د.ازهار رحيم
ــــــــــــــــــــ
أثار لدينا فصل الربيع الذي بدا متذبذبا بين حرارة وبرودة معتدلة كثير من التناقضات في المشاعر والآراء، والتي تراوحت ما بين السلام الذي يحلم به الكثيرون وبحياة أمنة تطوق يومهم الشاق بعيدا عن أصوات الا طلاقات النارية التي تقطع سير زمنهم لتثير قلقا قد يعتد ليصبح يأسا يجتاح الجميع لأيام، وما بين العنف والشر الذي ما زال يعشش في صدور من يقاومون الحياة ويقتلون القها في نفوس الأخرى تحت مختلف المسميات، ليذبحوا براعم التفاؤل النامية في الأعماق رغما عن كل الشرور التي تهدد الحياة..
أفرزت أحداث الأيام الماضية أجواء ثقيلة خيمت على الجميع وأجبرت الكثيرين ملازمة بيوتهم، وعيونهم تلتهم شاشات التلفزة لمتابعة ما يجري عن طريق سيل الأخبار المتدفقة والتغطيات المستمرة والمبالغ بها والتي أثارت الأعصاب لتتزامن مع أمعان بعض المحطات باستضافة كتاب او محللين سياسيين من المشوهين فكرا وصورة، ليذكرونا بمعاقين الأعلام السابقين ممن خدموا أسيادهم الطغاة بولاء مطلق، ناعقين طيلة الوقت بأفكاره السوداء بوجه تفتقد ملامح الإنسانية، ليحللوا العنف والقتل والاختطاف تحت شعارات تخدم مصالحهم ومن ورائهم التي فقدوها بإطلاق عبارات مضخمة للواقع لوصف ما يحدق مثل (مستنقع العنف، حمامات الدم) كان العالم فرغ من الحروب والماسي ولم يبقى سوى العراق ليغطوا ما يحدق فيه وأمام هذا المد قرر الكثيرون مقاطعة مثل تلك القنوات الصفراء لاعنين حرية الفضاء التي أباحت للعديد من الأبواق الصفراء المتاجرة بنزف جراحنا والرقص في ساحات حزننا، مما حدا بالأقارب والأصدقاء في دول أخرى الى استنفار كل وسائل الاتصال ليطمئنوا على ذويهم بعد ان ذرفوا الدمع الساخنة أمام شاشات القنوات الإخبارية معتقدين ان الموت قد حصد الجميع.. ومع إصرار أخبار الموت على إيغال الحزن في النفوس، أصر البعض على محاربة اليأس وإيقاف تسلله الى النفوس بمتابعة ما وصل اليه المشاركون في سوبر ستار او حفلة ستار أكاديمي التي أقيمت مؤخرا ،، ضاربا بعض الحائط كل الهموم التي كدرت مزاجه ومتجاهلا بعض الفتاوى التي صدرت هنا وهناك في تحريم مشاهدة مثل هذه البرامج وربما بحثا عن بعض الصدق في الوجوه التي تطالعنا وهي تفرح وتحزن لتذكرنا ان رغم كل الزيف وتشوه الحقائق هناك صدق في الضفة الأخرى..
الحياة والموت ،، خطان متوازيات لا يلتقيان الا في غرفة قد تجمع محتضر ووليد ..
الحب والحرب.. كلمتان لا يفرقهما سوى حرف الراء الذي يأبى ألا ان يقسم العالم الى محورين لغة احدهما الحنان والعطاء ولغة الأخرى زعيق الرشاشات ونيران المدافع وبين الكلمتين يقف حرف الراء متوثبا على عتبة أي خلف لينشر الخراب الذي يمكن تداركه بنفي الراء بعيدا لكن حتى نفيه قد يحتاج للغة السلاح
كاتبه وصحفية عراقية
التعليقات (0)