اتهم قيادي فلسطيني الإدارة الأمريكية بممارسة ضغوط وتهديدات كبيرة على قيادة السلطة الفلسطينية من أجل القبول بالذهاب إلى المفاوضات المباشرة مع الحكومة الصهيونية، مشيراً إلى انحياز الولايات المتحدة الواضح إلى جانب تل أبيب.
وقال أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الدكتور واصل أبو يوسف: إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وجه رسالة إلى الرئيس محمود عباس، في 17 يوليو الماضي، يؤكد فيها الذهاب إلى المفاوضات المباشرة، ويحمل فيها المسؤولية للطرف الذي لا يقبل بالذهاب إليها، وهذا فيه دلالة واضحة على ممارسة الضغوط على القيادة الفلسطينية، وعلى العديد من العواصم العربية.
وأضاف أبو يوسف في تصريح خاص لـقدس برس أن هذه الرسالة، تظهر انحياز الإدارة الأمريكية الواضح لحكومة العدو الصهيوني، التي تكيل بمكيالين عندما يتعلق الأمر بدولة الاحتلال، وكان الأجدر بالإدارة الأمريكية، توجيه الضغوط على حكومة نتنياهو العنصرية، من أجل إلزامها بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي ترفض الاعتراف بها، والتعاطي معها، بما فيها القرارات التي تؤكد عدم شرعية الاستيطان، وعلى حق العودة للاجئين الفلسطينيين وفق القرار الاممي 194، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على الأراضي التي احتلت إثر عدوان عام 1967.
وأشار إلى أن محادثات التقريب - المفاوضات غير المباشرة —، التي حدد لها سقف زمني مدته أربعة شهور، كانت لمعرفة مواقف حكومة نتنياهو، وقام خلالها المبعوث الأمريكي، جورج ميتشل، بست جولات، وقدمت القيادة الفلسطينية وجهة نظرها في ملفي الأمن والحدود، وطالبت ميتشل، بتنفيذ الضمانات التي تركزت على الوقف الكامل للاستيطان، ووقف بناء العطاءات الاستيطانية، والتوقف عن أي استفزازات خلال المفاوضات غير المباشرة، إلا أن حكومة نتنياهو العنصرية لم تلتزم بذلك،الأمر الذي أفشل محادثات التقريب، التي استغلتها حكومة نتنياهو لتوسيع الاستيطان في الضفة والقدس واحكام الحصار الظالم على شعبنا في قطاع غزة وبناء السياج الامني هناك ، وهدم المزيد من منازل الفلسطينيين، وإبعاد نواب المجلس التشريعي والوزراء المقدسيين، في إطار سياسة التطهير العرقي، ومحاولات إيهام المجتمع الدولي بأنها تفك حصارها عن غزة، من خلال إجراءات شكلية لتخفيف الحصار، في محاولة للالتفاف على استحقاقات مطلوبة تتعلق بالاستيطان والمرجعية، والتهرب منها، ومحاولة رمي الكرة بالملعب الفلسطيني، من خلال مطالبتها بالذهاب إلى المفاوضات المباشرة.
وأكد امين عام جبهة التحرير أن الرئيس عباس أرسل رسالة باسم القيادة الفلسطينية، والعرب جميعاً إلى الرئيس الأمريكي، حملها ميتشل، أكد فيها أن الذهاب إلى المفاوضات المباشرة يتطلب التزاماً كاملاً بوقف الاستيطان، ومرجعية واضحة للمفاوضات، إلا أن أوباما لم يجب على الرسالة.
وبرأي أبو يوسف؛ فإن المهم في المفاوضات ليس شكلها، وإنما مضمون هذه المفاوضات، وما يمكن أن توصل إليه، وعندما تؤكد القيادة الفلسطينية، على أهمية المرجعية والسقف الزمني، ووقف الاستيطان هي تدرك مدى أهمية ذلك من أجل أن لا ينعكس فشلاً واضحاً.
وأكد أن اغلبية ممثلي الفصائل اعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في اجتماعهم الأخير، قبل عدة أيام، أبدوا اعتراضاً واضحاً على الذهاب إلى المفاوضات المباشرة، في ظل الوقائع التي تفرضها إسرائيل على الأرض، كما أن لجنة المتابعة العربية أكدت الموقف الفلسطيني نفسه.
وأشار إلى أن الدفع باتجاه المفاوضات المباشرة، على الرغم من الفشل الذريع للمفاوضات على مدار تسعة عشر عاما والمفاوضات الغير مباشرة؛ يشير إلى أن هذه المفاوضات هي لعبة علاقات عامة بين أمريكا وإسرائيل، تريد من خلالها واشنطن الحفاظ على نسيج الائتلاف الحكومي المتطرف في إسرائيل.
وأشار إلى أن شكل التحرك الفلسطيني، خلال المرحلة القادمة، سيكون باتجاه المجتمع الدولي،و تجنيد الرأي العام المحلي والعربي والدولي، لصالح القضية والموقف الفلسطيني استنادا الى قرارات الشرعية الدولية، التي كفلت لنا حقوقنا الوطنية، موضحا ان التمسك بتلك القرارات يساعد الموقف الفلسطيني اثناء حديثه مع المجتمع الدولي رغم اهمال اسرائيل لها .
وقال امين عام جبهة التحرير ان ما تقوم به حكومة الاحتلال بإعلان حرب على القدس في كل مناحي وشؤون الحياة على مرآى ومسمع العالم الصمت يؤكد على الكارثة الحقيقية لتي تقوم بها قوات الاحتلال من إجراءات وممارسات لتدمير يتطلب من جميع القوى بمختلف ألوان طيفها السياسي،العمل من اجل مواجهة كل سياسات الاحتلال وإجراءاته وممارساته.
وتوقع امين عام جبهة التحرير أن يؤكد المجلس المركزي الفلسطيني على موقف بعدم الذهاب إلى المفاوضات المباشرة، بدون أي استحقاقات، مشيرا إلى أن الذهاب إلى المفاوضات المباشرة سيعتبر مكافأة للاحتلال، ويشجعه على المضي قدما في فرض الوقائع على الأرض والاستيطان وتهويد القدس، وفك العزلة عنه،كما يتطلب من المجلس مراجعة الاستراتيجية السياسية الفلسطينية، من اجل مواجهة التحدي الذي يقف امام القضية الوطنية، مع الاخذ بعين الاعتبار ضرورة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، وانجاز الوحدة الوطنية .
ورأى ابو يوسف أن بديل المفاوضات هو إنجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام وإطلاق مقاومة شعبية واسعة ومؤثرة في كل أنحاء فلسطين والعمل مع على التواصل مع احرار العالم لمحاصرة الاحتلال الإسرائيلي سياسيا وفرض عقوبات دولية عليه والعمل على عزله كما جرى مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا ومواصلة حملة مقاطعة بضائع المستوطنات وتوسيعها لتشمل البضائع الاسرائيلية كافة.
ودعا إلى التوجه للمؤسسات الدولية بما فيها مجلس الأمن الدولي والجمعية العمومية لإعلان الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس مع ضمان حق العودة للاجئيين الفلسطينين بالعودة الى ديارهم وممتلكاتهم وفق القرار الاممي 194 .
وشدد في حديثه على التمسك بخيار المقاومة بكافة اشكالها للرد على جرائم الاحتلال ، واكد على اهمية تفعيل المقاومة الشعبية والدور الجماهيري في النضال الوطني وإشراك كافة قطاعات وفئات المجتمع الفلسطيني في النضال الشعبي وتوسيع المشاركة في فعاليات الحملة الشعبية للدفاع عن القدس والأراضي في بلعين ونعلين والمعصرة وكل المناطق الفلسطينية وضد جدار الفصل العنصري و مقاومة الحزام الأمني الذي يبنى في قطاع غزة .
وحيا امين عام جبهة التحرير قادة الحركة الأسيرة وفي مقدمتهم الأسرى مروان البرغوثي واحمد سعدات وابراهيم ابو حجلة وحسن يوسف ومحمد التاج ، وأكد على إجماع القوى الى نصرة قضية الأسرى وحريتهم.
وندد بالمخططات الامريكية والاسرائيلية التي تتعرض لها المنطقة ،ودعا الى ضرورة مواجهة التهديدات الإسرائيلية المتكررة ضد دول المنطقة من خلال توحيد المواقف العربية ،واشاد ابو يوسف بالجيش اللبناني في تصديه لقوات الاحتلال في العديسة، مقدما تعازيه للجيش ولبنان الشقيق الرسمي والشعبي باستشهاد الجنديين الابطال الذين دافعوا عن ارض لبنان ، كما تقدم من الصحافة اللبنانية وجريدة الاخبار اللبنانية والحزب الشيوعي اللبناني باحر التعازي باستشهاد الصحفي والقائد المناضل عساف ابو رحال ، كما تمنى لمراسل قناة المنار علي شعيب الشفاء العاجل وكل جرحى العدوان الصهيوني على لبنان .
التعليقات (0)