أعجب مارأيته في حياتي هو ان (النفاق) اصبح مادة خام لمجالس بعض الناس من ذوي العقول الضامرة ، فأنك لتجدهم مجتمعين حول مائدة واحدة وتراهم والحماس بادي على وجوههم وكأنهم يقررون في اجتماعهم هذا تغير مصير أمة ما وعندما تتقرب اليهم وتستمع لحديثم تراهم يتقاذفون الكلام الممزوج بتلفيق الاكاذيب واتهام الشخص بسوء النية دون ان يعلموا مافي سريرة ذلك الشخص من خير او شر من صدق او كذب من خيانة او وفاء من انسانية او عدم انسانية .
ان عادة النفاق من أسواء وأقبح عادات البشر لانها أساس المصائب التي تحل على الافراد والمجتمعات ، ولهذه العادة مخاطر جمة أهمها انها تزرع العداوة والحقد والكره بين بني البشر من دون أسباب ومسببات حقيقية وواقعية وكل مافي الامره ان عمراً أوضح وجهة نظره بزيداً سواء كانت ( نقاداً او مديحاً ) أمام احد اصدقائه او ذويه في مكان وزمناً معينين وفي المقابل ينقل الناس لزيد ماقاله عمرا ًبحقه ولكنهم لاينقلوه على ماهو عليه اي كما قاله عمرا ًوانما يقومون بتحريفه وزخرفته ونقله أستناداً على ارائهم هم دون الرجوع الى حقيقة ماقاله عمراً بحق زيداً ، اذن فعل القيام بتحريف وزخرفة كلام عمراً عن الاتجاه الحقيقة له هو نفاق .
نقل الي احد الاصدقاء عن شخص يعرفه منذ سنوات تزوج من فتاة كانت تقربه نسباً من جه الاب وانه انس بها واحبها حباً جما حتى بلغ درجة لايستطيع فرقها لحظة واحدة ولولا مشاغل الحياة وسعية وراء لقمة العيش لافترش بساطه وجلس بجانبها طوال العمر ، وقد علم المحيطين به من اصدقاء وأهل واقارب مايكنه قلبه لزوجته فلم يروق الامر لهم ابدا وأخذوا في مجالسهم بالحديث عن هذا الزوج المتيم بزوجته والزوجة المتيمة بزوجها حتى اوصلهم الكلام الشيطاني الى اختلاق الاكاذيب عن زوجته والتعلاب بماضيها وقد لفقوا قصة مفادها انها كانت على علاقة مسبقة بأحد ضباط الجيش انذاك وحدث ان قتل هذا الضابط في احدى ساحات الوغى ( وطبعاً هي براء مما يقولون ) وذلك لماعرف منها عن عفتها وصدقها ووفائها لاقرب الناس لها ولكن الناس وكلامهم الذي لايفرق بين الصالح والطالح ودلوهم الذي ادلوا به ، واخذ هولاء بتجديد الحديث بحق الزوجه وتنويعه وانتقائه الى ان وصل كلامهم الى الزوج وهذا بدوره بدلاً من صدهم والوقوف بوجهم دار على زوجته شكك بها واتهمها بالخيانه والكذب وقد وصلت المواصيل به ان شكاها الى القاضي العام في المدينة مطالباً بالطلاق وقد تم له ذلك .
ولكن القاعدة الربانية تقول ان الله لايسكت عن الظالمين ويقف بجانب المظلومين اذ بعد برهه من الزمن أتضح للزوج ان ماقيل من كلام وتلفيق بحق زوجته ماهم الا نفاقاً صرفاً من أناس لايخافون الله ولايخشون عقابه المرير ، وماكان للزوج الا الندم وعذاب الضمير .
فياأيها الناس احذروا النفاق وحاذروه وماهو الا أفعى سوداء تبث سمها في عقول الناس لتقلب الموازين رأساً على عقب ، ومع شديد ألاسف فأن بعض الناس يبسطون عقولهم لهذا السم لانهم يجدون متعة منقطعة النظير في أستطعامه .
التعليقات (0)