مواضيع اليوم

احترت فيما أهدي....حجر الكهرمان

فريد دولتي

2009-05-29 01:39:01

0

( 1 ) هذه المرة من الشرق الي الغرب

 

اذا ما تجهت من الشرق الي الغرب،وانت تستقل المترو من محطة راين الاي/بادغودسبرغ لتكون وجهتك الفضاء التجاري بوسط المدينة بون هاوبت بانهوف ،ستمر بماكس لوبينر شتراسي،هناك اعتزم النزول،لن تشعر بالربع ساعة مسافة الطريق ،خاصة وانت تتبادل نظرات تذكرك بالغرام الشرقي مع فتاة شقراء الشعر قصيره لايمكن الا ان اطلق عليها بالمجمل ..جميلة ،جلست امامي تبعد عني مقعدين ارتدت بلوفر بوليفول اخضر زاهي ،ارغم عنقها على البروز فانعكس شعاعا يخطف البصر انعكاسا للونه ،أتاني صوت المنبه وهو ينادي على محطتي المقصودة ،ليرغمني على الوقوف وعيناي مازلت متعلقة بها وتخاطبها في التكرم علي بالنزول معي لترافقني.....لاأجابة،اندلفت مع الجموع من الفبو الي حديقة الجامعة التي قمت بشقها طوليا لاصل الي الفضاء التجاري...

لرجوعي للوطن يبقى اسبوعان...وانا الحيرة تقلقني والسؤال لايكف بالطرق داخلي....ماذا اهدي لها

وجدت نفسي داخل الصندوق الزجاجي هارتي هذا الكيان الضخم الذي يسمى سوق وهو يتفاخر بادواره السبعة،والذي لا انسى بأنه ضربني على راسي قديما لانه اصر ان تكون ابوابه الزجاجية لامعة فيتوقف النظر على النفاذ والرؤية ويأتيك الشعور بأنك تدخل الي مجال اللا رؤية..

من اين ابداء ..العطور..المقتنيات الجلدية..الاكسسوار..الملابس ،لاتوجد عندي ادنى فكرة ،الابتسامة ترغم اساريري على الانبساط وانا اتذكر الزيارة الاولى لاختي،كيف احمرت عيونها من اجهاد النظر ،حتى النظارة الطبية لم تحل الامر ،لتصاب بدوران بعد عشرون دقيقة من التجول والصمت المطبق لتطلب مني المغادرة فورا حتى لا يغمى عليها...ستعود اليه شرسة ياجبل ما يهزك ريح ...فمنذ متى تقتنع النساء بالهزيمة ،الدرس المستفاد هو انني لم اعد احمل هم القادمين وكيفية وضع خطة لسياحتهم...هذا الكائن هو المقصود وهو الوجهة وهو المعلم السياحي الوحيد الذي يرغبون كل يوم بزيارته مستمتعين بقيادة العربات في مساربه ،حيث الام تنسى وليدها والاخ يفقد اخاه ،ولااحد يعرف احد الا من اتى الله بقلب سليم.....لاعجب فهذا زمن الاستهلاك والتفنن في مضيعة الوقت...عموما الهيكل لايزال الي الان موجود ولكن المالك اسم جديد الكاوف هوف.

لم اصل الي قرار وأنا اتسكع في زقاقه كبوهيمي فقررت الخروج ،فبل الخطوات الاخيرة للخلاص التقي بشقراء ايضا ولكن هذه المرة بتنورة قصيرة ولدت نفس الاشعاع السابق ولكن من خلال ساقيين منحوثثين، ما بالي ام ما بال هذا البلد ،تعمدت في أن اتوجه اليها بألسؤال نظرا لحيرتي فهي احدى موظفات الاستعلام بالسوق او نظرا لغايتي بالتحرش بها ...لاادري ولا اريد ان ادري

اشرت علي عندما علمت بأن الهدية تخص امراة،أن انطلق فورا الي الدور الرابع حيث الملابس الداخلية الخاصة بالنساء،امام هذه الجراءة المتمردة وهذا الهجوم علي....العنيف لم اجد نفسي الا وانا اهز براسي في اتجاهين متضاديين وبصري في اتجاه وحيد....الاسفل لاعبر عن رفضي وخجلي الشرقي او الطفولي كله سيان المهم الرفض....جاءتني الاجابة تتهمني بالغباء واشتم فيها رائحة الشفقة لا الاحتقار...انك لاتعرف ماذا تحب النساء

في الخارج كنت... يساعدني الهواء البارد على تلطيف درجة حرارتي المرتفعة ،ابحث عن مكان ارمي فيه خجلي واتخلص من الاهانة....كيف لا يعرف النساء من ظن نفسه الدون جوان......موسيقى تشدني انسحب اليها غير بعيدة ،انغام بيروفية تعبق برائحة جبال الانديز لاجد هناك شقراء المترو..لاثبت لنفسي بأني اعرف النساء توجهت اليها معرفا نفسي اليها بلقبي على عادتهم ،مقتحما خلوتها باختلاق حديث.. لن يكون افضل من حديث الهدية..،اخرجت مذكرتها اليومية..فتحتها .رأيت وردة مقطوعة صغيرة مجففة وضعت بعناية مابين صفحتين ،هذه وردة جبلية نادرة اهداها الي حبيبي انها الاقرب الي قلبي....اصابني ذهول وردة جافة تكاد لاتساوي شيئا

لن تجدها في ارفف الاستهلاك.....سعيدة هي بها...لماذا تبادلني النظرات اذا ،أي نعم ايضا انا بادلتها النظرات ولي ايضا حبيبة لا تهدي ولكني ذكر وهي انثى....ولم تذكر الملابس الداخلية....كان حقيقة اني لا أعرف النساء

( 2 ) هذه المرة من الغرب الي الشرق

 

 

الي الشرق انتقلت ،عند السهول المشرفة على بحرالبلطيق ،أوستبروسين لزيارة لها دلالة عائلية،جلست على شاطيء البحر في احدى امسيات شهر يونيو،اعبث بذرات الرمال ،استمع الي حكاية الشيخ والبحر،ليست لارنست همنغواي بل لشيخ أخيم....عندما يظهر القمر..يكتمل..يصبح بدر،يزهو البحر يرقص فرحا على خيوط الضوء يناجي حبيبه القمر،فيخرج من مكنونه جواهر يرميها على اطرافه...ذرات الرمال... منعت في الزمن الغابر على عامة الناس حتى تغتني الدولة والاشراف...المنع وصل الي حد الشنق،الجوهر الذي يستحق كل هذا ليصبح عزيز اسمه حجر الكهرمان.

لقد وجدتها صرخت باعلى صوتي في نفسي...الهدية حجر له تاريخ رومانسي يرتبط بي...اشتريته

( 3 ) هذه المرة من الشمال الي الجنوب

استقليت الطائرة،وانا اريد لثلاث ساعات ان تختصر،كما تقول كروان الشرق فائزة احمد شوقا الي حبيبي اكاد اطير،لا فكرة تروادني الا انطباع الحبيبةلرؤية الهدية،ناديت على المضيفة لانها امراة،ارايتها الحجر ،سألتها عن رأيها لانها امراة،...ياللروعة انه جميل ..جميل حقا... ادخلت الطمأنينة في نفسي...من المؤكد ايضا حبيبتي

استقرت الطائرة على المدرج الفرحة تسير بقدماي فهي في الخارج تنتظرتي.....مشتاقة الى رؤيتي هكذا قالت لي في أخر مكالمة نليفونية...لمحتني من بعيد لمحتها،لوحت الي لوحت اليها ،بعد لحظات كنت امامها ،أشتقت اليك قالت ثم سألت عن الحجر ،اعطيته اياه تعجبت لبريقه مدهوشة..

الحجر لايساوي ،جاءت بعد ايام لتقول هذه العبارة ، قبل أن استوضح تابعت قيمته عند الصائغ فقال انه مجرد حجر هنا في بلدنا لاتاريخ له ،اذا لامعنى له فمن اين اتت له الكرامة..

( 4 ) هذه المرة من الجنوب الي الشمال

استقليت الطائرة،لااحد في وداعي ،لاانظر خلفي....ذهبت لكي اعرف الناس اين يوجد اختلاف وتنوع ،فلن اعرف اذا لم أقارن بين المختلفات.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !