لقد كانت تجربتى فى رئاسة احدى النقابات العمالية مثلت لى نوعا من الصدمة حول دور هذة النقابات
مما جعلنى العن هذة التجربة واتركها سريعا.... لان المطلوب هو التهليل للحكام... والموافقة على رغبات الحكومة ....والتواطؤ مع الادارة دون اى نقاش.... مقابل ان يترك لك الحبل على الغارب فى ان تفعل ما تشاء وتحقيق مغانم شخصية غير مشروعة كما تريد ....وكان ذلك هو العرف السارى على كل اللجان النقابية
اما النقابات العامة فالوصول اليها كان من خلال الباب الملكى الوحيد للوصول الى تلك المواقع وهو جهاز امن الدولة
اما الاتحاد العام فيتم تعيينة من امانة الحزب الوطنى عن طريق انتخابات صورية مزورة طيلة اربعين عاما مضت
وظل هذا الحال الى وقتنا هذا ....حتى قامت الثورة وبقى هذا الاتحاد بفسادة وقياداتة التى تدين بولائها الى مباحث امن الدولة والحزب الوطنى المنحل شوكة فى ظهر الثورة والعمال
وقد كانت صورة عائشة عبد الهادى عضو اتحاد العمال ثم وزيرة القوى العاملة وهى تقبل يد سوزان مبارك ابلغ تعبير عما وصل الية حال اتحاد العمال وقياداتة ونقاباتة العامة ولجانة النقابية .....
.وقد استطاع الكاتب الكبير سلامة احمد سلامة فى مقالتة بجريدة الشروق ان يعبر اصدق تعبير عن هذا الاتحاد الذى كان عميلا فى احضان السلطة على حساب حقوق العمال والمفترض انة ممثلا لهم وكيف كان كل همهم التجمع فى عيد العمال للتهليل والتصفيق لمبارك ونجلة وحاشيتة
وكيف استطاع مبارك ان يسخر هذا الاتحاد ونقاباتة العامة ولجانة النقابية فى السيطرة وارهاب العمال لصالح اصحاب الاعمال
وما قام بة هذا الاتحاد فى التستر على بيع الشركات العامة وتسريح العمال من خلال ما يسمى المعاش المبكر
....
.ولم تكن مفاجأة للعمال والرأى العام عندما تمت اقالة رئيسة السابق سيد راشد مقابل عدم الابلاغ عن وقائع فساد خطيرة طوال فترة رئاستة هذا الاتحاد
ولم تكن مفاجأة للعمال والرأى العام ان يتم القبض على رئيس الاتحاد الحالى حسين مجاور بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين بميدان التحرير فى موقعة الجمل
ويقول الاستاذ سلامة احمد سلامة فى مقالة القيم المشار الية :
لم يكن الاتحاد العام للعمال فى أى وقت من الأوقات ممثلا حقيقيا لمصالح العمال أو ناطقا باسمهم، بل كان منذ نشأته عميلا فى أحضان الاتحاد الاشتراكى والحزب الوطنى وأداة من أدوات الحكومة والأمن، للسيطرة على الأنشطة العمالية وتوجيهها، واختيار من يمثل العمال فى المجالس البرلمانية. وتعبئتهم فى المناسبات الجماهيرية للتصفيق والتهليل للرئيس والحكومة فى عيد العمال والانتخابات البرلمانية والمحلية، بغض النظر عن مدى ما يعود على العمال من مكاسب
كانت مهمة اتحاد العمال هى السيطرة على نشاط العمال وتجمعاتهم ونقاباتهم الفرعية، داخل المصانع والشركات. والتواطؤ مع أصحاب الأعمال والدفاع عن مصالحهم بأكثر من العمل لحساب العمال. ومن هنا كان طبيعيا أن تنشأ نقابات عمالية مستقلة تسعى لممارسة الحريات النقابية بعيدا عن سيطرة الاتحاد، طبقا لما تنص عليه المواثيق الدولية
اتحاد عمال مصر الذى حكم الحركة العمالية عدة عقود، فقد مبرر وجوده بعد نشوء النقابات المستقلة.. وبعد حل الحزب الوطنى الذى كان يرعاه. وأصبح من الضرورى حل الاتحاد العام أيضا ووضع مخصصاته ومقاره تحت الحراسة إلى حين تقرير مصيره. إذ لم يعد هناك مفر من إعادة تشكيل اتحاد عام مستقل يضم النقابات المستقلة التى شكلت بعيدا عن الكيان القديم. وإجراء انتخابات نزيهة لاختيار قيادات جديدة. ووضع تشريع يسمح للنقابات المستقلة بالاندماج معا فى كيان أكبر من العمل سويا بما يضمن الحريات النقابية التى نصت عليها المواثيق الدولية.
بعد عقود من العفن والفساد الذى طال الحركة العمالية وجعلها جزءا من منظومة الفساد الحزبية العامة، فإن الأوان قد آن لبدايات جديدة، تجدد دماء النقابات العمالية وترتقى بأدائها وتدعم قدراتها على تمثيل مصالح الطبقة العاملة
وبعد الاطاحة بمبارك ونظامة وعصابتة وجب حل هذا الاتحاد واجراء انتخابات شفافة تأتى بممثلين حقيقيين للعمال يدافعون عنهم لا عن الحاكم ويبحثون عن صالح العمال لا عن مصالحهم الشخصية
التعليقات (0)