ابن تيمية ومرسول
لدى البعض مشكلة مع ابن تيمية، فالفكرة أن ذلك الفقيه مات وماتركه لنا ليس بالضرورة أن يكون صواباً أو محل اهتمام فالحياة بين عصرنا وعصر ابن تيميه مختلفة وبينها بونُ شاسع!
ابن تيمية عالم وفقيه برع واجاد وله آراء ناسبت عصره وتناسب العصور اللاحقة لعصره، وضع تراث ابن تيمية تحت مجهر النقد العلمي والبحث المنهجي ليس انتقاصاً من شخصه أو تراثه الفكري بل انتصاراً لصوت العقل والعلم، لكن هناك من يستهدف ابن تيمية لأغراضِ بعيدة كل البعد عن البحث العلمي والمنهجي فأبن تيمية متطرف وواضع أسس التطرف في الفكر الإسلامي، هكذا يقول ويردد بعض المثقفين وتلك المقولة تلقى صداً واسعاً عند مراهقي القراءة والثقافة ممن يحب التقليد واتباع الهوى، ابن تيمية فقيه وعالم ومن يقف ناقداً عليه أن يكون في مستواه الثقافي والعلمي وليس أقل منه هذا هو الميزان الذي لا يرفضه إلا أحمق وجاهل...
قد يقول قائل أن إبن تيمية لم يكن عارفاً بمتغيرات العصر فلم يكن بعصره تقنيات وتنظيمات إدارية وتطورات اقتصادية، صحيح لكن كان بعصر إبن تيمية متغيرات جيوسياسية تصدى لها كفقية مجاهد وكان بعصره تنظيمات إدارية وتقنيات تناسب ذلك العصر فهي وليدة المجتمع آنذاك وليست مستوردة أو غير مناسبة، مشكلة البعض أنه يهذي بما لايدري، لا يوجد عاقل يقف ضد النقد البناء َلا يوجد عاقل يقف موقف الرفض للتراث الفقهي القديم بحجة عدم صلاحه، العاقل الحريص على القيم والمجتمعات يقف بعقلانية يدعو إلى وضع الاشكالات تحت مجهر النقد ويدعو المختصين إلى القيام والاضطلاع بدورهم حمايةً للتراث من التشويه أو التسفيه...
هناك فلاسفة كسقراط وأفلاطون وأرسطو وأوغسطين والفارابي وابن سينا وابن رشد وجان جاك روسو الخ القائمة لم يستخدموا التقنية ولم يخرجوا لنا إلا افكاراً فهل نتخلى ونترك أفكارهم لأنها قد لا تناسب عصرنا المزدحم بالتقنيات والتطبيقات والمتغيرات المختلفة!
مشكلة البعض ليست مع ابن تيمية بل مع الأصول التي استند عليها ابن تيمية وليس أن ابن تيمية لم يستخدم تطبيق مرسول مثلما يستخدمه ذلك المثقف!
التعليقات (0)