مواضيع اليوم

اجيء فلسطيني في الأردن: المشكلة هي غياب "المستقبل المنظور" لا جدل الساسة في صالوناتهم وأروقتهم

احمد خليفة

2009-07-16 14:16:57

0

لاجيء فلسطيني في الأردن: المشكلة هي غياب "المستقبل المنظور" لا جدل الساسة في صالوناتهم وأروقتهم
كتبهـا : محمد غنيم - بتــاريخ : 6/16/2009

يدور حوار وجدل سياسي حالياً حول مستقبل اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، خاصة بعد اقتراح المشروع الذي طرحه نائب الليكود المتشدد الداد في الكنيست حول اعتبار الأردن وطناً بديلاً للفلسطينيين قبل أن يلقي نتنياهو خطابه الأخير والذي قال فيه لا مجال لعودة اللاجئين الفلسطينيين.

300 ألف لاجيء فلسطيني ينتظرون مستقبلهم في الأردن، ومنهم من ولد في الأردن ولا يزال مقيماً فيها مثلي أنا كاتب هذا المقال.

المشكلة يطرحها السياسيون من وجهة نظر سياسية فقط كما يرونها ولا يوجد منبر لهذه الفئة الكبيرة من الفلسطينيين سواء في الأردن أو لبنان أو مصر أو سوريا، ولا يوجد مكان حر للتعبير عن آرائهم ومشاعرهم وأفكارهم حول الوطن فلسطين.

بالدرجة الأولى وأبرز قضية في هذات الملف هو برأيي الشخصي "المستقبل المنظور"، فأي إنسان لا يمكنه النظر إلى مستقبله يعتبر إنساناً قاصراً بحق نفسه بالدرجة الأولى، نعم هناك من يتخلون بمحض إرادتهم للنظر إلى مستقبلهم، ولكن هناك من يريد التطلع لمستقبله وانتقاء ما يمكن أن يكون الأفضل لذاك المستقبل في حياته العملية واليومية، ولكن وإن تعددت الخيارات في انتقاء الأفكار والآمال، فلا جدوى دون أن يكون هناك مجال لرؤية المستقبل ذاته.

إنهم يتحدثون اليوم عن مسألة في غاية الأهمية، وهي مسألة مصيرية لمئات الآلاف من الفلسطينيين، فإما العودة إلى الوطن أو اللاعودة، وبين العودة واللاعودة يقبع السؤال مترنحاً في مكانه، وحتى أنا كاتب هذا المقال لا يمكنني استشراف مستقبلي ولا يمكنني الحلم بهوايات وآمال كبيرة رغم أنني تجاوزت سن الثلاثين وغيري الآلاف.

لا يمكن السفر والترحال، ولا يمكن الانتخاب والترشح في أي انتخابات، ولا يمكن الانضمام لجمعية إجتماعية أو نادي رياضي، ولا يمكن أن أصبح كاتباً للمقالات في صحيفة يومية، ولا يمكنني إنشاء منبر أو منتدى يتحدث فيه من هم مثلي عن قضاياهم، ولا يمكنني الحصول على وظيفة ثابتة ومستقرة، وفي هذا اللاممكن، أعتقد أنه لا يمكن لي ولا لغيري التفكير بأي خطة لتحرير البلاد من الاحتلال، أو التضامن بأي شكل نضالي من أجل الوطن الذي حتى لا نستطيع الدخول إليه ولو مجرد زيارة.

والقضية ليست فقط مسألة سياسية يتناقلها وتلاقحها السياسيون في أروقتهم وصالوناتهم السياسية، بل هي أيضاً مسألة تتعلق مباشرة بالفن والإبداع والتطور والاندماج مع مختلف المجتمعات، فبالنسبة للاجيء الفلسطيني فمن الصعب أن يلاقي مؤسسة تلتفت لإبداعاته وطموحاته وهواياته، ولا يوجد دولة أو إطار دولة تحتضنه، فهو موجود بصفة مؤقتة، حتى وإن كان هذا التوقيت هو عمره كاملاً.

وحتى السفارات الفلسطينية في الدول العربية، وجودها وعدمه أصبح واحداً بالنسبة للاجئين الفلسطينيين، خصوصاً في ظل الانشقاق الفلسطيني بين فتح وحماس اللذان لم ينتخب أحد اللاجئين في الخارج أحد منهما لأنه لا يوجد مجال للتصويت خارج الوطن.

الكثير الكثير الكثير الكثير مما في الوجدان عالق دون جدوى، وخاصة أننا الفلسطينيون نتوسط مدى احترامنا للأردن الذي احتضننا ونخاف أن نتصرف أي تصرف بشأن ما نريد النظر إليه لمستقبلنا الفلسطيني، فيكون هذا التصرف غير مرضي أو مسيء دون أن نعلم أنه إساءة، لأن الخطوط متشابكة وغياب الاستشراف في المستقبل هو العقدة والقضية الأبرز التي يجب أن يبدأ السعي لإيجاد حلول لها، حتى يعرف اللاجئون الفلسطينيون ماذا يريدون من وجودهم في أي مكان كانوا على وجه الكرة الأرضية.

mgnaim@yahoo.com




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !