أستغرب من نزار كثيرا في طرحه للمواضيع فاما أن يكون جاهلا فتلك مصيبة و اما أن يكون متعمدا لتشويه الحقائق و هذا الأمر فضحناه في أكثر من مرة و طالبناه كثيرا أن يستند إلى الحقائق و أن يدعم رأيه بمصادر ذات مصداقية .
وفي عام 48 ق.م قام يوليوس قيصر بحرق 101 سفينة كانت موجودة علي شاطئ البحر المتوسط أمام مكتبة الإسكندرية بعدما حاصره بطليموس الصغير شقيق كليوباترا بعدما شعر أن يوليوس قيصر يناصر كليوباترا عليه، وامتدت نيران حرق السفن إلي مكتبة الإسكندرية فأحرقتها حيث يعتقد بعض المؤرخون أنها دمرت.[17]
في حين يذكر التاريخ كذلك أنه قد لحق بالمكتبة أضرار فادحة في 391 م عندما أمر الإمبراطور الروماني ثيودوسيوس الأول بتدميرها، ويطرح بعض المؤرخون نظرية أخرى أنه رغم حريق ثيودوسيوس الأول فان المكتبة قد صمدت حتى العام 640م، حيث يقول بعض المؤرخين أنها دمرت تماما إبان فترة حكم عمرو بن العاص لمصر بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب.[18] في حين ينفي مؤرخون آخرون أي صلة للمسلمين وعمرو بن العاص في حريق المكتبة حيث يقولون أن عمرو بن العاص دخل الإسكندرية في العام 642م في وقت لم تكن مكتبة الإسكندرية موجودة حتى يحرقها حيث يقولون انه ثبت أن مكتبة الإسكندرية تم إحراقها عن آخرها في زمن الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر عام 48 ق.م ".
المصدر : ويكيبيديا
و تضاربت الروايات و لم تثبت أي رواية دور عمر بن الخطاب في احراق المكتبة .
نجد ان بعض المؤرخين قد خاضوا فى فى مسألة احراق مكتبة الاسكندرية فنسبها بعضهم الى عمرو بن العاص وزعموا ان عمر بن الخطاب امر بأحراقها
وناقش هذه المسـألة كثير من الفرنجة مثل بطلر وسديو وجوستاف لي بون وغيرهم
ولكنهم لم يجزموا برأى فيها بل شكوا فى صحة هذا الادعاء وقالوا انها تخالف التعاليم الاسلامية
تعالوا معى لنعرف ماهى الاسس والادلة التى استند اليها المؤرخين الذين ذهبوا الى القول بأن احراق مكتبة الاسكندرية كان على يد عمرو بن العاص بأمر من الخليفة عمرو بن الخطاب:-
1- ان المسلمين كانت لديهم رغبة عظيمة فى محو اى كتاب غير القرأن والسنة
2- ان المسلمين قاموا بحرق مكاتب الفرس عند فتح بلادهم ؛كما ذكر ذلك حاجى خليفة فى كتابه كشف الظنون
3- ان هذه الروايه لم يروها ابو الفرج فقط( ابو الفرج اللطى هو مؤرخ نصرانى) بل رواها كذلك مؤرخان مسلمان هما ابن القفطى وعبد اللطيف البغدادى
4- ان احراق الكتب كان امر معروف وشائع يتشفى به كل مخالف ممن خالفه فى رايه او كل غازى عند فتحه لاى بلد وقد استشهدوا بذلك بأن عبد الله بن طاهر اتلف فى سنة 213هجريا كتبا فارسية من مؤلفات المجوس
وكذلك قام هولاكو بالقاء الكتب فى نهر دجلة
تفنيد الشبهات السابقة:-
1-ان المسلمين كانت لهم رغبة عظيمة فى محو اى كتاب غير القرأن والسنة
الدليل الاول :- غير مسلم به؛؛ فمن المعروف من أخلاق المسلمين انهم كانوا يحثوا على العلم
والكل يعرف انه بعد غزوة بدر كان فداء من لم يجد مالا يفدى نفسه ان يعلم عشرة من صبيان المسلمين
كما ان ابى الفرج نفسه ذكر ان سيدنا عمرو بن العاص كان يستمع لاقوال يوحنا النحوى وهو غير مسلم ويعجب به اشد الاعجاب مع العلم ان هذه الاراء كانت مسيحية
2- ان المسلمين قاموا بحرق مكاتب الفرس عند فتح بلادهم ؛كما ذكر ذلك حاجى خليفة فى كتابه كشف الظنون
الدليل الثانى:- لم نجد من المؤرخين من يذكر ذلك الاحاجى خليفة وهذا المؤرخ لا يؤخذ بكلامه فى المسائل التاريخية المتقدمة لانه توفى عام 1067هجريا فلو ان المسلمين احرقوا هذه المكاتب لذكر ذلك المؤرخون الذين تقدموا حاجى خليفة
3- ان هذه الروايه لم يروها ابو الفرج فقط( ابو الفرج اللطى هو مؤرخ نصرانى) بل رواها كذلك مؤرخان مسلمان هما ابن القفطى وعبد اللطيف البغدادى
الدليل الثالث:-احتمال ان يكون ابى الفرج وابن القفطى قد يكونوا أخذو هذه الروايه عن عبد اللطيف البغدادى الذى رمى عمر بهذه التهمة ولم يذكر لنا من اى تاريخ اخذ او من اى مصدر أستقى بل انه ذكرها عرضا فى سياق كلامه عن عمود السوارى وكذلك قد يكونوا اخذوا هذه الشبهة من مصدر بائد معاد للمسلمين
4-- ان احراق الكتب كان امر معروف وشائع يتشفى به كل مخالف ممن خالفه فى رايه او كل غازى عند فتحه لاى بلد وقد استشهدوا بذلك بأن عبد الله بن طاهر اتلف فى سنة 213هجريا كتبا فارسية من مؤلفات المجوس
وكذلك قام هولاكو التتارى بالقاء الكتب فى نهر دجلة
الدليل الرابع:- فلا يثبت دعواهم ؛ لانه على فرض صحة هذه الروايه ؛ فأن عبد الله بن طاهر كان متأخرا (213 هجريا) ولا يؤخذ عمله حجة على عمر بن الخطاب المتوفى سنه 23 هجريا
وهذا ان كان عبد الله بن طاهر قد احرق هذه الكتب فذلك لانها من كتب المجوس عباد النار
كما ان المسلمين يفرقون بين كتب المجوس وكتب النصارى واليهود
اليكم الان رواية ابى الفرج المؤرخ النصرانى والرد عبيها بأذن الله تعالى:-
((كان وقت الفتح رجل اكتسب شهرة عظيمة عند المسلمين ويسمى يوحنا النحوى وكان قسيسا قبطيا من اهل الاسكندرية وفى هذا الزمان اشتهر بين الاسلامى بيحيى النحوى وكان يعتقد اعتقاد النصارى اليعقوبية ويشيد عقيدة (ساورى) ثم رجع عما يعتقده النصارى فى التثليث ؛ فأجتمع اليه الاساقفة بمصر وسألوه الرجوع عما هو عليه فلم يرجع فأسقطوه من منزلته وعاش الى ان فتح عمرو بن العاص مدينة الاسكندرية ودخل على عمرو وقد عرف موضعه من العلوم فأكرمه عمرو وسمع من الفاظه الفلسفية التى لم يكن للعرب بها انسة ما هاله ففتن به وكان عمرو عاقلا حسن الاستماع صحيح الفكر فلازمه وكان لا يفارقه ثم قال له يحيى يوما :- انك قد احطت بحواصل الاسكندرية وختمت على كل الاشياء الموجودة بها . فمالك به انتفاع فلا اعارضك فيه ؛ ومالا انتفاع لك به فنحن اولى به
فقال له عمرو :- وما الذى تحتاج اليه ؟
قال :- كتب الحكمة التى فى خزائن الملوكية
فقال له عمرو :- لا يمكننى ان أمر فيها الا بعد استئذان امير المؤمين عمر بن الخطاب .
وكتب الى عمر وعرفه قول يحيى
فورد عليه عمر كتاب يقول فيه :- واما الكتب التى ذكرتها فأن كان فيها ما يوافق كتاب الله ففى كتاب الله عنه غنى
وان كان فيها ما يخالف كتاب الله ؛ فلا حاجة اليه فتقوم بأعدامها
فشرع عمرو بن العاص فى تفريقها على حمامات الاسكندرية واحراقها فى مواقدها ؛ فاستنفذت فى ستة اشهر ))
هذا غير معقول بالطبع ؛ فضلا عن ان عمرو لو اراد ان يدمر المكتبة لاحرقها فى الحال ولم يتركها تحت رحمة اصحاب الحمامات ؛ والا لتمكن يوحنا الذى بنى ابو الفرج روايته عليه من اخذ ما يلزم من الكتب بثمن بخث .
2-ذكر ((بطلر)) ان يوحنا مات قبل استيلاء العرب على الاسكندرية بثلاثين او اربعين سنة ... وان صح هذا كان معناه دحض ما جاء بهذه الروايه خاصا بيوحنا النحوى . واذن تنهدم الروايه والحادثة من اولها الى اخرها
3-ان روايات عبد اللطيف البغدادى وابن القفطى وابى فرج ظهرت بعد ستة قرون من وقوع هذه الحادثة فلو سلمنا جدلا بصحتها لما مر عليها مؤرخان شهيران تقدما عبد اللطيف البغدادى وابا الفرج وهما اوتيخا المتوفى سنة 311 هجرياويوحنا اسقف نيقوس من غير ان يتعرضا لها وتاريخهما عن مصدر من اهم المصادر التى يعتمد عليها ؛ فضلا عن انه لم يذكر هذا الخبر احد من المتقدمين كابن عبد الحكم والبلاذرى واليعقوبى والطبرى حتى جاء عبد اللطيف وابن القفطى وابو الفرج فى القرن السابع للهجرة فذكروها
فلو انها حقيقة اصلا لتعرض لها هؤلاء المتقدمون
4 - ان هذه المكتبة قد اصابها الحريق مرتين :-
الاولى : على اثر حريق اسطول يوليس قيصر 48 قبل الميلاد
والثانية : فى عهد القيصر تيودوسيس
5 - ان قول اورازيوس انه وجد رفوف المكتبة خالية من الكتب عند زيارته مدينة الاسكندرية فى اوائل القرن الخامس الميلادى يثبت عدم وجود هذه المكتبة قبل فتح المسلمين مدينة الاسكندرية . وعلى ذلك فان الكتب التى كانت بالمكتبة من عهد البطالسة لم يبق لها اثر منذ اواخر القرن الرابع الميلادي اى منذ عهد الامبراطور تيودوسيس
كما انه لم يرد ذكر فى الاداب فى القرنين السادس والسابع
6- من المعروف ان حالة مصر قبيل الفتح الاسلامى _اى فى عهد الامبراطور دقلديانوس _ فى تخلف شديد فى كافة المجالات فى الزراعة والصناعة والعلوم والمعارف فمن البعيد اذن ان يهتم الناس بأعادة هذه المكتبة الى حالها الاول
6 - ان التعاليم الاسلامية تخالف رواية ابى الفرج (وعبد اللطيف البغدادى )
لانها ترمى الى عدم التعرض للكتب الدينية _ اليهودية او النصرانية _ وكذلك غيرها لانه يجوز ان ينتفع بها المسلمون ومن هنا يتضح ان هذه الروايه منافية للمسلمين
7 - اذا ثبت ان المسيحيين احرقوا هيكل سيرابيس فمن المعقول ان النيران التهمت ما فيه من الكتب فلم تبق
عليها ولم تذر
8 - وأذا افترضنا جدلا ان هذه المكتبة ظلت الى الفتح الاسلامى فأنه لم يكن ثمة ما يمنع من نقلها الى القسطنطينية على ايدى الروم فى اثناء الهدنة ( هدنة الاسكندرية او مهاهدة الاسكندرية)
إذا الأجدر بمن أراد أن يسرد واقعة تاريخية أن يقرأ التاريخ أولا و ألا يلقي الكلام و يغمض عينيه ظانا أنه باغماض عينيه لن يراه الناس .
التعليقات (0)