كنت اتساءل في نفسي :ايهما افضل هل نترك البيئة السيئة ؟ ام نصبر عليها ونتحمل سلبياتها ؟. واعني بالبيئة المكان الذي نصرف فيه اوقاتنا وجهودنا كمكان العمل. وسائر الامكنة.. ولكن مع البحث والتجربة انتهيت قبل فترة من الزمان إلى حقيقة كانت لها عظيم التأثير في حياتي الشخصية.
يعتقد كثيرا من الناس . ترك البيئة السيئة نوعا من الهروب. ولكنني ارى غير ذلك تماما. إذ تعلمت من صنوف التجارب الشخصية مع الأمكنة المختلفة. إن البيئة لها عظيم التأثير في مستقبل الإنسان وتشكيل قيمه وسلوكه ونظرته للحياة وطريقة تعامله مع مفرداتها. واغلى ما يملكه الإنسان هو الزمن وطاقاته الجسدية والمعنوية وقيمه افكاره.
وكلنا نتفق على أننا نصرف اوقاتا وجهودا هائلة في بعض الأمكنة. ونتأثر معنويا وفكريا بالأشخاص الذين نتعامل معهم في تلك الأماكن من خلال سلوكياتهم وكلامهم. ولو اننا لبثنا فترة طويلة في بيئة سيئة سوف نصرف جهودا هائلة ومضنية واوقاتا طويلة من اعمارنا المحدودة. ونعاني فيها من ضغوط نفسية رهيبة .
وخصوصا لو كان يسود فيها اناس منحطين أخلاقيا ومتشائمين سوف نتأثر بسلوكياتهم ونظرتهم للحياة. وفي النهاية مهما استفدنا من ذلك المكان لا يساوي شيئا بالمقارنة إلى اوقاتنا الثمينة وطاقاتنا الهائلة التي صرفناها في ذلك المكان وناهيك من المعاناة النفسية والجسدية. وهنالك شواهد كثيرة تؤكد بأن الإنسان يتٱثر بالناس الذين يتعامل معهم. لذا من الممكن ٱن تتأثر بهم وتصبح قريبا منهم من حيث القيم وطريقة التفكير. وأن كانوا ضعاف الهمة لعلك ستصبح مثلهم. وإن كانوا متشائمين لعلك تغدو متشائما مثلهم.
السؤال هنا ماذا علينا أن نفعل لو وجدنا انفسنا في بيئة سيئة ؟
اولا يجب علينا أن نطرح على انفسنا بعض الأسئلة. هل انا ملزم في البقاء في هذا المكان ؟ وهل هناك إمكانية لتغيير هذه البيئة ؟
إذا وجدت نفسك ملزما في البقاء في تلك البيئة عليك أن تصبر وتضع امامك خطة عملية للخلاص من قيود الحاجة الملحة لهذا المكان وتستمر فيه حتى تنتهي من ذلك.
وفي حال وجدت نفسك غير ملزما في البقاء في تلك البيئة عليك أن تتركها وتذهب إلى بيئة افضل. وإذا لديك خيارات اخرى عليك أن تلجاء الى مكان آخر ضمن خياراتك المتوفرة.
اما التمسك بأهداب بيئة سيئة والبقاء فيها بحجة ترك المكان نوع من الهروب فهذا يعد ضربا من ضروب الضعف في الشخصية وعدم القدرة على اتخاذ القرار والجهل بقيمة المرء لنفسه الذي كرمه الله على سائر المخلوقات فالإنسان هو سيد الكون والظروف والاماكن ولهذا يجب علينا أن نتحرر من قيود الأماكن والظروف ونحن نتحكم بها لا هي.
اعطي لنفسك قيمة ولا تجبر نفسك في البقاء في بيئة سيئة او في وسط اشخاص سلبيون او مهنة سيئة والجاء الى الأفضل والأحسن والأكثر فائدة لك.
الله سبحانه تعالى من رحمته وضع امام الإنسان خيارات كثيرة ووفرة من الفرص والأماكن الجيدة هنالك ملايين الناس الطيبون والمؤسسات والشركات ومئات المدن الجميلة وعشرات الدول الآمنة والغنية.
الخير هو الأكثر في العالم والشر هو الإستثناء. وليس هناك اي مسوغ منطقي يجعلنا نضيع اعمارنا في الإستثناء السيء ونترك الوفرة الهائلة من النعم والفرص العظيمة.
التعليقات (0)