اثنان وخمسون عاما على رحيل الشاعر مردم بك كاتب حماة الديار
الشاعر السوري الراحل خليل مردم بك
يعد الشاعر السوري الراحل خليل مردم بك حالة شعرية فريدة في الأدب العربي، خاصة من جانب التصاقه بالهم الوطني والعمل السياسي بشكل مشابه لاندماجه بالأدب والشعر، كما أن ميزته كقيادي في وسطه جعلت منه صاحب رأي مسموع وكلمة ذات وقع مختلف على أذان الناس.
فلا يوجد نص شعري راسخ في ذاكرة الأجيال في سوريا كما هو نص الشاعر الراحل خليل مردم بك "حماة الديار"، النشيد الوطني لسوريا الذي ما أن يطلق حتى يرفع علم سوريا عاليا، فحضور هذه القصيدة يوازي بين واقع الموسيقى الرصينة والكلمات الصلبة مع الوان العلم.
اتجه مردم بك في بداية حياته للعمل في مجال التدريس، إلا أن اتجاهه الشعري كان طاغيا على مهنته، ما دفعه لانشاء الرابطة الأدبية مع مجموعة من زملائه بعد أن تم تعيينه معاونا لمدير ديوان مجلس الوزراء مع بداية حكم فيصل وضمت الرابطة حينها نخبة من رجال الفكر والأدب، وانتخبوا مردم بك رئيسا للرابطة وصدر العدد الأول من مجلة الرابطة الأدبية في سبتمبر 1921 إلا أنها توقفت بعد صدور تسعة أعداد.
عانى الشاعر كثيرا جراء مواقفه تجاه الاحتلال الفرنسي لبلده، ومع اندلاع الثورة السورية بدأ ينشر قصائده الوطنية لرفع الظلم والطغيان، فهاجمته السلطات الفرنسية ليغادر بعد ذلك دمشق إلى لبنان، ويسكن في قرية "المروج" ثلاث سنوات.
وبعد عودته إلى دمشق لم يستطع أن يطيل المكوث، فتجددت المشكلات وانكشف سر وجوده في دمشق، فسافر إلى الاسكندرية ثم إلى لندن لدراسة اللغة الإنجليزية وآدابها، وأمضى فيها ثلاث سنوات ليعود بعدها إلى دمشق، حيث عين مساعدا لرئيس الأدب العربي في الكلية العلمية الوطنية في سوريا التي أمضى فيها تسع سنوات ألف أثناءها سلسلة "أئمة الأدب العربي"، ونشر منها خمسة أجزاء، هي "الجاحظ" و"ابن المقفع" و"ابن العميد" والصاحب بن عباد و"الفرزدق"، ووضع النشيد الوطني لسورية عام 1936.
ورحل الشاعر في 21 يوليو 1959، تاركا خلفه مجموعة كبيرة من المؤلفات وبيتا اعتبر من أهم المراكز الثقافية في دمشق وسمعة طيبة في مختلف المجمعات العلمية والأدبية في الوطن العربي وتلامذة يرددون أشعاره ويقتفون القصيدة، ومن أهمهم نزار قباني، ونشيدا وطنيا تردده الأجيال وتعرف أنه من تأليف العلامة خليل مردم بك.
التعليقات (0)