مواضيع اليوم
إبراهيم ناجي كتب الأطلال بعد وفاته! |
google.. لم يخطيء لكنه فضح الأخطاء متي ولد لطفي بوشناق ومتي رحلت أسمهان عن عالمنا؟! بقلم: حسن توفيق كنت قانعاً بالإقبال علي الكتاب المطبوع وباقتناء ما يسمونه النسخ الورقية من الجرائد والمجلات الأدبية والثقافية التي تهمني.. ظل الأمر علي هذا النحو، إلي أن بدأ أصدقائي - في جريدة الراية وخارجها - يدفعونني دفعاً إلي متابعة الإنترنت .. مؤكدين أن هذا الإنترنت الذي يداعبونه ويدللونه ويسمونه النت سيوفر لي أموالاً طائلة أدفعها كل شهر لقاء ما أشتريه من كتب وجرائد ومجلات.. ممن دفعوني دفعاً لمتابعة الإنترنت الأصدقاء سامح مصطفي وعبد الكريم حشيش وحسني المنشاوي من الراية إلي جانب الشاعرات بيانكا ماضية وفاتحة مرشيد وبديعة كشغري، وقد منحت هؤلاء جميعاً لقب أساتذتي الإجلاء رغم أنهم من الجيل التالي للجيل الذي أنتمي إليه، لكني لم أصل إلي درجة الاستسلام الكامل لهم رافضاً حكاية من علمني حرفاً صرت له عبداً . مرحلة أخري جديدة قطعتها في طريق محو أميتي الإلكترونية، حين قررت أن أنافس صديقي الغالي الشاعر المبدع محمد بن خليفة العطية في إنشاء موقع الكتروني خاص بي، وقد شجعني خلال هذه المرحلة إنسان لبناني بشوش هو المهندس سمير علي عزام - مدير مكتب الدوحة الدولي لتصميم وإنشاء المواقع الإلكترونية، وهكذا أخذت أتردد علي هذا المكتب لأتابع ما يقوم به الشابان وسيم مصطفي وعلي جاد فيما يتعلق باختيار وتعديل ما يتناسب مع موقع شعري لي وللصديق محمد بن خليفة العطية. لم أبتعد بالطبع عن الكتاب المطبوع ولا عن النسخ الورقية من الجرائد والمجلات، لكني لاحظت أني أصبحت أقضي وقتاً لا بأس به أمام شاشة الكمبيوتر للتعرف علي بعض المعلومات بصورة سريعة من خلال google علي وجه التحديد، وهنا اكتشفت أمراً لا بد أن أنبه إليه أصدقائي الذين أسميهم أساتذتي الأجلاء ! google مجرد ناقل أمين ودقيق للمعلومات المتعلقة بمختلف المجالات، لكنه مثل ناقل الكفر رغم أنه ليس كافراً، ولكي أوضح الأمر أقول إني قد تابعت معلومات عديدة تتعلق بالشعر والشعراء والفن والفنانين، فوجدت أنها تتضمن أخطاء فادحة بل فاضحة، فعلي من تقع مسؤولية هذه الأخطاء؟.. علي google نفسه أم علي الذين نقل عنهم ما قدمه من معلومات؟! ودون أية محاولات من جانبي للدفاع عن google أقول ببساطة إن ناقل الكفر ليس بكافر، وفضلاً عن هذا فلا بد أن أردد الجملة القانونية الشهيرة القانون لا يحمي المغفلين وهم هنا أولئك الذين يصدقون كل ما يتابعونه من معلومات، حتي لو كانت متناقضة مع بعضها أو كانت الأخطاء الفادحة والفاضحة متسربة، بل متغلغلة في ثنايا سطورها!. من خلال ناقل الكفر الذي ليس بكافر تابعت المعلومات المتعلقة بكوكب الشرق أم كلثوم وإذا بي أبتعد عن شاشة الكمبيوتر من هول الصدمة التي تلقيتها حيث وجدت في أدب وفن معلومة عن قصيدة الأطلال الشهيرة، وورد في هذه المعلومة بالحرف الواحد.. الأطلال إحدى أجمل أغاني أم كلثوم نشرها الشاعر إبراهيم ناجي عام 1955 ضمن ديوانه إلا أن أم كلثوم لم تغنها إلا عام 1966 بعد وفاته !!. بكل تواضع، أقول إني قد كتبت عن إبراهيم ناجي عدة كتب وعشرات المقالات والدراسات، وما أعرفه ويعرفه سواي من المهتمين أن هذا الشاعر الرقيق والكبير قد رحل عن عالمنا يوم 24 مارس سنة ،1953 فكيف يمكن أن يكون قد كتب رائعته الأطلال سنة 1955 أي بعد وفاته بسنتين؟! أقول لأبناء الجيل الجديد ممن أصبحت عيونهم مسمرة أمام شاشات الكمبيوتر إن ناجي لم ينشر النص الكامل لقصيدة الأطلال إلا في ديوانه الثاني ليالي القاهرة الصادر سنة 1950 عن مكتبة الأنجلو ومطبعة الفكرة، لكنه نشر مقطوعات متفرقة من الأطلال علي صفحات مجلة الرسالة التي كان يرأس تحريرها الكاتب الراحل أحمد حسن الزيات في أواسط الأربعينيات من القرن العشرين الغارب، وقد كتبت تواريخ نشر هذه المقطوعات بالتفصيل في مقدمة الأعمال الشعرية الكاملة لناجي والتي قمت بتحقيقها ودراستها.. وبكل بساطة أقول إن ناجي لم يكتب الأطلال بعد رحيله عن عالمنا!. بعد الدعوة الكريمة لتناول الغداء علي شرف الفنان الجاد الملتزم لطفي بوشناق والتي دعاني إليها الأستاذ المبروك المعداني - أمين مكتب الاخوة العربي الليبي لدي قطر - قمت بمراجعة ومتابعة المعلومات التي نقلها google عن لطفي بوشناق فاكتشفت أن موسوعة ويكيبيديا قد قالت بالحرف الواحد هو فنان وعازف عود تونسي ولد سنة 1952 في العاصمة تونس أما فادي مطر فقد قال بالحرف الواحد كذلك لطفي بوشناق هو من مواليد تونس عام 1954.. .. أي التاريخين هو الصحيح.. متي ولد لطفي بوشناق علي وجه التحديد؟!. أما المطربة الشهيرة أسمهان والتي كنت وما زلت واحداً من عشاقها المخلصين، فلها حكاية أخري مبثوثة ضمن المعلومات التي نقلها google ففي صفحة مكتوبة عنها باللغة الفارسية نعرف أنها قد ولدت سنة 1912 ورحلت عن عالمنا سنة 1922 أي أنها - إذا صدقنا الخطأ - قد عاشت عشر سنوات، أبدعت خلالها ما أبدعت.. وتزوجت وأحبت بدل المرة مرات.. وأنجبت طفلة ما تزال علي قيد الحياة.. لم تعد طفلة بالطبع.. أطال الله عمرها. باعتباري واحداً من عشاق الصوت النادر الرائع- صوت أسمهان، وممن قرأوا كتباً عديدة عن حياتها وعن إبداعاتها، أقول إن أسمهان قد رحلت عن عالمنا، عندما انقلبت بها السيارة التي كانت تقلها بالقرب من مدينة المنصورة في مصر، وذلك في العاشرة من صباح يوم 14 يوليو سنة 1944. لو شئت أن أعدد الأخطاء المبثوثة ضمن المعلومات التي نقلها google لاضطررت لأن أملأ صفحات تلو صفحات، ومرة أخري فإني لا أدافع عن هذا الموقع، لكني أقول إن ناقل الكفر ليس بكافر، وأردد - من جديد - إن القانون لا يحمي المغفلين!. إذا كنت قد طاوعت أصدقائي الذين يريدون محو أميتي الالكترونية، وأسميهم أصدقائي الأجلاء، فإنني أتمني - بدوري - ألا يستسلموا لكل المعلومات التي تنقلها المواقع الالكترونية. إذ لا بد أن يعودوا - مثلما يفعل أبناء جيلي - إلي الكتاب المطبوع، وأن يدربوا أنفسهم علي اكتشاف الخطأ من الصواب فيما يتلقونه من معلومات عبر شاشات الكمبيوتر. الدقة مطلوبة.. والدقة سمة من سمات أية حضارة، قديمة كانت أم حديثة.. أي خطأ بسيط أثناء بناء الأهرام في مصر القديمة كان سيتكفل بانهيارها دون جدال.. وأي خطأ حتي لو كان تافهاً يمكن أن يحول سفينة الفضاء إلي ركام هائل، تشتعل فيه النيران!. أظن أنه من الضروري حقاً أن نلغي من قاموسنا تعبيرات شائعة باللهجة العامية المصرية، منها يا عم.. سيبك و هي الدنيا طارت و معلهش غلطة بسيطة وتحياتي للجميع من أبناء جيلي الذين يتابعون الكتاب المطبوع وأبناء الجيل التالي الذين يستسلمون للكمبيوتر دون سواه!. magnoonalarab@yahoo.com |
التعليقات (0)