مواضيع اليوم

ابو دشير بين اهمال البلدية وقلة وعي المواطن

مصعب الامير

2009-09-03 15:06:26

0

ابو دشير بين اهمال البلدية وقلة وعي المواطن
قحطان عدنان
لا شك ان اختلاف الرقع الجغرافية له تأثير بنشأة وبيئة السكان، فنلاحظ اختلاف واضح بين منطقة واخرى في البناء وفي التعامل والتعاون، فنلاحظ ان الذين ينشأون في مناطق يكون سكانها فوق خط الفقر يشعرون بالمسؤولية التي تناط بهم في تعاملهم بين بعظهم وتعاونهم مع المؤسسات الخدمية اذا كانت فاعلة واذا لم تكن هذه المؤسسات بالمستوى المطلوب، فنراهم يتذمرون وترتفع اصواتهم ضد التقصير الحاصل من قبل هذه المؤسسات..
اما اذا كان العكس وكانت هذه المنطقة دون خط الفقر، فنراهم لا يكترثون لما تصل أليه من منطقتهم من سوء خدمات ولا نعرف ما هو السبب هل لكونهم يأسون ام لكونهم اعتادوا على هذا الحال ولا يطمحون الى تغييره وشاهدنا على هذا الموضوع هو احد مناطق بغداد والتي كما وصفها سكانها بأنها( منطقة شعبية) والسؤال هنا هل فرض على المناطق الشعبية البؤس ومن المسؤول وهل صحيح كما يقول سكان هذه المناطق ان بؤسها لكونهم من اصحاب الدخل المحدود ولا تصل اصواتهم الى المسؤولين ؟!
ام انهم كما يقول موظفوا البلدية ان سكانها لا يتعاونون مع المؤسسات الخدمية ودائما لديهم رغبة في مخالفت القانون ولكي نصل الى الحقيقة اجرينا لقاءات مع بعض ساكني منطقة ابو دشير التي يعد اهلها وكما يصفونها تحت خط الفقر وعززنا هذه القاءات بمقابلة خاصة مع الاستاذ غسان حسين محمد مدير قسم ابو دشير البلدي.
عندما تدخل شارع ابو دشير التجاري وفي منتصف المنطقة تصطدم بمكان وسط الشارع خصص لرمي النفايات وفضلات الحيوانات وهذه المخلفات تابعة الى السوق الذي يكون على يسارك عند دخول المنطقة..
ولمعرفة ما سبب انشاء هذا المكان وهو من المفروض ان يكون واجهه تزرع فيها الازهار والاشجار لكي تزداد المنطقة جمالا التقينا بالحاج ابو حيدر البالغ من العمر 52 عاما والذي يسكن هذه المنطقة منذ نشاتها الاولى فقال..
_ قبل التغير ورغم كل سلبيات النظام البائد كان هناك قانون صارم يعاقب وبشدة المسيئين اذا كانوا عاملين في المؤسسات الخدمية او المواطنين الذين يخالفون النظام، اما اليوم وبعد التغير بقي هذا القانون حبر على ورق، فهناك مؤسسات خدمية ومؤسسات امنية واجهزة رقابية ولكنها مشلولة لا تستطيع معاقبة موظف يقصر في عمله ولا تستطيع معاقبة مواطن يخالف النظام، فكما ترى منطقة ابو دشير تشكوا من اهمال كبير في كل شيء ولا يوجد حلول جذرية لمشاكل الخدمات ولا يوجد قانون يعاقب المخالفين من الباعا اصحاب المحلات والمتجولين، فنلاحظ وكما ترى ان اصحاب المحلات يرمون فضلات محلاتهم وسط الشارع التجاري ولا يكترثون لواجهة المنطقة.. ولو كان هناك جهه رقابية فاعلة وبلدية تعمل على محاسبة المخالفين لما كان هذا حال مناطقنا، فنحن نطالب امانة بغداد بزيارة المنطقة ورصد هذه المخلفات وفرض غرامات على اصحاب المحال ومعاقبة المقصرين من موظفين البلدية.
