مواضيع اليوم

ابنتي انقذت حياتي

ربنا يسهل

2012-01-11 14:13:40

0


لولا لين ابنتي الصغيرة لكنت اليوم ريما مخطوفة في ليبيا مع صديقي التونسي مراسل قناة الجزيرة لطفي المسعودي او ربما كنت قد قتلت في العراق او ربما بترت ساقي في جنوب لبنان ..قبل لين لم يكن يؤرقني قلق امي علي بقدر ما يؤرقني ان لا اكون في ساحة الميدان انقل الحدث وهم الناس الى اوسع شريحة في العالم..لا شيء يؤلم الصحافي اكثر من ان يقف مكبل اليدين امام فاجعة تجري في العالم فلا يتحرك بقلمه وكاميرته ليقوم بواجبه..لا شيء يسير الصحافي اكثر من حسه الاعلامي ولا يؤرقه غير الخوف من ان لا يحسن اتمام وظيفته ويحقق الهدف بنقل الصورة الى الرأي العام.
قبل اشهر قليلة كنت قد هنأت لطفي بمولوده الجديد اصبح ابا لا بد ان حياته تغيرت منذ ولادة صغيره ,وامس نمت على خبر خطف فريق عمل تابع للجزيرة بينهم صديقي لطفي ,امضيت ليلي افكر بابن لطفي ,هل يعود لطفي لرضيعه ؟ ما قيمة ليبيا وخبر ليبيا وتقرير من ليبيا امام حرمان كيكو من ابيه..عدت الى صور لطفي مع كيكو يلعب معه يدلعه يغنجه يضحكان معا ويرحل لطفي الى حسه الاعلامي وواجبه المهني ..هو مذيع رياضي في خلفية صحافية وسياسية متينة . لا شك انه طلب من الجزيرة ان يكون بين مراسليها ..ثورة الياسسمين في بلاده دغدغت مشاعره فاراد ان يلتحق بالميدان في ليبيا ..طل الصباح وكيكو في بالي وانام اليوم ولين في بالي فانا ام واليوم عيد الام ,انه عيدي انا الذي تغلبت امومتي على حسي الاعلامي واصبحت ابنتي الحدث ولا مهمة توازيها ..مع ولادتها مات الحس الصحافي المشتعل في داخلي وولد شيءاخر , امر ما لا يمكن وصفه ,اصبح للحياة طعم اخر وهدف اخر لم اعد اريد تغيير العالم او نقل هموم البشر ..عالمي هو ابنتي والبشر اراهم في عينيها , وهمي ان لا يكون لها هما..علي ان احافظ على صحتي اهتم بنفسي اقود السيارة بهدوء لا مكان للمجازفة ولا وقت للمخاطرة ..علي ان اعيش لها ..حياتي اصبحت ثمينة ولا قضية اهم من ابنتي ..لم يعد لا يصيبنا الا ما كتب الله لنا ,شعاري عندما اركض مع دفتري الى محطة الكهرباء ننتظر قصفها من القوات الاسرائيلية بعد انعقاد جلسة للحكومة العسكرية المصغرة ..ولم يعد اخفاء مهمة في الجنوب عن امي امر عادي روتيني . ولا تدغدغ مشاعري المهنية كل قضايا العالم , لم الهث لاغطي حرب العراق ولم اصارع لاكون في ليبيا ولا اريد ان اذهب الى اليمن واكتفي بان اراقب مصر من جهاز التفلزيون .اصبحت اما اخاف على نفسي وروحي ولي قضية صغيرة عليها ان تكبر وتتعلم وتحيا بحضن امها وتحت جناحها..عودها طري وروحها غالية عذرا من الجميع روحها بالنسبة لي اغلى من الجميع ..كنت التقط صور الجرحى والقتلى لم اعد قادرة ان اشاهد فيلما سينمائيا فيه قتلى ودم ,,لم يكن شيئا يبكيني والان اتفه الاسباب تغسل وجهي بالدموع ..اعقل وتوكل شعاري منذ ان جاءت لين ..تبدلت حياتي خرجت من بطني روحا جديدة اصبحت اما , ولطفي اصبح ابا سيعود حتما الى كيكو ..لولا صغيرتي لكنت اليوم مع لطفي, شكرا لين انقذتي حياتي ...
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !