بقلم : احمد المــــلا
بدون الخوض في مقدمات ومن أجل تبيان أن فكر وعقيدة ابن تيمية قائمة على أساس النطنطة والقفزات بدون مبدأ أو رأي ثابت فهو دائماً ما يطرح أمر ويخالفه في مكان آخر ولنا في مسألة مقاتلة الجن خير شاهد، كما بين ذلك المرجع المحقق الصرخي في المحاضرة الأولى من بحث ( وقفات مع.... توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري ) حيث قال :
{{... ابن تيمية لا يمتلك الأصول، لا يمتلك المتون، لا يمتلك النظرية، عبارة عن معلومات عشوائية والتقاطات هنا وهناك، وعندما تجمع بينها تجد فيها التضارب والتعارض والتناقض والخرافة والخيال والأسطورة....}}...
فمثلا ابن تيمية ينفي محاربة الجن من قبل كل البشر ، حيث يقول في مجموع الفتاوى الجزء الرابع في الصفحة 494 (( ولم يقاتل أحد من الأنس للجن لا علي ولا غيره )) وهنا نجد النفي القاطع عند ابن تيمية ... وهو بذلك يخالف رواية ( مصارعة الخليفة عمر للجن ) واعترض بعض أتباعه عليها بقولهم إنها ضعيفة.. لكن ماهو قولهم بمخالفته للرواية التي في صحيح مسلم في كتاب الإسلام باب قتل الحيات وغيرها :
((حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح أخبرنا عبد الله بن وهب أخبرني مالك بن أنس عن صيفي وهو عندنا مولى ابن أفلح أخبرني أبو السائب مولى هشام بن زهرة أنه دخل على أبي سعيد الخدري في بيته قال فوجدته يصلي فجلست أنتظره حتى يقضي صلاته فسمعت تحريكا في عراجين في ناحية البيت فالتفت فإذا حية فوثبت لأقتلها فأشار إلي أن اجلس فجلست فلما انصرف أشار إلى بيت في الدار فقال أترى هذا البيت فقلت نعم قال كان فيه فتى منا حديث عهد بعرس قال فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق فكان ذلك الفتى يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنصاف النهار فيرجع إلى أهله فاستأذنه يوما فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ عليك سلاحك فإني أخشى عليك قريظة فأخذ الرجل سلاحه ثم رجع فإذا امرأته بين البابين قائمة فأهوى إليها الرمح ليطعنها به وأصابته غيرة فقالت له اكفف عليك رمحك وادخل البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني فدخل فإذا بحية عظيمة منطوية على الفراش فأهوى إليها بالرمح فانتظمها به ثم خرج فركزه في الدار فاضطربت عليه فما يدرى أيهما كان أسرع موتا الحية أم الفتى قال فجئنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له وقلنا ادع الله يحييه لنا فقال استغفروا لصاحبكم ثم قال إن بالمدينة جنا قد أسلموا فإذا رأيتم منهم شيئا فآذنوه ثلاثة أيام فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان ))...
وفي هذه الرواية نجد التصريح واضح بقتل الجن وبأمر من النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " والنبي كيف يأمر بشيء لم يقع أو لن يقع في المستقبل ؟ ثم إن القتل أو القتال قد وقع في هذه الرواية بين الجن وبين الصحابة ... ثم إننا نجد إن ابن تيمية يثبت وجود القتال بين الإنس والجن في مورد آخر حيث في مجموع الفتاوى الجزء 13 الصفحة 82 حيث يقول ( ويصرع الجن للإنس إذا : بال عليهم .. صب عليهم ماء حار .. قتل بعضهم ...) وهنا نجد ابن تيمية يغير كلامه وموقفه ويقول الإنسان يقتل بعض الجن ولهذا يصرعونه ...وهذا تخبط واضح في إبداء الآراء فأما ابن تيمية سكران عندما يكتب ولا يعلم ماذا يكتب أو إنه مفترِ كذاب .. ويحاول أن يماطل لأجل غاية في نفسه وهي معلومة وهي إبطال كل فضائل الإمام علي " عليه السلام " وليته أنكر رواية محاربة الجن بقوله لم تثبت صحة الرواية وانتهى لكنه وقع في شرور فكره ونفى الحرب مع الجن نهائياً ليخالف روايات صحيحة وبعد ذلك يثبت وجود القتال بين الجن والإنس كما بينا .
التعليقات (0)