بعد الحاج احمد ادعوكم لنكون مع الحاج ابا احمد
مع بداية هذه المدونة ياصيد اولا _فلسطين قبل اقل من عام كنا مع الحاج احمد عبد الرحيم مشاقي يومها وهو ابن (88) عاما لاحقته الكاميرا وهو يقتلع زيتونه بعيدة عن بيته أكثر من كيلومتر لينقلها بعزيمة الشباب إلى حيث حديقة المنزل ..وقلنا يومها هذا هو الختيار الياصيدي يعشق الأرض ويعشق الزيتون أكثر ...يمكن الرجوع للموضوع على الرابط
واليوم كانت لنا حكاية أخرى هنا في قرية ياصيد الصغيرة ألوادعة ليس مع الحاج احمد وإنما الان ما الحاج المرحوم ابا احمد ""يوسف مصطفى ظاهر "الذي غادرنا قبل ساعات الى رحمته تعالى وهو بمنتصف العقد السابع من عمره .. غادرنا وهو صائم وبعد ان اتم ختم القران الكريم بعد صلاة الفجر صباح اليوم وخرج قبل ان يشتد الحر آملا ان يعود قبل ان يطير الندى ولكن لم يعد الا محمولا وقد فارق الحياة وكان اخر ما شاهد
تلك الأرض وشجرة الزيتون التي أحب وزرع ...
طبعا هذا الكلام ليس بغريب ولا من الخيال ولا يحتاج الى تنميق او سبق صحفي ..ولكن ...ما قصة هذه الأرض التي توفي فوقها الحاج ابا احمد اليوم ...
للحاج ابا احمد ثلاثة اخوة الأصغر واسمه عبد الحفيظ خرج قبل النكسة وطاف العالم ولم يعد والأكبر ابا فوزي توفي منذ ثلاث عقود وهو يؤدي فريضة الحج في السعودية ودفن هناك وفي العام الماضي توفي أخيه الأكبر منه أبا محمود تتكون أسرة أبا احمد من اثني عشر فردا سبعة منهم ذكور ثلاثة منهم بالغربة والبقية مقيمن هنا على ارض الوطن في ياصيد
وأربع من البنات وجميعهم متزوجون وبدأ بتزويج الأحفاد منذ سنين ..زوجته الحاجة ام احمد على قيد الحياة أطال الله بعمرها .
وكغيره كان ابا احمد مجتهدا في حياته لم يتدخل بشؤون احد واهتم بالزراعة وكل الأرضي التي ورثها عن ابيه مع اخوته او اشتراها مزروعة بالزيتون ...وهذه الارض لم تطال طموح الحاج فكانت له حكاية اخرى ،فمع بداية السبعينات من القرن الماضي توجه الى قرية بيت امرين وسأل عن المغتربين هناك وعرض تعمير الأرض وأخذها على القسمة ثلث له وثلثان لأصحاب الأراضي الحقيقيين ...وبدأ يحفر الأرض ويعمرها مستخدم الفأس لم يلجأ لدوله مانحة ولم يكن معه أجرة جرافة او حتى جرار وإنما إرادة وتصميم وتحدي ووطنية نعم حب الأرض ...وغار الجار وفعل كما فعل ابو احمد وتبع خطاه واصبحت بعد سنوات مساحات واسعة من الارض تتحول من ملساء بور خاربه الى ارض تكسوها أشجار يانعة خضراء معمره مثمره ليست ككل الشجر انها شجرة الزيتون ..انه الحاج ابو احمد امتلك أرضا بعد خمسة عشر سنه تعادل كل الاراضي التي ورثها عن أبيه مع إخوته وأصبح يشار الى ابا احمد بأنه منتج للزيت في ياصيد وأصبح يتكلم عنه التجار ومن يضمنون الزيتون ويقطفون كانت شروطه واضحة يمنع استخدام العصا والجدادات وكان يمنع ان تحرث الشجرة على التركتور وانما على الخيل او الحمير ومن قوانينه رحمه الله ان من ينظف الساق أو عرق الزيتونة يجب ان يستخدم الفاس بلطف ويجب ان يكون ظهره باتجاه الساق حتى يتجه التراب نحو الساق وليس بعيدا عنه كان يجمع السماد الطبيعي من اصحاب حظائر الحيوانات ليرشها تحت الشجر كان يدلل الزيتونة أكثر من دلاله لأبنائه وأحفاده وزوجته ..
على تلك الأرض التي كانت في منطقة جرداء بور وعره بين القرى الثلاثة ياصيد وبيت امرين وعصيره الشمالية وفي وقت كان المحتل الاسرئيلي يبحث عن الأرض المهملة ليصادرها ..كان الحاج ابا احمد يقف لهم بالمرصاد بأفكاره العفوية وحبه اللامتناهي للأرض ..لسان حاله نحن نعشق الأرض ونحن نعشق الزيتون اكثر لا نحتاج الى شعر محمود درويش ولا كل المقالات التي تتغنى بالأرض والزيتون نحن الأرض مزروعة فينا كما الزيتون ...ويبقى ابا احمد مخلصا للأرض التي لم تلهه عن عباده ولا عن فرض ولم يمنعه الصيام ولا الحر رغم تجاوزه العقد السابع من ان يقول لكل من اغترب ا خ او ابن او حتى جار وان جار للقريب والبعيد هنا كان قدرنا ان نعيش وبكرامة وهنا ونحن واقفون نموت ..رحم الله الحاج ابا احمد رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته ولتكن قصة تمسكه بالأرض وشجرة الزيتون أنموذجا لنا جميعا ..والحمد لله رب العالمين ....
عوني ظاهر
الرابع عشر من رمضان 1431هـ
التعليقات (0)