د.ازهار رحيم ـــــــــــــــــــــ بين اللون الأبيض والأسود توجد مائة درجة لونية من الرمادي يصدر معظم البشر قراراتهم ضمن دائرة درجات اللون الرمادي لون اللأقرار.. والسبب بسيط.. لا احد يرغب بمواجهة الإخفاقات، واتخاذ قرار قاطع في الحكم على مختلف القضايا.. من يكون في توليفة الأبيض يكون متفائلا، ايجابيا ومن يكون ضمن توليفة الأسود يوصف بالتشاؤم والسلبية وهما لوني الرأي القاطع بدون مجاملة او رتوش، وتبقى أمزجة البشر وخلفيتهم الثقافية والاجتماعية هي أساس الحكم على كل الأمور في نهاية المطاف.. كاتبه وصحفية عراقية
من الصعب إبداء رأيك في الحقيقي في أمر ما اشترك فيه جمع من الناس لأنك ستكون بذلك عصورا يغرد خارج السرب، خاصة اذا كان أداء معظمهم دون المستوى في المهام، فيهنئون بعضهم بنجاح المهمة، والابتسامة ترقص على محيا الجميع مع سيل من جمل الإطراء التي أولها رياء وأخرها نفاق ليؤكدوا نجاح الأمر الذي اجتمعوا على عقده كما يحدث في المؤتمرات التي أصبحت عادة لدينا..
عندما نتأمل جمهور تلك المؤتمرات، نرى ذات الوجوه تتكرر في معظمها حتى أصبحوا رواداَ مدمنين على حضورها، فيصبوا اهتمامهم على تسجيل حضورهم فيها بدون تقديم أي دور فعال او حتى طرح رأي له أهمية او قضية تمس عموم الناس، ويكون تركيزهم منصبا في البحث عن منصب للترشيح له، او السؤال عن فخامة المائدة المعدة لضيوف المؤتمر، وهل هي بوفيه مفتوح ام مواعين نفر، منشغلين ببطونهم أكثر من انشغالهم بما يطرح في المؤتمر من بحث او كلمات معظمها مقتبس من كتب او دراسات لا جديد فيها، او من الانترنت أدامه الله للجميع فيضف الباحث سطرين او ثلاثة للموضوع وينهيه بتوصيات فارغة المحتوى، مكررة، مع تشكيل لجان الغرض منها متابعة متمخض عنه المؤتمر والعمل بتوصياته.. إما متابعة ما تمخض عنه المؤتمر والعمل بتوصياته.. اما أعضاء تلك اللجان الذين تقاتلوا في سبيل ترشيحهم إليها لن يتعدى نشاطهم فيها حدود الورق التي كتبت عليها أسماؤهم, فيخرج المؤتمر للعلن وأكاليل النجاح تزهو فوق رؤوس المؤتمرين الذي قد ينام بعضهم إثناء جلسات الحوار..
المميز في بعض هذه المؤتمرات هو تلك الأسماء الرنانة.. من رئيس حزب لا يتعدى عدد أعضائه أصابع اليد او رئيس منظمة او مسئولة جمعية، وعندما تبحث عن مقراتهم لا تجد سوى غرفة قد اقتطعت من مسكن او بناء متداعي، أثاثه لا يتجاوز عدة كراسي مع مكتب قديم، بلا نشاطات حقيقية سوى الهرولة بين المؤتمرات بدلا من تسليمها لمن يستحقها من المواطنين..
لخص موظف مخضرم في إحدى الوزارات طريقه معالجتنا لمشكلاتنا المتوارثة بالقاعدة التالية:
ان كنت تريد واد مشكلة في مهدها، شكل لجنة تحقيقه حولها اما اذا أردت قتل القضية، فادع لعقد مؤتمر لها..
من الشجاعة ان تدافع عن رأيك حتى ان كان سيفك مثلوم او صدئا.. زمن الفرسان لم ينته بعد مادام هناك من ينظر للأمور العالقة بمنظار ابيض او اسود دون الضياع في صخب دوامة الرمادي ليحظى باحترام نفسه قبل احترام الآخرين..
التعليقات (0)