اما هيفاء حسين ام لارا وهي موظفة في وزارة الثقافة دائرة المكتبة الوطنية والتي يبلغ عمرها 46 عاما صبت جل غضبها على موظفوا البلدية، فأنها ترى لو كانو يعملون بالمستوى المطلوب لما ساء حال المنطقة وتردت خدماتها، فلو كان هنالك سيارات لجمع النفايات وبشكل منتظم ويومي لما اضطر المواطن لرميها في الساحات العامة والدليل على تقصيرهم..
_ أن الامانة خصصت اكياس لجمع النفايات وخصصت عدد منها لكل دار وزعت هذه الاكياس لمدة شهر واحد وبعد هذا الشهر ذهبت هذه الاكياس وبقدرة قادر الى محال السوق السوداء، عندما نسأل المسؤلين في المجلس البلدي ودائرة البلدية يكون الرد ان الامانة لم تعطينا اكياس من جديد مع العلم ان الامانة مستمرة في توزيعها، اليس هذا نوع من انواع التقصير والاستيلاء على المال العام؟
اما عن السوق ومشاكله، فنحن اصابنا احباط ويأس بكثر ما خاطبنا الجهات والمؤسسات الخدمية والمسؤلة عن هذه المنطقة وانا اعتقد ان هناك اتفاق بين اصحاب محال السوق وبين عاملين البلدية، فهناك مثل يقول ( من يعطيك هو الذي يأمرك) وبهذا نصل الى ان هؤلاء الموظفون مستفيدون من عطايا اصحاب المحال وهذه العطايا بمثابة تكميم افواههم فهم اليوم موظفون لدى اصحاب المحال وليس لامانة بغداد.
اما سعد الشمري البالغ من العمر 37 عامل يرى..
ان وصول المنطقة ويقصد ابو دشير الى هذا الحال المتردي يقع على اثنين اولا عاملوا امانة بغداد ثانيا تخلف وجهل بعض المواطنين، فأننا نرى عمال الخدمة يقومون بتنظيف المكان المحدد لديهم ولا يبتعدون شبرا واحدا وكأنهم حذروهم من الوصول الى مكان ابعد مما يعمل.. نلاحظ عامل الخدمة يقوم بكنس حافة الرصيف وكأنه حددها بمقياس مساحة لماذا أليس الشارع واجب تنظيفه من قبل امانة بغداد ام هنالك مؤسسة اخرى عليها تنظيف ما ترك عامل النظافة..
ويضيف سعد ان هذا المكب الذي يتوسط الشارع التجاري ما هو ألا دليل على تقصير امانة بغداد وعاملوها، فأنهم لا يكلفون انفسهم بالتفكير لأيجاد مكان اخر ولا يشرطون فرض غرامات على اصحاب المحال خوفا من انقطاع معونة هؤلاء.
اما المواطن استسهل عدم وجود سيارات تصل الى داره لاخذ النفايات، فراح يحملها الى اقرب ساحة عامة لرميها، فهذا وبرأي ليس حل بل انه تخلف، ولو كان المواطن يعلم ما خطورة هذه النفايات في الاماكن العامة وعلى اطفاله ولو فكر لدقيقة قبل ان يرميها بأن هذه النفايات تحمل بقدر وزنها فايروسات وميكروبات قاتلة ولو علم المواطن ان طفله سوف يصاب بمرض خطير بسبب هذه النفايات لما فعل ما فعل .
وقبل ان ننهي لقأنا بالمواطنين سمعنا وجهة نظر من مشرفوا البلدية الذين اوعزو اسباب هذه المشكلة على المواطن فقال ابو صميموهو رجل يعمل في هذه الدائرة منذ اربعة اعوام..
_ ان المشكلة التي نواجهها وبالدرجة الاولى هي عدم تعاون المواطن معنا، فالمواطن في منطقة ابو دشير جعل نظافة المنطقة وجماليتها في اخر حساباته فقد نشرنا حاويات لجمع النفايات في كل زقاق لكي لا يضطر المواطن لرميها في الساحات والطرق العامة ولكن ما النتيجة، فقد احرقت هذه الحاويات ومن دون اي سبب يذكر وكما نعلم ان هذه الحاويات متحركة واذا ما اتلف عجلها لا تعود صالحة للخدمة، ليس هذا فحسب بل هناك اشياء تعتمد على المواطن بالدرجة الاولى ثم عل البلدية في الدرجة الثانية، فنشاهد صاحب الدار يقوم بترميم داره وبعد ان ينتهي من ترميمها يترك ما تبقلى من مخلفات البناء وسط الشارع، فمن برأيك المسؤل عن جمع هذه المخلفات أليس المواطن، لو كان المواطن يشعر بالمسؤلية لوضع في حساباته ان هذه المنطقة هي داره ويجب ان يحرص عليها وعلى جماليتها كما يحرص على داره ونظافتها.
ويقول ابو احمد احد المسؤلين عن نظافة المنطقة..
_ اننا نواجة مشاكل عدة في عملنا اولها قلة وعي المواطن، فأننا حاولنا ولمرات متعدده ان نفرض غرامات وعقوبات بمساندة المؤسسات الامنية وكانت النتيجة هددنا بالقتل من بعض اصحاب المحال الذين لا يرغبون بفرض القانون والنظام علية وقال احد اصحاب المحال وهو يشير الى المنطقة( هي منطقة شعبية) هذا من جانب ومن جانب اخر نحن نواجه مشكلة مع بائعي الاغنام، فهم ينزحون الى ابو دشير لأشباع اغنامهم من فضلات السوق والدور وعند محاولتنا لمنعهم نتعرض الى التهديد ونحن اصحاب عوائل وليس بأيدينا سلطة نفرضها على المخالفين ولا يوجد من يحمينا اذا ما تعرضنا لأي نوع من انواع التهديد، فبعضهم متنفذ وبأستطاعتهم فصلي من عملي اذا ما اصطدمت بهم وانا صاحب عائلة واسعى الى تأمين رزقي.
ولكي نعرف ما هو رد فعل المؤسسة الخدمية في المنطقة المذكورة اجرينا لقاء خاص مع الاستاذ غسان حسين محمد مدير القسم البلدي لمنطقة ابو دشير..
اننا نرى وفي كل يوم عاملوا النظافة وهم يرفعون النفايات صباحا و مساء لكن هذا الجهد لم يمنع من وجود نفايات في كل مكان، فما هو السبب؟
- لقد باشرنا بالعمل الحقيقي والفعلي في منطقة الدورة بشكل عام سنة 2008 وبعد فترة وجيزة دخل العراق والعالم في ازمة اقتصادية عادت سلبا على جميع الموؤسسات ومن المؤكد ان تتأثر مؤسستنا بهذه الازمة وقبل هذا التاريخ الفعلي للعمل كان لدينا مئة عامل وبعدها تقلص العدد ليصل الى ما يقارب ثلاثين عامل، نحن لم نقصر في عملنا ولو قصرت علينا الامانة من ميزانيتها، فنحن نرفع النفايات عند الساعة السادسة صباحا ثم نعاود رفعها عند الساعة الثانية ظهرا وبعدها يتم رفع النفايات المسائي في الساعة السادسة ولكن هناك قضية هامة ورئيسية هي قلة وعي المواطن في مثل هذه المناطق، فنحن نعاني من رمي النفايات بأوقات عشوائية ولا توجد اوقات محددة يتبعها المواطن في جمع ورمي النفايات، فمحال القصابة مستمرون في ذبح البهائم ورمي مخلفاتها في هذا المكب والذي هو غير قانوني اساسا فهذا المكب من صنع القوات الامريكية ونحن حاولنا ازالته لكن دون جدوى..
فاصحاب محال السوق لا يتبعون اوقات معينة لرمي مخلفات محالهم واصحاب الدور لا يلتزمون بجمع النفايات ورميها في الاماكن المحددة لهم، نحن وضعنا خطة لجمع النفايات تسهل على المواطن التخلص من نفايات المنزل دون الاضطرار الى انتظار سيارات رفع النفايات وتسهل على البلدية رفعها، لكن ماذا حصل فقد قام المواطنون بحرق الحاويات التي خصصتها البلدية واضطررنا الى سحب هذه الحاويات من هذه الاماكن المخصصه وبعد فترة من الزمن اتخذنا اجرأ اخر في توزيع حاويات على المنازل والمحال.. وبعد ايام معدودة شاهدنا هذه الحاويات تباع في محال الادوات الصحية؟!
عند تجوالك في اي منطقة في مناطق بغداد ترى اهتمام البلدية في الشارع العام وما يسمى بالشارع التجاري للمنطقة اهتمام مضاعف، لكن في منطقة ابو دشير نرى الشارع التجاري هو عبارة عن مكان لرمي النفايات، فما هو السبب برأيك؟
_ انك عندما تتحدث عن اي منطقة في بغداد وتذكر اهتمام البلدية في شوارعها العامة، فأنك تتحدث عن اصحاب محال لبيع الملابس والعطور وما شابه، فهؤلاء من الضروري ان يكونون مهتمين بواجهات محلاتهم ونظافتها وهذا هو جزء كبير لمساندة عمل البلدية.. اما في منطقة ابو دشير، فأنك تلاحظ ان اغلب اصحاب المحال الذين يتصدرون الشارع العام وما يسما بالشارع التجاري هم اصحاب محال لصيانة السيارات وحدادون وبيع ادوات صحية، وهؤلاء لا يكترثون للنظافة كما يكترث صاحب محال العطور والملابس، اما السوق الذي ذكرت فهو غير قانوني ونحن قدمنا تقرير الى امانة بغداد وتم الموافقة على بناء سوق عصري يكون فيه كافة انواع الخدمات.
اما عن المكب الذي يتوسط الشارع العام، فهو ظاهرة غير حضارية ونحن منزعجين اكثر من المواطن ولكن ماذا عسانا ان نفعل واصحاب المحال يجبروننا على تركه بسبب افعالهم تجاهنا وهي لا ترتقي بأي شكل من الاشكال للوعي، فأنهم يرمون النفايات وسط الشارع العام بعد انتهاء عمال النظافة من عملهم وهذا ما جعلنا نرضغ الى الامر الواقع.
انكم تشكون قلة وعي المواطن؟
والمواطن يتهمكم بأخذ رشوة من اصحاب محال الصوق وهذا ما جعلكم ضعفاء امامهم؟
_ نحن والحمد لله لدينا اجور من قبل امانة بغداد تكفينا وتسد حاجتنا ولسنا مضطرين لقبول عطاءات اصحاب المحال ولا اعتقد ان اصحاب المحال يخافون منا لكي يحاولون ارشاءنا، فزمن الخوف ذهب وبلا عودة.
ما هو دور المجلس البلدي بعد الانتخابات هل هو خصص كما يراه المواطن لكتابة التأيدات الى دوائر الدولة؟
_ هناك لغط كبير بين عمل المجلس البلدي وعمل امانة بغداد تحديدا البلدية..
الناس يعتقدون ان من واجب المجلس البلدي ادامة الشوارع وتنظيفها وهذا ليس من عمل المجلس، فعمله دعم المشاريع للمنطقة وتوفير ما تحتاجه من نواقص وعلى سبيل المثال المولدات الاهلية التي يتبناها المجلس البلدي ودوره رقابي وليس تنفيذي.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات