إذا كنت من الذين غضب الله عليهم، وأصابك الزكام هذه الأيام فستجد نفسك في إحدى المصحات الكبرى، كما ستجد حولك أطباء متخصصين في شتى الأمراض يُجرون لك فحوصات عدة. تسأل نفسك هل أصبح المغرب أخيرا من بين البلدان المتقدمة وأصبح يهتم بمواطنيه ويقدم لهم شتى المساعدات والإسعافات الأولية حتى من دون اللجوء إلى المستشفى؟
فيكفي أن تمشي في الشارع العام وتأخذ معك علبة " كلينكس" في يدك ويسيل أنفك ماءا بسبب ضربة شمس، لتجد أنهم " لقفوك" وذهبوا بك إلى المستشفى. تحمد الله على نعمه الكثيرة والتي وصلت إلى المغرب من بعد طول قنوط، ضانا مع نفسك أن عباس الفاسي اعترف أخيرا بالجميل وقرر رد البعض منه إلى الشعب. لكن ما أن يجروا لك الفحوصات الأولية حتى يرموك خارج المستشفى قائلين لك: " ألحمار تاع بوك... خلعتينا ما فيك والوا.. سير الله اسخط عليك.. أوووف" قد تتجرأ وتقول لهم: " أولاه إيلا فيا الرواح.. عطيوني غير دوليبران"، ليقولوا لك: " كاين غير ديال الحلوف" تسأل نفسك: لماذا الحديث عن الحلوف؟ ويبقى الجواب معلقا إلى أن تجده في إحدى الجرائد اليومية.
لقراءتك لإحدى هذه الجرائد التي لا تمل من ذكر اسم الحلوف على صفحاتها، تكتشف أن بني الحلوف أصيبوا بالانفلونزا وأن الدولة كثفت من جهودها وخصصت حوالي 850 مليون درهم لاقتناء الأدوية والأقنعة وتجهيز المستشفيات لمواجهة الفيروس، كما تناقلت هذه الجرائد عن الاجتماع الذي ترأسه عباس في الأيام الأخيرة.
كما ستكتشف أن عباس توصل بالخبر في الحين لأول مرة في حياته، وعقد اجتماعا طارئا لتدارك الموقف وكبح وصول الفيروس وانتشاره في المغرب. الأمر يتعلق ببني الحلوف لذلك أسرع عباس وعقد اجتماعا طارئا، أما عندما يتعلق الأمر ببني البشر فلا أحد يبالي بهم وعباس يكون آخر من يتوصل بأخبار تخص الشعب. " فينك أودي أسي عباس فاش كايموتو المواطنين بنتي غير دابا فاش كايموتو الحلاليف".
تعود لتسأل نفسك مرة أخرى لماذا نعتني فقط بالحيوانات وننسى البشر؟ ويبقى الجواب معلقا إلى أن تكتشف أن بني البشر فقدوا قيمتهم منذ اليوم الذي أصبح فيه الإنسان يباع ويشترى، أما الحيوانات فهي فعلى الأقل حيوانات.. " المشكيل هو إيلا أولينا حنا حيوانات أوماعيقين".
فاحذروا فقط أن لا تصابوا بالزكام هذه الأيام، حتى لا تكونوا من المشكوك في أمرهم. وإذا وجدتم أنفسكم في إحدى المصحات فاطلبوا الله فقط أن تنعموا بالصراح المؤقت. " راه إيلا شكوا فيك أولاه إيلا هزك الما ".
ــــــــــــــــ
Kh_aourraz@hotmail.fr
التعليقات (0)