مواضيع اليوم

ابن لادن يتزعم الحزب الأخضر.

محمد مغوتي

2010-02-03 15:16:31

0

                                                     ابن لادن يتزعم الحزب الأخضر.


     في آخر تسجيل صوتي لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، بدا أن أن لغة الرجل عرفت بعض التغير( وان كان طفيفا)، فبالاضافة الى خطاب الحماسة المعهود، الذي يتخذ من شتم أمريكا و كل الدول الكافرة مادة دسمة، هاهو ابن لادن يقدم نفسه في ثوب زعيم ل "حزب الخضر "، فقد ارتأى أن يتخلى لبرهة عن قاموس الموت، ليظهر كمدافع عن البيئة التي أصبحت مهددة بشكل كبير... وهو يحمل الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية هذا الخطر المحدق الذي تمثل التغيرات المناخية أحد أوجهه المقلقة، والتي تترتب عنها نتائج كارثية تتجلى في التصحر و الجفاف و الأعاصير...
     عندما ينبري ابن لادن للدفاع عن البيئة، ويدق ناقوس الخطر الذي يتهدد البشرية، فان ذلك يشير الى دلالتين : الأولى تعبر عن متابعة التنظيم باهتمام لمختلف الأحداث الدولية. وهو ما يعني أن حديث زعيم القاعدة - في الشريط الصوتي عن المناخ - هو موقف مباشر من نتائج قمة كوبنهاغن حول التغيرات المناخية التي انعقدت خلال دجنبر 2009. أما الثانية ( وهي الأهم ) فتحمل اشارة الى العالم أن التنظيم ليس عنوانا للشر والموت، بل يحمل رسالة للخير. وهو عندما يستعمل لغة القنابل والعمليات الانتحارية انما يحارب الشر الذي تمثله أمريكا بسياساتها الظالمة ،ومعها كل من يدور في فلكها. وتلك محاولة لتجميل وجه القاعدة الموشوم بالدماء... وحينما يدافع أسامة( في رسالته الى أوباما) عن البيئة و يكيل التهم للدول الكبرى في التردي الذي وصل اليه النظام الطبيعي على الكرة الأرضية، فهو يبعث برسالة الى المستضعفين في الأرض مفادها أن " مقاومة الجبروت الأمريكي " مسؤولية مشتركة.
     لقد دأبنا على استعمال صيغتي " الجناح السياسي و الجناح العسكري " عندما يتعلق الأمر ببعض التنظيمات المعروفة كما هو الشأن في حركة حماس مثلا، ويبدو أن ابن لادن قد أسس بخطابه الأخير الجناح السياسي للقاعدة من بوابة التغيرات المناخية والأزمة الاقتصادية العالمية. وقد تجاوز بذلك مرحلة مهمة من تاريخ القاعدة التي كانت رسائلها الواضحة والمرموزة على الدوام مرتبطة بلغة الرصاص. وربما بلغت تداعيات أزمتي المناخ و المال الى المخبئ السري لزعيم القاعدة فآثر أن يدلو بدلوه في الموضوع. وبذلك يكون ابن لادن - الذي ملأ الدنيا وشغل الناس طيلة العشرية الأولى من الألفية الثالثة- قد تخلى نظريا على الأقل (من حيث يدري أو لايدري) عن بعض الخطابات السلفية التي تنطلق من القضاء والقدر كأساسين لا غنى عنهما في تفسير الظواهر الكونية مثل الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها من الكوارث الطبيعية. وبهذا المنطق الجديد أصبحت تلك الكوارث أمرا أمريكيا وليس الاهيا، كما تعودنا على ذلك في السابق. ولأن تنظيم القاعدة هو طوق النجاة الذي سينقذ البشرية، فلا بأس من اراقة كثير من الدماء مادامت أمريكا هي المستهدفة حتى ولو تعلق الأمر بقتل أبرياء في اندونيسيا أو العراق أو اسبانيا أو غيرها في كل مكان في العالم.
    هذه هي رسالة أسامة. وسواء تكلم عن العراق وفلسطين، أو عن الأزمة الاقتصادية أو الاحتباس الحراري، تظل لغة الدم و الموت حاضرة  في منهج القاعدة بالواضح أحيانا وبين السطور حينا.
                                                         
محمد مغوتي.03/02/2010.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !