بموسيقى حزينة، نعى التلفزيون الليبي خبر مقتل سيف العرب ابن العقيد، و كذلك نجاة العقيد و وزوجه بأعجوبة، أعجوبة توافق أعاجيب الزعيم الأسطورة، هل لمماليك الجن ممن راسلوا العقيد حسب الدكتور ابراهيم شاكير ملقي الرسالة يد في نجاته؟ ربما يخيل لمحيطه كذلك، إن العار يلاحق الغرب الصليبيين، كما يلاحقهم الويل و الثبور و الدمار، إنها لعنة ملك الملوك، ستصيب الأمريكان و الطليان و الإفرنج و الانجلوسكسون، نشرات التلفزيون الليبي بدأت تبث أخبار هذا الدمار، أعاصير تضرب الولايات المتحدة، و ولاية و ولاية و بلدة بلدة، منازل تهدم و أشجار تقتلع، و أعمدة خشب كهربائية تتساقط على نوافذ البيوت الزجاجية......بالتفصيل الممل حكايات عن كوارث تصيب بعض شواطئ أمريكا و مدنها، فلم يا ترى؟ في سالف الزمان كان التلفزيون الليبي يغطي أي مظاهرة أو حدث ينبئ بفساد النظريات الديمقراطية غير النظرية الثالثة و التي بشر بها الزعيم في كتابه الأخضر اليانع، اليوم و بنفس المنطق يجتهد التلفزيون الأخضر في البحث عن أخبار تحيل إلى إصابة الصليبيين بلعنة من السماء، جراء هجومهم على العقيد و نظامه، إنها كرامات ولي حاكم.
بالعودة إلى مقتل سيف العرب، إن صح الخبر فإنه حدث مؤلم خاصة إن لم يكن ممن خطط و دبر من مقربي العقيد و أبناءه، سقي الزعيم بكأس أذاقاها لشعبه، فهل يعتبر؟ لقد قتل الزعيم و حاصر و جوع و طغى، و لعل مصرع ابنه بداية الحساب و الجزاء، فهل سيستمر في طغيانه و أبناءه يتساقطون من حوله واحدا تلو الآخر، ما أستغرب له هو طبيعة التغطية الإعلامية التي يقوم بها التلفزيون لهذا الحدث، لم تظهر صورة للابن المقتول و لا لأسماء الأحفاد، شكوك تعززت بحديث المعارضة عن مدى صحة الخبر، فلها تجارب مع النظام، حيث أورد بعض المعارضين حكاية هناء التي ادعى العقيد مقتلها في قصف 86 ثم ظهرت بعد مدة، حسب المعارضة، النظام يريد مزيدا من التأييد و التعاطف.
الآن، طردت بريطانيا السفير الليبي في لندن، ردا على اعتداءات شنها موالون للنظام على السفارة البريطانية، اعتداء مماثل أيضا على السفارة الإيطالية، إنه الثأر لمقتل ابن الزعيم، و ليس ابن الزعيم كأبناء الفقراء ممن قتلوا سلفا...
وكما كان الموالون للقذافي ينفذون وصيته بالرقص و الغناء كل يوم و كل ليلة عند باب العزيزية ، فرحين بانتصارات الشعب المسلح على الجرذان سكنة مصراتة و مدن الجبل الغربي.....، جاء الدور على أبناء بنغازي ليفرحوا قليلا بمقتل نجل القذافي، اللهم لا شماتة.
التعليقات (0)