قالت زوجة الرئيس الأسبق هيلاري في القدس إن عرض رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وقفاً جزئياً للاستيطان موقف «غير مسبوق» يمهد لبدء المفاوضات مع الفلسطينيين . ثم عادت لتقول امام الوزراء العرب اللذين جمعتهم في مراكش" إن التجميد الجزئي للاستيطان غير كاف والإدارة الأميركية تريد تجميده نهائياً، إن الوقف الجزئي أفضل من لا شيء."
فهل بقي شيء لتتفاوض عليه حكومة ابو مازن بعد ان جعلت كلنتون من ايقاف بناء بضعة مئات من الوحدات السكنية لمدة اسبوعين او ثلاث مدخلا لأحلال سلام عادل وشامل لصراع دوخ العالم اجمع منذ اكثر من ستين عاما ؟ .
سأل لالي ويموث من نيوزويك نتنياهو في عدد الأسبوع الماضي : ماذا يجب أن يحل بالفلسطينيين برأيك ؟ .
فأجاب نتنياهو : إذا أردت أن أختصر الأمر، أقول إن مفاوضات السلام يجب أن تنطلق من دون شروط مسبقة، ويجب أن تكون نتيجتها دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بالدولة اليهودية. تختصر هذه المشكلة الموجزة جوهر المشكلة وجوهر الحل . جوهر المشكلة هو أن الفلسطينيين رفضوا طوال 62 عاما الاعتراف بإسرائيل بأنها الدولة والأمة للشعب اليهودي .
فتسائل ويموث : يقولون إنهم اعترفوا بإسرائيل لكن الآن يُطلَب منهم أن يعترفوا بها كدولة يهودية ؟ .
نتنياهو : هذا صحيح. ليست إسرائيل دولة ثنائية القومية. تضم غير يهود يعيشون هنا مع حقوق كاملة ومتساوية، إنما لديها أمران يمنحانها طابعها الخاص. إنها موطن أي شخص يهودي. وهناك إجماع واسع جدا في إسرائيل بوجوب حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين خارج حدود إسرائيل. يأتي اليهود إلى هنا ويذهب الفلسطينيون إلى هناك. إذن اختاروا. هذا هو أساس الحل .
(( ليستمع اهل الكلام الفارغ عن الديموقراطية الأسرائيلية لكلام نتنياهو هذا)) .
هل يمكن لأحد ان يلوم الفلسطينيين أذا ما أختاروا طريق المقاومة المسلحة من جديد . اليس هذا ما كان يعنيه بيل كلنتون أمس حين قال "الانتحاريون "يرون أن لا طريقة أخرى للتغيير، وأن غدهم سيكون مثل يومهم، فهم يشعرون باليأس،"
لقد راهن أبو مازن على الدور الأمريكي بكل ما يملك الى الحد اللذي جعله ينتحر سياسيا بالموافقة على سحب تقرير غولدستون من المناقشة في مجلس حقوق الأنسان . وها هي أمريكا تتخلى عنه وتترك الساحة لنتنياهو يفعل ما يشاء . وما دام أبو مازن المنتحر في السلطة ، وفي غياب الدعم العربي "واللذي لاتاثير له ان وجد" فسيظل الفلسطينيون بدون أي أوراق تمكنهم من الأستمرار بالمفاوظات .
عبارة دقيقة وصف بها الكاتب جهاد الخازن حال الرئيس محمود عباس الراهن حين قال " يبدو أبو مازن وكأنه ربح الولايات المتحدة وخسر شعبه، فهو وضع كلّ بيضه في السلّة الأميركية واكتشف أنها من دون قعر. وكان الأميركيون ذبحوه من الوريد الى الوريد بالضغط في تقرير غولدستون ثم بإلغاء شرط وقف الاستيطان لبدء المفاوضات، وهو إذا لم ينزف دماً فلأن إدارة بوش «نشّفت دمه» كما يقول الفلسطينيون."
لذا فليس أمام عباس ألا ان يتنحى عن الرئاسة لكي لا ينتحر الشعب الفلسطيني وتعود المنطقة للأشتعال . فربما يأتي من يستطيع أن يعيد ورقة التوت اللتي باعها أبو مازن الى الفلسطينيين ومن ثم يبدا التفاوض مع الصهاينة من جديد . "وعلى مبدا ورقة التوت مقابل السلام " .
http://newsweek.alwatan.com.kw/Default.aspx?MgDid=808793&pageId=127
arabic.cnn.com/2009/middle_east/11/4/Clinton.AUD/index.html
التعليقات (0)