مواضيع اليوم

االتناقض العجيب في واقع حزب الله المريب

د. رمضان رمضان

2014-01-21 11:19:51

0

 


التناقض العجيب في واقع حزب الله المريب البريد الإلكتروني
كتب د. رمضان عمر*
18/01/2014

"قاوم" خاص - ثم هل حزب الله حزب لبناني وطني؟ أم حزب إسلامي مقاوم ؟ أم حزب إيراني له برامج وأبجديات واستراتيجيات لا تنتمي لمشروع المنطقة ولا لمنهج الأمة؟ بل لغير تلك التي تتداولها وسائل الإعلام المدافعة عن هذا الحزب؟ وهل تدخُّل حزب الله في الشأن السوري أسقط عنه القناع، وكشف لنا عن خفايا ما كان لنا أن نعرفها لولا هذا التدخل السافر المشين؟ أم أن من حق حزب الله أن يدافع عن حليفه القريب؟

-------------------------

لا يستطيع عاقل أن ينكر أن حزب الله اللبناني قد اشتبك في غير جولة مع الكيان الصهيوني، ولا يستطيع منكر أن ينكر أن لحزب الله اللبناني قوة عسكرية استخدمت غير مرة لصد عدوان صهيوني على الجنوب اللبناني، ولكن لماذا حارب حزب الله "إسرائيل"؟ وهل كانت حربه مع الكيان الصهيوني دفاعًا عن ودعمًا لقضية؟ هل كان يدافع عن الحدود اللبنانية؟ وهل استحق هذا- من خلال تلك الجولات- أن يوصف بأنه رمز المقاومة؟

ثم هل حزب الله حزب لبناني وطني؟ أم حزب إسلامي مقاوم ؟ أم حزب إيراني له برامج وأبجديات واستراتيجيات لا تنتمي لمشروع المنطقة ولا لمنهج الأمة؟ بل لغير تلك التي تتداولها وسائل الإعلام المدافعة عن هذا الحزب؟

وهل تدخُّل حزب الله في الشأن السوري أسقط عنه القناع، وكشف لنا عن خفايا ما كان لنا أن نعرفها لولا هذا التدخل السافر المشين؟ أم أن من حق حزب الله أن يدافع عن حليفه القريب؟

أسئلة يطرحها الواقع السياسي، في ظل تغير المعادلة الإقليمية، وبروز عوامل جديدة في معادلة الصراع ومجالاته المختلفة.

كان كثير من الناس يعتقدون أن حزب الله اللبناني يشترك مع حركات المقاومة الفلسطينية في تشكيل جبهة صمود ومقاومة، برعاية ودعم من سوريا وإيران مقابل مثلث انكسار تمثله مصر مبارك، والأردن، والخليج العربي. إلا أن الثورة السورية كشفت عن أسرار خفية لطبيعة الدور الذي يقوم به حزب الله في المنطقة، وسر هذا التحالف النوعي بين الشيعة اللبنانية وعلوية سوريا ورافضة إيران.

لا ينكر منكر-على هذا الحزب- أنه قاتل "إسرائيل"، ولكن السؤال الكبير والخطير - هنا- لماذا قاتل هذا الحزب "اسرائيل"؟ وهل قتاله لـ "إسرائيل" كان جهادًا أم مقاومة أم خلافًا على المصالح؟

لا يستطيع الحزب أن يتخذ قرارًا في الإجابة عن هذا السؤال، وذلك لسبب بسيط: أن هذا الحزب ليس لبنانيًا، بل هو أداة في يد صاحب القرارالفعلي (إيران).

فإيران هي التي حاربت وتحارب، وتحرك حزب الله، ومن هنا؛ فقد وجب علينا أن نعيد صياغة السؤال ليتكشف لنا سر ذلك التناقض العجيب بين دور حزب الله في الجنوب اللبناني المتمثل في مقاومة المحتل بين فارزتين، ودوره المريب في سوريا.

لقد حاربت "إسرائيل" حزب الله في لبنان؛ لأن (إيران) أرادت أن تخترق حصن العالم السني بمشروع شيعي؛ فركبت موجة المقاومة، وبنت لها قواعد في العراق ولبنان واليمن لتحدث قلاقل تسمح للمشروع الشيعي أن يتوسع، وذلك كله تحت رضى وقبول (أمريكا) وحلفائها من الأوروبيين؛لكن "إسرائيل" التي ترى في العالم العربي حمى لها ومزرعة لكيانها رأت أن في وجود حزب الله "الإصبع الإيراني" في حماها دون إذن منها، يمثل خرقًا لهيبتها، وتدخلاً في شؤونها؛ فأرادت أن تطرد الجاني من مزرعتها فشنت حروبها ضد حزب الله، وهي تعلم أن هذا الحزب ما جاء لقتالها، وإنما جاء لقتال أهل السنة، وتهيئة المنطقة لاستجلاب المشروع الشيعي، وسحق الحركة الإسلامية في مناطق أهل السنة في المناطق العربية. لكن وجوده بهذا الشكل دون أن يكون تحت وصايتها لا يسعدها، ولا يريح سياستها فأرادت أن تأدبه وتدجنه، وتؤكد له أن حدود توسعه منوطة بالابتعاد عن حياضها، وقد قبل الحزب عمليًا بهذه المعادلة وأذعن للمنطق الصهيوني حين جعل الجنوب منطقة عازلة تحت حماية القوات الدولية.

فالحرب الصهيونية– الشيعية التي جرت غير مرة على الأرض اللبنانية ليست سوى حرب بين وحشين متنافسين على فريسة واحدة بل هي حرب بين احتلاليين، احتلال حقق مطامعه "اليهود" واحتلال طمع ولم يحقق مطامعه "الاحتلال الفارسي".

ولقد جاءت الثورة السورية بأسرارها العظام؛ لتؤكد هذه الحقيقة وتكشف عن ذلك التحالف الخفي بين عدوين صوريين "اليهود وحزب الله" اقتتلا على فريسة، فلما اكتشفا أن الفريسة قد قوي عظمها، وأصبحت قادرة على الفتك بعدوها توحدا عليها؛ فذهب حزب الله بعدته وعتاده يذبح الشعب السوري وهو آمن ومطمئن بأن الجيش الصهيوني لن يقصف الضاحية الجنوبية في لبنان، ولن يجتاح الجنوب اللبناني؛ بل إن الاحتلال الصهيوني قد أوقف كافة تهديداته لحزب الله، وكأنه لم تكن بين الفريقين أي عداوة.

إن ما يجري في سوريا كشف كشفًا جليًا لحقائق الرؤى السياسية لكافة التشكلات السياسية الموجودة على جغرافيا هذه المنطقة؛ فانسحاب حماس من سوريا رغم حاجتها لنظام يرعى مقاومتها لدليل قاطع أنها حركة مبدئية، صادقة مع ثوابتها وأهدافها ومنهجيتها، ودخول حزب الله في معركة سوريا جنبًا إلى جنب مع النظام النصيري الغادر دليل على أن هذا الحزب مأجور ودوره مشبوه، وأنه بلا مبادئ وأهداف، وأن حقيقة صراعه الشكلي مع الكيان المحتل لا يعدو أن يكون خلافًا بين سارقين أو قاتلين أو مغتصبين. هو اختلاف على كعكة وتكالب على قصعة، وإلا فلماذا لم يسمح هذا الحزب لمقاومة سنية أن تنشط في الجنوب البناني كي تؤازره ضد الاحتلال كما كان يزعم؟

ولماذا لم يقف موقفًا مشرفًا، فيدعم المظلومين في سوريا، أو على الأقل يقف على الحياد في مقاومة في ذبح الأطفال وقصف القرى؟

لكنه المشروع الإيراني الخبيث الذي يستهدف منطقتنا، إنه مشروع احتلالي فارسي، وحزب الله ليس إلا أداة رخيصة يحركها المقامرون الفرس؛ لتعبث كما يعبث أي عابث دخيل مأجور.

ليس غريبًا على حزب الله أن يقوم بهذا الدور المشبوه؛ فحقيقة هذا الحزب ليست كما يتوهمها كثير من المتعاطفين مع القضايا الوطنية، فشتان شتان بين حركات المقاومة التي جاهدت في سبيل الله ورسمت عبر درب الشهادة منهجًا للبطولة والفداء؛ فسمت غاياتها وعظمت أهدافها فكانت مع الحق حيث ما كان، وحركات أخر رخيصة مأجورة؛ كاليسار الفلسطيني في سوريا الذي دعم النظام، ومهد له الطريق لسحق الفلسطينيين في مخيم اليرموك، وحزب اللاهوت اللبناني الذي سحق المقاومة السنية في الجنوب اللبناني، وشرد الملايين من أهل السنة في سوريا، وعبث في العراق ولبنان والخليج العربي عبثًا مكن لإعداء الأمة وسهل عليهم مهمة الاستعمار والتفريق.

كشفت الثورة السورية على أن هذه المنطقة يتكالبها أعداء كثر؛ فمع أن العدو الصهيوني يعد العدو الأكبر لهذه الأمة إلا أن المنطقة لا تخلو من أعداء كثيرين لا يقلون شراسة وإجرامًا عن هذا العدو الفاجر كالنظام العربي العميل، والمشروع الشيعي الرافضي الدخيل؛ فإيران وقواها الضاربة في المنطقة كالنظام النصيري العلوي في سويا، وحزب الله الشيعي اللبناني، هؤلاء دخلاء على الأمة، هؤلاء خنجر مسموم في خاصرة أهل السنة، إنهم ورثة أبي لؤلؤة المجوسي، وأحفاده وأشباهه، وليسوا من نسيج هذه الأمة، بل هم سرطان عضال يجب استئصاله والتخلص منه؛ حتى تعود للأمة عافيتها وتلتئم جراحها فتصبح أمة واحدة كما أرادها الله، وهذا ما يتوقع إنجازه بعد الثورة السورية، فإن في انتصار هذه الثورة انكسار حتمي لعدويين لدودين، وجبهتين خطيرتين: الشيعة واليهود، ولن يسلم جسد الأمة من غدر أو خيانة ما دام أبو لؤلؤة المجوسي خارج السيطرة؛ فقتال حزب الله واجب كقتال بني صهيون؛ لأن هذين العدوين يضربان كبد الأمة عن قوس واحدة، فرحم الله من وعى وأدرك أن هذه الأمة أمة واحدة، وأن أعداء الأمة ينطلقون من موكب واحد وإن بدا بينهم خلاف فخلافهم على المواقع والمناصب والميراث.

كاتب فلسطيني .

"حقوق النشر محفوظة لموقع "قاوم"، ويسمح بالنسخ بشرط ذكر المصدر"
- See more at: http://ar.qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=8499&Itemid=1316#sthash.iz1UpFUC.dpuf

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !