مواضيع اليوم

االحكومة ما بتدفعش .. رعاباك با عادلى

زين العابدين

2010-11-16 04:01:20

0

 

فى ليلة من ليالي رمضان المباركة من العام الماضي فى 12 سبتمبر عام 2009 ، وبعد أن تناول ايهاب عبد النبي الافطار مع امه ناديه على ابراهيم ، والتي ليس لهل أولاد أو بنات آخرين أو زوج أو اي أحد فى الدنيا ــ بعد الله عز وجل ــ سوى ابنها ، وهى عاملة فى التربية والتعليم،وتحديدا فى ادارة الاسماعيلية التعليمية ،وقد كان لديها كشك ترتزق منه هي وابنها ، بجاور سينما رويال وقسم شرطة أول الاسماعيلية ... ومعروف عن ذلك الإبن ــ ايهاب ــ حبه لأمه وبره بها ، وتعلق كل منهما الشديد بالآخر ،ودماثة خلقه وتدينه وأدبه بين أقرانه وأصحابه وأهل منطقته التى يقطن بها ... وبعد تناول الافطار، ودع الابن امه ليذهب بعدئذ لعمله فى الوردية المسائية ، حيث يعمل كسائق على سيارة اجرة ليست ملكا له ، وذلك بدلا وفضلا عن الوقوف طويلا فى طابور البطالة انتظارا لفرصة عمل فى الحكومة أو القطاع الخاص قد لا تاتى أبدا ... وايهاب حاصل على على الدبلوم الصناعي ، وبكالوريوس الحسب الألي ، حيث انه درس على نفقته الخاصة أربعة سنوات اضافية اخرى بعد الدبلوم لتحسين وضعه الوظيفي ــ والذى لم يتحقق أبدا ــ والاجتماعى كسائر الشباب المجتهدين والمثابرين الآخرين ... وكان ذك اليوم موافق ليوم عيد ميلاد أمه ، فاتفق الابن مع أمه ، وقبل أن يغادر ، أن يشترى لها فى نهاية السهرة تورتة لعيد الميلاد ، للاحتفال سويا بعيد ميلاد الأم ... ولكن يبدو أن حتى لحظات الفرح العابرة ، والتى قد تمر كالنسمة فى أشد أيام الصيف قيظا،محرمة حتى على الفقراء ،أو الضعفاء ... وتوكل الأبن على الله ،وانطلق بسيارته سعيا وراء الرزق الحلال .

وفى نهاية السهرة ،وهو فى طريقه الى محل الحلويات ،بجوار سينما رويال ،وأمام قسم أول شرطة الاسماعيلية، وبالقرب من كشك أمه، وعندما توقف لشراء التورتة ،فاذا باثنيين من أمناء الشرطة يستوقفانه فى شارع السلطان حسين ويطلبان منه أن يقلهما الى شارع الثلاثينى ، وبعد أن أقلهما الى شارع الثلاثينى طلبا منه ثانيا ان يقلهما الى برج الارشاد بمبنى هيئة قناة السويس ، وبعد أن أقلهما الى الى برج الارشاد، نزلا من السيارة من غير أن يدفعا له الأجرة ، فطلب ايهاب منهما ،وبكل أدب ، الأجرة ، وبين لهما أن تلك السيارة التى يعمل عليها ليست ملكا له وهو فقط يعمل عليها كسائق ، ويجب أن يكون أمينا مع صاحبها، والذى يتحمل وحده كل نفقاتها من بنزين وغسيل وتشحيم وصيانة ورسوم للمرور وضرائب، فضلا عن أجرته هو كسائق ، فما كان منهما الا أن سخرا منه ، وأصرا على عدم دفع الأجرة قائلين له بكل صفاقة وصلافة وسخرية واستفزاز وبلطجة : " هو فيه حكومة بتدفع فلوس "... وفوق ذلك ،وأكثر من ذلك ، هدداه بعدئذ باصطحابه الى القسم اذا لم ينصرف ، " ويلم الدور " ، فرفض ايهاب الانصراف واشتبك معهما بالايدى ، و بعد أن بالغا فى استفزازه ،وتهديده واضطهاده ، فقال لهما سأذهب معكما الى أي مكان ، فانا صاحب حق ولست خائفا من شىء ، فاصطحباه الى القسم ، واستطاعا أن يدخلاه غدرا وعنوة الحجز، وبعدئذ أوسعاه ضربا واهانة وتعذيبا، وكان ذلك أمام أحد الضباط الساديين الظالمين سيئى السمعة حيث اشترك معهما الآخير فى حفل أو " وليمة " التعذيب والضرب والاهانة ــ وتحتفظ الأم ، كما أحتفظ أنا أيضا، باسم ذلك الضابط ، وذلك لكل من يمكن أن يهتم بذلك الأمر ، علما باننا قد سمعنا بعدئذ انه قد تم نقل ذلك الضابط من الاسماعيلية لسؤ سلوكه ، وذلك فى وقت لاحق ، و بعد أن كثرت ، وبشكل لافت ، اتهامات ضحاياه له بتلفيق التهم لهم،وهى حيازة مخدرات عبارة عن لفافات بانجو جاهزة، على غرار ما أعطيت ، أو دست ، لخالد سعيد شهيد الأسكندرية ـــ لأنه قد أبدى مقاومة أيضا داخل القسم ، أو الحجز ، لأنه لم يطق ولم يتحمل ، بطبيعة الحال، أن يصبح فجأة ضحية من ضحايا الظلم، وفريسة سهلة فى ذات الوقت لظالمين ومجرمين يفترض فيهم انهم حراس للعدالة أصبح هو طريدها ، وقد رأي فى لحظة أن مستقبله ، أو حلمه ، يضيع فجأة ايضا من بين يديه ..!

وتقول الأم المكلومة ، والمنفطر قلبها على ابنها ووحيدها ، انه بمجرد أن رد أبنها على ذلك الضابط حتى قام الآخير من فوره ، وبمعاونة أمينى الشرطة ، بتلفيق تهمة لابنها قد حكم عليه على أثرها بالحبس ثلاث سنوات ، قد أمضى منهم حوالى سنة الآن ... وقد باعت الأم كل ما تملك ، بما فى ذلك الكشك الذى كانت تمتلكه ، والذى هو على مقربة من قسم أول الأسماعيلية ويحتل موقعا تجاريا متميزا ، وذلك من أجل الانفاق على المحاميين وأتعابهم ، وبعض المحاميين ممن هم معدومى الضمير الذين استغلوا فجيعة الام فى ابنها وطيبتها، أو سذاجتها وجهلها ، فباعوا لها الوهم لاستنزافها ماليا حتى باعت هى كل ما تمتلكه ، وفقط من أجل اظهار براءة ابنهاوالافراج عنه ، خاصة انها استطاعت أن تزوجه قبل شهر واحد فقط من سجنه ، فأصبحت هى فجاة مسؤلة الآن عن ابنها وزوجته وما فى احشائها ..!

وقد أصيبت الأم الآن فى ساقيها ، حيث تحول القهر والألم النفسى على فقد وحيدها الى مرض عضوى،وهى ترفض العلاج أو الذهاب الى الطبيب المختص مفضلة ادخار ما سوف تدفعه كمصاريف للعلاج للزيارات الدورية ــ والتى تسمح بها الداخلية لاسر المعتقلين ــ التى تقوم بها لأبنها فى محبسه .

ولانملك فى نهاية الأمر الا أن ندعو الله أن يفتح التحقيق فى تلك القضية من جديد واعطاء كل ذى حق حقه ، ومعاقبة المذنب أو المسىء ، وكل من تثبت ادانته، واذا لم يحدث ذلك فاننا نرفع الأمر الى النائب العام ، ونعتبركل ما تقدم هو بمثابة بلاغ للنائب العام ،وذلك انطلاقا من المبدأ الدستورى الذى يقول أن العدل اساس الملك ، ومن ثم فاذا انتفى العدل قوض الأساس وضاع الملك،وعلى كل دنيانا بعدئذ السلام ... وعلى الله قصد السبيل .

مجدى الحداد

كاتب وباحث





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات