(لاداعي للخوف من صوت الرصاص..فالرصاصة التي تقتلك لن تسمع صوتها)
كلام وصلني عبر الايميل وماروع مايصلك من اشياء في اوقاتها المناسبة ..الم تجربوا هذه الحالة ؟وانت تصرخ _جتي بوقتها _ ربما فرصة (جتي بوقتها) او وجبة شهية (جتي بوقتها) وربما مساعدات وربما كلمات او اشخاص ..!
اشخاص يأتون بوقت ما ..وقت انت اكثر حاجة لهم واشخاص لايأتون وانت اكثر حاجة لهم واشخاص ربما لن يأتوا وان اتوا فسيكونوا متأخرين ...والسؤال الذي يطرح نفسه متاخرين عن ماذا ؟ أمتأخرين عن فرصة ؟ام عن وقت ؟ام عن لحظة ؟ ام عن عمر؟ ام عن حالة ؟ ام متأخرين عن حاجتنا النفسية لهم في ذلك الوقت ؟ هنا اتذكر فلسفة حبيبتي احلام عندما تقول ..
احذر
ففراشة الوقت
على وشك أن تطير
ومقولتها الاخرى
ارجوك..
لا تكن آخر الواصلين...
فأحدهم سيجيء....
سيجيء ويذهب بي
بعد أن يخلع باب
انتظاري لك
وفي قولها تقارب عن مايفوتنا ولايأتي بوقته ,سأتعبكم بكلماتي لكني الان قد تعبت لمجرد كتابة كلمة مايفوتنا .. وهل فاتنا من شئ ؟كأن يفوتك العمر مثلا وانت تنتضر السعادة .....!
وهنا لأعترف لكم فحين كنت في عمر العشرين واناخائفة من ان يفوتني شئ فكنت اكثر من جدية في عملي وبيتي وبين اسرتي وطموحي حتى ادركت الثلاثين فندمت على مافاتني من العمر وانا اركض منتضرة من السعادة ان تصل ....لم تصل ولن تصل ...فالسعادة قد فهمت مغزاها الان وهي ان تعيش اللحظة بسعادة ..ان تعيش الهم بانتضار الفرج لكن بسعادة ...ان تعيش الحزن او الحب ,نعيشه لحظته بكامله اعتقد انه السعادة ؟ ولأحكي لكم قصة حدثت لي (جائتني اخت لي في مقتبل العمر وكانت تبكي حب من طرف واحد هي قمة الاخلاق والخوف من المجتمع وليس لها القدرة على التجاوز في مجتمعنا فماكان لي من وسيلة ....!فلم انصحها ان تذهب له ..!ولا ان تترك التفكير به ..!وماكان مني الا ان مسكت يدها وقلت لها ابكي, احزني على هذه اللحظة فكم من عمر فات و لم يمر به بكاء مثل بكاءك ...!كم من عمر فات واصحابه ينتضرون بكاء او مشاعر او حزن كالذي انت به .ابك مع كل اغنية تردد جفاءا .ابك وعيشي لحظتك فمااجمل اللحظة التي تعيشيها بكليتها .....هنا نضرت لي وسألتني بنوع من التعجب والاستغراب :ارى انك تضهريني كمن عثر على كنز ...لم يكن ردي الا : ( لوفات العمر ولم تشعري بمثل هذه اللحظة عندها ستفهمين مااعني......)
كم من شخص فاته عمره ؟كلام كبير متعب لبعضنا لكنه حقيقي ويصعب اعتراف بعضنا به ...!ولأزعجكم اكثر بموقف مر بي حين هممت بالانصراف من مكان عملي وكان لابد لي ان اسجل انصرافي في مكان بعيد عن موقع عملي حين شاهدت رجل النضافة في هذه البناية وهو جالس في الحديقة وكان كبير السن ذو لحية بيضاء ووجه تعب اثارني شكله الذي لم يكن كعادته لكن الذي كان يردده (منو يكلي عمري ضاع وين ؟)لكلماته وقع في نفسي تضرب جزءا حساسا داخلي اضف لهذا شكله وصوته العالي الحزين وهو يصيح عمري ضاع وين ؟ !!!! فبكيت ورحت اردد عمري ضاع وين ...اين سيضيع عمري وعلى من؟...
ابتعدت كثيرا عن موضوعي لكن كلامي له علاقة بما اريد ان اربطه بين مقولة صوت الرصاص وبين كلام اردده منذ فترة ليست بالبعيدة وانا ارى الموت قد عاد يجوب شوارع بغداد من جديد مستهزءا بكل الحواجز الكونكريتية وبكل اعداد نقاط التفتيش التي تشبه بتصميمها النقاط الحدودية بين بلدين والتي نرى بها طوابير السيارات كنقطة (كمركية )... حقيقة لااحب الخوض في هذه المواضيع فواقعي يبكي بها ولكن الذي جاء بي على ذكرها هي مقولة للروائي غابرييل غارسيا ماركيز والتي ارى انها احسن نصيحة لنا في هذا الوقت بالذات ويقول فيها:
لأن الغد ليس مضموناً لا للشاب ولا للمسن ... ربما تكون في هذا اليوم المرة الأخيرة التي ترى فيها أولئك الذين تحبهم ... فلا تنتظر أكثر ، تصرف اليوم لأن الغد قد لا يأتي ولا بد أن تندم على اليوم الذي لم تجد فيه الوقت من أجل ابتسامة ، أو عناق ، أو قبلة ، أو أنك كنت مشغولاً ... كي ترسل لهم أمنية أخيرة ... و حافظ بقربك على من تحب ، أهمس في أذنهم أنك بحاجة إليهم ، أحببهم واعتني بهم ، وخذ ما يكفي من الوقت لتقول لهم عبارات مثل: أفهمك ، سامحني ، من فضلك ، شكراً ، وكل كلمات الحب التي تعرفها ... وهنا ينصحنا هذا الرائع الكلمات والتي اختم بها ثرثرتي وبها يقول:
( لن يتذكرك أحد من أجل ما تضمر من أفكار ، فاطلب من الربّ القوة والحكمة للتعبير عنها ، وبرهن لأصدقائك ولأحبائك كم هم مهمون لديك )...
التعليقات (0)