ماهر حسين.
تحل علينا وعلى العالم هذه الأيام ذكرى الميلاد المجيد لسيدنا عيسى عليه السلام ...تحل علينا هذه الذكرى المجيدة ونحن أحوج ما نكون للتذكير بقيم المحبة والسلام ...تلك القيم التي حملها أنبياء الله لنا لتجعل من هذا العالم مكانا" يصلح للحياة الإنسانية وبحيث تكون قيم المحبة سابقه للكراهية وقيم السلام سابقه للقتل وللحرب وقيم العدالة والحرية قيمة تسود كل المجتمعات البشرية .
نحتاج لهذا الاحتفال لما فيه من قيم ....وحيث أن لهذا الاحتفال معنى خاص في أرض الرسالات فلسطين... ففلسطين هي مهد سيدنا عيسى عليه السلام وهي الأرض التي شهدت هذا الأعجاز .
فلسطين ...
بيت لحم والقدس والناصرة وغيرها من مدن ...هي عبارة عن مدن فلسطينية قادمة من التاريخ ومعها رسالة الحب والإيمان والسلام للبشرية كلهــــا ...فلسطين تعرضت وأهلها إلى الكثير من الحروب والمصائب وقد حاول الجميع أن يجعل من هذه المصائب كنتيجة لقدسية فلسطين ولمكانتها الدينية ..وهذا وللأسف الواقع القائم في تبرير كل الحروب ... وان كنت أرى بان قدسية فلسطين للديانات الثلاث ادعى للوحدة وللاتفاق ولجعل هذا المكان المقدس مكان العبادة والسلام .
فلسطين مكان يجمع ولا يفرق ...فلسطين مكان للمحبة وللإيمان وللصلاة... فالقدس عاصمة الصلاة وكما هي عاصمة فلسطين ولا يجب منع أي مؤمن من دخولها للصلاة وللعبادة .
ولقد أكد هذا المفهوم الرئيس أبو مازن البارحة من بيت لحم في (عشاء الميلاد) وبحضور العديد من القيادات والضيوف حيث قال الرئيس أبو مازن بان (القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين ولن نتنازل عنها وستكون مدينة مفتوحة لأصحاب الديانات السماوية ليمارسوا فيها طقوسهم وشعائرهم الدينية بكل حرية ).
لقد قدر الله لنا أن ننتمي لهذا الأرض المباركة وعلينا أن نعي بان قدسيتها للديانات الثلاث ..بركة ومصدر للفخر ...وليست مدعاة للحرب وللاختلاف .
أنني أٌحي كل أبناء شعبنا بمناسبة عيد الميلاد المجيد وأٌحي كل المسيحيين بالعالم وأٌحي كل ضيوف فلسطين الذين شاركونا فرحة الأعياد في بيت لحم لهذا العام وعلى رأسهم بالطبع الأستاذ ناصر جوده وزير الخارجية الأردني وكذلك سفراء كل من الإمارات وقطر ...فأهلا وسهلا بكم في أرض الرسالات السماوية.
إن احتفالات العام الحالي تأتي بظل واقع اقتصادي صعب تعيشه السلطة الوطنية ومعها شعبنا الفلسطيني وكما أنها تأتي بظل إنجاز (الدولة المراقب) على طريق الدولة واستعادة الحقوق وهذه المشاركة العربية والعالمية لها أثر طيب بتعزيز الحضور العربي والدولي في فلسطين وهي فرصة للتأكيد لكل العالم برغبتنا بالدولة والسلام والأمن والأمان .
نستذكر بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا كلمات القائد الرمز أبو عمار التي كان يكررها على مسامعنا وما زلنا نسمع صداها في قلوبنا وعقولنا إلى الآن فكان يقول رحمه الله بان القدس عاصمة دولة فلسطين...فلسطين مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومهد سيدنا المسيح عليه السلام ..أولى القبلتين وثالث الحرمين .
تلك هي فلسطين ..أرض الرسالات ...الأرض التي حملت للعالم بشرى المحبة والسلام والتعايش ..فلماذا نحولها لأرض الكراهية والصراع !!!!
أنني أدعو كل رجال الفكر والإعلام والسياسة ليكون خطابنا الفلسطيني نابع من فهمنا لقدسية أرضنا ونابع من فهمنا ووعينا بأهمية الرسالات السماوية الثلاث وما حملته للبشرية من خير ....لنواجه العالم الرافض لدولتنا بهذا الخطاب ولنواجه المحتل بهذا الخطاب .
وبمنطق التسامح والمحبة أقول بان فلسطين وشعبها بحاجه إلى كل أحرار العالم ليقفوا معها فكيف بالعرب الذين هم منا ونحن منهم ...وأقول بأن فلسطين تحتاج إلى صلوات كل المؤمنين بالعالم ...لتكون فلسطين مصدرا" للسلام والمحبة ...وأقول بأن فلسطين خلقت للمحبة ولم تخلق للكراهية وأدعو الجميع لفهم المغزى الحقيقي من تقديس الديانات الثلاث للمكــــان .
وبمنطق الانتماء أقول لأهلنا في فلسطين ...إن الأعياد المجيدة أعياد الجميع فهي أعياد فلسطينية يحتفل بها مسيحي العالم ....وبمنطق الانتماء أقول بأننا لن نسمح يوما" لأي متطرف أو جاهل أو مٌغرض بان يحاول أن يقول لنا ...هناك مسلم فلسطيني وهناك مسيحي فلسطيني ...فكلنا أبناء فلسطين .....وأقول بان صراعنا مع إسرائيل لا علاقة له باليهودية وإنما هون صراع على الحقوق ...فنحن أصحاب حق وهم قوة احتلال .
أخيرا" ...أقول لحمــــاس بمناسبة ذكرى انطلاقة فتح ..صانعة الهوية الفلسطينية ...صاحبة المفهوم الأول والأصدق للوحدة الوطنية الفلسطينية بين أبناء الشعب ... وصانعة التوافق الشعبي الفلسطيني ...
وهو كلام نابع من القلب والعقل لأخواتنا بحمـــاس ....لتجعلوا أفراح شعبنا تكتمل بالسماح باحتفالات انطلاقة فتح بغزة ....فهذا هو الفعل الحقيقي لبناء الثقة في الداخل الفلسطيني.
أنتم في حماس تحتاجوا لكسر قاعدة الخوف من الحشد الفتحاوي فهذا حشد شراكة لا حشد قتال وهذا الحشد للقوة وليس للتقسيم ....لنترك أوهام الزهار وتطرفه ولنفكر بشعبنا ووحدته .
كل عام وانتم بخير وعاشت ذكرى الميلاد المجيد وتحية إلى حركة فتح بذكرى انطلاقتهــــا.
التعليقات (0)