لقد انطلت اكاذيب الادارة الامريكية على الراي العام العالمي والغربي بخاصة , حول امتلاك العراق اسلحة دمار شامل , وا ن نظام صدام حسين كانت له صلة بالقاعدة ومع اسامة بن لادن , اضافة الى الايهام بان ذاك النظام كان نظاما غير ديمقراطي , وان بوش الابن سعى الى نشر الديمقراطية في بلاد الرافدين لتكون انموذجا في المنطقة كلها . وبعد مدة قصيرة ظهرت اكاذيب تلك الروايات التي اشترك في بثها اركان ادارة بوش في المحافل الدولية , ومنها الامم المتحدة , اذ ما زالت صورة كولن باول ماثلة في الاذهان وهو يعرض صورا لمفاعلات نووية عراقية واسلحة دمار شامل , سربتها المخابرات الامريكية اعتمادا على روايات من احمد الجلبي وامثاله من عملاء ال (c.i.a ) , ولم يعر الكتاب والمحللون بالا لاقوال بوش حول " الحرب الصليبية " التي يخوضها باسم الرب ( يهوه ) , وكان يحلم انه هو وريث ( ريشارد قلب الاسد ) الذي قاد احدى الحملات الصليبية ضد العرب المسلمين لتخليص المقدسات المسيحية من سيطرة العرب , وذلك تلبية لنداء البابا ( اربان الثاني ) الذي حرض على اشعال الحرب الصليبية التي دامت قرابة 200 سنه , كان نتيجتها اندحار تلك الجيوش الجرارة وانكفائها الى ديارها بعد ان تكبدت الوف القتلى والجرحى , ونفس المشهد تكرر في العراق , حيث تكبدت القوات الامريكية الغازية الوف القتلى والجرحى على يد المقاومة العراقية الباسلة .
اليوم نعود الى الى اعتقادات بوش اللاهوتية المؤمنة بالتوراة وما ورد فيها من روايات ميتافيزيقية , حيث صدركتاب للكاتب الفرنسي ( جون كلود موريس ) الذي جاء بمثابة الصدمة او الصاعقة على مسمع القارئ الفرنسي , وسيكون صدمة للقارئ الاوروبي عندما يترجم الى كل اللغات في القارة الاوروبية . عنوان الكتاب غير مسبوق هو: "لو كررت ذلك على مسمعي فلن أصدقه" , وقد يتحول الكتاب من مجرد كتاب توثيقي إلى أكبر فضيحة سياسية يمكن أن تعري الأسباب الحقيقية وراء احتلال العراق، ووراء كل هذا الدمار الشامل الذي ألحقه بوش نيابة عن الصهاينة في العراق:
صحف فرنسية وصفت الكتاب "بالصادم" وذهبت صحيفة "لوجورنال دوديمانش" إلى القول إنه كتاب "مثير للذهول"، ربما لأن "جون كلود موريس" قال في مقدمته :إنه لن يحاول تبرير أي شيء، بل يسعى إلى تقديم الحقائق العارية من الزيف، والقول للعالم الغربي المتحضر: إن احتلال العراق أكبر فضيحة اشترك فيها الجميع تحت ذريعة"الدفاع عن الديمقراطية" وتحت ذريعة "البحث عن أسلحة الدمار الشامل" بينما الحقيقة الصادمة هي أنها حرب تحمل الصبغة الدينية المسيحية الصهيونية الأكثر عنفا وتطرفا لا أكثر ولا أقل !
حرب وفقاً لـ"نبوءات" التوراة والإنجيل!!
يعرض الكاتب الفرنسي "جون كلود موريس" بمنتهى الجرأة ما يسميه واقعة خطيرة تتمثل في المكالمات الهاتفية التي جرت بين البيت الأبيض الأمريكي وقصر الإليزيه الباريسي بين عامي 2002 و2003 الميلاديين، فكان بوش يتصل بالرئيس الفرنسي جاك شيراك بمعدل مرتين في اليوم، ليحثه على ضرورة المشاركة في الحرب القادمة على العراق! (ص 39) و"إن حاول الإعلام الأمريكي تمرير رسالة الى الراي العام مؤداها : "القضاء على أسلحة الدمار الشامل" و"ضرورة إقامة نظام ديمقراطي في العراق" و"التخلص من النظام العراقي الديكتاتوري"، إلا أن الأسباب الحقيقية للحرب ظلت غامضة، ليس لأن العالم كان يعي جيدا أنه لا أسلحة دمار في العراق أكثر مما يوجد في إسرائيل نفسها. يقول الكاتب: "العالم ظل لشهور طويلة يردد الأسطوانة المشروخة عن أسلحة الدمار الشامل التي لا توجد ــ بحسب الكذب الدعائي ــ سوى في العراق، إلى درجة أن الحرب كانت بالنسبة للأحداث أشبه بتحصيل حاصل، لكن الواقع أن ما كان يبحث عنه الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش نيابة عن حلفائه الأقرب إلى قلبه (اليهود) لا علاقة له بالأسلحة، لقد كان يبحث ــ نيابة عن إسرائيل ــ عن "يأجوج ومأجوج" !! إنها الحقيقة الأغرب التي يمكن العالم أن يتخيلها!" (ص 69)..
ويضيف في وصفه الأشياء: "لا أحد يمكن أن يصدق مجرد التصديق أن يقرر رئيس أكبر دولة في العالم شن الحرب على دولة تقع في قارة أخرى بحثا عن شيء غريب، بل وغريب جدا، لأن الرئيس الأمريكي كان يبحث حقا عن "يأجوج ومأجوج"، هذا لأن بوش، لم يُخْفِ يوماً أنه "مؤمن جدا" وأن "الرب" يوجهه نحو الأهداف التي يسعى إليها (!) وأنه ــ وهذا الأخطر ــ لا يؤمن بأهداف غير تلك التي تصب في خدمة المصالح اليهودية الأكثر تطرفا، والتي ببساطة تحاول القضاء على من يخالفها في العقيدة، وفي الرأي، وفي التفكير، وفي الوجود ككل!.
يضيف الكاتب: "من يعرف بوش من خلال الذين سايروه منذ طفولته، يمكنه التأكد من حقيقة كبيرة وهي أنه كان شخصا مؤمنا فعلا بالمذهب الصهيوني، بكل أبعاده الدينية والفكرية والإيديولوجية والسياسية، مثلما كان يؤمن دائما بالخرافات الدينية التي تحكي عنها الكتب اليهودية، بل وكان يجد فيها راحة روحية بالنسبة إليه، لأنه كان يرى فيها شيئا مدهشا وأن الرب لا يمكن أن يسمح لغير اليهود بالعيش على الأرض! لهذا ــ يضيف الكتاب ــ لم يكن غريبا أن يتلفظ بوش بعبارات دينية قبل البدء في الكلام، مثلما كان يتلفظ بعبارات من التوراة تحديدا للحديث عن أحلامه، فقد كان يهوديا في تفكيره إلى أبعد حد! (ص 95) ناهيك عن أنه كان يقول للمحيطين به بأنه يتلقى "رسائل مشفرة من الرب" (!) على شكل جمل مبهمة، وكان يدّعي أنه يجد تفسيرها في التوراة، وأنه خُلق لأجل تنفيذ أوامر الرب الذي قاده ــ حسب مزاعمه الخرافية ــ إلى السياسة، ومن ثَم إلى البيت الأبيض!! (ص 107).
وينقل الكاتب إحدى المكالمات التي جرت بين بوش وشيراك، وهي المكالمة التي كشفها الرئيس الفرنسي للكاتب "جون كلود موريس" بالصوت يحكي فيها جورج دبليو بوش لأول مرة عن سر خطير يريد كشفه لجاك شيراك كي يغير رأيه ويشارك معه في غزو العراق، إذ يقول شيراك: تلقيت من بوش مكالمة هاتفية غريبة في مطلع عام 2003، فوجئت بالرئيس الأمريكي وهو يطلب مني الموافقة على ضم الجيش الفرنسي للقوات المتحالفة ضد العراق، مبررا ذلك بتدمير آخر أوكار "يأجوج ومأجوج"!! وأضاف شيراك في حديثه للكاتب أن الرئيس الأمريكي أكد له أن "يأجوج ومأجوج" مختبئان في الشرق الأوسط، قرب مدينة بابل العراقية القديمة، وقال بوش بالحرف الواحد: "إنها حملة إيمانية مباركة يجب القيام بها، وواجب إلهي مقدس أكدت عليه نبوءات التوراة والإنجيل"!! ويؤكد جاك شيراك ــ بحسب الكتاب ــ أنه صعق عندما سمع هذا الكلام، وأن تلك المكالمة ليست مزحة، بل كان بوش جادا في كلامه، وفي خرافاته وخزعبلاته التي وصفها جاك شيراك بالسخيفة (ص 125).
بوش ومسؤولية الدمار الشامل في العالم!
يحمل الكاتب مسؤولية هذا الدمار للرئيس الأمريكي كأهم مناد للحرب "الإيمانية المقدسة" التي إن لم تلتحق بها فرنسا جاك شيراك وقتها، فقد لحقت بها بريطانيا بزعامة "توني بلير" الذي يقاسم بوش تلك الخرافات الدينية الكهنوتية، مثلما لحقت به دول غربية أخرى مثل أستراليا وكندا الخ، متسائلا: هل يمكن للشعوب الأوربية أن تستوعب هذه الفضيحة الكهنوتية باسم تحقيق الديمقراطية في الشرق الأوسط؟ بأن يخوض رئيس أكبر دولة في العالم حرب الإبادة ضد شعب في قارة أخرى بحثا عن يأجوج ومأجوج، وأن الدمار الذي لحق الأفراد والمؤسسات في العراق كان لهذا السبب؟ هل يمكن للشعوب في أوربا أن تتسامح مع هذا القتل الجماعي العمد لأسباب دينية مبنية على التطرف والتعصب والخرافة؟ وإذا بقيت الأسئلة بلا إجابة باستمرار احتلال العراق، فإن الحرب التي خاضها جنود الاحتلال ضد المدن العراقية التاريخية مثل "بابل" تعكس ما ذهبت إليه بعض الصحف البلجيكية عام 2006 عندما تكلمت عن أن عشرات الخبراء اليهود ذهبوا إلى العراق لأسباب "كهنوتية" وأن الاعتقاد الذي ساد وقتها هو أنه يتم البحث عن "التابوت" لكن الواقع أنهم كانوا يبحثون عن "يأجوج ومأجوج" الذي قد يكتشفونه في دولة عربية وإسلامية أخرى لاحتلالها وتدميرها تدميرا كاملا يجعل من أفرادها "عبيدا لليهود"!.
ان الراويات اليهودية تقول ان ( ياجوج وماجوج) عراض الوجوه , صفر العيون , اكثر شبها ب( جنكيز خان ) , وتضيف تلك الروايات ان نساؤهم متوحشات لا تفض بكارتهن من ازواجهن الا بعد ان يقتلن ثلاثة من الاعداء , عندها تسمح لزوجها ان يقضي حاجته ويفض بكارتها . وكذلك الحال بالنسبة للاولاد فعليهم ان يسلكوا مسلك العنف والغلظة والشدة .هؤلاء القوم يعيشون في بلاد باردة جدا . قد تكون في سيبيريا , وفي كل الاحوال هم من الشرق . وقد يأتوا الى الشرق الاوسط لتدمير كل شيئ في المنطقة الناس والحجر والشجر .
وهناك روايات مستقاة من الاسرائيليات تقول ان ( ياجوج وماجوج ) خلقوا من مني خرج من ادم فاختلط بالتراب فخلقوا من ذلك , فعلى هذا يكونون مخلوقين من ادم وليسوا من حواء , وهذا قول غريب لا دليل عليه لا من عقل ولا من نقل . ولا يجوز الاعتماد على ما ورد عند اهل الكتاب .
اذا كان الاولون لم يتيقنوا من هوية ( ياجوج وماجوج ) ولكنهم استندوا الى ما ورد في القران من ان . ( ذو القرنين ) عندما كان يجوب الارض من مشرقها الى مغربها , وصل الى ما بين السدين , ويقال هما في بلاد الترك , وكان اهلها يخافون من ( ياجوج وماجوج ) فاقام لهم ذي القرنيين سدا من الحديد والنحاس المحروق , فحال بينهم وبين هؤلاء المفسدين في الارض . واذا كانت الرواية القرانية تحكي عن وجود هؤلاء الاشرار فانها عبرة للبشر بان الاشرار هم في كل مكان يعيثون في الارض الفساد . واذا كان بوش يريد البحث عن الاشرار باسم البحث عن ياجوج وماجوج , فهو من علم البشرية الشر كله , باعتداءاته على الامم في بلاد الشرق .
التعليقات (0)