تٌعَرِف بعض المعاجم مفردة المؤامرة " بأنها اجتماع فردين اواكثر لغرض التخطيط لتنفيذ غرض شرير سواء اكان غير قانوني , او قانوني ينفذ بوسائل غير قانونية " .
وليس اسخف من نظرية المؤامرة اللتي تتدخل في كل ناحية من نواحي حياة البشر , الا نظرية الغاء وجودها بالمطلق . لأن المؤامرة ليست فقط غريزة بشرية , ولكنها ايضا ضرورة من ضرورات السياسة والتجارة والحروب والكثير من فروع الحياة الأخرى .
يدعي من لايؤمنون بوجود المؤامرة بأن أي نتيجة لابد من ان تسبقها اسباب . وبذلك يكون من الخطأ نسب هذه النتيجة الى مؤامرة ما . فمثلا عندما نوعز انهيار الأتحاد السوفيتي الى تآمر الحلفاء عليه فأننا نلغي في الحقيقة الأسباب الرئيسة لهذا الأنهيار , والمتمثلة بالأنهيار الأقتصادي اللذي اصاب الأتحاد السوفيتي نتيجة فشل النظرية الماركسية اللتي قام عليها . وبذلك تنتفي نظرية المؤامرة . وهذا جواب منطقي في الحقيقة .
وبنفس طريقة التحليل هذه يمكن ان نعزي قيام الكيان الصهيوني في فلسطين الى تخلف العرب علميا وأقتصاديا وسياسيا وعسكريا في بداية القرن الماضي . مما مهد الى تنفيذ الصهيونية لمخططها دون صعوبة تذكر . الا ان عدم تسمية مخطط الحركة الصهيونية لأستغلال هذه الظروف اضافة الى استغلال نفوذها على ساسة الدول الغربية والعربية في ذلك الوقت لتأسيس كيانهم البغيض في فلسطين بالمؤامرة فيه مجانبة واضحة للحقيقة . فبماذا يمكن ان نسمي مؤتمر بازل وتوصياته اللتي خرج بها بغير المؤامرة . فهنا انطبق تعريف المؤامرة اعلاه عمليا . حيث استغل الصهاينة الظروف القانونية لتحقيق اغراض غير قانونية بالمرة .
أن الخوف من الأسلام ليس جديدا على الأطلاق . فهو يندرج ضمن صراع الحضارات القديم قدم وجود الحضارات ذاتها . ولنفس السبب كان المسلمون ولازالوا يخافون من الحضارة الغربية الحالية واللتي ورثت سابقتها الحضارة المسيحية . ونتيجة لذلك نشأ هذا الصراع المرير بين الحضارتين واللذي كان في صالح الحضارة الأسلامية في بدايته . الا أنه تحول في صالح الحضارة الغربية فيما بعد وخاصة بعد قيام الكيان الصهيوني في فلسطين واللذي يعتبر قمة أنتصار الحضارة الغربية على الحضارة الأسلامية .
ولقد استغل الصهاينة هذا الخوف المتبادل بين الحضارتين لتكريس الواقع ولحمل الدول الغربية القوية على حمايتها من اصحاب الحق المطالبين بأرضهم ووطنهم ومقدساتهم . وهم لذلك يتفنون بكافة السبل لتأجيج هذا الخوف . فهم لا يتركون مجالا من المجالات الا ويتآمرون لأستغلاله لتقديم العرب والمسلمين على انهم اناس لا هم لهم الا اليسطرة على العالم بأي طريقة .
وصلني عبر البريد الألكتروني من صديق لي فيلم امريكي منشور على موقع youtube , يتحدث هذا الفلم عن امكانية سيطرة المسلمين على العالم خلال عدة سنوات لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة . وأول ما تبادر الى ذهني بعد الأنتهاء من مشاهدته هو ان نفي المؤامرة الصهيونية في نشر "الأسلام فوبيا" في العالم امرا غير مبرر على الأطلاق .
ولذلك ادعوكم سيداتي وسادتي لمشاهدة هذا الفلم على الرابط التالي لتقرروا بأنفسكم .
التعليقات (0)