء انهم باعمالهم هذه يستطيعون ان يوقفوا مسيرة الحب، ولكنهم واهمون فالحب اكبر منهم وابقى، فبرغم كل هذه التهديدات مازال للحب مكان في قلوبنا ومازلنا نتبادل الهدايا رغما عن كل متخلف وجبان.
التعليقات (0)