أن يظل شباب 25 من يناير يعلنون عن تواجدهم وحمايتهم لثورتهم من أن تلتف حولها القوى المضادة , فهذا شيء فى غاية الأهمية , وأن يكون التجمع فى يوم الجمعة لأنه يوم العطلة الأسبوعية فهذا لا بد منه حفاظا على استمرار الأعمال ودوران عجلة الاقتصاد الذى تضرر كثيرا ,وأن يكون التجمع فى ميدان التحرير الذى صار رمزا للانتصار وتخضبت أرضه بدماء الشهداء فهذا مهم ومطلوب , لكن ميدان التحرير ليس مسجدا , واقامة صلاة الجمعة فيه شجعت قادة الدولة الدينية ودعاتها الى التواجد وخطبة الجمعة وامامة المصلين . حدث هذا فى الجمع الثلاث منذ انطلاق ثورة الشباب المصرى بكل طوائفه , فى الجمعة الأخيرة دخل القرضاوى الميدان دخول الفاتحين , ومنع أنصاره النشط الوطنى وائل غنيم من القاء كلمة , اعتقد أنه كان سيؤكد فيها على مدنية الثورة وأنها ثورة كل المصريين . ان آليات الخطاب وأدبيات الهتافات التى سقط الشهداء على أصدائها بدأت تتغير مع صلاة الجمعة وأثناء خطبها وأدعيتها وفى هذا رسالة مقلقة لشباب الثورة الأنقياء ولجموع المثقفين المصريين بل وللقاعدة العريضة الحريصة على توجهات الثورة وآمال الجماهير فى انها ثورة الحرية واليدموقراطية وتداول السلطة . وأرى انه ينبغى أحد امرين , الأول أن يتجمع المتظاهرون فى الميدان بعد الصلاة فى المساجد , وما أكثرها ثانيهما أن يصلوا فى الميدان وراء خطيب من وزارة الأوقاف أو اى عالم ليس له انتماء أصولى سياسى . اننى أرفع صوتى محذرا من أن يتحول ميدان التحرير من حاضن لثورة الحرية الى مكان تتخلق فيه نطفة الدولة الدينية التى ستجعلنا نندم على ذهاب دولة الفساد
التعليقات (0)