اتخاذ القرار وعلاقته باختيار شريك الخياة
إن من أهم أسباب النجاح في الحياة إجادة صنع القرارات واتخاذها في الوقت المناسب في أي جانب من جوانب الحياة سواء تعاملك مع نفسك أو مع غيرك وفي لحظة حاسمة يحتاج الشخص إلى اتخاذ القرار وبسبب عدم تأهله لاتخاذ القرار يضيع عليه الفرصة وقد تكون هذه الفرصة ثمينة اذ ان هناك قرارات بسيطة تحتاج إلى قرار مباشر وسريع وأخرى متوسطة المدى تحتاج إلى بعض التأني وأخرى قرارات بعيدة المدى مستقبلية كاختيار شريك الحياة يحتاج إلى التركيز وان الاستعجال في اتخاذ القرارات أمر غير مرغوب فيه وهناك قصة فرنسية شهيرة تتحدث عن الاستعجال في اتخاذ القرارات اشتهرت في الأدب الفرنسي اعتمدت على واقعة حقيقية حدثت في باريس قبل مدة طويلة.. ولهذه القصة مغزى . (التعجل في اتخاذ القرارات ,وعدم النظر إلى الحلول الأخرى) .تقول هذه القصة إن رجلا اسمه باتريك يملك موهبة كبيرة في الرسم بحيث توقع له الجميع مستقبلا مشرقا ونصحوه بالذهاب إلى باريس. وحين بلغ العشرين تزوج صوفي الجميلة وقررا الذهاب سويا إلى عاصمة النور.. وكان طموحهما واضحا منذ البداية حيث سيصبح هو رساما عظيما وهي كاتبة مشهورة.وفي باريس سكنا في شقة جميلة وبدآ يحققان أهدافهما بمرور الأيام.. وفي الحي الذي سكنا فيه تعرفت صوفي على سيدة ثرية لطيفة المعشر. وذات يوم طلبت منها استعارة عقد لؤلؤ غالي الثمن لحضور زفاف في بلدتها القديمة. ووافقت السيدة الثرية وأعطتها العقد وهي توصيها بالمحافظة عليه.ولكن صوفي اكتشفت ضياع العقد بعد عودتهما للشقة فأخذت تجهش بالبكاء فيما انهار باتريك من اثر الصدمة.. وبعد مراجعة كافة الخيارات قررا شراء عقد جديد للسيدة الثرية يملك نفس الشكل والمواصفات.ولتحقيق هذا الهدف باعا كل ما يملكان واستدانا مبلغا كبيرا بفوائد فاحشة. وبسرعة اشتريا عقدا مطابقا وأعاداه للسيدة التي لم تشك مطلقا في انه عقدها القديم. غير إن الدين كان كبيرا والفوائد تتضاعف باستمرار فتركا شقتهما الجميلة وانتقلا إلى غرفة حقيرة في حي قذر.. ولتسديد ما عليهما تخلت صوفي عن حلمها القديم وبدأت تعمل خادمة في البيوت. أما باتريك فترك الرسم وبدأ يشتغل حمالا في الميناء.. وظلا على هذه الحال خمسة وعشرين عاماً أتت فيها الأحلام وضاع فيها الشباب وتلاشى فيها الطموح.. وذات يوم ذهبت صوفي لشراء بعض الخضروات لسيدتها الجديدة وبالصدفة شاهدت جارتها القديمة فدار بينهما الحوار التالي:- عفواً هل أنت صوفي؟ نعم، من المدهش ان تعرفيني بعد كل هذه السنين!!- يا إلهي تبدين في حالة مزرية، ماذا حدث لك ،و لمإذا اختفيتما فجأة!؟أتذكرين يا سيدتي العقد الذي استعرته منك!؟.. لقد ضاع مني فاشترينا لك عقدا جديدا بقرض ربوي ومازلنا نسدد قيمته..- يا إلهي، لماذا لم تخبريني عزيزتي؛ لقد كان عقدا مقلدا لا يساوي خمسه فرنكات!!نهاية مؤسفة أليس كذلك.
لذلك بعد هذه القصة اذا استعجلت في قرارك باختيار شريك الحياة ممكن ان تختار شريك حياة لايساوي فرنكات العقد المقلد.
التعليقات (0)