مواضيع اليوم

االهوية الثقافية المصرية

طالبه تخشى الموت

2010-12-01 21:01:26

0

الهوية المصرية القديمة ( الفرعونية)

أولاً: الديانة المصرية القديمة:

الديانة المصرية القديمة كانت وثنية، وهي من أقدم صور الديانات الوثنية، وكانت لها خصوصية، ولقد وصفت الحكمة والديانة المصرية القديمة بأنها فجر الضمير Down of Conscience (وهو عنوان كتاب لعالم المصريات هـ . بريستيد)، وكان للخيال الخصب الذي إمتاز به عقل المصري دور مهم في تصوير الآلهة على أشكال مختلفة(1). والشعب المصري هو أول شعب يصل إلى الوجدانية في العالم، وقد توصل إلى فكرة التوحيد والبعث من خلال التعامل مع الأرض وحياة النماء، وربط الطبيعة بهذا كله حيث ر بط مصيره وحياته بالشمس وتصور رحلة الشروق والغروب، وتوصل إلى أن الإنسان ينتقل بعد مماته إلى عالم آخر(2).
وكان للديانة المصرية جانبان: جانب داخلي يتم داخل المعبد، وجانب خارجي يتم في الساحات وأمام المعابد ويشترك فيهخ عامة الشعب. وكان لكل معبد الأعياد الخاصة به التي كانت تتضمن كذلك الأحداث الكبرى للمدينة. وكان خدم الإله لا ينسون أعياده فيأتون من الضواحي، وكانت الجعة (البيرة) تصنع تكريماً للإله، وكانوا يجلسون فوق المنازل في نسيم الليل ويدور اسم الإله فوق سطوح المنازل، وكان الشعب يتدهن ويتناول المشروبات، وكانت الأعياد إحتفالات لتخليد أحداث معينة من قصص الآلهة، وكانت تمثل أمام الشعب في مناسبات مختلفة، وقد كانت تمثل أحياناً على هيئة مآسي حقيقة مثل: إيزيس وأوزوريس(3).

ثانياً: الأزياء:

كانت الملابس في الدولة الفرعونية تصنع من الكتان ،وكان أحب الألوان إلى المصري القديم"الأبيض".وأحب المصريون التزين؛فلبس الرجال،والنساء العقود،ولأقراط،والخواتم،والأساور(4).

ثالثاً:الرياضة:

أهتم المصريون القدماء بالرياضة؛فكانت المصارعة هي الرياضة الأولى،وكانت تقام في الهواء الطلق،و كذلك عرفوا المبارزة،وكانت تتم بعصى قصيرة،وأهتموا كذلك بالألعاب التي تحتاج إلى التفكير،وتعتمد على الحظ؛فكانت هناك لعبة شبيهة بالشطرنج.وولعوا كذلك بالصيد؛فكانوا يصطادون الوعول،والغزلان،والأبقار الوحشية،والأسود الكاسرة.وكان الأمراء،والنبلاء يصطادون بعصى الرماية(5).

رابعا:ً الفنون التشكيلية

عبر الفنان المصري القبطي القديم عن الطبيعة في الرسوم الآدمية والحيوانية وسعى لتجديدها، هو مسيحي مخلص كره الماديات واتجه إلى الرموز. وظهر النسيج القباطي، وهو الإسم الذي أطلقه العرب على النسيج المصري اتلذي حاز شهرة كبيرة نسبة إلى أقباط مصر. واحتفظ الأقباط في بناء كنائسهم وأديرتهم بخصاائص فن العمارة الفرعونية في المعابد، ومنها: سمك الحوائط وقلة الفتحات والنوافذ وبروز الزخارف الظاهرة على النوافذ المغطاة بالزجاج الملون(1).

خامساً: الموسيقى:

عرف المصريون القدماء بحبهم للموسيقى، وإقبالهم عليها، ويستوي في ذلك العامة والخاصة، كما احتلت مكانة رقيقة في قلوبهم. وقد ولع المصريون بتناول الطعام على نغمات الموسيقى، كما انتشرت عادة إحضار فرقة موسيقية كاملة لتعزف للضيوف وتساهم في الرقص والغناء أثناء الحفلات. وقد تكونت هذه الفرق في بادئ الأمر من الرجال ثم إزداد بمرور الأيام عدد النساء في تلك الفرق حتى إقتصر بعضها عليهن فقط. كما كان للموسيقى مكانتها في المعبد عند إقامة الشعائر الدينية وكذلك في الجنازات والأعياد والحفلات العامة(2).
وقد امتلأت النقوش الخاصة بالمعارك الحربية بصور الجنود ينفخون في الأبواق أو يقرعون الطبول. كان للموسيقى المصرية القديمة طابعها الخاص وذوقها الرفيع الذي أثار إعجاب الزائرين الأجانب وخاصة الإغريق. وكان المصري القديم يغني في البيت وأثناء العمل وقد دونت أغاني كثيرة على البردي، أو نقشت بجوار الصور، وهي تعبر عن الأغاني العاطفية وأغاني العمل أو الصيد والأناشيد الدينية(3). واهتم المصريون بإقامة الإحتفالات التي تعددت وتنوعت حيث كانت هناك أعياد رأس السنة والربيع والفيضان والبذر والحصاد ومواكب آمون، والإحتفال بتتويج فرعون وجلوسه على العرش(4).
وتطورت الآلات الموسيقية خاصة في عهد الدولة الحديثة، ومن أهمها: المزمار، والطبول. والغناء عرف منه نوعان: الفردي والجماعي: ففي الفردي يقوم المغني بالغناء بمصاحبة الموسيقى، أما في الجماعي فتغني مجموعة من المنشدين يصاحبهم التسفيق بالأيدي. وارتبط الرقص بالموسيقى والغناء وتنوعت ألوانه، فكان هناك: رقص السمر الذي تتمايل فيه الفتيات في خفة ورشاقة، والرقص الإيقاعي الذي يشبه الباليه، والرقص الديني، وكان يمارس في المناسبات والأعياد الدينية وعند تشييع الجنازات، والرقص الحركي والرياضي، وكان يتم بمصاحبة الموسيقى(5).

سادساً: الحياة الثقافية:

كانت الإسكندرية مركزاً للعلم والفن في العصر الروماني، وظلت جامعتها تجذب العلماء وتزداد شهرتها خاصة في الطب، وازدهرت بها علوم الهندسة والميكانيكا، والجغرافيا والتاريخ، والفلسفة. ومن أشهر فلاسفة الإسكندرية الفيلسوف "أفلوطين" الذي عاش في القرن الثالث الميلادي، وهو مصري من أسيوط، وقد سافر مع الجيش الروماني إلى الشرق، ليقف على حكمة الهند وبلاد فارس، ولذلك جمعت فلسفته بين الفكر الإغريقي والفكر الشرقي(6).
وفي الحقبة القفبطية شغلت السيحية الناس، وانتشرت اللغة القبطية بوصفها لغة وطنية، وأصبحت الإسكندرية حاضرة الثقافة والعلم والأدب والفن. ووجدت بها مكتبات خاصة يملكها أفراد يتم إعارة ما بها للقراء. وكان بها دار خاصة للدراسة والبحث أطلق عليها (الموسيون)، ومعناها (ربات الفنون التسعة)، وألحق بها مكتبة كبيرة جمعت معظم تراث الإنسانية، وبلغ عدد لفائف البردي التي دونت عليها الكتب 700 ألف لفافة(1).
وظهرت مدارس عامة شملت الدراسة فيها: الفلسفة والنحو والطب والنقد، كما كان لمدارس الأديرة دور هام في تعليم أبناء الشعب، أو تعليم الرهبان أنفسهم. وظهر في هذه الفترة أدب العظات الذي اتخذ شكل مواعظ تتعلق بالأمور الدنيوية، كما ظهر أدب الحكمة، وشمل الأدب قصص القديسين وشرح الأناجيل وتراجمٍ شهداء الأقباط، وكان الغرض منها العظة والحث على الفضائل ومكارم الأخلاق. واشتهرت مدرسة الطب بالأسكندرية وشهدت مجموعة من الأطباء البارعين، مثل: بازيليكوس، سرجيوس، واتيكيوس. وقد وفد إليها الطلاب من كل مكان(2).
ودرس في الأسكندرية إلى جانب الفلسفة والطب الفقه في علوم الدين المسيحي والأدب والشعر والفلك والتنجيم والجغرافيا، وعلم التاريخ الذي حاز قدراً كبيراً من الإهتمام، ومن أشهر المؤرخين في الحقبة القبطية حنا النفيوس(3).

سابعاً: الحكم والأمثال:

ظهرت الحكم والأمثال عند المصريون القدماء، حيث اشتهروا بالحكمة، ومن هذه الحكم والأمثال:
• "لا يداخلنك الغرور بسبب علمك، ولا تتعالى على الناس، استشر الجاهل كما تستشير العالم، لأنه ما من أحد يستطيع أن يصل إلى آخر حدود الفن ولا يوجد الفنان الذي يبلغ حد الكمال."
• "كن أميناً جداً وبلغ الرسالة كما قالها لك صاحبها، ولا تخفي شئياً مما قاله، وتمسك بأهداب الصدق، ولا تتخطاه حتى ولو كان ما تقوله لا يرضي الغير."
• "إذا أردت أن يحسن خلقك وتصون نفسك من كل سوء، فاحذر الطمع فهو مرض عدو لدود .. إنه حزمة جمعت كل أنواع الشرور، وجعبة ملئت بكل شيئ بغيض، ما أطول حياة الإنسان، وما أسعده إذا كان متحلياً بالإستقامة، فإن من يلتزم بذلك يكون غني النفس، أما الشخص الجشع فلن يكون له قبر (أي لن يحظى بالخلود)."
• "ضاعف الطعام الذي تعطيه لأمك، واحملها كما حملتك، لقد كنت عبئاً ثقيلاً عليها، ولكنها لم تتركك وظلت مرتبطة بك، وكان ثديها في فمك على مدى ثلاث سنوات كاملة. ورغم أن برازك كريه تتقزز منه النفس، فإنها لم تتقزز منك، ولم تتوان عن خدمتك، إنها أدخلتك المدرسة عندما ذهبت للتعلم الكتابة، وظلت تذهب من أجلك كل يوم تحمل إليك الطعام والشراب. وعندما تصبح شاباً فتتخذ لك زوجة وتستقر في منزلك تضع نصب عينيك كيف ولدتك أمك، وكل ما فعلته من أشياء لأجل تربيتك. لا تجعها تستاء منك وترتفع يديها إلى الله ليستمع إلى شكواها(4)."
• "أن لعنة الإله تحل بالذي لا يقول الحق."
• "لا تصدر حكماً في مسألة أنت فيها على غير حق."
• "لا تتنازع في أمر عندما تكون فيه على غير حق."
• "لا تتحدث بلسانين، وتكلم بالحق مع كل إنسان، واجعل الحق مقترناً بحديثك."
• "لا تحنث في يمين عندما تكون في ضائقة، كي لا تصير أسوأ حالأً من ذي قبل."
• "إن الحاذق هو الذي ينطق بالحكمة، فالحديث هو الأصعب من أي شيئ آخر(5)."
• "تلطف في حديثك مع خدمك."
• "لا تصاب بنفور تجاه إنسان من مظهره طالما أنك لاتعرف عنه شيئ".
• "كن لطيفاً، وكن صابراً، عندها يكون قلبك صافياًز"
• "إذا أقمت في المدينة ليس لك فيها من أحد، فإن خلقك يصير هو عائلتك."
• "بجل كبار السن، فإنك سوف تحترم من قبل كل الناس."
• "لا تجلس عندما يقف من هو أكبر منكز"
• "لا تفضل أحداً من أطفالك على آخر."
• "علم إبنك الكتابة، والحرث والصيد بأنواعه في مواجهة فيضان منخفض، لعله يجني ثمرة ذلك الذي تعلمه."
• "تخير لإبنتك الرجل النابه وليس الغني."
• "لا تتزوج من إمرأة لا تعرف الإله، حتى لا تعرض هي أولادك لسوء التربية."
• "لا تخجل من عمل يمكنك به أن تعيش."
• "الذي لا يجمع الحطب في الصيف، سوف لايحصل على الدفئ في الشتاء."
• "لا تمد بصرك إلى ممتلكات شخص آخر حتى لا تصير فقيراً."
• "لاتقل أنا أملك هذه الثروة، أنا سوف لا أقوم بخدمة الإله والبشر، فالثروة تتلاشى وتنتهي، والقيام بالتقرب للإله هو الذي يوجدها ويجددها."
• "لا تكن فخوراً بما أوتيته من علم، وتحاور وتشاور مع الذي لا يعلم، والذي هو على علم."
• "لا تكن بخيلاً حتى لا تصير مكروهاً."
• "لا تكن بخيلاً فالثروة ليست هي الأمان."
• "الثروة تمسك بتلابيب صاحبها، فصاحب البقرة لابد أن يجري خلفها."
• "هناك الذي يقتر ولا يصل إلى شيئ."
• "البعض يحرث ولا يحصد، والبعض يحصد دون أن يحرث."
• "الدواء يكون ناجحاً لو أن أعطي بيد طبيبا."
• "لو أنك أسديت صنيعاً لمائة من الناس، ولم يعترف للجميل سوى واحد منهم فإن شيئاً منه لم يضيع."
• "إفعل عملاً طيباً، والقيه في النهر، فعندما يجف الماء سوف تجده حاضراً."
• "إن الإله يؤثر من يكرم الفقير على ذلك الذي يكرم الغني."
• "إعط رغيفاً للذي يزاول العمل، وإعط رغيفين للذي يعطي الأوامر(1)."
• "إنه لأمر حسن أن تعمل لمستقبل، فحياة من أعد للشيئ عدته سوف تكون محل تقدير. بينما المتواكل يكون مصيره الضياع."
• "لا تبن بيتاً على أرض زراعية."
• "عندما يحل غضب "رع" ببلد، فإنه يجعل فيه "الماعت"(2)، وقد عطلت."
• "عندما يحل غضب "رع" ببلد، فإنه يجعل أصحاب الجهالة فيه فوق أصحاب العلم."
• "إن ثروة الرجل الحكيم تكمن في حديثه."
• "لاتقل شيئاً عندما لا توجد اللحظة المناسبة لذلك."
• "إجعل الكلمة الطيبة على لسانك، واحبس الخبيثة في جوفك."
• "لا تقل: إنني على علم، بل رتب نفسك على أن تصبح حكيماً."
• "ليس هناك من يولد حكيماً."
• "إفعل الحق لكي تخلد في الأرض."
• "إن الأثر الخالد للرجل يكون في فضله، وطيباته، وينسى من كان سيئأً في خلقه."
• "كل إنسان نبيل يصنع ما ينفع الناس، فإن الإله سوف يجعله يدوم على الأرض."
• "إن فعل الخير يبعد وقوع العذاب الذي كان الإله الأكبر قد قضى به."
• "إن رخاء المدينة يرتبط بسيد يحق الحق."
• "إن طريق الإله ليبين أمام كل إنسان، ولكن الشقي هو الذي لا يقوى على إكتشافه."
• "لا يضل أحد السبيل، وينطلق إلى فلاح."
• "إن كل توفيق يكون بيد الإله."
• "لاتوجه أحمقاً حتى لا يكن لك كراهية."
• "لا تقدم الإساءة لأحد من الناس، حتى لا تسمح أن يفعل ذلك معك شخص آخر."
• "لآ تفعل بأحد من الناس ما لا تحبه لنفسك، حتى لا يفعله معك آخر."
• "لا تنتقم، حتى لا تدفع أحد أن ينتقم منك."
• "لا تشعل ناراً عندما تكون غير قادر على إطفائها."
• "لا تقذف رمحاً طالما أنك لا تبصر هدفاً له."
• "كل فعل يرتد على صاحبه ثانية."
• "لا يوجد سن فاسد ويبقى ثابتاً في مكانه."
• "الذي يقف فغي صراع مع قومه، فذلك الذي يبقى أبد الدهر يائساً."
• "الرجل العاقل هو الذي يبحث عن صديق، والأحمق هو الذي يبحث عن عدو، فصديق الرجل الأحمق يكون أحمقاً، وصديق العاقل يكون عاقلاً، وصديق المعتوه يكون معتوهاً(1)."
• "لا تذهب إلى شقيك عندما تكون مهموماً، واذهب إلى صديقك."
• "إذا كانت الأم هي التي تنجب الطفل، فإن الطريق هو الذي يقدم الرفيق."
• "لا يتخلى أحد عن رفيق سفره إلا ويحاسبه الإله على ذلك."
• "الرجل الذي ينظر أمامه لايزل ولا يقع."
• "لا تكن خائر العزم في حالة العسر."
• "الذي لدغ من حية يفزع من رؤية حبل ملفوف."
• كن لين الجانب في التعامل، حتى يزداد قدرك عند كل الناس."

 

 

 

 

 

الهوية العربية الإسلامية


"العربية" هو وصف لا غنى عنه للدلالة على الإنتساب إلى أمة لها تراثها، ومواقفها، ومقوماتها، وخصائصها، ومميزاتها. ولا يجوز أن ينتهي هذا الوصف إلى العصبية العرقية، ولا إلى "الإنغلاق" والجمود الفكري والنفسي، فلم تكن هذه الأمة في سيرها الطويل في مضمار الثقافة، والحضارة ذات عصبية عرقية، ولا كانت مغلقة على نفسها، بل ربما كانت أكثر الأمم "انفتاحاً" على الثقافات الأخرى: أخذت منها في يسر، ودون حرج، واستمدت منها روافد تحرك ماءها، وتزيده، وتعمق مجراه، وتوسعه. وقد تمثلت ما أخذته وهضمته حتى صار جزءً منهاٍ، بعد أن أدمجته في أصول ثقافتها، ونفت منه ما لا يتسق مع هذه الأصول: ثم أعطت الثقافات الأخرى عطاء سمحاً كان أساساً من أسس الحضارة الإنسانية الحديثة(1).
وبعد الفتح الإسلامي لمصر في نوفمبر 641م على يد القائد عمرو بن العاص(2). في خلافة أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" (رضي الله عنه وأرضاه) انتسبت مصر إلى الأمة العربية، وصارت اللغة العربية هي اللغة الرسمية لها، وأضحى الدين اإسلامي هو الدين الذي يعتنقه الغالبية العظمى من المواطنين.

أولاً: الحياة الثقافية:

كان إسلام مصر فتحاً جديداً في تاريخ الثقافة الإسلامية، إذ اعتنى المصريون بدراسة القرآن والحديث، وما اتصل بهما من علوم دينية كالفقه ونحوه، فإذا مصر تشارك في ذلك برجال من أقطاب علماء الإسلام. فهناك "ورش" القبطي المصري مولداً ووفاة من أعلام القراءات السبع للقرآن الكريم، و"أبو حنيفة الأسواني القبطي" من أصحاب "الشافعي" الذي روى عنه عشرة أجزاء من السنن والأحكام، وبلغ مرتبة الإفتاء. وكذلك "ابن الفارض" (ت 632 هـ) الذي يوضع في الطبقة الأولى في الشعر الصوفي، بما في الكثير من قصائده من النظم، ورقة الأسلوب، وأناقته، وقوة الروح، وعمق المعنى(3).
وهناك أيضاً "ابن رضوان": الذي نشأ وتعلم الطب في مصر، وبرع فيه في الثانية والثلاثين من عمره، ودخل في خدمة الخليفة الفاطمي "الحاكم بأمر الله" الذي عينه رئيساً على أطباء مصر والشام(4). وقد ازدهرت الحركة العلمية في مصر على عصر سلاطين المماليك ازدهاراً واسعاً في معظم ألوان المعرفة: الأدب، والتاريخ، والجغرافيا، والعلوم الدينية، والطب، والفلاحة، والمعارف العامة، .....، وغيرها، ووجدت الموسوعات الضخمة التي تعالج المعلومات المتباينة المختلفة، مثل كتاب "صبح الأعشى(5) في صناعة الأنشا"، الذي وضع في أربعة عشر جزءً لـ"القلقشندي" الذي ولد بمحافظة القليوبية، وأقام بالأسكندرية وعمل بديوان الإنشاء في عهد السلطان المملوكي "برقوق"(6)، و"كتاب نهاية الإرب في فنون العرب"، لـ "النويري"، و"مسالك الأمصار" لـ "ابن فضل الله العمري"، وبعض هذه الموسوعات يزيد على ثلاثين مجلداً، وتعد قمة ما وصل إليه الفكر العربي الإسلامي في ميدان المعارف العامة(6). كما وفد إلى مصر علماء المسلمين من مختلف البلاد للعمل في مدارسها ليتمتعوا برعاية سلاطين المماليك للعلم والعلماء. ومن أشهر العلماء الذين وفدوا إلى مصر: "عبد الرحمن بن خلدون الذي جاء من الغرب في خريف عام 1332م، وتولى التدريس بمصر عدة سنوات، ثم أصبح قاضياً للمالكية في القاهرة(1).

ثانياً: الفنون التشكيلية:

أثرى الفنان المصري الحضارة الإسلامية بخبرته الكبيرة، فترك الفن القبطي أثرأً بارزاً على الفن الإسلامي، بفضل الدور الذي لعبه المسلمون في بناء العمائر الإسلامية، حتى أن الفرق بين الفن القبطي والإسلامي بمصر لم يكن كبيراً، حتى بدأ الفن الإسلامي في مصر يتخذ طابعاً خاصاً بالعصر الفاطمي. حيث بلغ الفن المصري ذروته، وخاصة في مدينة القاهرة المعزية، الذي وضع "جوهر الصقلي" أساسها عام 969م، وكانت تشمل عندئذ أحياء الأزهر والجماليو وباب الشعرية والموسكي والغورية وباب الخلق، وأقيمت بها القصور والمتنزهات ودور العلم فضلاً عن الحمامات والفنادق والأسواق، وتجلت في ذلك كله براعة فن العمارة الإسلامي(2).
حتى إذا جاء العصر الأيوبي كان ذلك الإنجاز المعماري الكبير الذي يتمثل في قلعة صلاح الدين، (أو قلعة الجبل) التي بنيت على أحد المرتفعات المتصلة بجبل المقطم، وشيد "صلاح الدين الأيوبي" قلاعاً أخرى بمختلف البلاد، أهمها قلعة سيناء قرب عين سدر، وقلعة فرعون بجزيرة فرعون في خليج العقبة، وكلها تكشف عن براعة المعماري المصري. وكذلك أقيم الكثير من العمائر المدنية التي لا يزال بعضها قائماً حتى اليوم، منها "قبة الإمام الشافعي" التي تمتاز بنقوشها وزخارفها البديعة، والمدرسة الصالحية التي لم يبقى منها سوى مدخلها، وواجهة غنية بالنقوش ، والكتابات التاريخية(3).
وبلغت العمارة في مصر ذروة النضج في العصر المملوكي، مثل جامع "ابن طولون" الذي بناه "أحمد بن طولون" (عام 265 هـ - 879م) في حي السيدة زينب، وهو من أكبر مساجد مصر، وأقدم مسجد ما زال محتفظاً بتفاصيله المعمارية، وتزدان جدرانه بـ 128 شباكاً، ولمحراب المسجد كسوة من الفسيفساء الرخامية المذهبة، ويحيط به أربعة أعمدة من الرخام، منبراً من الخشب(4)، وكذلك مدرسة (أو جامع) السلطان "حسن بن محمد بن قلاوون"، بتصميمه العجيب، وقيمته العظيمة، وأبوابه الفخمة، وأيواناته العالية، وزخارفه الدقيقة، وقد إمتازت العمارة بالعناية بواجهات المساجد، وجمال ورشاقة السقوف ذات النقوش الرائعة(5).
وكانت التماثيل الخشبية والحجرية تزين قصور الخلفاء الفاطميين بالقاهرة، وقصور السلاطين المماليك. وقطع فن النحت على الخشب في صورة زخارف هندسية شوطاً كبيراً من التقدم في العصر الأيوبي والمماليكي وذلك في المنابر والأبواب والشبابيك والمشربيات. وأضاف الفنان المصري في الزخارف المعدنية طريقة جديدة عرفت بالتكفيت – أي تطعيم الأواني بالذهب أو الفضة أو بهما معاً – وكذلك تفوق المصريون في صنع الخزف ذو البريق المعدني، ويرتبط بفن الخزف صناعة القراميد (القيشاني) التي تستعمل في تغطية الجدران، ولا تزال بقايها ماثلة في العمائر المملوكية(6). وابتكر الإنسان المصري صناعة الزجاج ذو البريق المعدني في العصر الفاطمي، وفي العصر المملوكي الزجاج المموج بالمينا، والمشكاوات ( المصابيح الزجاجية) هي خير ما يعرض جمال هذه الطريقة التي إبتدعها الفنان المصري في العصور الوسطى(7).

ثالثاً: الأمثال الشعبية:
تنتشر في مصر الأمثال الشعبية الدارجة على ألسنة الشعب ومنها(1):
• "أزرع قريب وناسب بعيد".
• "إبعد عن الشر وغني له".
• "اعم الفم تستحي العين".
• "آدي الجمل ,ىدي الجمال".
• "اجري يابن آدم جري الوحوش غير رزقك لم تحوش".
• "إسأل قبل ما تناسب يبان لك الردي من المناسب".
• "بصلة المحب خروف".
• "الجعان يحلم بسوق العيش".
• "الجعان والبردان والخايف ما يجيهمش نوم".
• "الدراهم مراهم".
• "ربك رب عطا يدي البرد على قد الغطا".
• "ضيع سوقك ولا تضيع فلوسك".
• "الغني غنوا له والفقير إيه يعملوا له".
• "القرش الأبيض ينفع في اليوم الإسود".
• "مفتاح السر كلمة ومفتاح الخير لقمة".
• "لا مال ولا جمال"(2).
• "باب النجار مخلع".
• "بات مغلوب ولاتبات غالب".
• "البعيد عن العين بعيد عن القلب".
• "بيع واشتري ولا تنكري".
• "بيت الظالم خراب".
• "جنة من غير ناس ما تنداس".
• "جارك وإن جار".
• "جالك الموت يا تارك الصلاة".
• الجايات أكتر من الرايحات.
• "حيلة العاجز دموعه".
• "الحذر لا يمنع القدر".
• "حاميها حراميها".
• "حمارتك العارجة ولا سؤال اللئيم".
• "حرص من صاحبك ولا تخونه".
• "حلم القطط كله فيران".
• "خالف تعرف".
• خبطتين في الراس توجع".
• الخيرة فيما اختاره الله".
• "خليك ورا الكداب لحد باب الدار".
• "الخسارة القريبة ولا المكسب البعيد".
• "خطبوها اتعززت وفاتوها اتندمت".
• "داري على شمعتك تنور".
• "الدار دار أبونا والغرب طردونا".
• "دبور زن على خراب عشه".
• "الدنيا يوم تدي ويم تاخد".
• "الرزق يحب الخفية".
• "راحت السكرة وجات الفكرة".
• "راس الكسلان بيت الشيطان".
• "ربي ابن ابنك وابن بنتك لا".
• "ربنا يمهل ولا يهمل".
• "زي ما يقولك يقول عليك".
• "زي الأطرش في الزفة".
• "زيتنا في دقيقنا".
• "زي القطط ياكل وينكر".
• ٍ"زي عزومة المراكبية من بعيد لبعيد".
• "سبع صنايع والبخت ضايع".
• "الساكت في الحق زي الناطق في الباطل".
• "سكينة الأهل باردة".
• "السلف تلف والرد خسارة".
• "السر إن زاد عن اتنين يتعرف".
• "سلامة الإنسان في حلاوة اللسان".
• "الشكوى لغير الله مذلة".
• "شرا العبد وزلا تربيته".
• "الشاب لسعده لا لأبوه ولا لجده".
• "الشجرة اللي ما تضلل على أهلها يحل قطعها".
• "صاحب صنعة أحسن من صاحب قلعة".
• "الصباح رباح"(1).
• "الصيت ولا الغنى".
• "صبري على نفسي ولا صبري عليا".
• صاحب الحق عينه قوية"."
• "الضحك من غير سبب قلة أدب".
• "ضرب الحبيب زي أكل الزبيب".
• "ضرب الطوب ولا الهروب".
• "ضل راجل ولا ضل حيطة".
• "طولة البال تهد الجبال".
• "الطبع يغلب التطبع".
• "طول ما انت طيب يكتر صحابك".
• "طلع المع من قلبك تربع رجلك".
• "طلع من المولد بلا حمص".
• "ظن العاقل خير من يقين الجاهل".
• "ظنان خوان خالي من الإحسان".
• "عمى العين ولا عمى القلب"
• "عادي أمير ولا تعادي غفير".
• "عدوك القريب ولا حبيبك البعيد".
• عمر الحسود ما يسود
• "الغائب حجته معاه".
• "الغاوي ينقط بطاقيته".
• "الغايب ما لوش نايب".
• "الفاضي يعمل قاضي".
• "فات الكتير ما بقى إلا القليل".
• "الفاجر ياكل مال التاجر".
• "قط ملك ولا جمل شرك".
• "قالوا للكداب إحلف قال: جالك الفرج"(1).
• "القط يحب خناقه".
• "كتر الكلام يقل القيمة".
• "كتر العتاب يفرق الأحباب".
• "الكترة تغلب الشجاعة".
• "الكتكوت الفصيح من البيضة يصيح".
• "الكحكة في إيد اليتيم عجبة".
• "الكدب مالوش رجلين".
• "كتر السلام يقل المعرفة"
• "لاجل الورد ينسقي العليق".
• "لا يودي خبر ولا يجيب أثر".
• "لبس البوصة تبقى عروسة".
• "لو كان فيه خير ما رماه الطير".
• "لا إحسان ولا حلاوة لسان".
• "ما عدو الإنسان إلا لسانه".
• "ما كامل إلا محمد".
• "المرسال لاينضرب ولا ينهان".
• " الموت كاس وداير على الناس".
• "المال السايب يعلم السرقة".
• "نوم الظالم عبادة".
• "الناس طبايع".
• "نص العمى ولا العمى كله".
• "ناس فضيحتها في السوق، وناس فضيحتها في صندوق".
• "الهروب نص الشطارة".
• "هم يبكي وهم يضحك".
• "الهم في الدنيا كتير بس مفرق".
• "وقت البطون تتوه العقول".
• "وقعت الفاس في الراس".
• "الولد ولد ولو حكم بلد".
• "واحد شايل دقنه والتاني تعبان له".
• "يا قاعدين يكفيكم شر الجايين".
• "يبني قصر ويهدم مصر".
• "يعمل من الحبة قبة".
• "يوضع سره في أضعف خلقه".
• "يابخت مين زار وخفف".
• "ياما في الحبس مظاليم"(1).
• "دور القرد في دفاتره ما لقاش غير شفاتيره وضوافره.
• "الجري نص الجدعنة".
• "إيش تعمل الماشطة في الوش العكر".
• "الإيد التعبانة شبعانة".
• "جفن العين جراب ما يملاه إلا التراب".
• كل شيئ دواه الصبر لكن قلة الصبر ما لهاش دوا".
• أبو جاموسة يحسد أبو معزة".

رابعاً: القصص الشعبية:

اتجهت القصص الشعبية إلى الإعتزاز بالبطولة، وتمجيدها وإعتبار أبطال القصص الشعبي هم المثل العليا لكل شاب، ومنها قصص "أبو زيد الهلالي"،و "عنترة بن شداد، والتي كانت ترسم مشاهدهما جدران القهاوي، وتوشم على أدرع الشباب(2).

 

 


 

 

 

(1) محاضرات للدكتور إبراهيم منصور، أستاذ الأدب العربي المساعد، كلية الآداب بطنطا
(2) ماجدة مراد، مرجعغ سابق، ص 75
(3) محاضرات للدكتور إبراهيم منصور، المرجع السابق
(4) علي العناني-يوسف اسطفانوس-سعيد الفقي،مصر وحضارات العالم القديم، (القاهرة:نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع،2005) ص 53
(5) المرجع السابق،نقس الصفحة.
(1) المرجع السابق، ص ص 69، 70
(2) عبد العظيم رمضان – رؤوف عباس حامد – أحمد زكريا الشلق، مصر ودورها الحضاري، (القاهرة: الإسلام مصر للطباعة، 2004)، ص 44
(3) المرجع السابق، ص ص 44، 45
(4) علي العناني-يوسف اسطفانوس-سعيد الفقي، المرجع السابق، ص ص 53، 54
(5) المرجع السابق، ص 54
(6) المرجع السابق، ص ص 59، 60
(1) المرجع السابق، ص 68
(2) المرجع السابق، ص ص 68، 69
(3) المرجع السابق، ص 69
(4) عبد العظيم رمضان – رؤوف عباس حامد – أحمد زكريا الشلق، مرجع سابق، ص ص 47: 49
(5) علي العناني-يوسف اسطفانوس-سعيد الفقي، مرجع سابق، ص ص 60، 61
(1) المرجع السابق، ص ص 62 : 64
(2) آلهة الحق، والصدق، والعدل، والنظام
(1) ) المرجع السابق، ص ص 61: 64
(1) أحمد محمد صقر، وآخرون، مرجع سابق، ص 77
(2) علي العناني-يوسف اسطفانوس-سعيد الفقي، مرجع سابق، ص 70
(3) عبد العظيم رمضان – رؤوف عباس حامد – أحمد زكريا الشلق، مرجع سابق، ص ص 54، 55
(4) عبد الله أحمد حامد القوصي، الوسام في التاريخ، (القاهرة: دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع، 2004)، ص 65
(5) عبد العظيم رمضان – رؤوف عباس حامد – أحمد زكريا الشلق، مرجع سابق، ص 62
(6) عبد الله أحمد حامد القوصي، ، مرجع سابق، ص 66
(6) عبد العظيم رمضان – رؤوف عباس حامد – أحمد زكريا الشلق، مرجع سابق، ص 62
(1) عبد العظيم رمضان – رؤوف عباس حامد – أحمد زكريا الشلق، مرجع سابق، ص 63
(2) المرجع السابق، نفس الصفحة.
(3) المرجع السابق، ص ص 63، 64
(4) عبد الله أحمد حامد القوصي، ، مرجع سابق، ص 77
(5) عبد العظيم رمضان – رؤوف عباس حامد – أحمد زكريا الشلق، مرجع سابق، ص 64
(6) المرجع السابق، ص ص 64، 65
(7) المرجع السابق، ص 65
(1) محمد أبو زيد، الإعلام التربوي، (الجيزة: مصر للنشر والتوزيع، 2007)، ص 119
(2) سارة الليثي، مي عبد الحفيظ، المشكلة السكانية وعلاقتها بقضية الفقر، دراسة ميدانية، (أسيوط: جامعة أسيوط، كلية الآداب، قسم الإعلام، 2009)، ص 16
(1) محمد أبو زيد، مرجع سابق، ص ص 119: 122
(1) المرجع السابق، ص ص 122 : 124
(1) المرجع السابق، ص 126
(2) أبو صالح أحمد الألفي – فؤاد محمود حسني، التفوق الفني وتاريخ الفن(القاهرة- دار التعاون للطباعة والنشر،2005، ص 45




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !